اسام
Assam - Assam
أسّام
أسّام Assam ولاية من ولايات الهند السبع عشرة، وهي جزء من أراضي جمهورية الهند، مع أن الاتصال بها لايتم إلا عن طريق ممر ضيق عند المقدمات الجنوبية لجبال هيملايا[ر].
الموقع والحدود
تقع ولاية أسّام في الجزء الشمالي الشرقي من الهند، إلى الشمال الشرقي من دولة بنغلادش[ر]. يحدها من الشمال والشمال الغربي دولة بهوتان[ر]، والمقاطعة الاتحادية أرونشال برادش. ومن الشرق ولايتا ناجَلاند ومانيبور اللتان تفصلانها عن أراضي دولة مينمار بورمة[ر]. ومن الجنوب المقاطعة الاتحادية ميزورام وولاية تريبورا الهندية اللتان تفصلانها عن بنغلادش، وإلى الغرب منها تقع أراضي دولة بنغلادش، وولايتا ميغالايا والبنغال الغربية. وتتصل هذه الولاية في أقصى الشمال الغربي منها ببقية أراضي الهند ببرزخ ضيق يمر بأراضي ولاية البنغال الغربية يقع بين أراضي دولتي بهوتان وبنغلادش.
تبلغ مساحة أراضي ولاية أسّام اليوم نحو 78432كم2 ، وقبل شهر كانون الأول من عام 1963 كانت تضم أسّام أراضي ولاية ناجلاند إضافة إلى مساحتها اليوم.
المظاهر الطبيعية
يبدو التنوع واضحاً في مظاهر السطح في ولاية أسّام، ويمكن تقسيم أراضي هذه الولاية إلى ثلاثة أقسام تضريسية هي: وادي أسّام (براهمابوترا) في الشمال، وسهلا براك وكاشار في الجنوب، والإقليم الهضبي ـ التلي في الوسط الذي هو استمرار لهضبة شيلونغ في الغرب. ويؤلف وادي أسّام أهم مظهر طبيعي في هذه الولاية، وطوله في أراضيها 722كم، واتساعه نحو 80كم، وتحيط به الجبال والهضاب والتلال من جهاته كافة عدا الجهة الغربية. وتتدفق في هذا الوادي الفسيح مياه نهر براهمابوترا من الشرق نحو الغرب قبل أن ينعطف جنوباً عند الحدود مع بنغلادش. وينبع من الهضبة الوسطى (متوسط ارتفاعها نحو 1000م) الكثير من الروافد النهرية التي تنتهي في براهمابوترا. أما المنطقة السهلية الجنوبية، فمضرسة قليلاً، تشقها ثلاثة أودية نهرية فرعية تلتقي قبل الحدود مع بنغلادش لتؤلف معاً نهر كوسيارا الذي يرفد نهر ماغنا أحد روافد الغانج الدنيا. وتعد هذه الولاية من أكثر الولايات الهندية تعرضاً للزلازل، وأعنف زلزالين أصاباها كانا في عامي 1897 و1950.
يتصف مناخ أسّام بارتفاع رطوبته، واعتدال حرارته، ويمتاز فصلان في السنة، أحدهما جاف نسبياً مائل للبرودة يمتد من تشرين الأول حتى شباط، والآخر حار رطب يمتد من آذار حتى أيلول وتهطل فيه معظم أمطار السنة. وتراوح كمية الأمطار السنوية بين 1750مم في غوهاتي (وادي أسّام) و4000مم فوق الهضبة الوسطى، وقد سُجل على مقربة من هذه الولاية أعلى معدل سنوي للأمطار في العالم (11480مم في تشيرابونجي في ولاية ميغالايا). وتغطي المناطق المستنقعية وجوانب الأنهار غيضات من القرم (المانغروف)، وأشجار الموز، وأدغال الخيزران. كما تغطي المناطق التلية والهضبية الأشجار الغابية المتنوعة، التي تعد أشجار السال أهمها من الناحية الاقتصادية. وتؤلف تلك الغابات ملجأ للحيوانات البرية كالفيل والكركدن، والنمر والأيل، والبيسون (الثور الأمريكي) والكلب الوحشي والدب، ووفرة من الطيور والحشرات.
