مجترات
Ruminants - Ruminants
المجترات
المجترات ruminants، حيوانات رباعية المعدة، تُعيد إلى فمها كميات من العلف الذي سبق أن تناولته ومضغته مضغاً بسيطاً، وذلك لاجتراره في أوقات راحتها. وهي تنتمي إلى رتيبة (تحت رتبة) المجترات Ruminantia، رتبة مزدوجات الأصابع Artiodactyla، وتضم نحو 150 نوعاً منها الأبقار [ر] cattle والضأنيات [ر] sheep والمعز [ر] goats والأيِّلdeer والجاموس [ر] buffalo والبيزون [ر] bison والزرافة giraffe والمُوظ moose والإلكة elk.
الفارق الرئيس بين المجترات والحيوانات ذوات المعدة البسيطة هو امتلاك المجترات معدة كبيرة السعة مؤلفة من أربع حجرات هي الكرش rumen والإِنفحة reticulum وذات التلافيف omasumوالمعدة الرابعة (أو الحقيقية) abomasum (الشكل 1). وقد يقول بعض الدارسين تجاوزاً إن المجترات تمتلك «أربع» معدات. أما اللاما llama والألباكا alpaca فإنها مجترات كاذبة لامتلاكها معدة ذات ثلاثة أقسام بدلاً من أربعة.
وقد كانت هذه المعدة المركبة ذات فائدة كبيرة للمجترات، منذ ظهور الأعشاب grasses في أثناء العصر الميوسيني قبل نحو 20 مليون سنة، إذ مكَّنتها من الاستفادة من تلك الأعشاب الخشنة الصعبة الهضم وذات القيمة الغذائية المنخفضة.
الأبقار والأغنام والمعز والجاموس هي أهم المجترات من الناحية الاقتصادية، ولقد أمكن تحسينها، وغيرها، تحسيناً وراثياً كبيراً عبر آلاف السنين من الاصطفاء الطبيعي، ثم بالاصطفاء الصنعي الذي مارسه الإنسان، وما رافق ذلك من تطور طرائق التربية breeding، فنشأت عروق breeds ذات صفات إنتاجية ممتازة، وقدرة جيدة على التأقلم مع العوامل البيئية المتغيرة من بلد لآخر، ومن منطقة لأخرى، وانتشرت في عدد كبير من البلدان انتشاراً واسعاً.
أدت المجترات، ولا تزال، دوراً بالغ الأهمية في المنظومات الزراعية المستدامة، فهي قادرة على تحويل الموارد المتجددة من المراعي والأعلاف الخشنة وبقايا المحاصيل الزراعية، ومواد غذائية لاتصلح لغذاء البشر، إلى منتجات غذائية ممتازة ومرغوبة. ويمكن أن تُستغل المجترات في أراض فقيرة غير صالحة للإنتاج الزراعي. ومن جهة أخرى، تحتوي مخلفاتها على عناصر غذائية جيدة تعيد إلى التربة قسماً كبيراً مما فقدته منها بدلاً من أن تُصير مخلفات يصعب التخلص منها.
تعيش المجترات ذات الأهمية الاقتصادية في مناطق بيئية متنوعة، وضمن منظومات إنتاجية متعددة. وتعتمد على عوامل عدة، من أهمها التكامل بين الحيوانات وإنتاج الأعلاف الطبيعية أو المزروعة، والعلاقات المتبادلة بين الحيوانات والتربة، ونوعية المنتجات الحيوانية الزراعية ومقاديرها ونماذجها. وهنالك معايير أخرى تشمل أحجام الاستثمارات الحيوانية ومزارعها، وأنواع الحيوانات المربَّاة وعروقها، والعوامل الاقتصادية المرتبطة بتكاليف الإنتاج وشؤون التسويق والتكامل بين السوق والمنتجات الحيوانية، والعلاقات الاجتماعية السائدة في مناطقها. ومن ناحية أخرى فإن تقنية التربية تتحكم كثيراً في نوعية الاستثمارات الحيوانية، وفيما إذا كان نظام الإنتاج جزءاً من نظام زراعي مختلط يضم النبات والحيوان، أو أنه يعدّ نظاماً مزرعياً متكاملاً. إضافة إلى نظم الترحال الحيواني المتبع في كثير من مشروعات إنتاج الأغنام في عدد كبير من البلدان ذات المناخ الجاف أو شبه الجاف، وما يرافق ذلك من ترحال للقطعان من منطقة لأخرى سعياً وراء الكلأ والماء، إذ يمكن أن يؤدي هذا النظام إلى مشكلات كثيرة إنتاجياً وصحياً واقتصادياً، ولاسيما في السنوات التي تشح فيها الأمطار أو تسوء فيها العوامل البيئية، كما هو واقع نظام تربية أغنام العواس في البادية السورية.
انتشرت في الوقت الحاضر، على نطاق واسع، مزارع الإنتاج الحيواني للمجترات، وغيرها،وهي تتطلب توظيف رؤوس أموال كبيرة واستخدام تقنيات متطورة، وفي مقابل ذلك فإن المنظومات الإنتاجية التقليدية تنتشر في كثير من الدول النامية، وهي تعتمد أساساً على العمالة «العائلية»، وعلى الاستخدام المكثف للأرض ومواردها الطبيعية. وتحتاج إلى كثير من التغيير والتطوير، يشمل تعليم المربين وتدريبهم أيضاً، ليصير إنتاج المجترات فيها مثمراً واقتصادياً.
