صدى الصيف وسط الازهار والألوان مع المصور آلان بورتر
آلان بورتر مصور للأزهار له إسلوبه الخاص في التعامل مع هذا العالم الجمالي الرائع وقد عمل مطولا كمساعد للآخرين قبل أن يتحول مؤخراً للعمل لنفسه فقط ، دامجاً تصوير الأزهار بأعمال أخرى ، وبخلفيات من هنا وهناك مما أعطى عمله المزيد من التميز .
عندما إنطلق آلان بورتر بتحقيق مجموعة من الصور الحديثة . وموضوعها الازهار ، مستكشفاً بذلك جمال الأشياء الصغيرة في مواقعها ، تولدت لديه قناعة بأن التصوير يتحول إلى جزء من حياته وعلى هذا الأساس قام بتحويل قسم صغير من شقته إلى فسحة مناسبة للتصوير ، قام بتحويلها إلى الاستديو الذي حقق عبره سلسلة من صورة المنوعة للازهار وغيرها . حيث يقول :
- جمعت الكثير من الاشياء التي التقطها من الشارع ، ومنذ أمد بعيد . ولم يكن ذلك لاجل تحويلها إلى صور ، بل لانها كانت جميلة بحد ذاتها . وكنت متأكدا انني ساقوم باستعمال هذه الاشياء لصور ساكنة في يوم من الأيام . إلا انني لم افعل ذلك حتى حققت صور الأزهار .
كل ذلك تم اولا ضمن مساحة لا تزيد عن مساحة الخزانة ، حيث رتب الأزهار على المعدن وصور - إستعان بوصلة ذراع تطويل على ركيزة مباشرة أكثر سهولة ، ثم جاءت عدسة الماكرو ثلاثية الأرجل ليجعل الالتقاط باتجاه الأسفل ٥٠ ملم ، التي ركبها على كاميرا ٣٥ ملم فجعلته قادراً على الإقتراب .
عمد آلان إلى التصوير هكذا كلما استطاع اختلاس جزء من وقته المشحون بالعمل المستقل ، وذلك في فترات الصباح الباكر أو باكراً في الأمسيات . وهو يقول :
- انا استعمل نور النافذة دائماً ، ومع كوداكروم ٢٥ ، كان معنى هذا تعريضات ضوئية طويلة : من ثماني إلى ٣٠ ثانية .
علمت هكذا انني ساحصل على تحولات لونية وتراكم للتباين الضوئي ، ولكنني لم اكتشف مقدار ذلك حتى الإنتهاء من اللغة الأولى ، كان تراكم التباين الضوئي هائلا ، خصوصاً مع بعض هذه الخلفيات الداكنة جداً .
من هنا ، ولخفض التباين الضوئي ، إستعملت مرايا ولوحات كرتونية بيضاء للتعبئة حتى أضفي مزيداً من النور وابقى محافظاً على نوعيته المشتتة ويتابع آلان قائلاً :
- في النهاية لم تعد تعريضاتي الضوئية تتعدى ١٢ ثانية ، الأمر الذي قلل التباين الضوئي إلى الحد الكافي . وكذلك إستعملت مرشح ( a81 ) بين حين وآخر ، ولكنني لم أكثر من استعماله . أما التحول اللوني فلم يقلقني ...
كثيرة هي هذه الخلفيات ..... ومثيرة للدهشة تلك التفاوتات اللونية الكثيرة في كل منها .
اضف الى هذا ان عامل الاستكشاف كان واحداً من الأشياء التي كانت تعنيني في التصوير الفوتوغرافي داخل الإستديو ، ففيه تكون لديك دائماً فكرة ما عما انت في صدده طبعاً ، ولكن كثيراً ما يكون الشيء الوحيد الذي تعرف فعلا انك تسعى اليه هو كيفية ظهور شيء ما بعد تصويره فوتوغرافياً .
◻هذه جملة مشهورة جدا .