السكان
بلغ عدد سكان أسّام 22.414.344 نسمة عام 1991، يتركز أغلبهم في وادي أسّام والسهول الجنوبية، إذ يبلغ معدل الكثافة السكانية في الأراضي السهلية وعلى جانبي نهر براهمابوترا نحو 300 نسمة/كم2، وينخفض فوق التلال إلى أقل من 40 نسمة/كم2 والأكثرية الساحقة من السكان ريفيون، إذ لا يؤلف سكان المدن أكثر من 8% من مجموع السكان. وينتمي معظم السكان، ولاسيما قاطنو السهول، إلى المجموعة الهندية ـ الأوربية، في حين ينتمي معظم سكان الهضاب والتلال إلى المجموعة المغولية (أصول بورمية، وهندية صينية). ويضاف إلى ذلك جموع المهاجرين إلى هذه الولاية الذين قدموا من ولايتي بيهار وأوريسا للعمل في مزارع الشاي الأسّامية. ويدين نحو ثلثي السكان بالهندوسية، والربع بالإسلام. أما اللغات الرئيسة فهي الأسّامية، والبنغالية، إلى جانب اللغة التبتية البورمية في المناطق التلية.
الاقتصاد
تؤلف الزراعة نحو 75% من واردات هذه الولاية، ويعمل بها معظم السكان. ومن أهم المحصولات الزراعية: الشاي والجوت، وهما من المحصولات الاقتصادية، والأرز وهو المحصول الغذائي الرئيس. وينتج وادي أسّام وحده ما يزيد على 80% من إنتاج الولاية. ويعد الشاي أهم محاصيل أسّام، فهو يعطي أكثر من ربع وارداتها، ويعمل في زراعته أكثر من نصف مليون شخص، ويزيد إنتاجه السنوي على 200 ألف طن. أما أهم ثروات أسّام المعدنية فهي النفط، والغاز الطبيعي، والفحم، ويتركز استثمارها في أسّام العليا، إذ تنتج هذه الولاية نحو نصف إنتاج الهند من النفط والغاز الطبيعي. والصناعة في أسّام قليلة، تقتصر على مصانع محدودة للإسمنت والجوت والسكر والورق والأسمدة وتكرير النفط. كما أقيم على الأودية النهرية الكثير من محطات توليد الطاقة الكهربائية. والحركة العلمية نشطة نسبياً، ففي الولاية ثلاث جامعات في كل من غوهاتي وجورهات وديبروغر.
لمحة تاريخية
إن تاريخ هذه الولاية القديم غير معروف تماماً. وأول من عرف من سكان هذه الولاية تاريخياً هم جموع المهاجرين إليها من الصين والتبت وبورمة. وفي القرن الثالث عشر للميلاد كان وادي أسّام معقل جماعات «آهومس» الذين ينتمون إلى قبيلة «شان» البورمية. وقد كان النزاع الداخلي بين البورميين في أسّام عام 1817 وما تلاه من فوضى وخراب، سانحة للتدخل البريطاني، فغدت هذه الولاية جزءاً من الهند البريطانية بين عامي 1826ـ1842. واستقلت مع مجموع الولايات الهندية من السيطرة البريطانية عام 1947. أما عاصمة الولاية منذ عام 1972 فهي مدينة ديسبور Dispur القريبة من مدينة غوهاتي. علماً أن العاصمة السابقة هي مدينة شيلونغ مركز ولاية ميغالايا اليوم.
علي موسى
Assam - Assam
أسّام
أسّام Assam ولاية من ولايات الهند السبع عشرة، وهي جزء من أراضي جمهورية الهند، مع أن الاتصال بها لايتم إلا عن طريق ممر ضيق عند المقدمات الجنوبية لجبال هيملايا[ر].
الموقع والحدود
تبلغ مساحة أراضي ولاية أسّام اليوم نحو 78432كم2 ، وقبل شهر كانون الأول من عام 1963 كانت تضم أسّام أراضي ولاية ناجلاند إضافة إلى مساحتها اليوم.
المظاهر الطبيعية
يبدو التنوع واضحاً في مظاهر السطح في ولاية أسّام، ويمكن تقسيم أراضي هذه الولاية إلى ثلاثة أقسام تضريسية هي: وادي أسّام (براهمابوترا) في الشمال، وسهلا براك وكاشار في الجنوب، والإقليم الهضبي ـ التلي في الوسط الذي هو استمرار لهضبة شيلونغ في الغرب. ويؤلف وادي أسّام أهم مظهر طبيعي في هذه الولاية، وطوله في أراضيها 722كم، واتساعه نحو 80كم، وتحيط به الجبال والهضاب والتلال من جهاته كافة عدا الجهة الغربية. وتتدفق في هذا الوادي الفسيح مياه نهر براهمابوترا من الشرق نحو الغرب قبل أن ينعطف جنوباً عند الحدود مع بنغلادش. وينبع من الهضبة الوسطى (متوسط ارتفاعها نحو 1000م) الكثير من الروافد النهرية التي تنتهي في براهمابوترا. أما المنطقة السهلية الجنوبية، فمضرسة قليلاً، تشقها ثلاثة أودية نهرية فرعية تلتقي قبل الحدود مع بنغلادش لتؤلف معاً نهر كوسيارا الذي يرفد نهر ماغنا أحد روافد الغانج الدنيا. وتعد هذه الولاية من أكثر الولايات الهندية تعرضاً للزلازل، وأعنف زلزالين أصاباها كانا في عامي 1897 و1950.
