الإنارة واللون
المصور السينمائي بصورة عامة يكون مسؤولاً عن تنظيم الإنارة والسيطرة عليها في الفلم بإشراف المخرج المحدد أو العام عادة. إن إنارة معظم الأفلام السينمائية نادراً ما تكون مسألة عابرة، إذ إن الأضواء يمكن أن تستخدم بدقة متناهية ويمكن للمخرج أن يقود عين المشاهد بواسطة استخدام المصابيح المركزة ذات الشدة والوضوح المعينين إلى أية بقعة من الإطار المصور والإنارة السينمائية نادراً ما تكون ساكنة وعند حركة آلة التصوير وحتى الطفيف منها أو حركة الموضوع المصور تنقلب الإضاءة. والسبب الذي تستغرق الأفلام السينمائية من أجله وقتاً طويلاً جداً لتكتمل يعود في أحد جوانبه إلى التعقيدات الكبيرة التي تتطلبها إنارة كل لقطة جديدة. وعلى المصور السينمائي أن يأخذ بنظر الاعتبار وعيه لكل حركة ضمن اللقطة المستمرة. إذ إن كل لون مختلف وشكل ونسيج يعكس ويمتص كميات مختلفة من النور. وإذا ما تم تصوير إطار بعمق واضح كبير يدخل في تعقيد كبير آخر إذ إن الإنارة هي الأخرى يجب أن تكون ذات عمق . المصور السينمائي كريك تولاند الذي اشاع تكنيك التصوير بعمق هو المسؤول بدرجة كبيرة عن تأثيرات الإنارة المعبرة ذات الطبقات المتعددة في المواطن كين. وعلى خلاف المصور الفوتوغرافي يجد المصور السينمائي إن عليه أن بحسب حساب تبدل المتغيرات الزمانية والمكانية في إضاءته. اضف إلى ذلك أن صانع الفلم لا يجد في متناول يده أساليب الغرف المظلمة المتوفرة للمصور الفوتوغرافي من ورق طبع متنوع وتظليل واختيار لمحاليل الإظهار واستخدام مرشحات خاصة بمكبرات الصور ... إلخ . في الفلم الملون تنعدم في أغلب الأحيان الخطوط الفاصلة بين الضوء والظل إذ إن اللون يميل إلى إزالة الظلال وتسطيح الصور. واللون أيضاً عنصر من عناصر التشتيت، وكثيراً ما ينحسر موضوع يكون هو الغالب في صورة بالأسود والأبيض من ناحية الأهمية عندما يتم تصويره بالألوان .
هنالك أساليب متعددة في الإضاءة والأسلوب عادة يرتبط تماماً بموضوع وجو الفلم. فالأفلام الهزلية والموسيقية مثلاً تكون إضاءتها ذات مفتاح عال نورها متوهج وموزون المساحة والظلال الشديدة قليلة. المآسي والملودراما تكون عادة ذات تباين شديد وفيها قطع بارزة من الضوء وبقع درامية من الظلام أفلام الإثارة والغموض ذات (مفتاح واطىء) عموماً فيها ظلال غير حادة ومساقط ضوء فيها حد. والأفلام التي تصور داخل استديوهات تكون عموماً أكثر تأكيداً على الطراز وأكثر تمسرحاً من الأفلام التي تصور في المواقع حيث تميل الأخيرة إلى استخدام النور السائد وبه تكون ذات أسلوب طبيعي في الإنارة .
كان للضوء والظلام معان رمزية منذ فجر الإنسانية الإنجيل حافل بالرمزية المتعلقة بالضوء والظلام رمبرانت وكاراجو استخدموا التباين بين النور والظلام لتحقيق أهداف سايكولوجية أيضاً. وبصورة عامة الفنانون الظلمة للإيحاء بالخوف والشر والمجهول والبؤس النور بالأمان والفضيلة والحقيقة والفرح بعض الأفلام تعتمد في مضامينها وتنتظم حول محاور ضوئية. فلم فلليني مثلاً - ليالي كابيريا يستخدم الليل ليوحي بالرومانسية والغموض والخداع الذاتي. أما نور النهار الباهر فإنه يوحي بالحقيقة الصارخة والوهم والوضوح (١ - ١٦) والشخصية الرئيسية في الفلم وهي مومس رومانسية غير واقعية بعض الشيء، تراوح بين هذين القطبين أخيراً في وسطها الطبيعي - الماء .
