عقيل بن علفة المري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عقيل بن علفة المري

    عقيل علفه مري

    Akil ibn Ulfah al-Murri - Akil ibn Ulfah al-Murri

    عَقيل بن عُلَّفة المُرّي
    (… ـ نحو 100هـ/… ـ نحو 718م)

    عَقيل بن عُلَّفة بن الحارث بن معاوية المُرّي، ينتهي نسبه إلى بني مُرَّة من ذُبيان، وأُمُّه عَمْرَة بنت الحارث بن عوف المري، ويكنى أبا العَمَلَّس، وأبا الجرباء، وهما ابنه وابنته، والعَمَلَّس هو القوي الشديد في السفر.
    كان عقيل واحداً من شعراء الدولة الأموية، شديد العنجهية والكبر في بني مُرَّة، لا يرى أحداً كفئاً له. فقد دخل يوماً على عثمان بن حيان، وهو يؤمئذٍ عامل على المدينة، فقال له عثمان: زوجني ابنتك، فقال: أَبَكْرَة من إبلي تعني؟ فقال له عثمان: ويلك! أمجنون أنت، ثم كرر عقيل ردّه، فأمر عثمان فضربه وخرج من عنده، وهو يقول:
    كنا بني غيظ الرجال فأصبحت
    بنو مالك غيظاً وصرنا كمالك
    لحى الله دهراً ذعذع المال كلَّه
    وسَوَّد أشباه الإماء العواركِ
    يقع عقيل موقع شرف في قومه من كلا طرفيه. وكانت قريش ترغب في مصاهرته، تزوج إليه خلفاؤها وأمراؤها، فقد تزوج يزيد بن عبد الملك ابنته الجرباء، وتزوج سلمة بن أبي عبد الله بن المغيرة عَمْرَة بنت عقيل، وزوَّج ابنته أم عمرو من ثلاثة نفر من بني الحكم بن أبي العاص: يحيى، والحارث، وخالد.
    كان عقيل بدوياً جافياً لم يترك البادية إلا لقضاء بعض حاجاته، وكان شديد الهوج، جافي الطبع، لا يعرف كثيراً من كتاب الله، قال له عمر بن عبد العزيز: إنك لأعرابي جلف جافٍ، والله لا أراك تقرأ من كتاب الله شيئاً، فرد عليه الشاعر قائلاً: بلى إني لأقرأ، قال: فاقرأ، فقرأ )إِذا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَها( فأخطأ القراءة، فَوَبخَّه عمر، فخرج من عنده مغضباً، وهو يقول:
    خُذا أَنف هَرشَى أو قَفَاه فإنّهُ
    كِلا جَانبي هَرشَى لَهُنّ طريقُ
    كان عقيل شديداً على أبنائه، فقد شدّ على ابنه العَمَلّس بالسيف، مما اضطره إلى رميه بسهم، فسقط عقيل يتمرغ في دمه، وهو يقول:
    إنّ بنيَّ سَرْ بَلوني بالدَّم
    من يَلْقَ أبطال الرجالِ يُكلَم
    ومن يكن ذا أَوَدٍ يُقَوَّمِ
    شِنْشِنَةٌ أعرفها مِن أَخْزَمِِ
    ويُروى أن عمر بن عبد العزيز قال لعقيل يوماً إنك تخرج إلى أقاصي البلاد، وتدع بناتك في الصحراء لا كالئ لهنَّ، فقال: إني أستعين عليهنّ بِخلَّتين تكلآنِهنَّ، وأستغني عن سواهما، قال: وماهما؟ قال العري والجوع.
    وعقيل شاعر فصيح مُجيد، وصفه صاحب الأغاني بأنه جيد الشعر وعدّه من المُقلّين، واعترف الشاعر نفسه بأنه من المقلين الذين يستغنون عن الكثرة بالجودة، فقد سأله يحيى بن الحكم أمير المدينة يوماً عن بعض شعره فقال: أما والله إنك لتقول فتقصر فقال: إنما يكفي من القلادة ما أحاط بالرقبة.
    وأكد ابن سلام شاعريته وتفوقه فصنفه في صدر الطبقة الثامنة من الإسلاميين. يمتاز شعره بالجزالة، ويغلب عليه الطابع البدوي، وفيه قليل من غريب اللغة، وواحد من أبياته ذهب مثلاً «شِنْشِنَةً أعرفها من أَخْزَم » (والشنشنة: العادة الغالبة، وهو مثل يُضرب في قرب الشبه في الخُلُق) ولم يقع بين أخباره ما يفيد أن شعره قد جُمع من قبل القدماء أو المحدثين.
    عبد الرحمن عبد الرحيم
يعمل...
X