- اعلم ذلك . كان غاري وينوغرائد يستعمله طيلة الوقت ، وكذلك قال روبرت فرانك شيئاً شبيهاً به في كتابه ، خطوط كفي . . ولكنني عندما قرأت مؤلفاتهما ، كان قد سبق لي أن شعرت بذلك الفضول ، ففي مؤسسة روتشيستر للتصوير الفوتوغرافي ، حدث من أحد الأساتذة ان حدد لنا موضوعاً وإكتفى بالطلب منا ان نصوره دون قيود ، او شروط ، ولا اقتراحات أيضاً . فإذ ببعض التلاميذ يقعون في حيرة وهم لا يعرفون ماذا يفعلون ، اما انا فقد أحببت ذلك .
وتابع يقول :
ـ كان الموضوع في أحد الأيام هو الجليد الجاف - جليد ثاني أوكسيد الكربون - وهذه المادة ، تنفث البخار هنا وهناك وفي كل مكان على أن المنظر كان جميلا ، وكنت أصوره مع الاستعانة بالفلاش لأول مرة ، حيث أدركت ان لا فكرة لدي حول الشكل الذي سيظهر في الصور .
هنا بدأ تلهفي للتصوير الفوتوغرافي مدفوعاً بالفضول الذي يعترينا حول كيفية ظهور شيء ما على فيلم ..... إنه عنصر الاستكشاف .
لقد انتهى من تحقيق سلسلته حول الازهار بعد عمل استمر طيلة شهرين ، إلا أنه يثابر على تامل هذا الانتاج مصراً على مواجهة الأسئلة المشوبة بالتحدي .
وفي هذا المجال يقول :
- بقيت بعيداً جداً عن الازهار اولا ، ولكنني رحت اقترب منها تدريجياً لم أبالغ بالاقتراب لاكتشافي انني مهتم جزئياً بالتفاعل بين البنيات والألوان في الازهار ، وما يوجد من ذلك في الخلفيات .
◻ولكن لا شك ان الفارق ليس كبيراً . ذلك ان
الخلفيات والأزهار متشابهة . كلاهما تعرض للتغيير بمرور الزمن والاهتراء ؟
- بل أرى أنهما يختلفان من حيث اللون الصافي والبنية أما إذا كنت تتحدث عن المحتوى ، لا الشكل ، فانت على حق ، لا يوجد قدر كبير من التفاوت . لقد صورت عدداً من الإشارات لاعلانات مهترئة تقدم بها العمر وتحولت الى شيء آخر ، شيء جميل ، رغم أنها تظهر التلف الذي يسببه الزمن ، هذا ربما هو السبب الذي دعاني الى البدء يجمع هذه الخلفيات .
عرفت على كل حال ان الأزهار جذبتني لأنها كانت تحتضر : وكان لها هكذا جمالا ماسوياً .
◻كيف بدا توجهك هذا ؟
- خطرت لي الفكرة لأن احد المصورين الفوتوغرافيين الذين كنت أساعدهم - وهو وولتر راثر - والذي يمارس الكثير من اعمال تصوير العرائس وحفلات الزفاف ، حيث تجده في نهاية بعض الأيام والازهار المهملة مكدسة بالأطنان في الاستديو خاصته فاجلب معي بعض الباقات الى البيت لاضعها في مزهريات هناك .
وحدث في أحد الأيام انني نظرت الى باقة بين الحياة والموت ولاحظت جمالها المميز للمرة الأولى ، فما كان مني إلا ان اخذتها الى وعندما رأيت السلايدات ، اردت الاستمرار النافذة ، ووضعتها بجانب لوحة ثم صورتها . بالفكرة الا ان الصورة بدت أشبه بانواع حياتية ساكنة أمام اللوحات فحدث هناك ان بدأت الخلفيات المعدنية تواجدها بمخيلتي .
◻هل يمكن ان نعود إلى بدايات التصوير عندك ؟ - نشأت في ميرسيد ، كاليفورنيا ، وانا واحد من أربعة أبناء لطبيب عيون يهوى التصوير الفوتوغرافي ايضاً وغالباً ما كان الفضول بعتريني بخصوص كاميرات والدي وعداداته الضوئية ، وعندما بلغت الثامنة من العمر اعطاني كاميرا - رولیکورد ، قديمة .
وفي كلية ويتبار ، حيث كنت أحضر لدراسة الطب بدأ إهتمامي بالتصوير لصحيفة المدرسة . ثم عندما وجدت نفسي غير متعلق بهذه الحلقات الدراسية العلمية ، قررت أن اتعلم مهنة تدور حول شيء أحبه ، فانتقلت إلى مؤسسة رونشيستر للتكنولوجيا .
