علقمي (محمد احمد، )
Ibn al-Alkami (Mohammad ibn Ahmad-) - Ibn al-Alkami (Mohammad ibn Ahmad-)
ابن العلقمي (محمد بن أحمد ـ)
(593 ـ 656هـ/1197ـ 1258م)
مؤيد الدين أبو طالب محمد بن أحمد بن محمد بن علي، آخر وزراء الدولة العباسية، ويعرف بابن العلقمي، نسبة إلى جده العلقمي الذي حفر النهر المسمى بالعلقمي.
اشتغل ابن العلقمي في شبابه بالنحو وعلم الأدب في الحلة، عند عميد الرؤساء ابن أيوب، ثم قدم بغداد فقرأ على يد أبي البقاء عبد الله بن المسيب العكبري، الذي اشتهر بالإنشاء والأدب، وفي بغداد أقام عند خاله عضد الدين أبي نصر المبارك بن الضحاك، الذي كان يلقب «شيخ الدولة» فاستنابه في ديوان الأبنية، وشغّله بعلم الإنشاء، وبقي فيه حتى توفي خاله، فنقل إلى دار التشريفات «الخلافة» واستمر فيها حتى عين وزيراً للخلافة زمن المستعصم بالله.
تولى ابن العلقمي الوزارة عام 642هـ، وتصفه المصادر أنه كان نصيراً للعلم، عليماً بالإدارة يهوى جمع الكتب، فيروى أنه كان «خبيراً بتدبير الملك، عالي الهمة، محباً للرياسة، كثير التجمل، متمسكاً بقوانين الرياسة، خبيراً بأدوات السياسة». ومع مرور الوقت أصبح ابن العلقمي صاحب سلطان ونفوذ كبير عند الخليفة العباسي، وقد حصل له من التعظيم والوجاهة أيام المستعصم ما لم يحصل لغيره من الوزراء، وكان نفوذه كبيراً ومؤثراً، وقد استغل هذا النفوذ من أجل تحقيق هدف تدمير الخلافة العباسية، بعد الخلاف الذي نشأ بينه وبين ابن الخليفة والقائد الدويدار ومناصرة كل منهما لطرف في أثناء النـزاع بين السنة والشيعة في بغداد. وتتهمه المصادر بأنه كان مغالياً في التشيع ناقماً على الخلافة، ويظهر دور ابن العلقمي، عندما حاول المغول مهاجمة بغداد سنة 642هـ، وهي السنة التي تولى فيها ابن العلقمي الوزارة، لذلك كان عليه أن يعزز قدرة الجيش العباسي ويرفع من مستواه ويستعد للدفاع عن بغداد، غير أن ابن العلقمي عمل على نقيض ذلك؛ إذ قام بتثبيط همة الخليفة، وصرفه عن الاستعداد للحرب بحجة أنه رتب شؤون الصلح، وتذكر المصادر أن الإجراءات التي اتبعها ابن العلقمي وسياسته تجاه الجيش العباسي أدت إلى تناقص أعداده من مئة ألف مقاتل، في بداية وزارته، إلى ما يقارب عشرة آلاف مقاتل عند بداية الغزو المغولي، إضافة إلى تردي أوضاع الجند الاقتصادية، مما أثَّر في وضعهم النفسي وفي معنوياتهم القتالية، وكان لهذا كله الأثر في انحطاط الجيش العباسي وتدهوره، مما سهل للمغول نجاح حملتهم العسكرية.
تتحدث المصادر عن تقويض ابن العلقمي لخطط الدفاع عن بغداد، وعن إقناعه الخليفة والقادة بعدم التصدي للمغول، بل إرسال الهدايا إلى هولاكو لاسترضائه ومهادنته، وبعد مفاوضته هولاكو على أبواب بغداد، طلب ابن العلقمي من الخليفة وحاشيته أن يقابلوا هولاكو لتوقيع الصلح، وعندما فعلوا، أمر هولاكو بقتلهم جميعاً. وهكذا استبيحت بغداد لجند المغول، الذين عاثوا فيها فساداً وقتلوا أكثر من ثمانمئة ألف من سكانها، ولم ينج إلا من اختفى منهم.
وتتفق المصادر على أن المغول «التتار» استولوا على بغداد بمكيدة دبرت مع ابن العلقمي وزير الخليفة. وبعد احتلال بغداد عين هولاكو ابن العلقمي حاكماً عليها تحت إشراف الموظفين المغول، الذين عاملوه بمنتهى الذل والإهانة، فلم تطل أيامه بعد ذلك، وبات حزيناً كئيباً نادماً على فعلته.
ومات غماً وكمداً بعد عدة أشهر من احتلال المغول لبغداد.
