آخر الزمر طيط!)
~~~~~~~~~
شخصت إلى صاحبنا مهرولا، فلما صرت إليه ابتدرني سائلا : إنك لاتاتيني في مثل هذه الساعة إلا لأمر جلل، فما شأنك؟
- فقلت :إني صنعت لحنا، فإن رأيت أن تسمعه مني فافعل.
- فقال : هات اسمعنا.
حتى إذا فرغت من عزفي، وقدرت ان لحني لم يقع من نفسه بحيث توخيت، قال : حسبك حسبك!
ثم البث واجما كاسف البال قد علاني الشحوب لا أدري ما اصنع، فتركني حتى سكن جأشي، ثم صرف وجهه إلي
و قال :هون عليك يا فتى.
- فقلت له :
"لقد حزبني هذا الأمر وضقت به ذرعا، ولست ادري ما اصنع، ولقد شغلني عن شؤوني وكل مصالحي، فبماذا تشير علي؟ " وكنت أطمع منه بفرج يجلو كربتي.
- فقال :
"إنك تلتمس ما لا سبيل إليه، و تكلف نفسك ما لا تطيق، و إن لهذا علة لا تعرفها أنت ، ألا فاعلم إنما هذه بذرة تزرعها السماء في من تختاره اهلا لها ، وانت لا تملك البذرة،
فهل يصح في القياس ان يُحصَدَ زرع بغير بذر؟!
وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم : ( يزيد في الخلق ما يشاء).
فلما عيل صبري وأخذني اليأس من كل جانب تضاعف بؤسي، وعلمت أن هذا أمر دونه خرط القتاد، فانقطع رجائي منه.
ثم تدبرت حالي وقلت متحسرا : ما أعجب الشيء ترجوه فتحرمه!
وجعلت اخاطب عودي : إني مفارقك لا محالة!
فما جَسَرْتُ بعد ذلك أن اهجس بهذا الأمر في نفسي فضلا عن أن أظهره!
محمد سرحان
~~~~~~~~~
شخصت إلى صاحبنا مهرولا، فلما صرت إليه ابتدرني سائلا : إنك لاتاتيني في مثل هذه الساعة إلا لأمر جلل، فما شأنك؟
- فقلت :إني صنعت لحنا، فإن رأيت أن تسمعه مني فافعل.
- فقال : هات اسمعنا.
حتى إذا فرغت من عزفي، وقدرت ان لحني لم يقع من نفسه بحيث توخيت، قال : حسبك حسبك!
ثم البث واجما كاسف البال قد علاني الشحوب لا أدري ما اصنع، فتركني حتى سكن جأشي، ثم صرف وجهه إلي
و قال :هون عليك يا فتى.
- فقلت له :
"لقد حزبني هذا الأمر وضقت به ذرعا، ولست ادري ما اصنع، ولقد شغلني عن شؤوني وكل مصالحي، فبماذا تشير علي؟ " وكنت أطمع منه بفرج يجلو كربتي.
- فقال :
"إنك تلتمس ما لا سبيل إليه، و تكلف نفسك ما لا تطيق، و إن لهذا علة لا تعرفها أنت ، ألا فاعلم إنما هذه بذرة تزرعها السماء في من تختاره اهلا لها ، وانت لا تملك البذرة،
فهل يصح في القياس ان يُحصَدَ زرع بغير بذر؟!
وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم : ( يزيد في الخلق ما يشاء).
فلما عيل صبري وأخذني اليأس من كل جانب تضاعف بؤسي، وعلمت أن هذا أمر دونه خرط القتاد، فانقطع رجائي منه.
ثم تدبرت حالي وقلت متحسرا : ما أعجب الشيء ترجوه فتحرمه!
وجعلت اخاطب عودي : إني مفارقك لا محالة!
فما جَسَرْتُ بعد ذلك أن اهجس بهذا الأمر في نفسي فضلا عن أن أظهره!
محمد سرحان