عنترة بن شداد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عنترة بن شداد

    عنتره شداد

    Antara ibn Shadad - Antara ibn Shadad

    عنترة بن شداد

    عنترة بن شداد العبسي شاعر جاهلي من الشعراء السود، أمه جارية حبشية اسمها زبيبة، كانت عند شداد أحد سادة بني عبس، فولدت له عنترة الذي ورث عن أمه سواد لونها، مما حمل أباه على إنكار نسبه إليه ومعاملته معاملة العبيد، وقد أشار عنترة إلى نسبه هذا بقوله:
    إني لتُعرفُ في الحروب مواطني
    في آل عبسٍ مشهدي وفَعالي
    منهـم أبي حقـاً فهـم لي والـدٌ
    والأمُّ من حامٍ فهـم أخوالي
    يُكنى أبا المغلس وأبا عبلة، ويُلقّب عنترة الفلحاء وعنترة الفوارس، هذا المشهور من اسمه ونسبه ولقبه. وقد اختلف القدماء في ذلك اختلافاً كبيراً، وأُثبت ههنا الراجح من هذه الأقوال.
    لايُعرف تحديد دقيق لزمن ولادته، والراجح أنه ولد في النصف الأول من القرن السادس الميلادي، وعاش حياة العبودية عند أبيه الذي لم يلحقه بنسبه لسواد لونه، وكانت العرب في الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من أمة استعبده، فظل عنترة يقوم بما يُكلَّف به العبد من خدمةٍ ورعيٍِ للماشية وما إلى ذلك حتى ألحقه أبوه بنسبه.
    وتشير الأخبار أن زوجة أبيه (سُمية) ادعت أن عنترة راودها عن نفسها، فضربه أبوه ضرباً شديداً كاد يقضي عليه، فرمت سمية نفسها عليه ومنعته من ضربه، فطرده ليعيش مدة عند عمه، وقد أشار عنترة إلى موقف سمية هذا بقوله:
    أمن سُميةَ دمعُ العين مذروف
    أو أن ذا منك قبـلَ اليومِ معروف
    كأنها يومَ صدّتْ ما تُكلمنـي
    ظبيٌ بعَسفانَ ساجي العينِ مطروف
    تَجلّلتنيَ إذ أهوى العصا قِبَلي
    كأنهــا صنـمٌ يُعتـادُ معكـوف
    وارتبطت أخبار عنترة بقصة حبه ابنة عمه عبلة بنت مالك، وما لقي من جراء ذلك من آلام وما تكبده من مشاق، وقد أمضى حياته يذكرها في شعره، ويبين أن خصاله الحميدة وفروسيته أهم من سواد لونه، من ذلك قوله:
    لعلّ عبلةَ تُضحي وهي راضيةٌ
    على سوادي وتمحو سَورةَ الغضب
    وقوله:
    هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالك
    إنْ كنتِ جاهلةً بمـا لـم تعلمي
    يخبرْكِ من شهدَ الوقيعةَ أنني
    أغشى الوغى وأعفُّ عند المغنم
    وقد شارك عنترة في حرب داحس والغبراء التي كانت بين عبسٍ وذبيان وامتدت نحو أربعين عاماً، وكان أحد فرسانها المبرزين، وتشير المصادر إلى السبب الذي حمل أباه على الاعتراف به وإلحاقه بنسبه، إذ إن بعض أحياء العرب أغارت على قوم من بني عبس، وأخذوا منهم أموالهم، فلحقهم العبسيون وقاتلوهم، وكان فيهم عنترة، إلا أنه لم يشارك في القتال، فقال له أبوه: كرّ عليهم يا عنترة. فأجابه: العبد لا يُحسن الكر، وإنما يُحسن الحِلابَ والصر، فقال له أبوه: كرّ وأنت حر، عندها أقدم على القتال واستعاد العبسيون ما سُلِب منهم، واعترف أبوه به وصار حراً.
    اشتهر عنترة بفروسيته، فقد أخذ نفسه بفنون القتال، وتمرّس عليها، وقد أورثه هذا التمرس خبرة استخدمها في حروبه مع أعدائه، وأكسبته شهرة عظيمة، وجعلت فارساً مرموقاً يتحدث عنه العرب وتُضرَب بشجاعته الأمثال، وتذكر المصادر ثلاثة أفراسٍ له هي: الأدهم والأبجر والأغر، وقد ذكرها في شعره، من ذلك قوله في الأدهم:
    يدعون عنترَ والرماحُ كأنها
    أشطانُ بئرٍ في لَبانِ الأدهم
    كما عرف من أخلاقه العفة والمروءة والنجدة ونبل الأخلاق، وظهر ذلك جلياً في شعره كقوله:
    وأغضُّ طَرفي ما بدتْ لي جارتي
    حتى يواري جارتي مأواها
    وقوله:
    ولقد أبيتُ على الطَّوى وأظلُّه
    حتى أنالَ به كريمَ المأكل
    وتعددت الأخبار حول وفاته؛ فمن قائل إنه مات في طريق بعدما أسنّ، إلى قائل إنه أصيب برمية قتلته؛ في أكثر من رواية. وكانت وفاته قبيل الإسلام بقليل.
    يعد من أبرز شعراء الجاهلية، وأوفرهم شهرة، وتعددت أغراضه الشعرية، وبرز فيها الفخر والحماسة؛ ولاسيما الفخر الفردي، كقوله:
    لما رأيتُ القومَ أقبلَ جمعُهم
    يتذامرون كررْتُ غيرَ مُذمّمِ
    كما برز غزله العفيف بعبلة، ومنه قوله:
    ولقد نزلتِ فلا تظنّي غيرَه
    مني بمنزلةِ المحبِّ المكرَم
    إضافة إلى الأغراض الشعرية الأخرى. وقد اتصف شعره بالواقعية، وبروز أسلوب السرد والحكاية والتشخيص.
    جُمع شعرُه قديماً ونُشر محققاً مع دراسة وافية لمحمد سعيد مولوي.
    وقد أصبحت شخصية عنترة رمزاً للبطولة والفروسية تناقلت أخبارها الأجيال ودخلت في الموروث الشعبي للأمة حتى كتبت عنها السيرة الشعبية.
    علي أبوزيد
يعمل...
X