عروة بن حزام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عروة بن حزام

    عروه حزام

    Urwa ibn Hizam - Urwa ibn Hizam

    عُروة بن حِزام
    (…ـ نحو 30هـ/… ـ نحو 650م)

    عروة بن حِزام بن مالك، يرتفع نسبه إلى عبد بن عُذرة، وعذرة قبيلة سكنت وادي القرى وما حوله، واقترن اسمها بنشأة عدد من الشعراء العذريين ومتيَّمي العرب، الذين أضناهم الحب لإخفاق تجاربهم فيه، وعروة كان علماً من أعلامهم.
    لا تُعرَف على وجه اليقين سنة ولادته، ولاتمكن المصادرُ المتوافرة سبيلَ تقديرها، بيد أن شهرة الرجل اتسعت، وصار لها أصداء واسعة في كتب الأدب وعند رواة الأخبار، بعد إخفاق تجربته في حبّ ابنة عمِّه عَفْراء. وقدّم الإخباريون تقديرين مهميَّن لسنة وفاته، فذهب بعضهم إلى أنه مات في خلافة عثمان، وقال آخرون في خلافة معاوية، وقارب صاحب الأعلام سنة وفاته فجعلها في نحو 30هـ.
    وعلى ذلك فَعُروة شاعر إسلامي، أُثرت عنه النباهة ورهافة الشعور، ورقة الإحساس، وكان من سيرته أنه نشأ في حِجْر عمه، فتعلق الصبي بابنة عمه عفراء بنت مالك العذري، ولما بلغ، سأل عمّه أن يزوجه إياها، فسوَّفَه، لأن والدتها طلبت مَهْراً عالياً. وتضيف الروايات أنه خرج في تجارة لأهله إلى الشام، أو أنه سافر إلى عمٍّ له في اليمن، وفي أثناء ذلك، قَدِم على أبي عفراء ابنُ عمٍ آخر لها من أهل البلقاء فخطبها، فزوجه إياها، ولّما عاد عروة إلى دياره وجد عفراء قد تزوجت، فلحق بها إلى البلقاء، فأكرمه زوجها، وودَّعها وانصرف، حتى إذا أيقن أنه فَقَدَها قال:
    وإني لَتَعْروني لِذكراك روعةٌ
    لها بين جلدي والعظام دبيبُ
    وما هو إلاّ أن أَراها فُجاءةً
    فَأُبْهَتَ حتى ما أكادُ أجيبُ
    ثم تداعى المرض على عروة، فأصيب بالسِّل، وظلَّت عِلَّته قائمة إلى أن مات، ويعمق الرواة مأساة مرضه، فيدّعون أنه أعجز الأطباء، فاستحال عليهم شفاؤه، ويصفون هَلَعَ أَخواتِه عليه، ومبلغَ الحزن الذي أصابهن، وينقل الرواة عن النُّعمان بن بشير، صاحب صدقات معاوية على بني عُذرة فيقول: إني أتيت بيتاً منفرداً، ليس قربه أحد، وإذا بِرجل بِفِنائه، لم يبق منه إلاّ عظم وجلد، فلّما سمعَ وَجَسي، ترنَّم وقال:
    وعينانِ ما أوفيتُ نَشْزَاً فتنظرا
    بِمَأْقيهما إلاّ هما تَكِفان
    ولعل الرواة يتزيدون في الحديث عن عروة، فيروون أن ركباً من أهل البلقاء كان يمرُّ بوادي القرى في أثناء جنازة عروة، فسألوا من الميت؟ فقيل لهم عُروة بن حِزام، فنقل الرَّكْبُ الخبر إلى عفراء، ويقال إن عفراء رثته ببضعة أبيات، وإنها زارت قبرهُ بعد أن استأذنت زوجها.
    وعروة شاعر، لبيب، حاذق قليل الشعر، لم تذكر المصادر إلا طرفاً منه، ولم يذكر ابن قتيبة إلا ثمانية أبيات من قصيدته البائية، وخمسة من النونية، وكذلك فعل أبو الفرج، وأكثر ما ورد من شعره في كتاب النوادر لأبي علي القالي، الذي أورد اثنين وثمانين بيتاً، هي أساس ديوانه الذي رواه أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب عن لقيط بن بكر الحجازي.
    يعُّد شعره مثالاً حياً للشعراء العذريين الذين ذاع صيتهم في الحجاز في صدر الإسلام وخلافة بني أمية.
    عبد الرحمن عبد الرحيم
يعمل...
X