عروه اذينه
Urwa ibn Udhaynah - Urwa ibn Udhaynah
عُرْوَة بن أُذَينة
(…ـ نحو130هـ/… ـ نحو 747م)
عُرْوة بن يحيى (أُذَينة) بن مالك الليثي المديني الكِناني الحجازي، يكنى أبا عامر. شاعر أموي وعالم ناسك زاهد، من أهل المدينة المنورة. كان جده مع علي بن أبي طالب في موقعة الجَمل، ثم اعتزل بعد أن استأذن عليّاً حفاظاً على نسله. أما أبوه فكان رجلاً صالحاً معروفاً بصلاحه بين الناس في المدينة.
تزوج عروة وأنجب عدداً من الأولاد، منهم ابنه يحيى الذي كان يروي أخبار أبيه وشيئاً من شعره.
نشأ عروة في المدينة، فأخذ العلم عن علمائها، كما أنه تأثر بما كان فيها من انتشار مظاهر الغزل والغناء، وظهر أثر ذلك في حياته وشعره، إذ كان يروي الأحاديث وتُؤخَذ روايته، ويُعلّم الناسَ ويعِظهم، ويقال إنه كان يصنع بعض الألحان وينسبها إلى غيره ليُغنَّى بها.
وكانت له وفادة قليلة على بعض الخلفاء، ولاسيما عندما يأتون في موسم الحج، فوفد على هشام بن عبد الملك. كما «كان على صلة طيبة وصحبة حسنة مع ولاة المدينة، فهم يعرفون له علمه وصلاحه، فضلاً عن جيد شعره، وكان هو وفيّاً لهم، يواسي منهم من تصيبه مصيبة أو ينزل به مكروه».
كان شديد الولاء لقبيلته كنانة ولقريش التي تنتمي إليها، وكان يرى الخير فيها، ولاسيما أنها قبيلة رسول اللهr، وفي ذلك يقول:
إذا قـريشٌ تولّى خيرُ صالحهـا
فاستيقننَّ بأنْ لا خيرَ فـــي أحـد
رهطُ النبي وأولى الناس منزلةً
بكل خيرٍ وأثرى الناس في العدد
اتصف عروة بسماحة النفس وشيء من المرح مع حبٍ للعلم، إضافة إلى نظم الشعر ونقده والميل إلى الغناء، وكان له مجلس في المدينة يجتمع فيه الناس والشعراء، ويأتي إليه القادمون إلى المدينة من الشعراء، وممن قدم إلى مجلسه جرير والفرزدق والأحوص وابن هرمة وابن أبي عتيق، والمغني ابن عائشة الذي كان يغني بشعره، والحزين الكناني الشاعر.
أقام حياته في المدينة لم يغادرها إلا نادراً إما إلى مكة للحج أو العمرة، أو إلى البصرة. وقد قضى عروة حياته زاهداً ناسكاً فقيهاً عالماً محدثاً يجله معاصروه ويذكرونه بخير، ويثنون عليه، ويكفي أن يكون الخليفة عمر بن عبد العزيز أحد أولئك الذين إذا سمعوا ذكر عروة قالوا: نعم الرجل أبو عامر. وقد توفي قبيل نهاية الخلافة الأموية نحو 130هـ.
يُعد عروة من الشعراء الفحول، ولاسيما في الغزل، وكان مقدَّماً على غيره عند بعض القدماء، كما كان جيد الشعر لبقاً «عالماً ناسكاً وشاعراً حاذقاً» يصوغ الألحان وينحلها المغنين. غلب على شعره الغزل العفيف حتى عُرف بذلك، وكان غزله عذباً رقيقاً له سيرورة، ويُعدّ من العشاق الغزليين، «على الرغم من صلاحه ونسكه وعلمه»، ومن غزله:
لم يُعطَ قلبُكَ عن سُعدى ولو بخلَتْ
صبراً ولم تَسقِ عنها النفسَ سُلوانا
عهدي بها صَلتةَ الخدينِ واضحةً
حوراءَ مثلَ مهـاةِ الرملِ مِبْدانا
يصفو لنا العيشُ والدنيا إذا رضيتْ
وقد تُكَـدَّرُ ما لم ترضَ دنيانـا
وكان لباقي الأغراض الشعرية كالمدح والفخر والهجاء والرثاء ظهور خافت في شعره. فمن رثائه لأخيه بكرٍ قوله:
سرى همي وهمُّ المرءِ يسري
وغاب النجمُ إلا قِيْد فِتـــر
لهَـمٍّ مـــا أزالُ لـه قرينـاً
كأنّ القلبَ أبطنَ حَرَّ جمر
على بكرٍ أخي فارقتُ بكـراً
وأيّ العيشِ يصلحُ بَعدَ بكر
جمع شعرَه ونشره يحيى الجبوري.
