اشبيليه
Seville - Séville
إشبيلية
إشبيلية (Sevilla) Seville هي عاصمة مقاطعة إشبيلية في إقليم الأندلس من إسبانية اليوم وتأتي في المرتبة الرابعة بين المدن الإسبانية بعد مدريد وبرشلونة وفالنسية (بلنسية).
وهي المرفأ النهري الداخلي الوحيد في إسبانية، وقد بلغ عدد سكانها 697.487 نسمة في عام 1996. وإشبيلية مدينة جميلة جداً، مستديرة الشكل، ومعظم منازلها مطلي باللون الأبيض.
الموقع
تقع مدينة إشبيلية على ضفتي نهر الوادي الكبير (أغلبها على الضفة اليسرى) في جنوبي إسبانية عند تقاطع خط العرض 37ْ درجة و24َ دقيقة شمالاً مع خط الطول 5ْ درجة و59َ دقيقة غرباً. وتبعد عن المحيط الأطلسي 86كم ولا يزيد ارتفاعها عن سطح البحر على 10م، ومجرى النهر عندها بطيء ضعيف التيار, ويصل إليها مد البحر وتتأثر به ملاحتها، وتصل إليها السفن حتى الكبيرة منها، مناخها متوسطي جاف دافئ، وتتوسط منطقة زراعية خصبة عند اتصال السهل اللحقي لاس ماريسماس Las Marismas بالمرتفعات الداخلية، وهي مواتية لزراعة محصولات كثيرة متنوعة مثل الحمضيات والأرز وقصب السكر والموز والخضر والكرمة والقطن والتبغ والزيتون والشوندر. ويربى في أنحائها الأبقار وثيران المصارعة والخيول، وفي جوارها مناجم للحديد والفحم والرصاص والمنغنيز.
نشأة المدينة وتاريخها
يجمع المؤرخون على أن منطقة إشبيلية كانت مأهولة منذ العصر الحجري القديم (الباليوليتيك)، وقد تطورت تطوراً كبيراً في العصر الحجري الحديث (النيوليتيك).
أنشأها الفينيقيون (القرطاجيون) في موقع اسمه إطالقة Italica على مسافة 8كم إلى الشمال الغربي من موقعها الحالي وأسموها «إشفيلا» (إش+ شفيلا) ومعناها الأرض المنبسطة. وقد صحّف الإيبريون الاسم إلى هيسباليس Hispalis وبه عرفت في العهد الروماني، وسماها العرب إشبيلية، أما اسمها الإسباني اليوم فهو «سِفيليا» Sevilla.
فتحها يوليوس قيصر عام 45 ق.م وازدهرت في عهد خلفائه، ثم أصبحت عاصمة لمملكة الفاندال عام 411م، ثم مقراً لملوك القوط الغربيين بين عامي 441 و567م. وكانت من أهم مراكز المسيحية الأولى في إسبانية قبل دخول العرب المسلمين.
إشبيلية في أيام الأندلس العربية: فتح العرب المسلمون إشبيلية سنة 94هـ/ 713م على يد موسى بن نصير بعد حصار دام عدة شهور.
استوطن فيها وساد ريفها طائفة من العرب الفاتحين عرفوا بالبلديين تمييزاً لهم من موجة جيش الشام التي وزعت على الكور الأندلسية الجنوبية سنة 125هـ، وكان نصيب إشبيلية منها جند حمص، مما جعل اسم هذه المدينة الشامية عَلَماً عليها إذ دعيت حمص الأندلس، وكانت غالبية هؤلاء العرب من القبائل اليمنية. يذكرها ياقوت فيقول: «وليس بالأندلس اليوم أعظم منها تسمى حمص أيضاً. وبها قاعدة ملك الأندلس وسريره».
ولما دخل عبد الرحمن الداخل الأندلس معتمداً على دعم اليمانية كانت إشبيلية قاعدته التي أتم فيها حشد أنصاره، وفيها أيضاً عُقِد لواؤه، ثم واجه الفهري عندها قبيل معركة المصارة الفاصلة بجوار قرطبة في 10 ذي الحجة 138هـ/ 16 أيار 756م. وقد اصطدم عبد الرحمن الداخل بعد توطيد حكمه باليمانية حلفاء الأمس، فتعددت ثوراتهم في جنوب غربي الأندلس لكن عبد الرحمن استطاع هزيمتهم.
