فريدريك شوبان
اعداد _ علي الراعي
قلبه في فارصوفيا وجسـده فـي باريس وموسيقاه لكل الكون فريدريك شوبان مؤلف موسيقا الشجن والخيال الشاعري Frederic Chopin يتردد الناس في تحديد مسـقط رأسه ، وهو الذي ترك جسده في باريس ، وقلبه لايزال محفوظا في أحدى كنائس فارصوفيا إلـى اليوم ، غيـر أن عبقريته الموسيقية ، فلا تتنازع عليها عاصمتان وحسب ، بل كل المدن والعواصم تعتبرها ملكا لها ، والدليل أن كل محبي المويسقا في الكـون اليوم يحتفلـون بعيد ميلاد فريدريك شوبان المئتين ، الذي يصادف هذه الأيام ... كان شوبان لديه شقيقتان ، وكان للكبـرى منهمـا دورا كبيرا في تلقين الصبي الدروس الأولى في البيانو ، وفي عمر الست سنوات سيبرز مواهبه الأولى عندما صـار يأخذ الدروس عند معلمه ( زينـي ) وهنـا سـيتفوق التلميذ على الأستاذ كطفل متقد الـذكاء ، ومع ذلك يعترف لأستاذه في جعله يتذوق أعمال بـاخ ومـوزارت ، الأمر الـذي أذاع بصيت الفتى ، كطفل أعجوبة عندما اعتكف على التأليف الموسيقي ونشـر ( البولوينز ) التي ساهمت بشـعبيته ، وصار حديث الصالونـات ، ويذكر مؤلف سيرته عنه مايصـل لحد الإعجـاز " كان إذا ما أحدث
الأولاد ضجيجـا ، يكفي لإخماده أن يعرف شـوبان " اما أول عزف لشـوبان أمام الجمهور عندما صار عمره ثماني سنوات ، وعزف لوالدة الاسكندر الأول امبراطور روسيا وملك بولونيـا حينها ، الأمر الـذي ضاعف من الشـهرة حتى صار يوازى بمــــوزارت ، أو ( موزارت الصغير ) وأغنى هذا التعلم الموسيقي اطلاعه على موسيقا الأرياف والفولكلور خلال عطلاته التي كان يقضيها في تلك المناطق ، حتى أن النقاد يعيدون مقطوعات ( المـازوركا ) الأولى بطابعهـا المميز إلى تلك الفترة ، وبين عامي ( 1826 و 1829 ) يتابع شوبان دراسته في كونسرفاتوار فارصوفيا ، معمقاً قدراته الإبداعيـة ، وصـار ينظر إليه كموسيقار ، والتقدير المدرسـي كان " فريدريك شوبان مقدرة موسيقية عظيمة .. " وهنا صار يتجـول في العواصم الأوروبية مقدماً العديد من الحفلات الموسيقية ، مالفت إليه انتباه الصحافة التي راحت تكتب عنه بإسهاب ، غير أن الأحداث السياسية التي بدأت تعصف ببولونيا كان لها أثرها فـي جعله يفكر بالهجرة عنها ، وليلة الوداع يقدم له أصدقائه ومعارفه كأسا فضيا يضم تراباً من أراضي فارصوفيا ، هذه الكأس التي ستكون أخر حبة تـراب تنهال على جثمانه الذي سيوارى ثری باريس ، غير أنه سيوصي بأن يذهب بقلبه إلى فارصوفيا ..
