اسمره (مدينه)
Asmara - Asmara
أسمرة (مدينة ـ)
حاضرة إريترية [ر] وعاصمتها، والمدينة الرئيسة فيها قبل إلحاقها بإثيوبية عام 1962م وبعد استقلالها عام 1993. ومعنى كلمة أسمرة باللغة التيغرية (غابة الأزهار).
تقع أسمرة على خط العرض 15 درجة و20 دقيقة شمالاً وخط الطول 38 درجة و53 دقيقة شرقاً، وعلى مسافة 65 كم على خط مستقيم من ميناء مصوّع الواقع في شمالها الشرقي، على البحر الأحمر، وعلى مسافة 76كم عنه بالخط الحديدي الواصل بينهما، وعلى مسافة 860كم من أديس أبابا.
تنتشر أسمرة فوق هضبة هماسن Hamasen التي يبلغ ارتفاعها 2400م عن سطح البحر. وارتفاع المدينة نفسها 2345م. ويعمل ارتفاعها هذا على تلطيف مناخها، بيد أن كميات الأمطار فيها متوسطة نسبياً إذ لا تتجاوز 540مم في العام، وتتخذ طابعاً موسمياً إذ تهطل خلال أربعة شهور، من أيار إلى آب. ونادراً ما يتجاوز الحد الأقصى للحرارة فيها 26 درجة مئوية لهذا كانت حتى عهد قريب مصيفاً لأثرياء عدن وحضرموت.
كانت أسمرة قرية إريترية لا تذكر على الخريطة عندما اعتزم الإيطاليون نقل مقر إدارة مستعمرة إريترية من مدينة مصوّع إليها هرباً من جوها الخانق ورطوبتها العالية، وكانوا قد احتلوها سنة 1889م بعد انتصارهم على النجاشي يوحنّس، فتحولت أسمرة إلى مدينة حديثة في مدى خمسين عاماً. وفي عام 1897م وبعد هزيمتهم في معركة عدولى مع الأحباش جعلها الإيطاليون عاصمة للمستعمرة بإدارة أول حاكم مدني هو السينيور مارتيني.
وقد ظلت أسمرة حتى عام 1930م بلدة وادعة. ولم يكن يتجاوز عدد سكانها المحليين آنذاك 25000 نسمة مقابل 3000 إيطالي من المستوطنين والعاملين في الإدارة الاستعمارية. وبحلول عام 1934م تحولت المدينة بحكم مركزها الاستراتيجي إلى قاعدة رئيسة للعمليات العسكرية بعد أن صمم الإيطاليون على اجتياح الحبشة، فدبّ فيها نشاط محموم وأقيمت فيها الثكنات الجديدة والمطارات والطرق والجسور والمراكز الحربية والمستودعات. وغدت أسمرة بين عشية وضحاها المدينة الأولى بين ممتلكات إيطالية في إفريقية الشرقية، وارتفع عدد سكانها إلى أكثر من 60000 نسمة من السكان المحليين وأكثر من 4000 من الأوربيين. وفي عام 1936م وبعد احتلال الإيطاليين لإثيوبية جعلوا من أسمرة عاصمة ولاية إفريقية الشرقية الإيطالية. وبقيت كذلك حتى عام 1941م، ثم خضعت للوصاية البريطانية حتى سنة 1952م، ثم أصبحت مدينة إثيوبية بعد إقامة الاتحاد الفدرالي مع امبراطورية الحبشة، وبلغ عدد سكانها 120000 نسمة عام 1961م، ثم ارتفع إلى 474241 نسمة في عام 1982م، ويزيد عدد السكان اليوم على 367300 نسمة بحسب التقديرات الأخيرة (1995م). وفي عام 1952م اتخذت أسمرة مقراً لقاعدة كاغنو Kagnow الأمريكية ومركزاً للاتصالات البعيدة حتى عام 1977م.
