عنبسه سحيم
Anbasa ibn Suhaym - Anbasa ibn Suhaym
عنبسة بن سحيم
(…ـ 107هـ/… ـ 725م)
عنبسة بن سحيم الكلبي، نسبة إلى قبيلة كلب اليمانية، المعروفة تاريخياً بتأييدها للبيت الأموي، من القادة الفاتحين الشجعان، وهو أحد ولاة الأندلس الطموحين الذين حرصوا على تحقيق أحلام الخلفاء الأمويين في فتح القارة الأوربية، وهو يشبه بذلك السمح بن مالك الخولاني، وعبد الرحمن الغافقي. ولي الأندلس بعد السمح بن مالك (102ـ 107هـ/721ـ 726م) ليزيد بن أبي مسلم، والي المغرب الكبير؛ إذ جرت العادة أن يُعيّن ولاة الأندلس والي المغرب خلال عصر الولاة.
وقد اختير للولاية لكفاءته القيادية وحزمه ونفاذ بصيرته، فهو سياسي محنك، ومحارب متمرس، وقد رأى فيه ابن أبي مسلم أداة فاعلة في تحقيق انتصارات مهمّة في أوربا.
وبعد مقتل ابن أبي مسلم (103هـ/722م) في القيروان خلفه بشر بن صفوان، الذي وافق على بقاء عنبسة بن سحيم في ولاية الأندلس، بعد استشارة الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك. وعندما تولى هشام بن عبد الملك الخلافة (105هـ/ 724م)، أقرّ عنبسة بن سحيم على ولاية الأندلس لما لمسه من استقرار الأندلس في أثناء ولايته. بدأ عنبسة مشروعه الجهادي سنة 105هـ/724م بقيادة جيش كبير عبر به جبال البرانس في طريقه إلى بلاد الفرنجة، توقف فترة قصيرة بأربونه، انشغل فيها بتحسين مواقعها الحربية وتحصينها، ثم اتجه غرباً نحو مدينة قرقشونة.
وفي مستهل سنة 106هـ/725م، فرض على المدينة حصاراً شديداً، مما اضطر أهلها إلى المصالحة على شروط اشترطها عليهم منها: أن ينزل أهلها عن نصف الأراضي التابعة لها، وأن يحرروا جميع أسرى المسلمين لديهم، وأن يواظبوا على دفع الجزية وأن يلتزموا واجبات أهل الذمة تجاه المسلمين؛ فيحاربوا من يحاربه المسلمون ويهادنوا من يهادنونه، إلى غير ذلك.
سار عنبسة بعد ذلك الى نومشو (Nimes)، إلى الشمال الشرقي من قرقشونة، وهي منطقة بين مونبيليه وأبنييون، فدخلها صلحاً من دون مقاومة، بعد ذلك توجه إلى حوض الرون، حتى بلغ أوتون، على نهر أرّو، وهو من روافد نهر اللوار، ثم انطلق بعدها فوصل إلى لوكسوي، وهي أبعد نقطة وصل إليها العرب في بلاد الغال، وتعرف المنطقة التي فتحها عنبسة في جنوبي فرنسا بمنطقة سبتمانيا. وفيها استشهد.
كان عنبسة من القادة المتميزين الذين شهدتهم الأندلس، ويروي ايزيدور، أسقف باجهBeja في ذلك العصر، أن فتوحاته كانت فتوحات حذق ومهارة أكثر منها فتوحات بطش وقوة وقال عنه المستشرق «رينـو»: تضاعف في أيامه خراج بلاد الغال، وشهدت ولاية الأندلس هدوءاً بعد فترة اضطراب، وتوقفت حركة الفتح حتى مجيء عبد الرحمن الغافقي الذي تابع مسيرة عنبسة في القارة الأوربية التي توجت بمعركة بواتييه «بلاط الشهداء» الشهيرة.
عبد الكريم العلي
Anbasa ibn Suhaym - Anbasa ibn Suhaym
عنبسة بن سحيم
(…ـ 107هـ/… ـ 725م)
عنبسة بن سحيم الكلبي، نسبة إلى قبيلة كلب اليمانية، المعروفة تاريخياً بتأييدها للبيت الأموي، من القادة الفاتحين الشجعان، وهو أحد ولاة الأندلس الطموحين الذين حرصوا على تحقيق أحلام الخلفاء الأمويين في فتح القارة الأوربية، وهو يشبه بذلك السمح بن مالك الخولاني، وعبد الرحمن الغافقي. ولي الأندلس بعد السمح بن مالك (102ـ 107هـ/721ـ 726م) ليزيد بن أبي مسلم، والي المغرب الكبير؛ إذ جرت العادة أن يُعيّن ولاة الأندلس والي المغرب خلال عصر الولاة.
وقد اختير للولاية لكفاءته القيادية وحزمه ونفاذ بصيرته، فهو سياسي محنك، ومحارب متمرس، وقد رأى فيه ابن أبي مسلم أداة فاعلة في تحقيق انتصارات مهمّة في أوربا.
وبعد مقتل ابن أبي مسلم (103هـ/722م) في القيروان خلفه بشر بن صفوان، الذي وافق على بقاء عنبسة بن سحيم في ولاية الأندلس، بعد استشارة الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك. وعندما تولى هشام بن عبد الملك الخلافة (105هـ/ 724م)، أقرّ عنبسة بن سحيم على ولاية الأندلس لما لمسه من استقرار الأندلس في أثناء ولايته. بدأ عنبسة مشروعه الجهادي سنة 105هـ/724م بقيادة جيش كبير عبر به جبال البرانس في طريقه إلى بلاد الفرنجة، توقف فترة قصيرة بأربونه، انشغل فيها بتحسين مواقعها الحربية وتحصينها، ثم اتجه غرباً نحو مدينة قرقشونة.
وفي مستهل سنة 106هـ/725م، فرض على المدينة حصاراً شديداً، مما اضطر أهلها إلى المصالحة على شروط اشترطها عليهم منها: أن ينزل أهلها عن نصف الأراضي التابعة لها، وأن يحرروا جميع أسرى المسلمين لديهم، وأن يواظبوا على دفع الجزية وأن يلتزموا واجبات أهل الذمة تجاه المسلمين؛ فيحاربوا من يحاربه المسلمون ويهادنوا من يهادنونه، إلى غير ذلك.
سار عنبسة بعد ذلك الى نومشو (Nimes)، إلى الشمال الشرقي من قرقشونة، وهي منطقة بين مونبيليه وأبنييون، فدخلها صلحاً من دون مقاومة، بعد ذلك توجه إلى حوض الرون، حتى بلغ أوتون، على نهر أرّو، وهو من روافد نهر اللوار، ثم انطلق بعدها فوصل إلى لوكسوي، وهي أبعد نقطة وصل إليها العرب في بلاد الغال، وتعرف المنطقة التي فتحها عنبسة في جنوبي فرنسا بمنطقة سبتمانيا. وفيها استشهد.
كان عنبسة من القادة المتميزين الذين شهدتهم الأندلس، ويروي ايزيدور، أسقف باجهBeja في ذلك العصر، أن فتوحاته كانت فتوحات حذق ومهارة أكثر منها فتوحات بطش وقوة وقال عنه المستشرق «رينـو»: تضاعف في أيامه خراج بلاد الغال، وشهدت ولاية الأندلس هدوءاً بعد فترة اضطراب، وتوقفت حركة الفتح حتى مجيء عبد الرحمن الغافقي الذي تابع مسيرة عنبسة في القارة الأوربية التي توجت بمعركة بواتييه «بلاط الشهداء» الشهيرة.
عبد الكريم العلي