على ضفاف الدانوب سيتعرف شوبان على الحياة الموسيقية في فيينا بين عامي ( 1830 و 1831 ) غيـر أن أنباء بولونيا السيئة كان لها معادل على صحته ، فكانـت الوجهة هـذه المرة إلـى باريس لتشكل القسم الثاني من حياته بين عامي ( 1831 و 1849 ) باريس التي شغف شوبان بها ، ولم يغادرها إلا قليلا إلى لندن لكنه سرعان ماعاد إليها بعد أن زاد ضبـاب لنـدن في اعتـلال صحته أكثـر فأكثر باريس التي كانت حفلته الأولى فيها بعد خمسـة أشهر من وصوله إليها ، هذه الحفلة التي جعلت من اسـمه نجما ساطعا في سـماء هذه المدينة ، وذلك بابتكاره لغة فنيـة جديدة على البيانـو ، لفت من خلالها إلى إمكانات التعبير الموسيقي التي تميل إلى المرونة ، والإطار البنائي لديه – كما يرى النقاد - يلبي المضمون الموسيقي ، فتتوضح المعاني التي أوردهـا لهذا الغرض ، وجاءت معظـم مؤلفاته التي خصصها للبيانو قصيـرة ، ومنها روائعه التي أطلق عليها ( ليليات التي يغلب عليها الشجن والخيال الشـاعري ، والتي تأتي كهديل الحمام المحير ، هل يبكـي أم يغني ، وكان أن تحسـن وضعـه المادي بعد أن صار يعطي الدروس الموسيقية في بعض بيوتات باريس ، سيما وقد ظهرت في حياته السيدة دولفين بوتوكـه المغرمة بالموسيقا والغناء ، كما التقى صديقة طفولته ماري . وكانت أوقات أغسـاق اليام مواعيد للقاءاتهما ، ومع ذلك لم يبارك والد ماري زواجهما لاعتلال صحة شـوبان الدائم ، غير أن لماري يعود لها الفضل في رسم صورة شوبان التي يعرفها
كل عشـاقه اليوم في كل أنحاء العالم . كما أن فترة غرامه بماري بين أعوام ( 1835 و 1837 ) كان لها معادلها الإبداعي فألف عدداً من المقطوعات ، التي لفتت الانتباه إليه بانوار ساطعة ، وبين أعوام ( 1838 و 1846 ) لحن شـوبان أكبر عدد من المقطوعات الموسيقية ، وكانت الأكثر نضجا منها ( البولونيز ، الفانتازيــاء البالا .. ) وخلال هذه الفترة تظهر في حياتـه الكاتبة الروائية جورج صانــد صاحبة رواية ( ذهب مع الريح ) صائد التي لفتت إليها الأنظار بأفكارها المتطورة والسباقة ، أو التي توصف بالتقدمية تلبس البنطلون ، وتدخن السيكار ، وهي الأم لطفلين ( موريــس وصولانج ) التي التقاها في أحد الصالونات الأدبية التي كانت تقيمها أحدى الكونتيسات ، والمدهش أن شـوبان لم يتقبلها في بادئ الأمر ، التي أوحت له بانطباع سـيء غير أن بطاقة صائد التي صارت شهيرة كقطعة موسيقية " نعبدك .. غيرت مجرى حياتـه تجاهها ، وصار حب الكاتبة والموسيقار حديث صالونات باريس ، تلك الصالونات الارستقراطية التي انتقدت هذه العلاقة بشـدة بسبب آراء جورج صاند ، الأمر الـذي جعله يغادر باريس إلى مايورك المدينة ذات الشـتاء الطويـل والأمطار الغزيرة والـذي ضاعف من تدهور صحتـه ، وتفاقم مرضه ، فعاد إلى باريس متجهاً
صـوب حضـن صاند الدافئ كانت الفـراق مـع صائد عام الذي صار مجال شغلها الأثير ، وعنايتها الأمر الذي أثار غيرة ابنها ومع ذلك صار يرتاد قصر الروائيـة الكثيرون من فنانين وأدباء ، وشخصيات الطبقـة الارستقراطية ، غيـر أن المشـادات بين شـوبان وابن جورج صائد قد استفحلت ، فحصل 1847 ، وكان خلال ذلك قد أعطى الشكل النهائي لأغلب مقطوعاته الموسيقية ، وذلك في شباط 1848 أي بعـد ( 16 ) عامـاً على حفلته الباريسية الأولى ، وكانت الأخيرة في لندن التي كان لهوائها الأثر الكارثي على صحته ، فـي لندن حيث كان يتنقل برفقة أحدى السيدات ، ويعود إلى باريس ليقضـي آخر أيامه ، وفي ( 25 ) حزيران من عام 1849 يطلب من شقيقته أن تأتي إليه موصياً الجميـع أن تعزف خلال وداعه على المقبرة لحن موزارت الجنائزي ، وحرق كل مالايسـتحق نشـره مما ألفه ، متمنياً أن يعاد قلبه إلى بولونيا ، ويموت شـوبان فجر ال ( 17 ) من تشرين الأول 1849 ويوضع رفاته في أقبية كنيسـة لامادلينه ، ومن ثم تشيعه باريس على إيقـاع مقطوعتين من تأليفه ، وإيقاع لحن مـوزارت المهيب ، وهناك ينثر على نعشه حفنة التراب التي أعطاه أياه اصدقائه في ذلك الكأس الفضي قبل مغادرة فارصوفيا عام 1830 ، فيما قلبه يغادر باريس ليأخذ مكانه في كنيسة سانت كروا في فارصوفيا ، ولايزال إلى اليوم .
