شيزوفرنيا...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شيزوفرنيا...

    شيزوفرنيا
    فتح باب البيت ثم دخل . استقبله هدوء بارد كموجة ثلج. نادى باسم زوجته، لا أحد يجيب. كان البيت فارغا كلقب أم موسى. تعودت زوجته ان تتأخر بين الفينة والأخرى في عملها بالمستشفى. توقيتهما الوظيفي كان مختلفا، وقلما اجتمعا حول لمائدة، لتناول وجبة غداء. تمنى لو أن زوجته لم تطن تشتغل، أو على الأقل تنتسب لنفص القطاع الذي يشتغل فيه. حينها كانا سيحظيان معا بنفس التوقيت. ويعودان سويا ألى البيت . لكن شاءت الظروف أن تكون ة ممرض ، وهو أستاذ . تعرفا على بعضهما، حين أجرى عملية لإزالة الدودة الزائدة. الغريب أنه كان كلما تذكر لحظة تعارفهما، يلمس الجهة اليمني من جذعه فلا يعثر على أي أثر للجرح. يستغرب ويتساءل هل حقا اجرى تلك العملية.
    تأكد له أن زوجته ليست في البيت، تناول الهاتف، وحاول أن يتصل بها ليخبرها، أن الشرطة عثرت على جثة زوجة الجار، التي اختفت منذ أزيد من شهر. لكن صوت العلبة الصوتية النسوي، كان يجيبه في كل مرة، لا يوجد أي مشترك في الرقم الذي تطلبونه.
    اتجه إلى غرفة النوم لغير ملابسه. ما أن فتح باب الخزانة حتى لا حظ، أن كل ملابس زوجته مفقودة. استغرب اشد الاستغراب. في الصباح حين غير ملابسه قبل الذهاب إلى عمله، كانت هناك ثيابها مرتبة بعناية في مكانها المعهود. والآن ها هي الخزانة فارغة، لا ثياب فيها ولا حتى ذلك العطر الفواح الذي كان يصدر من درج الخزانة حتى ولو كان فارغ.
    بعد أن غير ملابسه، اتجه ألى المطبخ أعد قهوة سوداء. وانتقل ألى الصالون . جلس على الاريكة. أيفظ التلفزيون من سباته، وراح يتنقل عبر القنوات الفضائية، ليستقر أخيرا على قناة "بيين سبور" التي كانت تبث مبراة معادة بين ريال مدريد بارشلونة.
    كان ينظر ولا يشاهد شيئا. أسئلة كثيرة كانت تتزاحم بين تلافيف دماغه. أين ذهبت زوجته، هل قررت أن تغادر البيت إلى الأبد. هل حقا هجرته و لماذا. بقي حائرا لا يفهم شيئا، دماغه كان كأنه شل، وغير قادر على أن يمنحه جواب شاف لما يقع.
    صوت انذار سيارات الشرطة، جعله ينسى مرغما غياب زوجته. نهض اتجه الى النافذة، رأى سيارتين رجال الامن وافقة قرب باب بيت جاره. قبل أن يدخل الى بيت، مر ببيت جاره، وجده يتحدث في الهاتف، ما أن انهى مكالمته، حتى سأله:
    -هل من جديد
    قال الرجل :
    -لقد عثرت الشرطة على جثة زوجتي. وهم قادمون ليأخذوني ألى حيث وجدوها.
    وبالفعل رآه، يكرب احدى السيارات ويغادر رفقة رجال الأمن. خشي ان يكون ما حصل لزوجة جاره، هو نفس ما حدث لزوجته. المدينة لم تعد أمنة كما في السابق. ظاهرة الاجرام، استفحلت فيها. قرر ان ينتظر بعض الوقت ، وان لم تظهر زوجته، سيتصل برجال الشرطة. . لكن انتظاره طال ولم تظهر زوجته. في الصباح قصد مفوضية الأمن ،قدم بلاغا باختفاء زوجته. طلبوا منه أن يمدهم بصورة لزوجته. أخبرهم أنه لا يملك ولا صورة لها. أخذت معها كل صورها. استغرب الشرطي. سأله:
    -قد تكون لديك واحدة على الأقل في الهاتف .
    أجاب:
    -ولا واحدة.
    تمتم الشرطي :
    -غريب
    وعده بعد أن سجل كل المعلومات المطلوبة، ان يهتم بأمر اختفاء زوجته. وبالفعل انطلقت التحقيقات بعد انصرام المدة اللازمة لأجراء البحث.
    بعد ثلاثة أيام، وبينما كان يستعد للمغادرة إلى عمله. سمع طرقا على الباب. فتح ، فوجد نفسه أمام مزل أربعة من رجال الشرطة ، عميد وثلاثة أخرين أقل منه رتبة .قال العميد ، وكان رجلا أربعينيا، متوسط القامة بدين الجسم.
    -صباح الخير سيد علي . جميل أننا وصلنا قبل أن تغادر.
    سأل علي العميد:
    -هل عثرتم على زوجتي .
    نظر العميد إلى مرؤوسيه، ابتسم الجميع . قال العميد :
    -دعنا مجلس ، وسنخبرك بكل شيء .
    -قال علي، وهو يدعوهم ليتبعوه :
    -طبعا.. طبعا، تفضلوا .
    أخذهم إلى الصالون. جلس الجميع . ما أن أخذ كل واحد منهم مكانه ، حتى قال العميد.
    -منذ أربعة أيام ، تقدمت لنا بطلب البحث عن زوجتك التي اختفت من البيت. أليس كذلك.
    أجاب علي:
    -نعم سيدي .
    ساد الصمت هنيهة ، ثم قطعه العميد:
    -ما رأيك أنك اكتشفنا انك غير متزوج أصلا . وأنك في المقابل ارتكبت جريمة قتل مروعة .
    صاح:
    -جريمة قتل
    قال الشرطي :
    -نعم ، لقد قتلت زوجة جارك، نظن انك كنت متيما بها، وحين منعتك من نفسها، قتلتها ، وزعمت أن زوجتك هجرتك. عثرنا على رسائل كثيرة منك لها في هاتفها الذي دفنته معها.
    لم يفهم علي ما الذي يقوله العميد. لا شك أنه مخطئ في زعمه. أنه متزوج ، حتى ولم لم تعد ثياب زوجته في الخزانة، وحتى لو تكن لديه أي صورة تجمعه بها. اما القتل ، فهو مجرد جحل مرأه بالفعل، نعم رأى منذ شهر أنه كان يقتل امرأة، قد تكون تشبه زوجة جاره.
    -عزيزامعي
يعمل...
X