تحمل أسمرة الطابع الإيطالي في هندستها المعمارية، وفي تنظيم مخططها وفي شوارعها المحفوفة بالشجر، وساحاتها العامة وأبنيتها العصرية ومؤسساتها التعليمية والصحية والعامة. ويتألف مخطط المدينة من شارع رئيسي مستقيم فسيح كان يحمل اسم شارع هيلاسلاسي حتى انقلاب عام 1972م، وتتفرع عنه شوارع كثيرة مستقيمة على الجانبين، وفي هذا الشارع الرئيسي تقوم الكاتدرائية الكاثوليكية التي شيدت عام 1922م، والمسجد الجامع الكبير الذي شيد عام 1937م والقصر السابق الذي يقطنه اليوم الحاكم العام، ويوجد في الشارع نفسه المجلس التشريعي والمجلس البلدي وكنيسة السيدة مريم لأتباع المذهب القبطي الأرثوذكسي. أما جامعة أسمرة فقد تأسست في عام 1958م، وبدأ التدريس فيها فعلاً في عام 1967م.
تضم أسمرة مكتبة عامة وعدة مدارس ثانوية ومؤسسة للطب النفسي وعيادة لطب العيون فضلاً عن مؤسسة بيطرية لصنع الأمصال واللقاحات. وفي عام 1962م أنشئ فيها مطار دولي يبعد مسافة 4كم عن مركز المدينة إلى الجنوب الشرقي منها، ويصل أسمرة بأوربة وبإفريقية الشرقية والجنوبية، وتقوم منه رحلات مباشرة إلى المملكة العربية السعودية والخرطوم وعدن ومصر ونيجيرية وغانة.
أما شبكة الطرق البرية فقد جعلت من أسمرة منطقة استراتيجية من الطراز الأول، ويمر فيها أنبوب النفط الذي يمد أديس أبابا بمشتقات النفط القادمة من مصفاة مصوّع.
وأكثرية سكان أسمرة من المسيحيين لأن سكان أريافها من التيغرة، ويؤلف المسلمون ثلث سكانها أما اليهود فأقلية لا تذكر، وهناك جاليات أجنبية تنتسب إلى قوميات متعددة كالإيطاليين واليونان والإنكليز والأمريكيين والبلجيك والفرنسيين. ويشهد تعدد القنصليات في المدينة على أهميتها، وللجالية العربية فيها أهمية خاصة رافقت نمو المدينة منذ نحو 90 عاماً، وغالبية أفرادها من شمالي اليمن ومن عدن ومن الحضارمة والحجازيين والسودانيين، ويعملون في التجارة عامة. ويحتكر الإيطاليون الحوانيت الكبرى العصرية والمتاجر الواقعة على الشارع الرئيس بالدرجة الأولى منذ تأسيس أسمرة قبل قرن من الزمن تقريباً، كما يحتكرون أهم المرافق الاقتصادية فيها كالفنادق الراقية والحانات وغيرها. ويلفت النظر في أسمرة مستوى النظافة العالي.
وفي المدينة صناعة تقليدية أصيلة، فقد برع سكان أسمرة في صناعة التحف من خشب الزيتون البري، ومن عاج أنياب الخنزير الوحشي، ومن جلود الحيوانات، وثعابين البيثون Python التي يصنعون منها الأحذية والأحزمة والحقائب اليدوية للسيدات. وتقع السوق الوطنية في القسم الشمالي من المدينة داخل الأحياء الشعبية حيث تعرض الخزفيات والآلات الموسيقية المحلية، وتنتشر فيها حوانيت العطارين وباعة التحف الخشبية والأيقونات الحبشية التقليدية. أما الصناعة الحديثة فتقوم على صناعة النسيج والمشروبات الغازية وصناعة الأحذية والزيوت النباتية من إنتاج مزروعات منطقتها الخصيبة التي تنتج الفواكه المدارية والخضر والبن.