His heart is in Warsaw, his body is in Paris, and his music is for the whole universe. Frederic Chopin, author of the music of grief and poetic imagination, Frederic Chopin, people hesitate to specify the birthplace of his birth, and he left his body in Paris, and his heart is still preserved in one of the churches of Warsaw to this day, but his musical genius is not disputed. Not only two capitals, but all cities and capitals consider it their property, and the evidence is that all music lovers in the universe today celebrate Frederic Chopin's two hundredth birthday, which falls on these days... Chopin had two sisters, and the eldest of them had a major role in teaching the boy his first piano lessons And at the age of six years, he will show his first talents when he starts taking lessons with his teacher (Zeni), and here the student will surpass the professor as a child of great intelligence. However, he admits to his teacher in making him taste the works of Bach and Mozart, which made the boy famous as a child prodigy when he devoted himself to composing music. He published (The Polonies), which contributed to his popularity, and he became the talk of salons, and the author of his biographer mentions about him what reaches the point of miraculousness.
Boys making noise, enough to extinguish him to know Chopin. Either Chopin first played in front of the audience when he was eight years old, and he played for the mother of Alexander the First, Emperor of Russia and King of Bologna at the time, which doubled his fame until he became parallel to Mozart, or (Little Mozart) and enriched this musical learning He became acquainted with rural music and folklore during his vacations in those areas, so that critics return the first (mazurka) pieces with their distinctive character to that period. As a musician, the school estimate was "Frederic Chopin's great musical ability..." Here he began touring European capitals in advance of many concerts, which drew the attention of the press, which started writing about him at length, but the political events that began to afflict Bologna had an impact on making him think By emigrating from her, and on the night of farewell, his friends and acquaintances present him with a silver cup that contains soil from the lands of Warsaw, this cup that will be the last grain of dirt that falls on his body, which will be buried in Paris, but he will recommend that he go with his heart to Warsaw.