أسامة عارف العوا
Ruminants - Ruminants
المجترات
المجترات ruminants، حيوانات رباعية المعدة، تُعيد إلى فمها كميات من العلف الذي سبق أن تناولته ومضغته مضغاً بسيطاً، وذلك لاجتراره في أوقات راحتها. وهي تنتمي إلى رتيبة (تحت رتبة) المجترات Ruminantia، رتبة مزدوجات الأصابع Artiodactyla، وتضم نحو 150 نوعاً منها الأبقار [ر] cattle والضأنيات [ر] sheep والمعز [ر] goats والأيِّلdeer والجاموس [ر] buffalo والبيزون [ر] bison والزرافة giraffe والمُوظ moose والإلكة elk.
الشكل (1) حجرات المعدة عند المجترات |
وقد كانت هذه المعدة المركبة ذات فائدة كبيرة للمجترات، منذ ظهور الأعشاب grasses في أثناء العصر الميوسيني قبل نحو 20 مليون سنة، إذ مكَّنتها من الاستفادة من تلك الأعشاب الخشنة الصعبة الهضم وذات القيمة الغذائية المنخفضة.
الأبقار والأغنام والمعز والجاموس هي أهم المجترات من الناحية الاقتصادية، ولقد أمكن تحسينها، وغيرها، تحسيناً وراثياً كبيراً عبر آلاف السنين من الاصطفاء الطبيعي، ثم بالاصطفاء الصنعي الذي مارسه الإنسان، وما رافق ذلك من تطور طرائق التربية breeding، فنشأت عروق breeds ذات صفات إنتاجية ممتازة، وقدرة جيدة على التأقلم مع العوامل البيئية المتغيرة من بلد لآخر، ومن منطقة لأخرى، وانتشرت في عدد كبير من البلدان انتشاراً واسعاً.
أدت المجترات، ولا تزال، دوراً بالغ الأهمية في المنظومات الزراعية المستدامة، فهي قادرة على تحويل الموارد المتجددة من المراعي والأعلاف الخشنة وبقايا المحاصيل الزراعية، ومواد غذائية لاتصلح لغذاء البشر، إلى منتجات غذائية ممتازة ومرغوبة. ويمكن أن تُستغل المجترات في أراض فقيرة غير صالحة للإنتاج الزراعي. ومن جهة أخرى، تحتوي مخلفاتها على عناصر غذائية جيدة تعيد إلى التربة قسماً كبيراً مما فقدته منها بدلاً من أن تُصير مخلفات يصعب التخلص منها.
تعيش المجترات ذات الأهمية الاقتصادية في مناطق بيئية متنوعة، وضمن منظومات إنتاجية متعددة. وتعتمد على عوامل عدة، من أهمها التكامل بين الحيوانات وإنتاج الأعلاف الطبيعية أو المزروعة، والعلاقات المتبادلة بين الحيوانات والتربة، ونوعية المنتجات الحيوانية الزراعية ومقاديرها ونماذجها. وهنالك معايير أخرى تشمل أحجام الاستثمارات الحيوانية ومزارعها، وأنواع الحيوانات المربَّاة وعروقها، والعوامل الاقتصادية المرتبطة بتكاليف الإنتاج وشؤون التسويق والتكامل بين السوق والمنتجات الحيوانية، والعلاقات الاجتماعية السائدة في مناطقها. ومن ناحية أخرى فإن تقنية التربية تتحكم كثيراً في نوعية الاستثمارات الحيوانية، وفيما إذا كان نظام الإنتاج جزءاً من نظام زراعي مختلط يضم النبات والحيوان، أو أنه يعدّ نظاماً مزرعياً متكاملاً. إضافة إلى نظم الترحال الحيواني المتبع في كثير من مشروعات إنتاج الأغنام في عدد كبير من البلدان ذات المناخ الجاف أو شبه الجاف، وما يرافق ذلك من ترحال للقطعان من منطقة لأخرى سعياً وراء الكلأ والماء، إذ يمكن أن يؤدي هذا النظام إلى مشكلات كثيرة إنتاجياً وصحياً واقتصادياً، ولاسيما في السنوات التي تشح فيها الأمطار أو تسوء فيها العوامل البيئية، كما هو واقع نظام تربية أغنام العواس في البادية السورية.
انتشرت في الوقت الحاضر، على نطاق واسع، مزارع الإنتاج الحيواني للمجترات، وغيرها،وهي تتطلب توظيف رؤوس أموال كبيرة واستخدام تقنيات متطورة، وفي مقابل ذلك فإن المنظومات الإنتاجية التقليدية تنتشر في كثير من الدول النامية، وهي تعتمد أساساً على العمالة «العائلية»، وعلى الاستخدام المكثف للأرض ومواردها الطبيعية. وتحتاج إلى كثير من التغيير والتطوير، يشمل تعليم المربين وتدريبهم أيضاً، ليصير إنتاج المجترات فيها مثمراً واقتصادياً.
أسامة عارف العوا