محمود فرعون
Ibn al-Alkami (Mohammad ibn Ahmad-) - Ibn al-Alkami (Mohammad ibn Ahmad-)
ابن العلقمي (محمد بن أحمد ـ)
(593 ـ 656هـ/1197ـ 1258م)
مؤيد الدين أبو طالب محمد بن أحمد بن محمد بن علي، آخر وزراء الدولة العباسية، ويعرف بابن العلقمي، نسبة إلى جده العلقمي الذي حفر النهر المسمى بالعلقمي.
اشتغل ابن العلقمي في شبابه بالنحو وعلم الأدب في الحلة، عند عميد الرؤساء ابن أيوب، ثم قدم بغداد فقرأ على يد أبي البقاء عبد الله بن المسيب العكبري، الذي اشتهر بالإنشاء والأدب، وفي بغداد أقام عند خاله عضد الدين أبي نصر المبارك بن الضحاك، الذي كان يلقب «شيخ الدولة» فاستنابه في ديوان الأبنية، وشغّله بعلم الإنشاء، وبقي فيه حتى توفي خاله، فنقل إلى دار التشريفات «الخلافة» واستمر فيها حتى عين وزيراً للخلافة زمن المستعصم بالله.
تولى ابن العلقمي الوزارة عام 642هـ، وتصفه المصادر أنه كان نصيراً للعلم، عليماً بالإدارة يهوى جمع الكتب، فيروى أنه كان «خبيراً بتدبير الملك، عالي الهمة، محباً للرياسة، كثير التجمل، متمسكاً بقوانين الرياسة، خبيراً بأدوات السياسة». ومع مرور الوقت أصبح ابن العلقمي صاحب سلطان ونفوذ كبير عند الخليفة العباسي، وقد حصل له من التعظيم والوجاهة أيام المستعصم ما لم يحصل لغيره من الوزراء، وكان نفوذه كبيراً ومؤثراً، وقد استغل هذا النفوذ من أجل تحقيق هدف تدمير الخلافة العباسية، بعد الخلاف الذي نشأ بينه وبين ابن الخليفة والقائد الدويدار ومناصرة كل منهما لطرف في أثناء النـزاع بين السنة والشيعة في بغداد. وتتهمه المصادر بأنه كان مغالياً في التشيع ناقماً على الخلافة، ويظهر دور ابن العلقمي، عندما حاول المغول مهاجمة بغداد سنة 642هـ، وهي السنة التي تولى فيها ابن العلقمي الوزارة، لذلك كان عليه أن يعزز قدرة الجيش العباسي ويرفع من مستواه ويستعد للدفاع عن بغداد، غير أن ابن العلقمي عمل على نقيض ذلك؛ إذ قام بتثبيط همة الخليفة، وصرفه عن الاستعداد للحرب بحجة أنه رتب شؤون الصلح، وتذكر المصادر أن الإجراءات التي اتبعها ابن العلقمي وسياسته تجاه الجيش العباسي أدت إلى تناقص أعداده من مئة ألف مقاتل، في بداية وزارته، إلى ما يقارب عشرة آلاف مقاتل عند بداية الغزو المغولي، إضافة إلى تردي أوضاع الجند الاقتصادية، مما أثَّر في وضعهم النفسي وفي معنوياتهم القتالية، وكان لهذا كله الأثر في انحطاط الجيش العباسي وتدهوره، مما سهل للمغول نجاح حملتهم العسكرية.
تتحدث المصادر عن تقويض ابن العلقمي لخطط الدفاع عن بغداد، وعن إقناعه الخليفة والقادة بعدم التصدي للمغول، بل إرسال الهدايا إلى هولاكو لاسترضائه ومهادنته، وبعد مفاوضته هولاكو على أبواب بغداد، طلب ابن العلقمي من الخليفة وحاشيته أن يقابلوا هولاكو لتوقيع الصلح، وعندما فعلوا، أمر هولاكو بقتلهم جميعاً. وهكذا استبيحت بغداد لجند المغول، الذين عاثوا فيها فساداً وقتلوا أكثر من ثمانمئة ألف من سكانها، ولم ينج إلا من اختفى منهم.
وتتفق المصادر على أن المغول «التتار» استولوا على بغداد بمكيدة دبرت مع ابن العلقمي وزير الخليفة. وبعد احتلال بغداد عين هولاكو ابن العلقمي حاكماً عليها تحت إشراف الموظفين المغول، الذين عاملوه بمنتهى الذل والإهانة، فلم تطل أيامه بعد ذلك، وبات حزيناً كئيباً نادماً على فعلته.
ومات غماً وكمداً بعد عدة أشهر من احتلال المغول لبغداد.
محمود فرعون