أذعنت إشبيلية بعد ذلك لطاعة الأمراء الأمويين حتى آخر عصر الإمارة، ولم يعكر صفو السلام بها إلا غزو الفيكينغ أو المجوس أو النورمان بحسب التسمية العربية في أواسط عصر الإمارة. فقد دخلتها قوة منهم عن طريق النهر في 14 محرم 230هـ/ تشرين الأول 844م وأعملوا بأهلها قتلاً وبممتلكاتها تخريباً وسلباً طوال سبعة أيام أو ثلاثة عشر يوماً، ثم غادروها إلى الجنوب لتفريغ غنائمهم. ولما أعادوا الكرة عليها بعد أكثر من شهر وجدوا العرب المسلمين مستعدين لهم فصدوا هجومهم عبر نهرها وأسروا لهم أربعة مراكب ثم خاضوا معهم المعركة الفاصلة في 25 صفر/ 11 تشرين الثاني بضاحيتها طلياطة (تَبْلَدَة)، حيث أحرقوا لهم ثلاثين مركباً وقتلوا منهم وأسروا عدداً كبيراً.
غرقت الأندلس في حمأة حرب أهلية بين المولَّدين والعرب زمن الأمير عبد الله بن محمد (275-300هـ/ 888-912م) في أخريات أيام عصر الإمارة الأموية، وكانت إشبيلية واحدة من المدن التي ثارت وانفصلت عن سلطة قرطبة انفصالاً واقعياً يستره ولاء ظاهري كان يبديه المتغلبون عليها من المولدين أو ممن ظفر بهؤلاء بعدئذ من الأسر العربية، إلى أن تمكن الأمير الأموي الجديد عبد الرحمن الثالث (الناصر) الذي خلف جده عبد الله في الإمارة (300-350هـ/ 912-961م) من القضاء على عصيان إشبيلية (جمادى الأولى 301هـ/ كانون الأول 913م) وفرض سيطرته عليها وإعادة وحدة الأندلس، في ظل حكمه الذي حوّله إلى خلافة أموية جديدة عاصمتها قرطبة.
ظلت إشبيلية إحدى ولايات الخلافة الأموية طوال قرن كامل، ثم فسح سقوط هذه الخلافة في المجال لقيام دولة بني عباد[ر]، مع ظهور القاضي محمد بن عباد على مسرح الأحداث فيها سنة 414هـ/ 1023م. وقد وفرت موارد إشبيلية الغنية لهذه الدولة كل مقومات الحياة إدارياً وعسكرياً وعمرانياً فأصبحت كبرى دول الطوائف، في حين تراجعت قرطبة عن المركز الأول بين مدن الأندلس، واحتلت إشبيلية هذا المركز بحكامها من بني عباد اللخميين، والسبب أن طريق التجارة الرئيسي صار يمر بها بعد أن دهمت قرطبة الكوارث المتتالية، وفقدت مكانتها عاصمة للدولة. ولما ضعفت دول الطوائف واشتدت موجة دعوة المرابطين إلى دخول الأندلس لدفع الخطر الإسباني المسيحي الذي يتهددها، ركب محمد المعتمد العبادي ذروة الموجة، فكان على رأس الداعين، ثم على رأس القوى الأندلسية المجاهدة بجانب يوسف بن تاشفين سلطان المرابطين[ر]، وكان ذلك قبل أن يعود هؤلاء ويقرروا الإجهاز على ملوك الطوائف، وقد قاد سير بن أبي بكر المرابطي حملة دخلت إشبيلية عنوة وأسرت صاحبها المعتمد بن عباد ونفته إلى المغرب في 20 أو 22 رجب 484هـ/ 17 أو 19 أيلول 1091م.