عبد الرحمن حميدة
اسمره (مدينه)
Asmara - Asmara
أسمرة (مدينة ـ)
حاضرة إريترية [ر] وعاصمتها، والمدينة الرئيسة فيها قبل إلحاقها بإثيوبية عام 1962م وبعد استقلالها عام 1993. ومعنى كلمة أسمرة باللغة التيغرية (غابة الأزهار).
تقع أسمرة على خط العرض 15 درجة و20 دقيقة شمالاً وخط الطول 38 درجة و53 دقيقة شرقاً، وعلى مسافة 65 كم على خط مستقيم من ميناء مصوّع الواقع في شمالها الشرقي، على البحر الأحمر، وعلى مسافة 76كم عنه بالخط الحديدي الواصل بينهما، وعلى مسافة 860كم من أديس أبابا.
تنتشر أسمرة فوق هضبة هماسن Hamasen التي يبلغ ارتفاعها 2400م عن سطح البحر. وارتفاع المدينة نفسها 2345م. ويعمل ارتفاعها هذا على تلطيف مناخها، بيد أن كميات الأمطار فيها متوسطة نسبياً إذ لا تتجاوز 540مم في العام، وتتخذ طابعاً موسمياً إذ تهطل خلال أربعة شهور، من أيار إلى آب. ونادراً ما يتجاوز الحد الأقصى للحرارة فيها 26 درجة مئوية لهذا كانت حتى عهد قريب مصيفاً لأثرياء عدن وحضرموت.
كانت أسمرة قرية إريترية لا تذكر على الخريطة عندما اعتزم الإيطاليون نقل مقر إدارة مستعمرة إريترية من مدينة مصوّع إليها هرباً من جوها الخانق ورطوبتها العالية، وكانوا قد احتلوها سنة 1889م بعد انتصارهم على النجاشي يوحنّس، فتحولت أسمرة إلى مدينة حديثة في مدى خمسين عاماً. وفي عام 1897م وبعد هزيمتهم في معركة عدولى مع الأحباش جعلها الإيطاليون عاصمة للمستعمرة بإدارة أول حاكم مدني هو السينيور مارتيني.
وقد ظلت أسمرة حتى عام 1930م بلدة وادعة. ولم يكن يتجاوز عدد سكانها المحليين آنذاك 25000 نسمة مقابل 3000 إيطالي من المستوطنين والعاملين في الإدارة الاستعمارية. وبحلول عام 1934م تحولت المدينة بحكم مركزها الاستراتيجي إلى قاعدة رئيسة للعمليات العسكرية بعد أن صمم الإيطاليون على اجتياح الحبشة، فدبّ فيها نشاط محموم وأقيمت فيها الثكنات الجديدة والمطارات والطرق والجسور والمراكز الحربية والمستودعات. وغدت أسمرة بين عشية وضحاها المدينة الأولى بين ممتلكات إيطالية في إفريقية الشرقية، وارتفع عدد سكانها إلى أكثر من 60000 نسمة من السكان المحليين وأكثر من 4000 من الأوربيين. وفي عام 1936م وبعد احتلال الإيطاليين لإثيوبية جعلوا من أسمرة عاصمة ولاية إفريقية الشرقية الإيطالية. وبقيت كذلك حتى عام 1941م، ثم خضعت للوصاية البريطانية حتى سنة 1952م، ثم أصبحت مدينة إثيوبية بعد إقامة الاتحاد الفدرالي مع امبراطورية الحبشة، وبلغ عدد سكانها 120000 نسمة عام 1961م، ثم ارتفع إلى 474241 نسمة في عام 1982م، ويزيد عدد السكان اليوم على 367300 نسمة بحسب التقديرات الأخيرة (1995م). وفي عام 1952م اتخذت أسمرة مقراً لقاعدة كاغنو Kagnow الأمريكية ومركزاً للاتصالات البعيدة حتى عام 1977م.