On the banks of the Danube, Chopin will get acquainted with the musical life in Vienna between the years (1830 and 1831), but the bad news of Bologna had an equivalent to his health. He left it only for a little while to London, but he soon returned to it after the fog of London worsened his health more and more. Paris, in which his first party was five months after his arrival, this party that made his name a shining star in the sky of this city, with his innovation A new artistic language on the piano, through which he drew attention to the possibilities of musical expression that tend to be flexible, and his structural framework - as critics see it - meets the musical content, so the meanings he mentioned for this purpose are clarified. (Liliat, which is dominated by grief and poetic imagination, and which comes like the cooing of pigeons, does he cry or sing, and his financial situation improved after he began to give music lessons in some Parisian houses, especially when Mrs. Dolphin Potock, who was fond of music and singing, appeared in his life, as he met His childhood friend Mary. The dusks of the days were times for their meetings, and yet Marie's father did not bless their marriage because of Chopin's permanent ill health, but Marie is credited with drawing the image of Chopin that he knows
All his lovers today all over the world. In addition, the period of his love for Mary between the years (1835 and 1837) had its creative equivalent, as he composed a number of pieces that drew attention to him with bright lights, and between the years (1838 and 1846) Chopin composed the largest number of musical pieces, and the most mature of them were (The Polonaise, Fantasia Al-Bala ..) During this period, the novelist George Sand, author of the novel (Gone with the Wind), appears in his life, a hunter who drew attention to her with her advanced and pioneering ideas, or which are described as progressive. She wears trousers and smokes cigars. In one of the literary salons held by one of the countesses. Surprisingly, Chopin did not accept her at first, which gave him a bad impression. However, the hunter's card, which became famous as a piece of music, "We worship you" changed the course of his life towards her, and the love of the writer and musician became the talk of the Paris salons. Those aristocratic salons that criticized this relationship severely because of the views of George Sand, which made him leave Paris for Mayork, the city with a long winter and heavy rains, which doubled the deterioration of his health and exacerbated his illness, so he returned to Paris heading
Towards Sand's warm embrace was the separation with a general hunter, who became her favorite field of occupation, and her care, which aroused her son's jealousy. Nevertheless, the novelist's palace became frequented by many artists, writers, and personalities of the aristocratic class, but the quarrels between Chopin and George Sayed's son had escalated, and 1847 happened. During that, he gave the final form to most of his musical compositions, in February 1848, 16 years after his first Parisian concert, and the last one was in London, whose air had a disastrous effect on his health. To spend his last days, and on June 25, 1849, he asked his sister to come to him, telling everyone to play Mozart's funeral melody during his farewell to the cemetery, and to burn all his compositions that did not deserve to be published, hoping that his heart would be returned to Bologna, and Chopin would die at dawn (17). ) of October 1849, and his remains are placed in the cellars of the La Madeleine Church, and then Paris is accompanied to the rhythm of two pieces of his composition, and the rhythm of Mozart's majestic melody, and there he scatters on his coffin a handful of soil that his friends gave him in that silver cup before leaving Warsaw in 1830, while his heart is leaving Paris to take his place in the Church of St. Croix in Warsaw, and still to this day .. Ta him
