المصور السينمائي
السينما مشروع تعاوني، هو نتيجة الجهود الموحدة لفنانين كثيرين مختلفين ولفنيين متعددين ورجال أعمال ولأن جهود هؤلاء الأفراد تختلف من فلم لآخر فإن من الصعب أن نقرر من المسؤول عن محتوى الفلم
(١- ٣٠). أغلب المشاهدين المتمرسين يتفقون بأن المخرج هو الفنان المسيطر عموماً في أجود الأفلام وأن أبرز الفنانين المتعاونين معه - الممثلون والكتاب والمصورون - يؤدون عملهم وفقاً لإرشاداته. غير أن سيطرة المخرج ليست شاملة. كثير من الأفلام تبدو لنا وهي تحمل طابع شخصيات أخرى - طابع نجم معتبر مثلاً أو مونتير حاذق يتمكن من أن يحول الأقدام المتشابكة من الفلم إلى شيء ذي معنى عدد كبير من الأفلام الأمريكية المعمولة بين عامي ١٩٣٠ و ١٩٥٠ يظهر أنه كان نتيجة سيطرة الإحساس الجمالي والإجتماعي للإستديوهات التي
أنتجت هذه الأفلام. وعلى سبيل المثال نجد أن هنالك مسحة أخوان وارنر في أكثر الأعمال التي أنتجت في هذا الإستديو بصورة خاصة خلال الثلاثينات والأربعينات. وجميع مؤرخي الأفلام تقريباً وكذلك النقاد يميزون هذا الأسلوب أو النمط بسرعة، رغم أنهم يبذلون الكثير من الجهد ليتعرفوا على اسم المخرج الذي طبع شخصيته المزعومة على الفلم بعض الأفلام يخضع لسيطرة المنتجين. وهذه بالتأكيد حال كثير من الأفلام التي انتجها ستانلي كريمر مثلاً. إذ إن أغلبها معروفة التأكيد على الجانب الأدبي والمنحى الليبرالي في السياسة .
عرف عن المصورين السينمائيين أنهم يضحكون بتهكم عندما يمتدح النقاد الأسلوب المرئي للمخرج (۱ - ۳۱) بعض المخرجين لا يهتم حتى بالنظر من خلال ناظور آلة التصوير ويترك مثل هذه التفاصيل» كاختيار اللقطة والتكوين والزوايا والعدسات إلى المصور ومن المؤكد أن المصور يستشار في أغلب الأحوال حول هذه الأمور، غير أنه عندما يهمل المخرج هذه العناصر الشكلية المهمة فان ما يفعله هو بأقدر الفرص التشكيلية تعبيراً، ويؤدي وظيفة المخرج المسرحي الذي يهتم بالقيم الدرامية وليس المرئية. بعبارة أخرى يهتم بالنص والتمثيل لا بنوعية الصورة نفسها.
من الناحية الأخرى امتدح قلة من المصورين عالياً لفنهم في حين أن تأثير الصورة كان بفضل مهارة المخرج التشكيلية هتشكوك مثلاً يهيء غالباً رسوماً متعددة لكل لقطات أفلامه ولا يفعل مصوره شيئاً سوى تنفيذ لقطاته وفقاً لهذه التخطيطات. لذا فإن المخرج عندما يدعي بأنه لا ينظر أبداً من خلال العدسة، فإن هتشكوك يعني أنه يفترض بأن قد اتبع إنكار المهارات الكبيرة لهؤلاء الفنيين وخاصة روبرت بيرك الذي أغلب أعمال هتشكوك العظيمة. ولكن كما أخرين فان جودة بيرك كصانع تستند في أغلبها على قدرته تنفيذ متطلبات هتشكوك تعليماته . مصوره هذا لا يعني الحال هي مع صور الدقيقة .