بدأت بعودة المرابطين إلى الأندلس حقبة السيادة المغربية على إشبيلية التي أحدثت تغيرات كبيرة فيها، منها حلول أعداد كثيرة من المغاربة بمجتمعها، وكان هؤلاء أولاً من الملثمين المرابطين من قبائل لمتونة، وقد حكمها منهم أربعة عشر والياً، واعتمد الحاكمون منهم في النصف الأول من الحقبة المرابطية على كبار فقهاء الأندلس في إدارتها. ولما اشتد استبداد المرابطين وعجزوا عن حماية إشبيلية من غارات الإسبان بقيادة ألفونسو السابع، رحبت إشبيلية بسيادة الموّحدين [ر] التي توطدت بحملة قادها برّاز بن محمد المسوفي في 13 شعبان 541هـ/ 18 كانون الثاني 1147م، وتهيأ للمدينة في ظل الموحدين التوسع والازدهار، إذ اتخذوا إشبيلية قاعدة لحكمهم في الأندلس، إلا مدة قصيرة. ومع ذلك فقد عانت إشبيلية من وقت إلى آخر الغارات التي كان يشنها على منطقتها الغنية أعداء الدولة الداخليون كابن هَمْشك وابن مردنيش. ولم يكد الموحدون يتخلصون من خطر هؤلاء حتى اشتد خطر العدو الخارجي المتمثل بالبرتغاليين والقشتاليين الذين تواترت غاراتهم في الربع الأخير من القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، وزادت الكوارث الطبيعية الطين بلة، ومنها فيضان نهر الوادي الكبير في جمادى الثانية 597هـ/ شباط وآذار 1200م، الذي هدم الكثير من مساكن المدينة وخرب أرباضها، إلا أن الضرر الأكبر لحق بإشبيلية عندما فقد الموحدون استقرارهم السياسي واشتد الصراع بين شيوخهم على السلطة، وخاصة إثر وفاة الخليفة الموحدي المنتصر أواخر عام 620هـ/ 1224م. فقد عمت مدن الأندلس ثورات على الموحدين كان من أهمها ثورة محمد بن يوسف بن هود الذي ثار في مرسية داعياً للعباسيين، ومد حكمه إلى مدن أندلسية أخرى، وبايعته إشبيلية سنة 626هـ/ 1229م، ثم انقلبت عليه بعد ثلاث سنوات، وخضعت لنظام شورى عهد بالحكم إلى بني الباجي الذين أزاحهم في عام 632هـ/ 1234م منافس ابن هود محمد بن يوسف بن نصر مؤسس دولة بني نصر (بني الأحمر) في غرناطة. إلا أن الإشبيليين طردوه وعادوا لطاعة ابن هود حتى اغتياله سنة 636هـ/ 1238م. عندئذ اختارت إشبيلية ثانية طاعة الموحدين الذين اعتمدوا ابن الجد أحد زعمائها نائباً عنهم. فعمل هذا على موادعة فرناندو الثالث الملك القشتالي الذي كان قد تغلب على معظم بقاع الأندلس، وعلى الولاء للفرع الحفصي من الموحدين في المغرب، بيد أن المنازعات الداخلية في المدينة لم تسكن وقتل في إحداها ابن الجد وطُرِد الحفصيون.
Seville - Séville
إشبيلية
إشبيلية (Sevilla) Seville هي عاصمة مقاطعة إشبيلية في إقليم الأندلس من إسبانية اليوم وتأتي في المرتبة الرابعة بين المدن الإسبانية بعد مدريد وبرشلونة وفالنسية (بلنسية).
وهي المرفأ النهري الداخلي الوحيد في إسبانية، وقد بلغ عدد سكانها 697.487 نسمة في عام 1996. وإشبيلية مدينة جميلة جداً، مستديرة الشكل، ومعظم منازلها مطلي باللون الأبيض.
الموقع
نشأة المدينة وتاريخها
يجمع المؤرخون على أن منطقة إشبيلية كانت مأهولة منذ العصر الحجري القديم (الباليوليتيك)، وقد تطورت تطوراً كبيراً في العصر الحجري الحديث (النيوليتيك).