تحمل أسمرة الطابع الإيطالي في هندستها المعمارية، وفي تنظيم مخططها وفي شوارعها المحفوفة بالشجر، وساحاتها العامة وأبنيتها العصرية ومؤسساتها التعليمية والصحية والعامة. ويتألف مخطط المدينة من شارع رئيسي مستقيم فسيح كان يحمل اسم شارع هيلاسلاسي حتى انقلاب عام 1972م، وتتفرع عنه شوارع كثيرة مستقيمة على الجانبين، وفي هذا الشارع الرئيسي تقوم الكاتدرائية الكاثوليكية التي شيدت عام 1922م، والمسجد الجامع الكبير الذي شيد عام 1937م والقصر السابق الذي يقطنه اليوم الحاكم العام، ويوجد في الشارع نفسه المجلس التشريعي والمجلس البلدي وكنيسة السيدة مريم لأتباع المذهب القبطي الأرثوذكسي. أما جامعة أسمرة فقد تأسست في عام 1958م، وبدأ التدريس فيها فعلاً في عام 1967م.
تضم أسمرة مكتبة عامة وعدة مدارس ثانوية ومؤسسة للطب النفسي وعيادة لطب العيون فضلاً عن مؤسسة بيطرية لصنع الأمصال واللقاحات. وفي عام 1962م أنشئ فيها مطار دولي يبعد مسافة 4كم عن مركز المدينة إلى الجنوب الشرقي منها، ويصل أسمرة بأوربة وبإفريقية الشرقية والجنوبية، وتقوم منه رحلات مباشرة إلى المملكة العربية السعودية والخرطوم وعدن ومصر ونيجيرية وغانة.
أما شبكة الطرق البرية فقد جعلت من أسمرة منطقة استراتيجية من الطراز الأول، ويمر فيها أنبوب النفط الذي يمد أديس أبابا بمشتقات النفط القادمة من مصفاة مصوّع.
وأكثرية سكان أسمرة من المسيحيين لأن سكان أريافها من التيغرة، ويؤلف المسلمون ثلث سكانها أما اليهود فأقلية لا تذكر، وهناك جاليات أجنبية تنتسب إلى قوميات متعددة كالإيطاليين واليونان والإنكليز والأمريكيين والبلجيك والفرنسيين. ويشهد تعدد القنصليات في المدينة على أهميتها، وللجالية العربية فيها أهمية خاصة رافقت نمو المدينة منذ نحو 90 عاماً، وغالبية أفرادها من شمالي اليمن ومن عدن ومن الحضارمة والحجازيين والسودانيين، ويعملون في التجارة عامة. ويحتكر الإيطاليون الحوانيت الكبرى العصرية والمتاجر الواقعة على الشارع الرئيس بالدرجة الأولى منذ تأسيس أسمرة قبل قرن من الزمن تقريباً، كما يحتكرون أهم المرافق الاقتصادية فيها كالفنادق الراقية والحانات وغيرها. ويلفت النظر في أسمرة مستوى النظافة العالي.
وفي المدينة صناعة تقليدية أصيلة، فقد برع سكان أسمرة في صناعة التحف من خشب الزيتون البري، ومن عاج أنياب الخنزير الوحشي، ومن جلود الحيوانات، وثعابين البيثون Python التي يصنعون منها الأحذية والأحزمة والحقائب اليدوية للسيدات. وتقع السوق الوطنية في القسم الشمالي من المدينة داخل الأحياء الشعبية حيث تعرض الخزفيات والآلات الموسيقية المحلية، وتنتشر فيها حوانيت العطارين وباعة التحف الخشبية والأيقونات الحبشية التقليدية. أما الصناعة الحديثة فتقوم على صناعة النسيج والمشروبات الغازية وصناعة الأحذية والزيوت النباتية من إنتاج مزروعات منطقتها الخصيبة التي تنتج الفواكه المدارية والخضر والبن.
عبد الرحمن حميدة
Asmara - Asmara
أسمرة (مدينة ـ)
حاضرة إريترية [ر] وعاصمتها، والمدينة الرئيسة فيها قبل إلحاقها بإثيوبية عام 1962م وبعد استقلالها عام 1993. ومعنى كلمة أسمرة باللغة التيغرية (غابة الأزهار).