اعداد _ علي الراعي
قلبه في فارصوفيا وجسـده فـي باريس وموسيقاه لكل الكون فريدريك شوبان مؤلف موسيقا الشجن والخيال الشاعري Frederic Chopin يتردد الناس في تحديد مسـقط رأسه ، وهو الذي ترك جسده في باريس ، وقلبه لايزال محفوظا في أحدى كنائس فارصوفيا إلـى اليوم ، غيـر أن عبقريته الموسيقية ، فلا تتنازع عليها عاصمتان وحسب ، بل كل المدن والعواصم تعتبرها ملكا لها ، والدليل أن كل محبي المويسقا في الكـون اليوم يحتفلـون بعيد ميلاد فريدريك شوبان المئتين ، الذي يصادف هذه الأيام ... كان شوبان لديه شقيقتان ، وكان للكبـرى منهمـا دورا كبيرا في تلقين الصبي الدروس الأولى في البيانو ، وفي عمر الست سنوات سيبرز مواهبه الأولى عندما صـار يأخذ الدروس عند معلمه ( زينـي ) وهنـا سـيتفوق التلميذ على الأستاذ كطفل متقد الـذكاء ، ومع ذلك يعترف لأستاذه في جعله يتذوق أعمال بـاخ ومـوزارت ، الأمر الـذي أذاع بصيت الفتى ، كطفل أعجوبة عندما اعتكف على التأليف الموسيقي ونشـر ( البولوينز ) التي ساهمت بشـعبيته ، وصار حديث الصالونـات ، ويذكر مؤلف سيرته عنه مايصـل لحد الإعجـاز " كان إذا ما أحدث
الأولاد ضجيجـا ، يكفي لإخماده أن يعرف شـوبان " اما أول عزف لشـوبان أمام الجمهور عندما صار عمره ثماني سنوات ، وعزف لوالدة الاسكندر الأول امبراطور روسيا وملك بولونيـا حينها ، الأمر الـذي ضاعف من الشـهرة حتى صار يوازى بمــــوزارت ، أو ( موزارت الصغير ) وأغنى هذا التعلم الموسيقي اطلاعه على موسيقا الأرياف والفولكلور خلال عطلاته التي كان يقضيها في تلك المناطق ، حتى أن النقاد يعيدون مقطوعات ( المـازوركا ) الأولى بطابعهـا المميز إلى تلك الفترة ، وبين عامي ( 1826 و 1829 ) يتابع شوبان دراسته في كونسرفاتوار فارصوفيا ، معمقاً قدراته الإبداعيـة ، وصـار ينظر إليه كموسيقار ، والتقدير المدرسـي كان " فريدريك شوبان مقدرة موسيقية عظيمة .. " وهنا صار يتجـول في العواصم الأوروبية مقدماً العديد من الحفلات الموسيقية ، مالفت إليه انتباه الصحافة التي راحت تكتب عنه بإسهاب ، غير أن الأحداث السياسية التي بدأت تعصف ببولونيا كان لها أثرها فـي جعله يفكر بالهجرة عنها ، وليلة الوداع يقدم له أصدقائه ومعارفه كأسا فضيا يضم تراباً من أراضي فارصوفيا ، هذه الكأس التي ستكون أخر حبة تـراب تنهال على جثمانه الذي سيوارى ثری باريس ، غير أنه سيوصي بأن يذهب بقلبه إلى فارصوفيا ..
على ضفاف الدانوب سيتعرف شوبان على الحياة الموسيقية في فيينا بين عامي ( 1830 و 1831 ) غيـر أن أنباء بولونيا السيئة كان لها معادل على صحته ، فكانـت الوجهة هـذه المرة إلـى باريس لتشكل القسم الثاني من حياته بين عامي ( 1831 و 1849 ) باريس التي شغف شوبان بها ، ولم يغادرها إلا قليلا إلى لندن لكنه سرعان ماعاد إليها بعد أن زاد ضبـاب لنـدن في اعتـلال صحته أكثـر فأكثر باريس التي كانت حفلته الأولى فيها بعد خمسـة أشهر من وصوله إليها ، هذه الحفلة التي جعلت من اسـمه نجما ساطعا في سـماء هذه المدينة ، وذلك بابتكاره لغة فنيـة جديدة على البيانـو ، لفت من خلالها إلى إمكانات التعبير الموسيقي التي تميل إلى المرونة ، والإطار البنائي لديه – كما يرى النقاد - يلبي المضمون الموسيقي ، فتتوضح المعاني التي أوردهـا لهذا الغرض ، وجاءت معظـم مؤلفاته التي خصصها للبيانو قصيـرة ، ومنها روائعه التي أطلق عليها ( ليليات التي يغلب عليها الشجن والخيال الشـاعري ، والتي تأتي كهديل الحمام المحير ، هل يبكـي أم يغني ، وكان أن تحسـن وضعـه المادي بعد أن صار يعطي الدروس الموسيقية في بعض بيوتات باريس ، سيما وقد ظهرت في حياته السيدة دولفين بوتوكـه المغرمة بالموسيقا والغناء ، كما التقى صديقة طفولته ماري . وكانت أوقات أغسـاق اليام مواعيد للقاءاتهما ، ومع ذلك لم يبارك والد ماري زواجهما لاعتلال صحة شـوبان الدائم ، غير أن لماري يعود لها الفضل في رسم صورة شوبان التي يعرفها
