التعليم المبرمج programmed instruction

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التعليم المبرمج programmed instruction

    مبرمج (تعليم)

    Programmed instruction - Enseignement programmé

    المبرمج (التعليم ـ)

    يعدّ التعليم المبرمج programmed instruction أولّ تقنية تعليمية تعلّمية متكاملة ظهرت بوادرها عند سيدني بريسي Sydney Pressey عام 1926، عندما استخدم البطاقات المثقوبة في آلة مخصصة للاختبار باطلاع المتعلّم على نتيجة عمله فيتعلم ذاتياً، وتابع بوروس فريدريك سكينر[ر] B.F.Skinner إيجاد نظام خطي بالبرمجة، يربط فيه بين «علم التعلّم وفن التعليم» وسمّاه التعليم المبرمج في أوائل الخمسينات من القرن العشرين، وصادف في تلك الفترة إطلاق الاتحاد السوڤييتي أول قمر اصطناعي عام 1957 سمي (سبوتنيك) مما كان تحدياً للولايات المتحدة الأمريكية، فجمعوا العلماء والمفكرين الذين عللوا ذلك بتفوق التخطيط والبرمجة السوڤييتية في التربية على استراتيجية «حل المشكلات» التي أشاعها جون ديوي [ر] J.Dewey في التربية الأمريكية. وهذا التفوق في التربية أسهم بالتفوق في مجال الفضاء، فلجأ الأمريكيون إلى التعلّم الذاتي المبرمج، الذي أسهم في سيطرة تقنيته في الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين، وخاصة باللغة الإنكليزية، ونجحت برامجه المطبوعة في العلوم محددة المبادئ والقواعد، كالرياضيات والعلوم الفيزيائية والكيماوية والحيوية، وعلم النفس السلوكي الذي طوره سكينر.
    أنواع البرامج التعليمية:
    كانت بعض هذه البرامج تعرض في آلات تعليمية تساعد على عرض المعلومات وقيام المتعلم بالاستجابة، وبعدها الاطلاع على الإجابة الصحيحة، وهذا يمكِّن المتعلم من عدم الاطلاع على الإجابة إلا بعد أن يجيب بنفسه، فإذا كانت إجابته صحيحة عن إطار البرنامج الصغير، فإنه ينتقل إلى الإطار اللاحق، وإذا كانت مغلوطة فإنه يصحح إجابته، وينتقل إلى الإطار اللاحق ويستمر بهذه السلسلة من الأطر إلى أن يحقق أهداف الدرس (البرنامج) المصوغة بعبارات سلوكية قابلة للملاحظة والقياس والتقويم، ويستمر التحسين بالبرنامج التعليمي إلى أن يتوصل معظم المتعلمين إلى إتقان الأهداف السلوكية الموضوعة لكل برنامج درسي، ويسمى هذا النوع البرامج الخطية.
    وظهرت في الستينيات من القرن العشرين برامج تعليمية غير خطية في تسلسلها، بل متشعبة ومتفرعة وفق صحة إجابة المتعلم، وسميت برامج تفريعية أو صميمية، وكان المهندس نورمان كراودر Norman Crowder أشهر من صممها في الستينيات من القرن العشرين.
    إلا أن البرامج الخطية والتفريعية لم تنجح في الكتب المطبوعة، ولا في الآلات التعليمية الميكانيكية والكهربائية التي استخدمت فيها البرامج التعليمية، مما أدى إلى انحسار التعليم المبرمج في أواخر السبعينيات من القرن العشرين، ولكنه عاد للظهور مباشرة مبرمجاً في أجهزة الحاسوب [ر] في الثمانينيات من القرن العشرين ما جعل مجلة Time الأمريكية تختار الحاسوب «آلة عام 1980»، بدلاً من عادتها اختيار رجل لكل عام في كل عدد من أوائل العام اللاحق (القادم).
    ويتم التعلّم المبرمج بالكتب أو الحاسوب بوساطة برنامج تعليمي يقود المتعلم خطوة خطوة إلى أن يحقق الأهداف بفاعلية عالية، ويطور التعليم المبرمج بنموذجه المبسط في إعطاء المعلومات، وقيام المتعلّم بالاستجابة، والتعريف بالنتيجة، وتعزيزها عندما تكون صحيحة، وتصحيحها عندما تكون مغلوطة، وهذا يمكِّن من التفاعل بين الإنسان وأجهزة عصر المعلومات الإلكترونية مثل الحاسوب بأنماطه المتعددة، والهاتف الجوال mobile (أو الخلوي).
    مبادئ التعليم المبرمج ومراحله
    أسهم التعليم المبرمج في تنظيم التعلم الذاتي في برامج تعمل وفق المبادئ الآتية:
    ـ توضع أهداف الدرس المبرمج (أغراضه) وفق صوغ سلوكي قابل للملاحظة والقياس لتقويم ناتج التعلّم.