وتابع آلان :
- اظنني كنت ساذجاً في بداية الأمر ، اعتبرت التصوير الفوتوغرافي وسيلة جيدة لكسب الكثير من المال ، فقال لي الجميع انه ليس هكذا ابدأ ، وان واحداً فقط ينجح من كل الف.وهذا صحيح كله ، ولكنهم قالوا كذلك انني لن انجح . الأمر الذي لا اظنه صحيحاً فالعمل كمساعد لمصورين مستقلين كانت له قيمة تحضيرية كبيرة ، انا ساعدت عدداً من كبار المصورين الفوتوغرافيين وتعلمت الكثير منهم ، خصوصاً كيف أحقق ما اسعى إليه دون عقبات شاهدت كذلك الكثير من المطبات التي يقع المصورون الفوتوغرافيون فيها . فقد اتيت من عائلة تؤمن بان المحترف يستعمل الأدوات الصحيحة المناسبة ويحافظ عليها ؛ فهي تجعل مهنته اسهل وتحسن حياته . ولكنني اعرف الكثير من المصورين الفوتوغرافيين الذين يعملون ضد انفسهم ، فيهملون كاميراتهم الى حد أن نصاب وتتحطم ، ويستعملون معدات قديمة ، مفضلين الاهتمام بتكديس الثياب الجديدة بدلا من المحافظة على معداتهم وتجديدها .
ويضيف آلان بورتر :
ـ كذلك شاهدت مصورين فوتوغرافيين يضرون بمهنهم بالتحول إلى العصبية حيث يبالغون بمجادلة مدرائهم الفنيين وزبائنهم هؤلاء يربكون التصوير الفوتوغرافي التجاري الذي هو مصلحة بحد ذاته ، إلى جانب انه فن يقوم على التعبير الذاتي . فعندما تنفذ عملا ما . تكون عاملا لشخص آخر ، مواصفاته هي التي ينبغي أن تحظى بالأهمية ، ويحدث في بعض الأحيان ان المدير الفني يخطط للقطة كلها . الضوء وكل شيء ، وما تفعله انت هو تنفيذ فكرته فقط . وليس هذا وقت تنتهزه للغضب والإصرار على تعبيرك الذاتي .
يرى بورتر كذلك أنه عندما تعلم ان يكسب الزبائن ويحتفظ بهم خلال عمله كمساعد , كان هذا تحضيراً جيداً لمهنته الذاتية كمصـور فوتوغرافي تجاري وبمشاهدته لعدد كاف من المصورين الفوتوغرافيين وهم يمرون باوقات جيدة وأخرى عصيبة ، ويخوضون جلسات التقاط سهلة واخرى صعبة ، أصبح على اثم الاستعداد لمواجهة التقلبات العاطفية التي لا بد لمهنته ان تعرضه اليها عندما يعمل لحسابه .
قال :
- اكتشفت كذلك ان المصـوريـن الفوتوغرافيين ليسوا نجوماً ساطعة جميعهم وان الكثيرين منهم ينجحون في اعمالهم ويعيشون على افضل ما يرام دون تلك الشهرة هذا يقلل الضغوط . كان مهما جدا لي أن اشاهد هذا الطيف ؛ ساعدني على تحديد أهدافي بواقعية ، ساعدني أيضاً ان امر بنزاعات حول الشخصية ، واختلاف حول الأفضليات مع بعض المصورين الفوتوغرافيين الذين عملت لهم . وعلمني هذا ان افضلياتي قد تتغير بينما أعمل لنفسي ، وحضرني عاطفياً لتلك الأوقات عندما سافكر بانني ارغب بتغيير اختصاصي .
نذكر اخيرا انه منذ فترة وجيزة فقط ، توقف بورتر عن العمل كمساعد لمصورين مستقلين - ليعمل لنفسه ، وهو يفكر الآن ان يتخصص بتصوير الحياة الساكنة تجارياً . ولكن عليه ان ينشيء مجموعته اولا ، فيخطط لتاجيل أية مشاريع شخصية ليدفن نفسه في الاستديو الجديد خاصته طيلة شهرين قبلما يقوم بجولاته على المدراء الفنيين والوكالات الاعلانية⏹
هاري نيويورك
آلان بورتر مصور للأزهار له إسلوبه الخاص في التعامل مع هذا العالم الجمالي الرائع وقد عمل مطولا كمساعد للآخرين قبل أن يتحول مؤخراً للعمل لنفسه فقط ، دامجاً تصوير الأزهار بأعمال أخرى ، وبخلفيات من هنا وهناك مما أعطى عمله المزيد من التميز .
