التصميم والكيان الهيكلي هو الذي يعلم أكثر التكوينات المرئية. خلال العصور المختلفة فضل الفنانون بصورة خاصة شكل الحرف s والحرف والتصاميم المثلثة والدوائر هذه التصاميم يتم استخدامها لمجرد الاعتقاد بأنها جميلة بطبيعتها. إن «منحني الحرف s المشهور مثلاً يعتبر من قبل الكثيرين أكثر الأبنية التكوينية أنوثة وبهاءاً وتفضله بصوره خاصة السينما اليابانية . وبصورة خاصة أفلام المخرج السينمائي الياباني كنجي متزوكوشي التي تتميز ببطلات بدل الأبطال التصميم يتداخل عادة مع فكرة المضمون على الأقل في أروع الأفلام في فلم جول مثلا يستخدم تروفو باستمرار التصاميم المثلثة لأن الفلم يعالج موضوع ثلاث شخصيات تتغير علاقاتهم باستمرار ولكنها متداخلة دائما الشكل في الصورة في هذه الحال يرمز إلى المثلث الخالد للمضمون الدارمي. الإنشاء المثلث لمرئيات تروفو يجعلها تبدو أكثر ديناميكية وأكثر لا توازناً وعرضة للتغيير. وإذا ما تكلمنا بصورة عامة فإن التصاميم التي تتكون من وحدات ذات ۳ ۵ ، ۲۷ ۱۵ تميل إلى تحقيق مثل هذه التأثيرات بينما التصاميم المتكونة من وحدات ذات ،٢، ٤ أو ٦ تبدو أكثر سكوناً وثباتاً توازناً .
في فلم السامريون السبعة استخدم المخرج الياباني اكيراكوروساوا التصاميم الدائرية والثلاثية بكثافة عالية، وهذه المؤشرات التشكيلية ترتبط مباشرة بموضوع الفلم الذي يشكل شاغلاً مستمراً في السينما اليابانية: ألا وهو حاجة الفرد إلى أن يعمل بالتوافق مع حاجة مجتمعه. وتدور أحداث الفلم في فترة سنكوكو في القرن السادس عشر وهي فترة انهيار النظام الطبقي والانتفاضات الاجتماعية العنيفة. وفي هذا العصر لم تكن المثل المقدسة بصورة تقليدية للتعاون الإجتماعي والتوافق المدني واضحة المعالم في اليابان. في فلم كوروساوا نشاهد القطعان الغازية من قطاع الطرق وهي ترهب الريف بلا عائق، تنهب القرى وتغتصب النساء وتصادر الحصاد الضئيل. وفي حالة اليأس هذه يستأجر بعض الفلاحين سبعةً من المحاربين السامريين دون الدرجة الأولى لحماية قريتهم السامري التقليدي هو أحد أفراد طبقة الحاشية الملحقة بالطبقة الارستقراطية وكان السامري يعتبر بعد السدة الملكية في التدرج الإجتماعي في اليابان. غير أنه في فترة أحداث الفلم قست الأيام على هذه الطبقة وطفق الكثير منهم يتجول في الأرياف بلا سيد. في الواقع تحول عدد كبير منهم إلى اللصوصية والنهب مثلهم مثل قطاع الطرق العاديين. يفرق كوروساوا في فلمه بوضوح بين مجموعات ثلاث هم الفلاحون وقطاع الطرق والسامريون وكل مجموعة لها حتى لحنها الموسيقي المميز.
المؤشر التشكيلي الدائري يقدم لنا في بداية الفلم حيث نرى أكواخ القرية مشيدة في دائرة باستثناء ثلاثة أكواخ تقع خارج تجمع الدائرة ثم نرى القرويين يتجمعون سوية في دائرة وهم راكعون على الأرض يندبون قدرهم على يد قطاع الطرق عديمي الرحمة (١٦ ب) وبعد استئجار سبعة سامريين أن واحداً منهم وهو (توشيروا) ميغوني أنه مزيف أنه في الواقع ابن فلاح وهذا يعني نزولاً كبيراً في سلم الطبقات الاجتماعية. وعلى سبيل النكتة يتكون علم القرية من ست دوائر واحدة) لكل (سامري وحرف يمثل القرية الزراعية ومثلث يمثل السامري الفلاح المزيف الذي يبدو أنه لا ينتمي لمكان رغم أنه في النهاية يثبت أنه واحد من أكثر الشخصيات الرئيسية مرونة وذكاء (١٦ ج). استخدمت الدوائر لتمثل الوحدة الإجتماعية والفردية معاً أي العالم الصغير والعالم الكبير. يجتمع القرويون في دائرة لكي يتلقـوا التعليمات وقد نسقت رماحهم كأسنان العجلة بينما يقف مركز الدائرة السامري الرئيس تاكاشي شيمورا ليؤكد حاجة الفلاحين إلى العمل كمجموعة موحدة وليس كأفراد (١٦ د) ويحيط كوروساوا خلال هذا المشهد بدائرته وذلك بجعل الكاميرا تتحرك حول محيط المجموعة وبذلك يؤكد وحدتها (١٦) هـ، و) وعندما يتمرد ثلاثة فلاحين ويصرون بأنهم لن يضحوا بأكواخهم الثلاثة التي تقع خارج الدائرة يقوم السامري الرئيس بإرغام المتمردين على الدخول في الدائرة. ونرى على ظهر ردائه شارة بن يانك الدائرية وهي رمز بوذي للوحدة الصوفية وللمصالحة بين المتضادات (١٦ ز) وغالباً ما يقدم لنا كورساوا ثلاث لقطات للمشهد الواحد كما فعل عندما بحث الفلاحون في المدينة عن سامري فقير إلا أنه راغب