من العسير أن نقدم مقررات شاملة عن دور المصور إذ إن هذا الدور يختلف كثيراً من فلم إلى آخر ومن مخرج إلى آخر. بعض المصورين يختص بالتصوير الواقعي: جيمس وانك هو مثلاً بأن أحسن أعماله هي «الطبيعية»، وآرتر میللر لا يطيق أية صورة تشوه الواقع. في حين أن ستانلي كورتيز ولي كاريز يكونان في أوج إبداعهما عندما يكون أسلوبها إنطباعياً شاذاً مليئاً بالسطوح الغنية بالنسيج والتكوينات الدقيقة في تأثيرات الضوء والظل. من الناحية العملية يتفق أغلب المصورين على ضرورة مواكبة اسلوب المصور للقصة والمضمون والجو الخاص بالفلم. وليام دانييلز مثلاً اكتسب سمعة واعتباراً كمصور «للأبهة» لدى مترو كولدوين ماير وعرف لبضعة سنوات على أنه مصور كريتا كاربو ومع ذلك فإن دانييلز ساعد في تصوير فلم أريك فون ستروهايم المعروف باسم «جشع» البالغ القسوة في واقعيته وحصل المصور على جائزة الاكاديمي لعمله في فلم جولز داسن «المدينة العارية الذي يكاد أن يكون شبه وثائقي . في أفلام أنطونيوني الليل والجشع والكسوف نجد تصوير جانني دي فينانز و دافيء الواقعية ولكن في أعمال فلليني : ۸۱/۲ وجولييت الأرواح نجده انطباعياً بشكل مبالغ فيه (١- ٣٢). نظير ذلك عمل المصور كوتارد في أفلام كودار الذي نجده واقعياً نسبياً، ولكن عمله مع فرانسواز تروفو تظهر فيه الرومانسية والغنائية .
وعلى العموم يميل المخرجون العظام إلى تفضيل العمل المصورين السينمائيين العظام في الواقع إن أسماء بعض المصورين قد أرتبطت بشكل لا يقبل الانفصام مع مخرجين معينين: المصور بيللي بتزر مع المخرج دي. دبليو. كريفيت والمصور أدوارد تيس مع المخرج سرکیه آیزنشتاين، والمصور سفين نيكفيست مع المخرج انكمار بيركمان والمصور كابرييل فيكويروا مع المخرج لوي بونيويل والمصور فريدي يونك مع المخرج ديفيد لين والمصور كريك تولانه مع المخرج وليام وايلر وكثيرون غيرهم. بعض المصورين أصبحوا فيما بعد مخرجين بارزين من أبرز هؤلاء جان تریل وجورج . ستيفنز ونيكولاس ريك وجاك كارديف وهاسكيل ولكسلار. وقد جرب كل من لي كارنير وراوول كوتار الإخراج، وكان جوزيف فون شتير نبرك عضواً في جمعية السينمائيين الأمريكيين .
السينما مشروع تعاوني، هو نتيجة الجهود الموحدة لفنانين كثيرين مختلفين ولفنيين متعددين ورجال أعمال ولأن جهود هؤلاء الأفراد تختلف من فلم لآخر فإن من الصعب أن نقرر من المسؤول عن محتوى الفلم
(١- ٣٠). أغلب المشاهدين المتمرسين يتفقون بأن المخرج هو الفنان المسيطر عموماً في أجود الأفلام وأن أبرز الفنانين المتعاونين معه - الممثلون والكتاب والمصورون - يؤدون عملهم وفقاً لإرشاداته. غير أن سيطرة المخرج ليست شاملة. كثير من الأفلام تبدو لنا وهي تحمل طابع شخصيات أخرى - طابع نجم معتبر مثلاً أو مونتير حاذق يتمكن من أن يحول الأقدام المتشابكة من الفلم إلى شيء ذي معنى عدد كبير من الأفلام الأمريكية المعمولة بين عامي ١٩٣٠ و ١٩٥٠ يظهر أنه كان نتيجة سيطرة الإحساس الجمالي والإجتماعي للإستديوهات التي
أنتجت هذه الأفلام. وعلى سبيل المثال نجد أن هنالك مسحة أخوان وارنر في أكثر الأعمال التي أنتجت في هذا الإستديو بصورة خاصة خلال الثلاثينات والأربعينات. وجميع مؤرخي الأفلام تقريباً وكذلك النقاد يميزون هذا الأسلوب أو النمط بسرعة، رغم أنهم يبذلون الكثير من الجهد ليتعرفوا على اسم المخرج الذي طبع شخصيته المزعومة على الفلم بعض الأفلام يخضع لسيطرة المنتجين. وهذه بالتأكيد حال كثير من الأفلام التي انتجها ستانلي كريمر مثلاً. إذ إن أغلبها معروفة التأكيد على الجانب الأدبي والمنحى الليبرالي في السياسة .