تقع أسمرة على خط العرض 15 درجة و20 دقيقة شمالاً وخط الطول 38 درجة و53 دقيقة شرقاً، وعلى مسافة 65 كم على خط مستقيم من ميناء مصوّع الواقع في شمالها الشرقي، على البحر الأحمر، وعلى مسافة 76كم عنه بالخط الحديدي الواصل بينهما، وعلى مسافة 860كم من أديس أبابا.
تنتشر أسمرة فوق هضبة هماسن Hamasen التي يبلغ ارتفاعها 2400م عن سطح البحر. وارتفاع المدينة نفسها 2345م. ويعمل ارتفاعها هذا على تلطيف مناخها، بيد أن كميات الأمطار فيها متوسطة نسبياً إذ لا تتجاوز 540مم في العام، وتتخذ طابعاً موسمياً إذ تهطل خلال أربعة شهور، من أيار إلى آب. ونادراً ما يتجاوز الحد الأقصى للحرارة فيها 26 درجة مئوية لهذا كانت حتى عهد قريب مصيفاً لأثرياء عدن وحضرموت.
وقد ظلت أسمرة حتى عام 1930م بلدة وادعة. ولم يكن يتجاوز عدد سكانها المحليين آنذاك 25000 نسمة مقابل 3000 إيطالي من المستوطنين والعاملين في الإدارة الاستعمارية. وبحلول عام 1934م تحولت المدينة بحكم مركزها الاستراتيجي إلى قاعدة رئيسة للعمليات العسكرية بعد أن صمم الإيطاليون على اجتياح الحبشة، فدبّ فيها نشاط محموم وأقيمت فيها الثكنات الجديدة والمطارات والطرق والجسور والمراكز الحربية والمستودعات. وغدت أسمرة بين عشية وضحاها المدينة الأولى بين ممتلكات إيطالية في إفريقية الشرقية، وارتفع عدد سكانها إلى أكثر من 60000 نسمة من السكان المحليين وأكثر من 4000 من الأوربيين. وفي عام 1936م وبعد احتلال الإيطاليين لإثيوبية جعلوا من أسمرة عاصمة ولاية إفريقية الشرقية الإيطالية. وبقيت كذلك حتى عام 1941م، ثم خضعت للوصاية البريطانية حتى سنة 1952م، ثم أصبحت مدينة إثيوبية بعد إقامة الاتحاد الفدرالي مع امبراطورية الحبشة، وبلغ عدد سكانها 120000 نسمة عام 1961م، ثم ارتفع إلى 474241 نسمة في عام 1982م، ويزيد عدد السكان اليوم على 367300 نسمة بحسب التقديرات الأخيرة (1995م). وفي عام 1952م اتخذت أسمرة مقراً لقاعدة كاغنو Kagnow الأمريكية ومركزاً للاتصالات البعيدة حتى عام 1977م.
مدينة أسمرة |
تضم أسمرة مكتبة عامة وعدة مدارس ثانوية ومؤسسة للطب النفسي وعيادة لطب العيون فضلاً عن مؤسسة بيطرية لصنع الأمصال واللقاحات. وفي عام 1962م أنشئ فيها مطار دولي يبعد مسافة 4كم عن مركز المدينة إلى الجنوب الشرقي منها، ويصل أسمرة بأوربة وبإفريقية الشرقية والجنوبية، وتقوم منه رحلات مباشرة إلى المملكة العربية السعودية والخرطوم وعدن ومصر ونيجيرية وغانة.
أما شبكة الطرق البرية فقد جعلت من أسمرة منطقة استراتيجية من الطراز الأول، ويمر فيها أنبوب النفط الذي يمد أديس أبابا بمشتقات النفط القادمة من مصفاة مصوّع.