(١٦ ح، ط ، ي ) القرية طاحونة لها عجلة ملحقة بأحد الأكواخ الخارجية ويعطينا كوروساوا ثلاث لقطات متفرقة للعجلة وهي رمز الوحدة الإجتماعية في الفلم (١٦ ك) يرفض أحد الفلاحين فيما بعد خلال هجوم قطاع الطرق أن يطيع الأوامر ويهرع إلى طاحونته إلا إن هذا العمل الفردي يكلفه حياته إذ يضرم قطاع الطرق النار في الطاحونة وعجلتها (١٦ ن ). ويستخدم كوروساوا صورة العجلة المحترقة كرمز تحذيري لما يمكن أن يحدث للمجتمع إذا ما رفض الأفراد العمل بالتضامن مع بعضهم (١٦ س) ويندحر قطاع الطرق في النهاية بالضبط بسبب ستراتيجية السامري القائد التي تعزل أحد قطاع الطرق أو بعضاً منهم عن المجموعة الرئيسية. وفي كل مرة يتم قتل أحد قطاع الطرق يقوم الرئيس السامري بشطب دائرة واحدة في قائمة التسجيل لديه (١٦ ع).
وهكذا نرى أن بعض أنواع التصميم يمكن أن توحي بالأفكار الضمنية أن السياق الدرامي هو الأهم في مجموع الفلم (۲- ۱۷). وهكذا نرى الدائرة التي يشكلها رتل العربات في أكثر الأفلام الأمريكية لحياة الغرب الأمريكي عندما يهاجمها الهنود وهي توحي بنفس الأفكار الرمزية للوحدة والأمان كما شهدناهما في فلم كوروساوا . غير أن التصميم الدائري في فلم سايكو يوحي بأفكار مختلفة تماماً. يعالج فلم هتشكوك الذنب والفساد الذي يشمل كل الشخصيات حتى تلك البريئة إسمياً. ويعالج فلم سايكو مثل أعمال هتشكوك فكرة التنبوء، في الواقع فكرة أن السينما هي العديد من عبر التنبوء الفني. تدخل عين الكاميرا في بداية الفلم وفي المشهد الافتتاحي نافذة غرفة في فندق حيث نشاهد مشهداً بين عاشقين متخفيين وهما نصف عاريين. ويعادل هتشكوك خلال الفلم صوراً لعين الإنسان مع موجودات دائرية الشكل كعين الإنسان وكأحواض الغسيل وفتحات تفريغ الأحواض، ودورات المياه والفتحات الفارغة للعين في جمجمة إنسان. ويوحي سايكو باعتباره عملاً عميق التشاؤم بأن وراء كل عين إنسانية تختفي بالوعة سايكولوجية خزين خبيث من الفساد والذنب والعنف.
في فلم السامريون السبعة استخدم المخرج الياباني اكيراكوروساوا التصاميم الدائرية والثلاثية بكثافة عالية، وهذه المؤشرات التشكيلية ترتبط مباشرة بموضوع الفلم الذي يشكل شاغلاً مستمراً في السينما اليابانية: ألا وهو حاجة الفرد إلى أن يعمل بالتوافق مع حاجة مجتمعه. وتدور أحداث الفلم في فترة سنكوكو في القرن السادس عشر وهي فترة انهيار النظام الطبقي والانتفاضات الاجتماعية العنيفة. وفي هذا العصر لم تكن المثل المقدسة بصورة تقليدية للتعاون الإجتماعي والتوافق المدني واضحة المعالم في اليابان. في فلم كوروساوا نشاهد القطعان الغازية من قطاع الطرق وهي ترهب الريف بلا عائق، تنهب القرى وتغتصب النساء وتصادر الحصاد الضئيل. وفي حالة اليأس هذه يستأجر بعض الفلاحين سبعةً من المحاربين السامريين دون الدرجة الأولى لحماية قريتهم السامري التقليدي هو أحد أفراد طبقة الحاشية الملحقة بالطبقة الارستقراطية وكان السامري يعتبر بعد السدة الملكية في التدرج الإجتماعي في اليابان. غير أنه في فترة أحداث الفلم قست الأيام على هذه الطبقة وطفق الكثير منهم يتجول في الأرياف بلا سيد. في الواقع تحول عدد كبير منهم إلى اللصوصية والنهب مثلهم مثل قطاع الطرق العاديين. يفرق كوروساوا في فلمه بوضوح بين مجموعات ثلاث هم الفلاحون وقطاع الطرق والسامريون وكل مجموعة لها حتى لحنها الموسيقي المميز.