عندما إنطلق آلان بورتر بتحقيق مجموعة من الصور الحديثة . وموضوعها الازهار ، مستكشفاً بذلك جمال الأشياء الصغيرة في مواقعها ، تولدت لديه قناعة بأن التصوير يتحول إلى جزء من حياته وعلى هذا الأساس قام بتحويل قسم صغير من شقته إلى فسحة مناسبة للتصوير ، قام بتحويلها إلى الاستديو الذي حقق عبره سلسلة من صورة المنوعة للازهار وغيرها . حيث يقول :
- جمعت الكثير من الاشياء التي التقطها من الشارع ، ومنذ أمد بعيد . ولم يكن ذلك لاجل تحويلها إلى صور ، بل لانها كانت جميلة بحد ذاتها . وكنت متأكدا انني ساقوم باستعمال هذه الاشياء لصور ساكنة في يوم من الأيام . إلا انني لم افعل ذلك حتى حققت صور الأزهار .
كل ذلك تم اولا ضمن مساحة لا تزيد عن مساحة الخزانة ، حيث رتب الأزهار على المعدن وصور - إستعان بوصلة ذراع تطويل على ركيزة مباشرة أكثر سهولة ، ثم جاءت عدسة الماكرو ثلاثية الأرجل ليجعل الالتقاط باتجاه الأسفل ٥٠ ملم ، التي ركبها على كاميرا ٣٥ ملم فجعلته قادراً على الإقتراب .
عمد آلان إلى التصوير هكذا كلما استطاع اختلاس جزء من وقته المشحون بالعمل المستقل ، وذلك في فترات الصباح الباكر أو باكراً في الأمسيات . وهو يقول :
- انا استعمل نور النافذة دائماً ، ومع كوداكروم ٢٥ ، كان معنى هذا تعريضات ضوئية طويلة : من ثماني إلى ٣٠ ثانية .
علمت هكذا انني ساحصل على تحولات لونية وتراكم للتباين الضوئي ، ولكنني لم اكتشف مقدار ذلك حتى الإنتهاء من اللغة الأولى ، كان تراكم التباين الضوئي هائلا ، خصوصاً مع بعض هذه الخلفيات الداكنة جداً .
من هنا ، ولخفض التباين الضوئي ، إستعملت مرايا ولوحات كرتونية بيضاء للتعبئة حتى أضفي مزيداً من النور وابقى محافظاً على نوعيته المشتتة ويتابع آلان قائلاً :
- في النهاية لم تعد تعريضاتي الضوئية تتعدى ١٢ ثانية ، الأمر الذي قلل التباين الضوئي إلى الحد الكافي . وكذلك إستعملت مرشح ( a81 ) بين حين وآخر ، ولكنني لم أكثر من استعماله . أما التحول اللوني فلم يقلقني ...
كثيرة هي هذه الخلفيات ..... ومثيرة للدهشة تلك التفاوتات اللونية الكثيرة في كل منها .
اضف الى هذا ان عامل الاستكشاف كان واحداً من الأشياء التي كانت تعنيني في التصوير الفوتوغرافي داخل الإستديو ، ففيه تكون لديك دائماً فكرة ما عما انت في صدده طبعاً ، ولكن كثيراً ما يكون الشيء الوحيد الذي تعرف فعلا انك تسعى اليه هو كيفية ظهور شيء ما بعد تصويره فوتوغرافياً .
◻هذه جملة مشهورة جدا .
- اعلم ذلك . كان غاري وينوغرائد يستعمله طيلة الوقت ، وكذلك قال روبرت فرانك شيئاً شبيهاً به في كتابه ، خطوط كفي . . ولكنني عندما قرأت مؤلفاتهما ، كان قد سبق لي أن شعرت بذلك الفضول ، ففي مؤسسة روتشيستر للتصوير الفوتوغرافي ، حدث من أحد الأساتذة ان حدد لنا موضوعاً وإكتفى بالطلب منا ان نصوره دون قيود ، او شروط ، ولا اقتراحات أيضاً . فإذ ببعض التلاميذ يقعون في حيرة وهم لا يعرفون ماذا يفعلون ، اما انا فقد أحببت ذلك .