وأكثرية سكان أسمرة من المسيحيين لأن سكان أريافها من التيغرة، ويؤلف المسلمون ثلث سكانها أما اليهود فأقلية لا تذكر، وهناك جاليات أجنبية تنتسب إلى قوميات متعددة كالإيطاليين واليونان والإنكليز والأمريكيين والبلجيك والفرنسيين. ويشهد تعدد القنصليات في المدينة على أهميتها، وللجالية العربية فيها أهمية خاصة رافقت نمو المدينة منذ نحو 90 عاماً، وغالبية أفرادها من شمالي اليمن ومن عدن ومن الحضارمة والحجازيين والسودانيين، ويعملون في التجارة عامة. ويحتكر الإيطاليون الحوانيت الكبرى العصرية والمتاجر الواقعة على الشارع الرئيس بالدرجة الأولى منذ تأسيس أسمرة قبل قرن من الزمن تقريباً، كما يحتكرون أهم المرافق الاقتصادية فيها كالفنادق الراقية والحانات وغيرها. ويلفت النظر في أسمرة مستوى النظافة العالي.
وفي المدينة صناعة تقليدية أصيلة، فقد برع سكان أسمرة في صناعة التحف من خشب الزيتون البري، ومن عاج أنياب الخنزير الوحشي، ومن جلود الحيوانات، وثعابين البيثون Python التي يصنعون منها الأحذية والأحزمة والحقائب اليدوية للسيدات. وتقع السوق الوطنية في القسم الشمالي من المدينة داخل الأحياء الشعبية حيث تعرض الخزفيات والآلات الموسيقية المحلية، وتنتشر فيها حوانيت العطارين وباعة التحف الخشبية والأيقونات الحبشية التقليدية. أما الصناعة الحديثة فتقوم على صناعة النسيج والمشروبات الغازية وصناعة الأحذية والزيوت النباتية من إنتاج مزروعات منطقتها الخصيبة التي تنتج الفواكه المدارية والخضر والبن.
عبد الرحمن حميدة
اسمره (مدينه)
Asmara - Asmara
أسمرة (مدينة ـ)
حاضرة إريترية [ر] وعاصمتها، والمدينة الرئيسة فيها قبل إلحاقها بإثيوبية عام 1962م وبعد استقلالها عام 1993. ومعنى كلمة أسمرة باللغة التيغرية (غابة الأزهار).
تقع أسمرة على خط العرض 15 درجة و20 دقيقة شمالاً وخط الطول 38 درجة و53 دقيقة شرقاً، وعلى مسافة 65 كم على خط مستقيم من ميناء مصوّع الواقع في شمالها الشرقي، على البحر الأحمر، وعلى مسافة 76كم عنه بالخط الحديدي الواصل بينهما، وعلى مسافة 860كم من أديس أبابا.
تنتشر أسمرة فوق هضبة هماسن Hamasen التي يبلغ ارتفاعها 2400م عن سطح البحر. وارتفاع المدينة نفسها 2345م. ويعمل ارتفاعها هذا على تلطيف مناخها، بيد أن كميات الأمطار فيها متوسطة نسبياً إذ لا تتجاوز 540مم في العام، وتتخذ طابعاً موسمياً إذ تهطل خلال أربعة شهور، من أيار إلى آب. ونادراً ما يتجاوز الحد الأقصى للحرارة فيها 26 درجة مئوية لهذا كانت حتى عهد قريب مصيفاً لأثرياء عدن وحضرموت.