    - يصمم البرنامج وفق الأهداف (الأغراض)، ويحلل إلى وحدات صغيرة تسمى كل واحدة منها (إطاراً) في التعليم المبرمج بالكتب، أو (شاشة) بالتعليم المبرمج بالحاسوب. ويطور البرنامج تجريبياً إلى أن يصير الإتقان في تعلّمه عالياً.
    - يستجيب المتعلم لأسئلة كل إطار، أو شاشة، كتابة بالقلم، أو بالرقن على مفاتيح أو فأرة الحاسوب.
    - يطلّع المتعلم على الاستجابة الصحيحة في البرنامج الكتابي أو الحاسوبي، فإذا كانت إجابته صحيحة ينتقل مباشرة إلى الإطار اللاحق، أما إذا كانت إجابته مغلوطة فلا ينقله الحاسوب إلى الإجابة الصحيحة إلا بعد أن يقوّم عمله بالصح أو الخطأ.
    - يقوّم عمل المتعلم بالبرنامج في كل إطار، أو خطوة، كما يسجل له التقويم التراكمي لمجمل إجاباته عن إطارات البرنامج، وبالتالي يتعرّف مدى نجاحه في التعلّم الإتقاني.
    ـ وهكذا يظهر في التعليم المبرمج مدى النجاح فوراً، فالصحيح يسهم في تعزيز تعلّمه، والخاطئ يعالج فوراً قبل أن يترسخ، ويسمى التعزيز بالمدخل السلوكي [ر]، ويقابله التغذية الراجعة بالمدخل المعرفي، أي إن التغذية الراجعة الصحيحة تعزز التعلّم، والمغلوطة تصححه، وبالتالي يكون التعلم بالمدخلين إتقانياً.
    ونتيجة لهذه المبادئ يتخذ المبرمجون شعاراً لهم «إذا أخطأ معظم المتعلمين بالإجابة، فاللوم يقع على المُبرمِج (المعلم) وليس على المتعلم».
    تطور البرامج التعليمية
    أسهم رخص ثمن الأجهزة الحديثة وأقراص البرامج الحاسوبية مقارنة بالأجهزة القديمة بجعلها أكثر انتشاراً بالعالم، وبالتالي أسهمت إلى حد ما برفع مستوى التعليم لدى ملايين البشر، شريطة توافر برامج تعليمية إتقانية. كما أسهم تعاون مبرمجي الحاسوب، مع مبرمجي السلوك الإنساني مع فنيين آخرين لإنتاج برامج تعلّمية جيدة، وهي مهمة تقوم بها غالباً الشركات الكبرى، والمؤسسات الحكومية، والوزارات وخاصة التعليمية والثقافية والمعلوماتية والإعلامية، وذلك لإنتاج برامج تعليمية ذات جودة نوعية قادرة على المنافسة.
    وقد أنتجت بالعربية في الستينيات والسبعينيات برامج تعليمية مكتوبة باللغة العربية، وخاصة برامج التعلّم الذاتي لقواعد اللغة العربية والإملاء، وبرامج وسائل تعليمية، وبرامج في الرياضيات والميكانيكا والعلوم الطبيعية، والجغرافيا، وغيرها من المواد في مستويات مختلفة من التعليم. وفي بعض الدول العربية التي كانت أسرع في تبني هذه التقنية مثل سورية، ومصر والعراق، إلا أن شيوع عصر المعلومات جعل عدد أجهزة وأنظمة المعلومات والاتصال مؤشراً على التقدم بين الدول من أجل التنمية، ومازالت البرامج التعليمية الحاسوبية قليلة باللغة العربية. ويظهر هذا واضحاً في تقارير الأمم المتحدة للإنماء المسماة UNDP Report التي تطبعها اليونسكو بمشاركة منظمات دولية عديدة تضع الدولة في رتبة محددة للتنمية، وتجعل مؤشرات توافر الحاسوب، أو الهاتف الجوال من عوامل التنمية الشاملة في عصر المعلومات.
    وصار العاملون في البرامج الإلكترونية والحاسوب أغنى أغنياء العالم، مثل بيل غيتس Bill Gates في شركة مايكروسفت، لأنه كان ينتقل من نجاح إلى نجاح، ويعمم برامجه لتشغيل معظم أجهزة الحاسوب، مما مكّن كل إنسان قادر في العالم أن يتعلّم في أي زمان، وأي مكان، وأي ظروف أو إعاقات. وهكذا حل الحاسوب محل الآلات التعليمية القديمة في التعلم الذاتي المبرمج بالحاسوب. وفتح فرصاً للتعليم الافتراضي، كما فتح فرصاً للتعلم وفق النظرية السلوكية في التعلّم[ر]، وكذلك وفق النظرية المعرفية البنيوية، وأبرز ما فيها إمكان الدمج والربط بين المفاهيم والمبادئ، والتفاعل والإتقان في التعلم، وخاصة أن الحاسوب يستخدم تقنيات وأدوات اتصال متعددة من إشارة، وصوت، وكتابة وصور ثابتة ومتحركة في منظومة واحدة داخل برامجه المصممة في التعلّم الذاتي.
    فخر الدين القلا
يعمل...
X