عرف عن المصورين السينمائيين أنهم يضحكون بتهكم عندما يمتدح النقاد الأسلوب المرئي للمخرج (۱ - ۳۱) بعض المخرجين لا يهتم حتى بالنظر من خلال ناظور آلة التصوير ويترك مثل هذه التفاصيل» كاختيار اللقطة والتكوين والزوايا والعدسات إلى المصور ومن المؤكد أن المصور يستشار في أغلب الأحوال حول هذه الأمور، غير أنه عندما يهمل المخرج هذه العناصر الشكلية المهمة فان ما يفعله هو بأقدر الفرص التشكيلية تعبيراً، ويؤدي وظيفة المخرج المسرحي الذي يهتم بالقيم الدرامية وليس المرئية. بعبارة أخرى يهتم بالنص والتمثيل لا بنوعية الصورة نفسها.
من الناحية الأخرى امتدح قلة من المصورين عالياً لفنهم في حين أن تأثير الصورة كان بفضل مهارة المخرج التشكيلية هتشكوك مثلاً يهيء غالباً رسوماً متعددة لكل لقطات أفلامه ولا يفعل مصوره شيئاً سوى تنفيذ لقطاته وفقاً لهذه التخطيطات. لذا فإن المخرج عندما يدعي بأنه لا ينظر أبداً من خلال العدسة، فإن هتشكوك يعني أنه يفترض بأن قد اتبع إنكار المهارات الكبيرة لهؤلاء الفنيين وخاصة روبرت بيرك الذي أغلب أعمال هتشكوك العظيمة. ولكن كما أخرين فان جودة بيرك كصانع تستند في أغلبها على قدرته تنفيذ متطلبات هتشكوك تعليماته . مصوره هذا لا يعني الحال هي مع صور الدقيقة .
من العسير أن نقدم مقررات شاملة عن دور المصور إذ إن هذا الدور يختلف كثيراً من فلم إلى آخر ومن مخرج إلى آخر. بعض المصورين يختص بالتصوير الواقعي: جيمس وانك هو مثلاً بأن أحسن أعماله هي «الطبيعية»، وآرتر میللر لا يطيق أية صورة تشوه الواقع. في حين أن ستانلي كورتيز ولي كاريز يكونان في أوج إبداعهما عندما يكون أسلوبها إنطباعياً شاذاً مليئاً بالسطوح الغنية بالنسيج والتكوينات الدقيقة في تأثيرات الضوء والظل. من الناحية العملية يتفق أغلب المصورين على ضرورة مواكبة اسلوب المصور للقصة والمضمون والجو الخاص بالفلم. وليام دانييلز مثلاً اكتسب سمعة واعتباراً كمصور «للأبهة» لدى مترو كولدوين ماير وعرف لبضعة سنوات على أنه مصور كريتا كاربو ومع ذلك فإن دانييلز ساعد في تصوير فلم أريك فون ستروهايم المعروف باسم «جشع» البالغ القسوة في واقعيته وحصل المصور على جائزة الاكاديمي لعمله في فلم جولز داسن «المدينة العارية الذي يكاد أن يكون شبه وثائقي . في أفلام أنطونيوني الليل والجشع والكسوف نجد تصوير جانني دي فينانز و دافيء الواقعية ولكن في أعمال فلليني : ۸۱/۲ وجولييت الأرواح نجده انطباعياً بشكل مبالغ فيه (١- ٣٢). نظير ذلك عمل المصور كوتارد في أفلام كودار الذي نجده واقعياً نسبياً، ولكن عمله مع فرانسواز تروفو تظهر فيه الرومانسية والغنائية .
وعلى العموم يميل المخرجون العظام إلى تفضيل العمل المصورين السينمائيين العظام في الواقع إن أسماء بعض المصورين قد أرتبطت بشكل لا يقبل الانفصام مع مخرجين معينين: المصور بيللي بتزر مع المخرج دي. دبليو. كريفيت والمصور أدوارد تيس مع المخرج سرکیه آیزنشتاين، والمصور سفين نيكفيست مع المخرج انكمار بيركمان والمصور كابرييل فيكويروا مع المخرج لوي بونيويل والمصور فريدي يونك مع المخرج ديفيد لين والمصور كريك تولانه مع المخرج وليام وايلر وكثيرون غيرهم. بعض المصورين أصبحوا فيما بعد مخرجين بارزين من أبرز هؤلاء جان تریل وجورج . ستيفنز ونيكولاس ريك وجاك كارديف وهاسكيل ولكسلار. وقد جرب كل من لي كارنير وراوول كوتار الإخراج، وكان جوزيف فون شتير نبرك عضواً في جمعية السينمائيين الأمريكيين .
تعليق