أنشأها الفينيقيون (القرطاجيون) في موقع اسمه إطالقة Italica على مسافة 8كم إلى الشمال الغربي من موقعها الحالي وأسموها «إشفيلا» (إش+ شفيلا) ومعناها الأرض المنبسطة. وقد صحّف الإيبريون الاسم إلى هيسباليس Hispalis وبه عرفت في العهد الروماني، وسماها العرب إشبيلية، أما اسمها الإسباني اليوم فهو «سِفيليا» Sevilla.
فتحها يوليوس قيصر عام 45 ق.م وازدهرت في عهد خلفائه، ثم أصبحت عاصمة لمملكة الفاندال عام 411م، ثم مقراً لملوك القوط الغربيين بين عامي 441 و567م. وكانت من أهم مراكز المسيحية الأولى في إسبانية قبل دخول العرب المسلمين.
إشبيلية في أيام الأندلس العربية: فتح العرب المسلمون إشبيلية سنة 94هـ/ 713م على يد موسى بن نصير بعد حصار دام عدة شهور.
استوطن فيها وساد ريفها طائفة من العرب الفاتحين عرفوا بالبلديين تمييزاً لهم من موجة جيش الشام التي وزعت على الكور الأندلسية الجنوبية سنة 125هـ، وكان نصيب إشبيلية منها جند حمص، مما جعل اسم هذه المدينة الشامية عَلَماً عليها إذ دعيت حمص الأندلس، وكانت غالبية هؤلاء العرب من القبائل اليمنية. يذكرها ياقوت فيقول: «وليس بالأندلس اليوم أعظم منها تسمى حمص أيضاً. وبها قاعدة ملك الأندلس وسريره».
ولما دخل عبد الرحمن الداخل الأندلس معتمداً على دعم اليمانية كانت إشبيلية قاعدته التي أتم فيها حشد أنصاره، وفيها أيضاً عُقِد لواؤه، ثم واجه الفهري عندها قبيل معركة المصارة الفاصلة بجوار قرطبة في 10 ذي الحجة 138هـ/ 16 أيار 756م. وقد اصطدم عبد الرحمن الداخل بعد توطيد حكمه باليمانية حلفاء الأمس، فتعددت ثوراتهم في جنوب غربي الأندلس لكن عبد الرحمن استطاع هزيمتهم.
القصر Alcazar: قاعة السفراء |
غرقت الأندلس في حمأة حرب أهلية بين المولَّدين والعرب زمن الأمير عبد الله بن محمد (275-300هـ/ 888-912م) في أخريات أيام عصر الإمارة الأموية، وكانت إشبيلية واحدة من المدن التي ثارت وانفصلت عن سلطة قرطبة انفصالاً واقعياً يستره ولاء ظاهري كان يبديه المتغلبون عليها من المولدين أو ممن ظفر بهؤلاء بعدئذ من الأسر العربية، إلى أن تمكن الأمير الأموي الجديد عبد الرحمن الثالث (الناصر) الذي خلف جده عبد الله في الإمارة (300-350هـ/ 912-961م) من القضاء على عصيان إشبيلية (جمادى الأولى 301هـ/ كانون الأول 913م) وفرض سيطرته عليها وإعادة وحدة الأندلس، في ظل حكمه الذي حوّله إلى خلافة أموية جديدة عاصمتها قرطبة.