كل عشـاقه اليوم في كل أنحاء العالم . كما أن فترة غرامه بماري بين أعوام ( 1835 و 1837 ) كان لها معادلها الإبداعي فألف عدداً من المقطوعات ، التي لفتت الانتباه إليه بانوار ساطعة ، وبين أعوام ( 1838 و 1846 ) لحن شـوبان أكبر عدد من المقطوعات الموسيقية ، وكانت الأكثر نضجا منها ( البولونيز ، الفانتازيــاء البالا .. ) وخلال هذه الفترة تظهر في حياتـه الكاتبة الروائية جورج صانــد صاحبة رواية ( ذهب مع الريح ) صائد التي لفتت إليها الأنظار بأفكارها المتطورة والسباقة ، أو التي توصف بالتقدمية تلبس البنطلون ، وتدخن السيكار ، وهي الأم لطفلين ( موريــس وصولانج ) التي التقاها في أحد الصالونات الأدبية التي كانت تقيمها أحدى الكونتيسات ، والمدهش أن شـوبان لم يتقبلها في بادئ الأمر ، التي أوحت له بانطباع سـيء غير أن بطاقة صائد التي صارت شهيرة كقطعة موسيقية " نعبدك .. غيرت مجرى حياتـه تجاهها ، وصار حب الكاتبة والموسيقار حديث صالونات باريس ، تلك الصالونات الارستقراطية التي انتقدت هذه العلاقة بشـدة بسبب آراء جورج صاند ، الأمر الـذي جعله يغادر باريس إلى مايورك المدينة ذات الشـتاء الطويـل والأمطار الغزيرة والـذي ضاعف من تدهور صحتـه ، وتفاقم مرضه ، فعاد إلى باريس متجهاً
صـوب حضـن صاند الدافئ كانت الفـراق مـع صائد عام الذي صار مجال شغلها الأثير ، وعنايتها الأمر الذي أثار غيرة ابنها ومع ذلك صار يرتاد قصر الروائيـة الكثيرون من فنانين وأدباء ، وشخصيات الطبقـة الارستقراطية ، غيـر أن المشـادات بين شـوبان وابن جورج صائد قد استفحلت ، فحصل 1847 ، وكان خلال ذلك قد أعطى الشكل النهائي لأغلب مقطوعاته الموسيقية ، وذلك في شباط 1848 أي بعـد ( 16 ) عامـاً على حفلته الباريسية الأولى ، وكانت الأخيرة في لندن التي كان لهوائها الأثر الكارثي على صحته ، فـي لندن حيث كان يتنقل برفقة أحدى السيدات ، ويعود إلى باريس ليقضـي آخر أيامه ، وفي ( 25 ) حزيران من عام 1849 يطلب من شقيقته أن تأتي إليه موصياً الجميـع أن تعزف خلال وداعه على المقبرة لحن موزارت الجنائزي ، وحرق كل مالايسـتحق نشـره مما ألفه ، متمنياً أن يعاد قلبه إلى بولونيا ، ويموت شـوبان فجر ال ( 17 ) من تشرين الأول 1849 ويوضع رفاته في أقبية كنيسـة لامادلينه ، ومن ثم تشيعه باريس على إيقـاع مقطوعتين من تأليفه ، وإيقاع لحن مـوزارت المهيب ، وهناك ينثر على نعشه حفنة التراب التي أعطاه أياه اصدقائه في ذلك الكأس الفضي قبل مغادرة فارصوفيا عام 1830 ، فيما قلبه يغادر باريس ليأخذ مكانه في كنيسة سانت كروا في فارصوفيا ، ولايزال إلى اليوم .
His heart is in Warsaw, his body is in Paris, and his music is for the whole universe. Frederic Chopin, author of the music of grief and poetic imagination, Frederic Chopin, people hesitate to specify the birthplace of his birth, and he left his body in Paris, and his heart is still preserved in one of the churches of Warsaw to this day, but his musical genius is not disputed. Not only two capitals, but all cities and capitals consider it their property, and the evidence is that all music lovers in the universe today celebrate Frederic Chopin's two hundredth birthday, which falls on these days... Chopin had two sisters, and the eldest of them had a major role in teaching the boy his first piano lessons And at the age of six years, he will show his first talents when he starts taking lessons with his teacher (Zeni), and here the student will surpass the professor as a child of great intelligence. However, he admits to his teacher in making him taste the works of Bach and Mozart, which made the boy famous as a child prodigy when he devoted himself to composing music. He published (The Polonies), which contributed to his popularity, and he became the talk of salons, and the author of his biographer mentions about him what reaches the point of miraculousness.
