سَيتشو ماتسوموتو Seichõ Matsumoto

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سَيتشو ماتسوموتو Seichõ Matsumoto

    ماتسوموتو (سيتش)

    Matsumoto (Seicho-) - Matsumoto (Seicho-)

    ماتسوموتو (سَيتشو ـ)
    (1909ـ 1992)

    سَيتشو ماتسوموتو Seichõ Matsumoto هو الاسم المستعار لـ كيوهارو ماتسوموتو Kiyoharu، كاتب روائي وصحافي ياباني بارز، لايُعرف إلا القليل عن تفاصيل حياته. ولد في مدينة كيتاكيوشو Kitakyushu، التابعة لدائرة فوكوكا Fukuoka في جزيرة كيوشو Kyushu في أقصى جنوبي اليابان، لعائلة متوسطة الحال. تلقى تعليمه في مسقط رأسه، وكان قارئاً نهماً. عمل سنوات طويلة في الدعاية التجارية، كما شارك في الحرب العالمية الثانية. شارك في عام 1951 في مسابقة أدبية للقصة نظمتها المجلة الأسبوعية «شوكان أساهي» Shukan Asahi، ففاز بالجائزة الثالثة. وفي السنة اللاحقة نشر في المجلة الشهرية المركزية «ميتا بونغاكو» Mita Bungaku قصتين طويلتين، أولاهما بعنوان «كيوكو» Kioku والثانية بعنوان «حكاية دفتر مذكرات» Aru Kokura nikki den فحقق بهما أول نجاحاته، إذ فاز في عام 1953 بجائزة الأديب أكوتاغوا Akutagawa، وهي من أبرز الجوائز الأدبية اليابانية. وبعد أن نشر قصصاً طويلة عدة بأسلوب التحليل النفسي كسابقاتها، التفت في عام 1955 نحو الرواية البوليسية [ر. الرواية] ورواية الألغاز ذات الانتشار الواسع بين فئات المجتمع المختلفة وذات التقاليد العريقة في الأدب الياباني، إذ تعود بداياتها إلى عام 1689 مع قصص الكاتب المعروف سايكاكو إيهارا[ر] Saikaku Ihara. أظهر ماتسوموتو موهبة فريدة في هذا النوع الروائي، وحقق نجاحات متلاحقة، سواء على صعيد النشر، و ترجمة أعماله إلى اللغات الأخرى، أم على صعيد اقتباسها سينمائياً وانتشارها عالمياً، مما وفَّر له رخاء العيش والتفرغ للكتابة كلياً والشهرة داخل اليابان وخارجها.
    كانت فاتحة مؤلفات ماتسوموتو في هذا الاتجاه القصة الطويلة «مراقبة المبنى» Stake-Out (1955) ثم رواية «قطار طوكيو السريع» Tokyo Express (1957) التي صارت من أكثر الكتب مبيعاً وترجمةً، وتلتها «جدار من العيون» Wall of Eyes (1958) و«من دون تركيز» Zero Focus (1958). وبين عامي 1959 ـ 1960 قام ماتسوموتو بإنجاز يفوق الطاقة البشرية؛ وذلك بنشر سبع روايات متتالية حول شخصية رئيسية واحدة تحقق في الدوافع الاجتماعية ـ الاقتصادية لعدد من الجرائم المختلفة، فحقق بذلك انعطافاً ملحوظاً على صعيد هذا النوع الروائي، بتركيزه على البيئة الاجتماعية وتفاعلاتها ومشكلاتها في المدينة وضواحيها، في مجتمع خارج من حرب مدمرة، ومندفع نحو التصنيع والتطور الرأسمالي وعالم المنافسة الذي لايرحم. ومن أشهر روايات تلك السلسلة «صندوق الرمل» The Sand-box و«نقاط وخطوط» Points and Lines. خلَّص ماتسوموتو الرواية البوليسية من أجوائها التقليدية النمطية وتوجه بها نحو النقد الاجتماعي السياسي بأسلوب واقعي شائق، جعل منها وسيلة ممتعة يُسِّرب من خلالها ما يُوقظ الوعي الاجتماعي وينميّه.
    كان ماتسوموتو في المرحلة نفسها عضواً بارزاً في هيئة تحرير مجلة «الوجه»The Face الأسبوعية التي بدأ صدورها عام 1956 عن «نادي كتَّاب الرواية البوليسية» الذي كان يَنشر في ملحق المجلة بتسلسل الروايات الفائزة في مسابقته نصف السنوية.
    التفت ماتسوموتو مع مطلع الستينيات نحو الرواية الوثائقية - التسجيلية التي استخدم فيها مواد صحافية ووثائق من دوائر ووزارات الحكومة ومن الشركات الخاصة المحلية والأجنبية، فنشر عام 1960 «ضباب أسود فوق اليابان» Black Fog over Japan، ثم «موت على الجبل» Death on the Mountain (1961) و«هروب من الجحيم» Escape from Hell (1962)، عالج فيها بيروقراطية عمل بعض الوزارات في مواجهة تلوث البيئة الناتج من حركة التصنيع من دون مراعاة شروط الصحة والسلامة، وجرائم بعض شركات المواد الكيمياوية على هذا الصعيد، وسمَّى المسؤولين بأسمائهم والحوادث بتواريخها، فحصل عن جهوده الأدبية العلمية في هذا الميدان على «جائزة مجلس الصحفيين اليابانيين» في عام 1963. وفي الاتجاه نفسه، ولكن على صعيد التاريخ الياباني، أبدى ماتسوموتو اهتماماً خاصاً بعصر شووا Showa الغني بالأحداث الحاسمة، فنشر رواية بعنوان «حفريات في تاريخ عصر شووا» Excavations in the History of the Showa Era (1963- 1970)، وهي رواية هائلة في ثلاثة عشر جزءاً، مُسقِطاً بعض أحداث الماضي على الحاضر بغرض إضاءتها في السياق التطوري لليابان، وقد فازت بجائزة «كيكوتشي كان» Kikuchi Kan عام 1970، ثم بجائزة «أساهي» Asahi في عام 1990. وشكّك في روايتيه «كودايشيغي» Kodaishigi (1967) و«دائرة النار» Fire-circle (1974) بمصداقية بعض مسلمات تاريخ اليابان القديم. ولمكانته الأدبية والفكرية المتميزة، أقامت الحكومة اليابانية متحفاً تذكارياً له على هضبة كوكورا Kokura في مسقط رأسه عام 1986 في موقع مزدحم طوال العام بالفعاليات الثقافية والسياحية من مهرجانات مسرحية وسينمائية وموسيقية وفولكلورية.
    لم يتوقف ماتسوموتو طوال هذه المرحلة حتى وفاته عن كتابة الروايات البوليسية ونشرها، التي قارب عددها الأربعين، متفوقاً على جميع معاصريه من كتَّاب هذا النوع، على صعيد المعالجة والمستوى اللغوي والفني. وفي سنوات معاناته مرض السرطان كان يُعدّ رواية تاريخية كبيرة، عاجله الموت قبل أن ينهيها.
    ق.ل.أ
يعمل...
X