العرجي (عبد الله بن عمرو)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العرجي (عبد الله بن عمرو)

    عرجي (عبد الله عمر)

    Al-Arji (Abdullah ibn Amro-) - Al-Arji (Abdullah ibn Amro-)

    العَرْجي (عبد الله بن عمرو ـ)
    (…ـ نحو 120هـ/… ـ نحو 738 م)

    عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان ابن عفان العرجي، أحد الشعراء في العصر الأموي، ذُكر أن له أخاً يدعى عاصماً، والعَرْجِي «بفتح العين وتسكين الراء» لقب غلب عليه، نسبةً إلى ضيعة له قرب الطائف يقال لها «العَرْج» كان ينزل بها، قرشيّ النسب، عاش وتوفي في العصر الأموي.
    أجمعت المصادر التي ترجمت له، على أنه وُلد بمكة من دون أن تذكر سنة ولادته، وقدّر الزِّركلي سنة وفاته نحو 120هـ. وكان سبب وفاته، أنه هجا محمد بن هشام المخزومي، وتغزل بزوجه «جَبْرة المخزومية» وأمه «جَيداء»، ولمّا وُلّي هشام إمارة مكة زمن هشام بن عبد الملك، أقامه على البُلُس وحبسه، وظل في سجنه تسع سنوات حتى مات.
    تزوج العرجي عُثيمةَ بنت بَكير بن عمرو بن عثمان، فأنجبت له أربعة أولاد، هم: عمرو وعثمان وعمر وزيد. وكان الشاعر أشقر اللون جميل الوجه، من أبناء اليُسْر والغنى والنّعمة، إذ كان يسقي إبله في كساء المخمل، ثم يغتسل ويلبس حلتين بخمسمئة دينار، أعجب بنفسه، وآل إعجابه إلى زَهْوٍ وخيلاء، ظهرا في قوله:
    أمشي كما حركت ريحُ يمانية
    غُصناً من البانِ رطباً طلُّه الدِّيمُ
    عاش العرجي في عصر فقدت فيه الحجاز زعامتها السياسية، وحيل بينه وبين السياسة، فانصرف إلى الاستثمار في الضياع والأملاك، وفي هذا الوقت ازدهر فن الغزل في الحجاز، فأدلى الشاعر بدلوه فيه، حتى غلب الغزل على أغراض شعره كلها. نحا فيه مذهب عمر بن أبي ربيعة، وأجاد في ذلك، غير أنه اختلف عنه في أمور منها: شغفه بالصيد وحرصه عليه، واختلف عنه بفتوته وفروسيته حتى عُدّ من الفرسان. اجتذبته حروب مسلمة بن عبد الملك بأرض الروم، فارتحل إليه وأبلى في المعارك بلاءً حسناً، وقيل عنه «إنه كان من أفرس الناس، وأرماهم وأَمَرَّهم لسهم»، واختلف العرجي عن عمر أيضاً في غزله فخرج إلى شيء من معاني الإباحية، ولم يمنعه الحياء من تتبع النساء المتزوجات والتغزل بهنّ، إضافة إلى أنه ظلم مولى أبيه حين قتله وسلّط عبيده على امرأته، وتغزّل بالحواجَّ الناسكات، من ذلك قوله في بعضهن، وقد سفرت عن وجه جميل:
    أَماطت كِساءَ الخَزِّ عن حُرِّ وجهها
    وأَدنتْ على الخدَّين بُردا مُهَلْهِلا
    من اللاءِ لم يحْجُجْنَ يبغين حِسْبةً
    ولكن ليَقْتُلْنَ البريء المُغَفَّلا
    تغيرت نفسُ الشاعر وآراؤه في الشطر الأخير من حياته، ولعلّ مَردّ ذلك يعود إلى سنوات حبسه الطويلة، ويوجد في أشعاره ما يدلّ على أساه وعلى ما صار إليه من عذاب السجن مثل بيته المشهور:
    أضاعوني وأيَّ فتى أضاعوا
    ليوم كريهةٍ وسِداد ثَغْر
    تعددت أغراض العَرجي الشعرية، غير أن ماغلب عليها هو الغزل، وبعض الهجاء، وتميز شعره بالطبع، وهو أحد شعراء قريش المشهورين في الإسلام، وتعكس أشعاره صورة الحياة عند نفر من أبناء قريش الميسورين، وكان واحداً من أعمدة الغزل الصريح التي سادت الحجاز في العصر الأموي، وله ديوان شعر برواية ابن جنيّ.
    عبد الرحمن عبد الرحيم

يعمل...
X