وقد ظلت أسمرة حتى عام 1930م بلدة وادعة. ولم يكن يتجاوز عدد سكانها المحليين آنذاك 25000 نسمة مقابل 3000 إيطالي من المستوطنين والعاملين في الإدارة الاستعمارية. وبحلول عام 1934م تحولت المدينة بحكم مركزها الاستراتيجي إلى قاعدة رئيسة للعمليات العسكرية بعد أن صمم الإيطاليون على اجتياح الحبشة، فدبّ فيها نشاط محموم وأقيمت فيها الثكنات الجديدة والمطارات والطرق والجسور والمراكز الحربية والمستودعات. وغدت أسمرة بين عشية وضحاها المدينة الأولى بين ممتلكات إيطالية في إفريقية الشرقية، وارتفع عدد سكانها إلى أكثر من 60000 نسمة من السكان المحليين وأكثر من 4000 من الأوربيين. وفي عام 1936م وبعد احتلال الإيطاليين لإثيوبية جعلوا من أسمرة عاصمة ولاية إفريقية الشرقية الإيطالية. وبقيت كذلك حتى عام 1941م، ثم خضعت للوصاية البريطانية حتى سنة 1952م، ثم أصبحت مدينة إثيوبية بعد إقامة الاتحاد الفدرالي مع امبراطورية الحبشة، وبلغ عدد سكانها 120000 نسمة عام 1961م، ثم ارتفع إلى 474241 نسمة في عام 1982م، ويزيد عدد السكان اليوم على 367300 نسمة بحسب التقديرات الأخيرة (1995م). وفي عام 1952م اتخذت أسمرة مقراً لقاعدة كاغنو Kagnow الأمريكية ومركزاً للاتصالات البعيدة حتى عام 1977م.
مدينة أسمرة |
تضم أسمرة مكتبة عامة وعدة مدارس ثانوية ومؤسسة للطب النفسي وعيادة لطب العيون فضلاً عن مؤسسة بيطرية لصنع الأمصال واللقاحات. وفي عام 1962م أنشئ فيها مطار دولي يبعد مسافة 4كم عن مركز المدينة إلى الجنوب الشرقي منها، ويصل أسمرة بأوربة وبإفريقية الشرقية والجنوبية، وتقوم منه رحلات مباشرة إلى المملكة العربية السعودية والخرطوم وعدن ومصر ونيجيرية وغانة.
أما شبكة الطرق البرية فقد جعلت من أسمرة منطقة استراتيجية من الطراز الأول، ويمر فيها أنبوب النفط الذي يمد أديس أبابا بمشتقات النفط القادمة من مصفاة مصوّع.
وأكثرية سكان أسمرة من المسيحيين لأن سكان أريافها من التيغرة، ويؤلف المسلمون ثلث سكانها أما اليهود فأقلية لا تذكر، وهناك جاليات أجنبية تنتسب إلى قوميات متعددة كالإيطاليين واليونان والإنكليز والأمريكيين والبلجيك والفرنسيين. ويشهد تعدد القنصليات في المدينة على أهميتها، وللجالية العربية فيها أهمية خاصة رافقت نمو المدينة منذ نحو 90 عاماً، وغالبية أفرادها من شمالي اليمن ومن عدن ومن الحضارمة والحجازيين والسودانيين، ويعملون في التجارة عامة. ويحتكر الإيطاليون الحوانيت الكبرى العصرية والمتاجر الواقعة على الشارع الرئيس بالدرجة الأولى منذ تأسيس أسمرة قبل قرن من الزمن تقريباً، كما يحتكرون أهم المرافق الاقتصادية فيها كالفنادق الراقية والحانات وغيرها. ويلفت النظر في أسمرة مستوى النظافة العالي.
وفي المدينة صناعة تقليدية أصيلة، فقد برع سكان أسمرة في صناعة التحف من خشب الزيتون البري، ومن عاج أنياب الخنزير الوحشي، ومن جلود الحيوانات، وثعابين البيثون Python التي يصنعون منها الأحذية والأحزمة والحقائب اليدوية للسيدات. وتقع السوق الوطنية في القسم الشمالي من المدينة داخل الأحياء الشعبية حيث تعرض الخزفيات والآلات الموسيقية المحلية، وتنتشر فيها حوانيت العطارين وباعة التحف الخشبية والأيقونات الحبشية التقليدية. أما الصناعة الحديثة فتقوم على صناعة النسيج والمشروبات الغازية وصناعة الأحذية والزيوت النباتية من إنتاج مزروعات منطقتها الخصيبة التي تنتج الفواكه المدارية والخضر والبن.
عبد الرحمن حميدة