المؤشر التشكيلي الدائري يقدم لنا في بداية الفلم حيث نرى أكواخ القرية مشيدة في دائرة باستثناء ثلاثة أكواخ تقع خارج تجمع الدائرة ثم نرى القرويين يتجمعون سوية في دائرة وهم راكعون على الأرض يندبون قدرهم على يد قطاع الطرق عديمي الرحمة (١٦ ب) وبعد استئجار سبعة سامريين أن واحداً منهم وهو (توشيروا) ميغوني أنه مزيف أنه في الواقع ابن فلاح وهذا يعني نزولاً كبيراً في سلم الطبقات الاجتماعية. وعلى سبيل النكتة يتكون علم القرية من ست دوائر واحدة) لكل (سامري وحرف يمثل القرية الزراعية ومثلث يمثل السامري الفلاح المزيف الذي يبدو أنه لا ينتمي لمكان رغم أنه في النهاية يثبت أنه واحد من أكثر الشخصيات الرئيسية مرونة وذكاء (١٦ ج). استخدمت الدوائر لتمثل الوحدة الإجتماعية والفردية معاً أي العالم الصغير والعالم الكبير. يجتمع القرويون في دائرة لكي يتلقـوا التعليمات وقد نسقت رماحهم كأسنان العجلة بينما يقف مركز الدائرة السامري الرئيس تاكاشي شيمورا ليؤكد حاجة الفلاحين إلى العمل كمجموعة موحدة وليس كأفراد (١٦ د) ويحيط كوروساوا خلال هذا المشهد بدائرته وذلك بجعل الكاميرا تتحرك حول محيط المجموعة وبذلك يؤكد وحدتها (١٦) هـ، و) وعندما يتمرد ثلاثة فلاحين ويصرون بأنهم لن يضحوا بأكواخهم الثلاثة التي تقع خارج الدائرة يقوم السامري الرئيس بإرغام المتمردين على الدخول في الدائرة. ونرى على ظهر ردائه شارة بن يانك الدائرية وهي رمز بوذي للوحدة الصوفية وللمصالحة بين المتضادات (١٦ ز) وغالباً ما يقدم لنا كورساوا ثلاث لقطات للمشهد الواحد كما فعل عندما بحث الفلاحون في المدينة عن سامري فقير إلا أنه راغب
(١٦ ح، ط ، ي ) القرية طاحونة لها عجلة ملحقة بأحد الأكواخ الخارجية ويعطينا كوروساوا ثلاث لقطات متفرقة للعجلة وهي رمز الوحدة الإجتماعية في الفلم (١٦ ك) يرفض أحد الفلاحين فيما بعد خلال هجوم قطاع الطرق أن يطيع الأوامر ويهرع إلى طاحونته إلا إن هذا العمل الفردي يكلفه حياته إذ يضرم قطاع الطرق النار في الطاحونة وعجلتها (١٦ ن ). ويستخدم كوروساوا صورة العجلة المحترقة كرمز تحذيري لما يمكن أن يحدث للمجتمع إذا ما رفض الأفراد العمل بالتضامن مع بعضهم (١٦ س) ويندحر قطاع الطرق في النهاية بالضبط بسبب ستراتيجية السامري القائد التي تعزل أحد قطاع الطرق أو بعضاً منهم عن المجموعة الرئيسية. وفي كل مرة يتم قتل أحد قطاع الطرق يقوم الرئيس السامري بشطب دائرة واحدة في قائمة التسجيل لديه (١٦ ع).
وهكذا نرى أن بعض أنواع التصميم يمكن أن توحي بالأفكار الضمنية أن السياق الدرامي هو الأهم في مجموع الفلم (۲- ۱۷). وهكذا نرى الدائرة التي يشكلها رتل العربات في أكثر الأفلام الأمريكية لحياة الغرب الأمريكي عندما يهاجمها الهنود وهي توحي بنفس الأفكار الرمزية للوحدة والأمان كما شهدناهما في فلم كوروساوا . غير أن التصميم الدائري في فلم سايكو يوحي بأفكار مختلفة تماماً. يعالج فلم هتشكوك الذنب والفساد الذي يشمل كل الشخصيات حتى تلك البريئة إسمياً. ويعالج فلم سايكو مثل أعمال هتشكوك فكرة التنبوء، في الواقع فكرة أن السينما هي العديد من عبر التنبوء الفني. تدخل عين الكاميرا في بداية الفلم وفي المشهد الافتتاحي نافذة غرفة في فندق حيث نشاهد مشهداً بين عاشقين متخفيين وهما نصف عاريين. ويعادل هتشكوك خلال الفلم صوراً لعين الإنسان مع موجودات دائرية الشكل كعين الإنسان وكأحواض الغسيل وفتحات تفريغ الأحواض، ودورات المياه والفتحات الفارغة للعين في جمجمة إنسان. ويوحي سايكو باعتباره عملاً عميق التشاؤم بأن وراء كل عين إنسانية تختفي بالوعة سايكولوجية خزين خبيث من الفساد والذنب والعنف.
تعليق