Boys making noise, enough to extinguish him to know Chopin. Either Chopin first played in front of the audience when he was eight years old, and he played for the mother of Alexander the First, Emperor of Russia and King of Bologna at the time, which doubled his fame until he became parallel to Mozart, or (Little Mozart) and enriched this musical learning He became acquainted with rural music and folklore during his vacations in those areas, so that critics return the first (mazurka) pieces with their distinctive character to that period. As a musician, the school estimate was "Frederic Chopin's great musical ability..." Here he began touring European capitals in advance of many concerts, which drew the attention of the press, which started writing about him at length, but the political events that began to afflict Bologna had an impact on making him think By emigrating from her, and on the night of farewell, his friends and acquaintances present him with a silver cup that contains soil from the lands of Warsaw, this cup that will be the last grain of dirt that falls on his body, which will be buried in Paris, but he will recommend that he go with his heart to Warsaw.
On the banks of the Danube, Chopin will get acquainted with the musical life in Vienna between the years (1830 and 1831), but the bad news of Bologna had an equivalent to his health. He left it only for a little while to London, but he soon returned to it after the fog of London worsened his health more and more. Paris, in which his first party was five months after his arrival, this party that made his name a shining star in the sky of this city, with his innovation A new artistic language on the piano, through which he drew attention to the possibilities of musical expression that tend to be flexible, and his structural framework - as critics see it - meets the musical content, so the meanings he mentioned for this purpose are clarified. (Liliat, which is dominated by grief and poetic imagination, and which comes like the cooing of pigeons, does he cry or sing, and his financial situation improved after he began to give music lessons in some Parisian houses, especially when Mrs. Dolphin Potock, who was fond of music and singing, appeared in his life, as he met His childhood friend Mary. The dusks of the days were times for their meetings, and yet Marie's father did not bless their marriage because of Chopin's permanent ill health, but Marie is credited with drawing the image of Chopin that he knows
All his lovers today all over the world. In addition, the period of his love for Mary between the years (1835 and 1837) had its creative equivalent, as he composed a number of pieces that drew attention to him with bright lights, and between the years (1838 and 1846) Chopin composed the largest number of musical pieces, and the most mature of them were (The Polonaise, Fantasia Al-Bala ..) During this period, the novelist George Sand, author of the novel (Gone with the Wind), appears in his life, a hunter who drew attention to her with her advanced and pioneering ideas, or which are described as progressive. She wears trousers and smokes cigars. In one of the literary salons held by one of the countesses. Surprisingly, Chopin did not accept her at first, which gave him a bad impression. However, the hunter's card, which became famous as a piece of music, "We worship you" changed the course of his life towards her, and the love of the writer and musician became the talk of the Paris salons. Those aristocratic salons that criticized this relationship severely because of the views of George Sand, which made him leave Paris for Mayork, the city with a long winter and heavy rains, which doubled the deterioration of his health and exacerbated his illness, so he returned to Paris heading
Towards Sand's warm embrace was the separation with a general hunter, who became her favorite field of occupation, and her care, which aroused her son's jealousy. Nevertheless, the novelist's palace became frequented by many artists, writers, and personalities of the aristocratic class, but the quarrels between Chopin and George Sayed's son had escalated, and 1847 happened. During that, he gave the final form to most of his musical compositions, in February 1848, 16 years after his first Parisian concert, and the last one was in London, whose air had a disastrous effect on his health. To spend his last days, and on June 25, 1849, he asked his sister to come to him, telling everyone to play Mozart's funeral melody during his farewell to the cemetery, and to burn all his compositions that did not deserve to be published, hoping that his heart would be returned to Bologna, and Chopin would die at dawn (17). ) of October 1849, and his remains are placed in the cellars of the La Madeleine Church, and then Paris is accompanied to the rhythm of two pieces of his composition, and the rhythm of Mozart's majestic melody, and there he scatters on his coffin a handful of soil that his friends gave him in that silver cup before leaving Warsaw in 1830, while his heart is leaving Paris to take his place in the Church of St. Croix in Warsaw, and still to this day .. Ta him