وتابع يقول :
ـ كان الموضوع في أحد الأيام هو الجليد الجاف - جليد ثاني أوكسيد الكربون - وهذه المادة ، تنفث البخار هنا وهناك وفي كل مكان على أن المنظر كان جميلا ، وكنت أصوره مع الاستعانة بالفلاش لأول مرة ، حيث أدركت ان لا فكرة لدي حول الشكل الذي سيظهر في الصور .
هنا بدأ تلهفي للتصوير الفوتوغرافي مدفوعاً بالفضول الذي يعترينا حول كيفية ظهور شيء ما على فيلم ..... إنه عنصر الاستكشاف .
لقد انتهى من تحقيق سلسلته حول الازهار بعد عمل استمر طيلة شهرين ، إلا أنه يثابر على تامل هذا الانتاج مصراً على مواجهة الأسئلة المشوبة بالتحدي .
وفي هذا المجال يقول :
- بقيت بعيداً جداً عن الازهار اولا ، ولكنني رحت اقترب منها تدريجياً لم أبالغ بالاقتراب لاكتشافي انني مهتم جزئياً بالتفاعل بين البنيات والألوان في الازهار ، وما يوجد من ذلك في الخلفيات .
◻ولكن لا شك ان الفارق ليس كبيراً . ذلك ان
الخلفيات والأزهار متشابهة . كلاهما تعرض للتغيير بمرور الزمن والاهتراء ؟
- بل أرى أنهما يختلفان من حيث اللون الصافي والبنية أما إذا كنت تتحدث عن المحتوى ، لا الشكل ، فانت على حق ، لا يوجد قدر كبير من التفاوت . لقد صورت عدداً من الإشارات لاعلانات مهترئة تقدم بها العمر وتحولت الى شيء آخر ، شيء جميل ، رغم أنها تظهر التلف الذي يسببه الزمن ، هذا ربما هو السبب الذي دعاني الى البدء يجمع هذه الخلفيات .
عرفت على كل حال ان الأزهار جذبتني لأنها كانت تحتضر : وكان لها هكذا جمالا ماسوياً .
◻كيف بدا توجهك هذا ؟
- خطرت لي الفكرة لأن احد المصورين الفوتوغرافيين الذين كنت أساعدهم - وهو وولتر راثر - والذي يمارس الكثير من اعمال تصوير العرائس وحفلات الزفاف ، حيث تجده في نهاية بعض الأيام والازهار المهملة مكدسة بالأطنان في الاستديو خاصته فاجلب معي بعض الباقات الى البيت لاضعها في مزهريات هناك .
وحدث في أحد الأيام انني نظرت الى باقة بين الحياة والموت ولاحظت جمالها المميز للمرة الأولى ، فما كان مني إلا ان اخذتها الى وعندما رأيت السلايدات ، اردت الاستمرار النافذة ، ووضعتها بجانب لوحة ثم صورتها . بالفكرة الا ان الصورة بدت أشبه بانواع حياتية ساكنة أمام اللوحات فحدث هناك ان بدأت الخلفيات المعدنية تواجدها بمخيلتي .
◻هل يمكن ان نعود إلى بدايات التصوير عندك ؟ - نشأت في ميرسيد ، كاليفورنيا ، وانا واحد من أربعة أبناء لطبيب عيون يهوى التصوير الفوتوغرافي ايضاً وغالباً ما كان الفضول بعتريني بخصوص كاميرات والدي وعداداته الضوئية ، وعندما بلغت الثامنة من العمر اعطاني كاميرا - رولیکورد ، قديمة .
وفي كلية ويتبار ، حيث كنت أحضر لدراسة الطب بدأ إهتمامي بالتصوير لصحيفة المدرسة . ثم عندما وجدت نفسي غير متعلق بهذه الحلقات الدراسية العلمية ، قررت أن اتعلم مهنة تدور حول شيء أحبه ، فانتقلت إلى مؤسسة رونشيستر للتكنولوجيا .