يتصف مناخ أسّام بارتفاع رطوبته، واعتدال حرارته، ويمتاز فصلان في السنة، أحدهما جاف نسبياً مائل للبرودة يمتد من تشرين الأول حتى شباط، والآخر حار رطب يمتد من آذار حتى أيلول وتهطل فيه معظم أمطار السنة. وتراوح كمية الأمطار السنوية بين 1750مم في غوهاتي (وادي أسّام) و4000مم فوق الهضبة الوسطى، وقد سُجل على مقربة من هذه الولاية أعلى معدل سنوي للأمطار في العالم (11480مم في تشيرابونجي في ولاية ميغالايا). وتغطي المناطق المستنقعية وجوانب الأنهار غيضات من القرم (المانغروف)، وأشجار الموز، وأدغال الخيزران. كما تغطي المناطق التلية والهضبية الأشجار الغابية المتنوعة، التي تعد أشجار السال أهمها من الناحية الاقتصادية. وتؤلف تلك الغابات ملجأ للحيوانات البرية كالفيل والكركدن، والنمر والأيل، والبيسون (الثور الأمريكي) والكلب الوحشي والدب، ووفرة من الطيور والحشرات.
السكان
بلغ عدد سكان أسّام 22.414.344 نسمة عام 1991، يتركز أغلبهم في وادي أسّام والسهول الجنوبية، إذ يبلغ معدل الكثافة السكانية في الأراضي السهلية وعلى جانبي نهر براهمابوترا نحو 300 نسمة/كم2، وينخفض فوق التلال إلى أقل من 40 نسمة/كم2 والأكثرية الساحقة من السكان ريفيون، إذ لا يؤلف سكان المدن أكثر من 8% من مجموع السكان. وينتمي معظم السكان، ولاسيما قاطنو السهول، إلى المجموعة الهندية ـ الأوربية، في حين ينتمي معظم سكان الهضاب والتلال إلى المجموعة المغولية (أصول بورمية، وهندية صينية). ويضاف إلى ذلك جموع المهاجرين إلى هذه الولاية الذين قدموا من ولايتي بيهار وأوريسا للعمل في مزارع الشاي الأسّامية. ويدين نحو ثلثي السكان بالهندوسية، والربع بالإسلام. أما اللغات الرئيسة فهي الأسّامية، والبنغالية، إلى جانب اللغة التبتية البورمية في المناطق التلية.
الاقتصاد
تؤلف الزراعة نحو 75% من واردات هذه الولاية، ويعمل بها معظم السكان. ومن أهم المحصولات الزراعية: الشاي والجوت، وهما من المحصولات الاقتصادية، والأرز وهو المحصول الغذائي الرئيس. وينتج وادي أسّام وحده ما يزيد على 80% من إنتاج الولاية. ويعد الشاي أهم محاصيل أسّام، فهو يعطي أكثر من ربع وارداتها، ويعمل في زراعته أكثر من نصف مليون شخص، ويزيد إنتاجه السنوي على 200 ألف طن. أما أهم ثروات أسّام المعدنية فهي النفط، والغاز الطبيعي، والفحم، ويتركز استثمارها في أسّام العليا، إذ تنتج هذه الولاية نحو نصف إنتاج الهند من النفط والغاز الطبيعي. والصناعة في أسّام قليلة، تقتصر على مصانع محدودة للإسمنت والجوت والسكر والورق والأسمدة وتكرير النفط. كما أقيم على الأودية النهرية الكثير من محطات توليد الطاقة الكهربائية. والحركة العلمية نشطة نسبياً، ففي الولاية ثلاث جامعات في كل من غوهاتي وجورهات وديبروغر.
لمحة تاريخية
إن تاريخ هذه الولاية القديم غير معروف تماماً. وأول من عرف من سكان هذه الولاية تاريخياً هم جموع المهاجرين إليها من الصين والتبت وبورمة. وفي القرن الثالث عشر للميلاد كان وادي أسّام معقل جماعات «آهومس» الذين ينتمون إلى قبيلة «شان» البورمية. وقد كان النزاع الداخلي بين البورميين في أسّام عام 1817 وما تلاه من فوضى وخراب، سانحة للتدخل البريطاني، فغدت هذه الولاية جزءاً من الهند البريطانية بين عامي 1826ـ1842. واستقلت مع مجموع الولايات الهندية من السيطرة البريطانية عام 1947. أما عاصمة الولاية منذ عام 1972 فهي مدينة ديسبور Dispur القريبة من مدينة غوهاتي. علماً أن العاصمة السابقة هي مدينة شيلونغ مركز ولاية ميغالايا اليوم.
علي موسى