عشتار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عشتار

    عشتار

    Ishtar - Ishtar

    عِشتار

    عشتار Ishtar هي إلهة الحب والخصب والحرب عند شعوب المشرق العربي القديم، عُبِدَتْ في سورية ومصر وبلاد الرافدين، وتفيد كلمة عشتار في الأكادية معنى الآلهة عامةً، وهي مأخوذة من اسم الإلهة السورية عطَّار، أما اسم عشتار في البابلية فيعني عيش الأرض.

    تعود جذور عبادة هذه الآلهة إلى السومريين الذين عاشوا في جنوبي بلاد الرافدين، وكانت تسمى عندهم إنانا (ملكة السماء)، وكان مركز عبادتها مدينة الوركاء Orchée السومرية (على ضفة الفرات)، وكان لها معبد في كل مدينة سومرية أو أكادية كبيرة، وخرجت عبادتها خارج حدود بابل إلى كل مدينة من مدن الدولة الآشورية، وعُبِدَت في المستعمرات الفينيقية في غربي البحر المتوسط، وسميت أفروديت Aphrodite عند الإغريق، بعد أن أخذ اليونان عبادتها من جزيرة قبرص، وأسماها الرومان فينوس Venus.
    وصفت عشتار بصفات متعددة، ومن أهم صفاتها الخِصْب، بما في ذلك التكاثر ونمو الزرع وكثرة المحاصيل. وهي إلهة الحب والجمال، ويُلاحظ ذلك في الدمى الكثيرة التي صنعها لها الفنانون القدامى، وصوروها شابَّةً ممتلئةَ الجسم ذاتَ قوام جميل، وهذا يظهر أيضاً في بعض التراتيل والأشعار التي كتبها الشعراء البابليون عنها.
    من صفاتها المهمة أنها إلهة الحرب، ومن أسلحتها الفأس المزدوجة والسيف والقوس، ولقبوها في بلاد الرافدين بسيدة الحرب، وظلت تُعْرَفُ بهذه الصفة إلى آخر العصور التاريخية.
    أما رموزها التي ظهرت جلية في المنحوتات والأختام الأسطوانية، ولاسيما في عصري الوركاء وجمدة نصر فهي حزمة القصب ذات النهاية المعقوفة، والنجمة الثُّمانية إشارة إلى نجمة الزُّهْرة.
    ورد اسم عشتار في نصوص كثيرة تعود إلى عصور مختلفة من التاريخ القديم، فقد كانت الشخصية الرئيسة في كثير من الأساطير والملاحم القديمة، فهي في ملحمة غلغامش إلهةٌ تستقطب بجمالها أنظار الرجال، ولها عشاق كثيرون، منهم الإله دوموزي (تموز)، ومنها أسطورة عشتار وتموز التي يرد فيها زواج عشتار من الإله تموز، وصار هذا الزواج من طقوس الخصب الرئيسة في بلاد الرافدين، وعُرِفَ بين المختصين بالزواج المقدس، وصار لهذا الحدث العظيم عيدٌ يُحتفَل بإقامته كل عام.
    من الملاحظ أن الكَّتاب الإغريق والهلنستيين اقتبسوا هذه الأساطير ونسجوا على منوالها أساطير أخرى متأثرةً بأساطير عشتار المشرقية مع تغيير في أسماء الآلهة، إذ نجد أسطورة عستارت وأدونيس التي تذكرِّنا بأسطورة عشتار وتموز، وتدور حوادث الأسطورة حول حب أفروديت الإغريقية للإله أدونيس، الذي تنتهي حياته إلى الموت، كما هي الحال في أسطورة عشتار وتموز الذي يلاقي النهاية ذاتها.
    بقيت عبادة الإلهة عشتار منتشرة في العصور القديمة، من السومريين حتى الأكاديين والبابليين والآشوريين، وبقي اسمها بارزاً حتى بعد سقوط الامبراطورية الآشورية، وأطلق اسمها في العصر البابلي الحديث 625ـ 539ق.م على واحدة من أشهر بوابات العاصمة بابل، وهي تُعْرَفُ اليومَ ببوابة عشتار، وقد استمرت عبادة الإلهة عشتار حتى القرون الأولى لانتشار المسيحية، حتى قام الامبراطور المسيحي قسطنطين بهدم آخر معابدها في جبل لبنان بسبب طقوسه الجنسية أو ما يسمى بالزواج المقدس.
    إبراهيم توكلنا
يعمل...
X