وتابع آلان :
- اظنني كنت ساذجاً في بداية الأمر ، اعتبرت التصوير الفوتوغرافي وسيلة جيدة لكسب الكثير من المال ، فقال لي الجميع انه ليس هكذا ابدأ ، وان واحداً فقط ينجح من كل الف.وهذا صحيح كله ، ولكنهم قالوا كذلك انني لن انجح . الأمر الذي لا اظنه صحيحاً فالعمل كمساعد لمصورين مستقلين كانت له قيمة تحضيرية كبيرة ، انا ساعدت عدداً من كبار المصورين الفوتوغرافيين وتعلمت الكثير منهم ، خصوصاً كيف أحقق ما اسعى إليه دون عقبات شاهدت كذلك الكثير من المطبات التي يقع المصورون الفوتوغرافيون فيها . فقد اتيت من عائلة تؤمن بان المحترف يستعمل الأدوات الصحيحة المناسبة ويحافظ عليها ؛ فهي تجعل مهنته اسهل وتحسن حياته . ولكنني اعرف الكثير من المصورين الفوتوغرافيين الذين يعملون ضد انفسهم ، فيهملون كاميراتهم الى حد أن نصاب وتتحطم ، ويستعملون معدات قديمة ، مفضلين الاهتمام بتكديس الثياب الجديدة بدلا من المحافظة على معداتهم وتجديدها .
ويضيف آلان بورتر :
ـ كذلك شاهدت مصورين فوتوغرافيين يضرون بمهنهم بالتحول إلى العصبية حيث يبالغون بمجادلة مدرائهم الفنيين وزبائنهم هؤلاء يربكون التصوير الفوتوغرافي التجاري الذي هو مصلحة بحد ذاته ، إلى جانب انه فن يقوم على التعبير الذاتي . فعندما تنفذ عملا ما . تكون عاملا لشخص آخر ، مواصفاته هي التي ينبغي أن تحظى بالأهمية ، ويحدث في بعض الأحيان ان المدير الفني يخطط للقطة كلها . الضوء وكل شيء ، وما تفعله انت هو تنفيذ فكرته فقط . وليس هذا وقت تنتهزه للغضب والإصرار على تعبيرك الذاتي .
يرى بورتر كذلك أنه عندما تعلم ان يكسب الزبائن ويحتفظ بهم خلال عمله كمساعد , كان هذا تحضيراً جيداً لمهنته الذاتية كمصـور فوتوغرافي تجاري وبمشاهدته لعدد كاف من المصورين الفوتوغرافيين وهم يمرون باوقات جيدة وأخرى عصيبة ، ويخوضون جلسات التقاط سهلة واخرى صعبة ، أصبح على اثم الاستعداد لمواجهة التقلبات العاطفية التي لا بد لمهنته ان تعرضه اليها عندما يعمل لحسابه .
قال :
- اكتشفت كذلك ان المصـوريـن الفوتوغرافيين ليسوا نجوماً ساطعة جميعهم وان الكثيرين منهم ينجحون في اعمالهم ويعيشون على افضل ما يرام دون تلك الشهرة هذا يقلل الضغوط . كان مهما جدا لي أن اشاهد هذا الطيف ؛ ساعدني على تحديد أهدافي بواقعية ، ساعدني أيضاً ان امر بنزاعات حول الشخصية ، واختلاف حول الأفضليات مع بعض المصورين الفوتوغرافيين الذين عملت لهم . وعلمني هذا ان افضلياتي قد تتغير بينما أعمل لنفسي ، وحضرني عاطفياً لتلك الأوقات عندما سافكر بانني ارغب بتغيير اختصاصي .
نذكر اخيرا انه منذ فترة وجيزة فقط ، توقف بورتر عن العمل كمساعد لمصورين مستقلين - ليعمل لنفسه ، وهو يفكر الآن ان يتخصص بتصوير الحياة الساكنة تجارياً . ولكن عليه ان ينشيء مجموعته اولا ، فيخطط لتاجيل أية مشاريع شخصية ليدفن نفسه في الاستديو الجديد خاصته طيلة شهرين قبلما يقوم بجولاته على المدراء الفنيين والوكالات الاعلانية⏹
هاري نيويورك
تعليق