سامى لبن
7 مايو الساعة 1:31 ص -2023م ·
الأطلال:
أحبَّ الشاعر «إبراهيم ناجي» بنت الجيران وهو ابن 16 سنة، ثم سافر ليدرس الطب وعند رجوعه وجد أنها تزوجت، لكنه لم يستطيع أن ينسى حبه لها، بعد 15 سنة وبعد منتصف الليل جاءه رجل أربعيني يستغيث به لينقذ زوجته التي كانت في حالة ولادة عسيرة، في بيت الرجل كانت الزوجة مُغطاة الوجه وكانت في حالة خطرة جدًا وهو يحاول ان ينقذها، فجأة بدأت أنفاسها تقل وتغيب عن الوعي عندها طلب «ناجي» منهم يكشفوا وجهها حتى تتنفس وكانت الصدمة.. هي حُب عمره التي لم ينساها يومًا.
ورغم أن «ناجي» قد أمضى سنين طويلة بعد هذا الحب إلا أنه كان مرهف المشاعر فأجهش بالبكاء وهو ينتظر العملية، وسط ذهول المتواجدين ولا أحد يفهم ما يحدث، بعد قليل رزقت بمولودها وبقت بخير ومشى «ناجي» من عند الرجل ورجع لبيته قبل مطلع الفجر وعلى باب بيته جلس وكتب «الأطلال».
يقول «ناجي» إنه في القصيدة بدّل بعض الأبيات لحاجة في نفسه منها مثلًا أنه كتب «(يا فؤادي لا تسل أين الهوى) وفي الأصل (يا فؤادي رحم الله الهوى». وبعد كتب «يا حبيبي كل شيء بقضاء .. ما بأيدينا خلقنا تعساء ربما تجمعنا أقدارنا .. ذات يوم بعد ما عز اللقاء.
لم يكتف ناجي بكل هذا الحب، فطلب من أم كلثوم أن تغني القصيدة، وغنت أم كلثوم «الأطلال» وقالت «هل رأى الحب سكارى مثلنا». التي هزت قلوب ملايين العشاق في العالم جيلًا بعد جيل، لا أحد يعرف سر السحر في القصيدة والأغنية المستمدة من قصة حب مدهشة.
قصيدة الأطلال
يا فؤادي لا تسل اين الهوى ..
كان صرحاً من خيالٍ فهوى
اسقني واشرب على أطلاله ..
واروِ عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً ..
وحديثاً من أحاديث الجوى
لست أنساك وقد أغريتني .. بفمٍ عذب المناداة رقيقْ
ويدٍ تمتد نحوي كيدٍ ..
من خلال الموج مدت لغريق ْ
وبريقاً يظمأ الساري له .. أين في عينيك ذياك البريق ْ
يا حبيباً زرت يوماً أيكه .. طائر الشوق أغني ألمي
لك إبطاء المدل المنعم .. وتجني القادر المحتكمٍ
وحنيني لك يكوي أضلعي ..
والثواني جمرات في دمي
أعطني حريتي أطلق يديَّ ..
إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ
آه من قيدك أدمى معصمي ..
لم أبقيه وما أبقى عليَّ
ما احتفاظي بعهودٍ لم تصنها ..
وإلام الأسر والدنيا لديَّ
أين من عيني حبيبُ ساحرٌ .. في نبل وجلال وحياء
واثق الخطوة يمشي ملكاً .. ظالم الحسن شهي الكبرياء
عبق السحر كأنفاس الربى ..
ساهم الطرف كأحلام المساء
اين مني مجلس أنت به .. فتنةٌ تمت سناء وسنى
وأنا حبٌ وقلبٌ هائمُ .. وخيالٌ حائرٌ منك دنا
ومن الشوق رسولٌ بيننا .. ونديمُ قدم الكأس لنا
هل رأى الحب سكارى مثلنا ..
كم بنينا من خيالٍ حولنا
ومشينا في طريق مقمرٍ .. تثب الفرحة فيه قبلنا
وضحكنا ضحك طفلين معاً ..
وعدوّنا فسبقنا ظلنا
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق ..
وأفقنا ليت أنّا لا نفيق
يقظة طاحت بأحلام الكرى ..
وتولى الليل والليل صديق
وإذا النور نذيرٌ طالعٌ ..
وإذا الفجر مطلٌ كالحريق
وإذا الدنيا كما نعرفها .. وإذا الأحباب كلٌّ في طريق
أيها الساهر تغفو ..
تذكر العهد وتصحو
وإذا ما التأم جرح ..
جدّ بالتذكار جرحُ
فتعلّم كيف تنسى ..
وتعلّم كيف تمحو
يا حبيبي كل شيء بقضاء ..
ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا ..
ذات يوم بعد ما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله .. وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلى غايته ..
لا تقل شئنا فإن الحظَّ شاء
...
من ارشيف الصفحه
Naser Mohamad
Maher Elemam
كل ما ذكر عار تماما عن الصحة.وبالفعل ناجي مات فى لندن عام1953.بعد أن صدمته سيارة مسرعة.وهو كان بالفعل قد عرض قصيدة الاطلال على ام كلثوم ولكنها ماطلته ولم تغنها.والذي قدمها مرة أخرى هو احمد رامي بعد أن غير بعض الكلمات وطبعا هي بالفعل مكونة من قصيدتين.فالجزء الاخير هل راى الحب سكارى الخ القصيدة من قصيدة أخرى غير الاطلال.وحتى الاطلال نفسها لم تكتب كما ذكرت ولكنها كتبت فى إنسانة احبها ناجي واول حروف من اسمها هي.ن س .ع.وقد كتب فيها من قبل قصيدة العودة عندما زار بيتها ولم يجدها فيه بل كانت قد رحلت فكتب.هذة الكعبة كنا طاءفيها. والمصلين صباحا ومساء. كم سجدنا وعبدنا الحسن فيها. كيف بالله رجعنا غرباء. رفرف القلب بجنبي كالذبيح. وانا اهتف ياقلب اتءد. فيجيب الماضي والقلب الجريح. لم عدنا.لم عدنا. ليت أنا لم نعد. ثم عندما ذهب لزيارة بيتها ولم يجده وأصبح اطلالات.كتب قصيدة الاطلال.وطبعا ام كلثوم لم تغن هذة القصيدة الا فى حفلة مايو1967.قبيل النكسة المشؤومة مباشرة.بعد موت ناجي باكثر من أربعة عشر عاما وليس فى حياة ناجي.وهذا الكلام قلته قبل ذلك مرارا من قبل.وعلى من يكتب بوستات عن هذة القصيدة يتحرى الدقة وليقرا كتاب ابراهيم ناجي.حياته وشعره.للشاعر صالح جودت وهو صديق ناجي وبلدياته من المنصورة وكان زميله فى جماعة ابوللو الشعرية.والله من وراء هذة الروايات.وعلى الله قصد السبيل.