علي أبوزيد
Urwa ibn Udhaynah - Urwa ibn Udhaynah
عُرْوَة بن أُذَينة
(…ـ نحو130هـ/… ـ نحو 747م)
عُرْوة بن يحيى (أُذَينة) بن مالك الليثي المديني الكِناني الحجازي، يكنى أبا عامر. شاعر أموي وعالم ناسك زاهد، من أهل المدينة المنورة. كان جده مع علي بن أبي طالب في موقعة الجَمل، ثم اعتزل بعد أن استأذن عليّاً حفاظاً على نسله. أما أبوه فكان رجلاً صالحاً معروفاً بصلاحه بين الناس في المدينة.
تزوج عروة وأنجب عدداً من الأولاد، منهم ابنه يحيى الذي كان يروي أخبار أبيه وشيئاً من شعره.
نشأ عروة في المدينة، فأخذ العلم عن علمائها، كما أنه تأثر بما كان فيها من انتشار مظاهر الغزل والغناء، وظهر أثر ذلك في حياته وشعره، إذ كان يروي الأحاديث وتُؤخَذ روايته، ويُعلّم الناسَ ويعِظهم، ويقال إنه كان يصنع بعض الألحان وينسبها إلى غيره ليُغنَّى بها.
وكانت له وفادة قليلة على بعض الخلفاء، ولاسيما عندما يأتون في موسم الحج، فوفد على هشام بن عبد الملك. كما «كان على صلة طيبة وصحبة حسنة مع ولاة المدينة، فهم يعرفون له علمه وصلاحه، فضلاً عن جيد شعره، وكان هو وفيّاً لهم، يواسي منهم من تصيبه مصيبة أو ينزل به مكروه».
كان شديد الولاء لقبيلته كنانة ولقريش التي تنتمي إليها، وكان يرى الخير فيها، ولاسيما أنها قبيلة رسول اللهr، وفي ذلك يقول:
إذا قـريشٌ تولّى خيرُ صالحهـا
فاستيقننَّ بأنْ لا خيرَ فـــي أحـد
رهطُ النبي وأولى الناس منزلةً
بكل خيرٍ وأثرى الناس في العدد
اتصف عروة بسماحة النفس وشيء من المرح مع حبٍ للعلم، إضافة إلى نظم الشعر ونقده والميل إلى الغناء، وكان له مجلس في المدينة يجتمع فيه الناس والشعراء، ويأتي إليه القادمون إلى المدينة من الشعراء، وممن قدم إلى مجلسه جرير والفرزدق والأحوص وابن هرمة وابن أبي عتيق، والمغني ابن عائشة الذي كان يغني بشعره، والحزين الكناني الشاعر.
أقام حياته في المدينة لم يغادرها إلا نادراً إما إلى مكة للحج أو العمرة، أو إلى البصرة. وقد قضى عروة حياته زاهداً ناسكاً فقيهاً عالماً محدثاً يجله معاصروه ويذكرونه بخير، ويثنون عليه، ويكفي أن يكون الخليفة عمر بن عبد العزيز أحد أولئك الذين إذا سمعوا ذكر عروة قالوا: نعم الرجل أبو عامر. وقد توفي قبيل نهاية الخلافة الأموية نحو 130هـ.
يُعد عروة من الشعراء الفحول، ولاسيما في الغزل، وكان مقدَّماً على غيره عند بعض القدماء، كما كان جيد الشعر لبقاً «عالماً ناسكاً وشاعراً حاذقاً» يصوغ الألحان وينحلها المغنين. غلب على شعره الغزل العفيف حتى عُرف بذلك، وكان غزله عذباً رقيقاً له سيرورة، ويُعدّ من العشاق الغزليين، «على الرغم من صلاحه ونسكه وعلمه»، ومن غزله:
لم يُعطَ قلبُكَ عن سُعدى ولو بخلَتْ
صبراً ولم تَسقِ عنها النفسَ سُلوانا
عهدي بها صَلتةَ الخدينِ واضحةً
حوراءَ مثلَ مهـاةِ الرملِ مِبْدانا
يصفو لنا العيشُ والدنيا إذا رضيتْ
وقد تُكَـدَّرُ ما لم ترضَ دنيانـا
وكان لباقي الأغراض الشعرية كالمدح والفخر والهجاء والرثاء ظهور خافت في شعره. فمن رثائه لأخيه بكرٍ قوله:
سرى همي وهمُّ المرءِ يسري
وغاب النجمُ إلا قِيْد فِتـــر
لهَـمٍّ مـــا أزالُ لـه قرينـاً
كأنّ القلبَ أبطنَ حَرَّ جمر
على بكرٍ أخي فارقتُ بكـراً
وأيّ العيشِ يصلحُ بَعدَ بكر
جمع شعرَه ونشره يحيى الجبوري.
علي أبوزيد