ظلت إشبيلية إحدى ولايات الخلافة الأموية طوال قرن كامل، ثم فسح سقوط هذه الخلافة في المجال لقيام دولة بني عباد[ر]، مع ظهور القاضي محمد بن عباد على مسرح الأحداث فيها سنة 414هـ/ 1023م. وقد وفرت موارد إشبيلية الغنية لهذه الدولة كل مقومات الحياة إدارياً وعسكرياً وعمرانياً فأصبحت كبرى دول الطوائف، في حين تراجعت قرطبة عن المركز الأول بين مدن الأندلس، واحتلت إشبيلية هذا المركز بحكامها من بني عباد اللخميين، والسبب أن طريق التجارة الرئيسي صار يمر بها بعد أن دهمت قرطبة الكوارث المتتالية، وفقدت مكانتها عاصمة للدولة. ولما ضعفت دول الطوائف واشتدت موجة دعوة المرابطين إلى دخول الأندلس لدفع الخطر الإسباني المسيحي الذي يتهددها، ركب محمد المعتمد العبادي ذروة الموجة، فكان على رأس الداعين، ثم على رأس القوى الأندلسية المجاهدة بجانب يوسف بن تاشفين سلطان المرابطين[ر]، وكان ذلك قبل أن يعود هؤلاء ويقرروا الإجهاز على ملوك الطوائف، وقد قاد سير بن أبي بكر المرابطي حملة دخلت إشبيلية عنوة وأسرت صاحبها المعتمد بن عباد ونفته إلى المغرب في 20 أو 22 رجب 484هـ/ 17 أو 19 أيلول 1091م.
بدأت بعودة المرابطين إلى الأندلس حقبة السيادة المغربية على إشبيلية التي أحدثت تغيرات كبيرة فيها، منها حلول أعداد كثيرة من المغاربة بمجتمعها، وكان هؤلاء أولاً من الملثمين المرابطين من قبائل لمتونة، وقد حكمها منهم أربعة عشر والياً، واعتمد الحاكمون منهم في النصف الأول من الحقبة المرابطية على كبار فقهاء الأندلس في إدارتها. ولما اشتد استبداد المرابطين وعجزوا عن حماية إشبيلية من غارات الإسبان بقيادة ألفونسو السابع، رحبت إشبيلية بسيادة الموّحدين [ر] التي توطدت بحملة قادها برّاز بن محمد المسوفي في 13 شعبان 541هـ/ 18 كانون الثاني 1147م، وتهيأ للمدينة في ظل الموحدين التوسع والازدهار، إذ اتخذوا إشبيلية قاعدة لحكمهم في الأندلس، إلا مدة قصيرة. ومع ذلك فقد عانت إشبيلية من وقت إلى آخر الغارات التي كان يشنها على منطقتها الغنية أعداء الدولة الداخليون كابن هَمْشك وابن مردنيش. ولم يكد الموحدون يتخلصون من خطر هؤلاء حتى اشتد خطر العدو الخارجي المتمثل بالبرتغاليين والقشتاليين الذين تواترت غاراتهم في الربع الأخير من القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، وزادت الكوارث الطبيعية الطين بلة، ومنها فيضان نهر الوادي الكبير في جمادى الثانية 597هـ/ شباط وآذار 1200م، الذي هدم الكثير من مساكن المدينة وخرب أرباضها، إلا أن الضرر الأكبر لحق بإشبيلية عندما فقد الموحدون استقرارهم السياسي واشتد الصراع بين شيوخهم على السلطة، وخاصة إثر وفاة الخليفة الموحدي المنتصر أواخر عام 620هـ/ 1224م. فقد عمت مدن الأندلس ثورات على الموحدين كان من أهمها ثورة محمد بن يوسف بن هود الذي ثار في مرسية داعياً للعباسيين، ومد حكمه إلى مدن أندلسية أخرى، وبايعته إشبيلية سنة 626هـ/ 1229م، ثم انقلبت عليه بعد ثلاث سنوات، وخضعت لنظام شورى عهد بالحكم إلى بني الباجي الذين أزاحهم في عام 632هـ/ 1234م منافس ابن هود محمد بن يوسف بن نصر مؤسس دولة بني نصر (بني الأحمر) في غرناطة. إلا أن الإشبيليين طردوه وعادوا لطاعة ابن هود حتى اغتياله سنة 636هـ/ 1238م. عندئذ اختارت إشبيلية ثانية طاعة الموحدين الذين اعتمدوا ابن الجد أحد زعمائها نائباً عنهم. فعمل هذا على موادعة فرناندو الثالث الملك القشتالي الذي كان قد تغلب على معظم بقاع الأندلس، وعلى الولاء للفرع الحفصي من الموحدين في المغرب، بيد أن المنازعات الداخلية في المدينة لم تسكن وقتل في إحداها ابن الجد وطُرِد الحفصيون.