وبسبب هذا التقليد العريق للرمزية فإن بعض المخرجين وخاصة المنحرفين مثل هتشكوك - يقومون بعكس هذه المعادلة - النور والظلام - لكي يكسروا احساسنا الذاتي المريح بالإطمئنان وبواسطة استخدام عدة أساليب ذاتية - وابتكارات ترغم المشاهد على تشخيص نفسه من موقع البطل - يقوم هتشكوك بتمزيق هذه الراحة الذاتية بأسلوب مرعب في أكثر الأحوال .
في فلم شمال إلى شمال غرب - مثلاً - يجد البطل نفسه متشرداً في شيكاغو حيث تهدده الظلال المخيفة المتربصة من كل ناحية - شيء يحدث. ونضحك من أنفسنا على هذا الخوف المرضي. ولكن البطل يجد نفسه فيما بعد في منطقة زراعية معزولة والرؤية تمتد أميالاً إذ إن الشمس تحترق مشعة فوق الهضبة المديدة الواسعة. ولا شيء يبدو أكثر إطمئناناً أو أكثر ضجراً - وعلى حين غرة ينفلت غضب قوي ضد البطل في وضح النهار في عالم هتشكوك كما في عالم كافكا يتحول الخوف السايكولوجي من حالة مرضية إلى أسلم موقف من الحياة.
الإثارة يمكن أن تستخدم بأسلوب واقعي أو انطباعي. الواقعي يفضل النور السائد على الأقل في اللقطات الخارجية (۱۷ - ۱) وحتى في التصوير الخارجي يستخدم أكثر المخرجين بعض المصابيح والعاكسات لزيادة الضوء الطبيعي أو لتلطيف التباين الحاد الذي تحدثه الشمس في الأيام المضيئة وبمساعدة العدسات الخاصة والفلم الخام الحساس للضوء يستطيع بعض المخرجين الاستغناء عن الإضاءة نهائياً. أغلب أفلام جان لوك كودار مثلاً تم تصويرها بأكملها في الضوء السائد والإنارة بالضوء السائد تضفي على الصورة الفلمية مسحة «تسجيلية»، ونوعية حادة من الظلال وغياباً للتوجيه النموذجي الناعم للضوء التصوير السينمائي الذي قام به بوريس كاوفمان في فلم حافة النهر و - بائع الرهونات - جاء قاسياً ولا رومنسياً عن قصد .
المصور السينمائي بصورة عامة يكون مسؤولاً عن تنظيم الإنارة والسيطرة عليها في الفلم بإشراف المخرج المحدد أو العام عادة. إن إنارة معظم الأفلام السينمائية نادراً ما تكون مسألة عابرة، إذ إن الأضواء يمكن أن تستخدم بدقة متناهية ويمكن للمخرج أن يقود عين المشاهد بواسطة استخدام المصابيح المركزة ذات الشدة والوضوح المعينين إلى أية بقعة من الإطار المصور والإنارة السينمائية نادراً ما تكون ساكنة وعند حركة آلة التصوير وحتى الطفيف منها أو حركة الموضوع المصور تنقلب الإضاءة. والسبب الذي تستغرق الأفلام السينمائية من أجله وقتاً طويلاً جداً لتكتمل يعود في أحد جوانبه إلى التعقيدات الكبيرة التي تتطلبها إنارة كل لقطة جديدة. وعلى المصور السينمائي أن يأخذ بنظر الاعتبار وعيه لكل حركة ضمن اللقطة المستمرة. إذ إن كل لون مختلف وشكل ونسيج يعكس ويمتص كميات مختلفة من النور. وإذا ما تم تصوير إطار بعمق واضح كبير يدخل في تعقيد كبير آخر إذ إن الإنارة هي الأخرى يجب أن تكون ذات عمق . المصور السينمائي كريك تولاند الذي اشاع تكنيك التصوير بعمق هو المسؤول بدرجة كبيرة عن تأثيرات الإنارة المعبرة ذات الطبقات المتعددة في المواطن كين. وعلى خلاف المصور الفوتوغرافي يجد المصور السينمائي إن عليه أن بحسب حساب تبدل المتغيرات الزمانية والمكانية في إضاءته. اضف إلى ذلك أن صانع الفلم لا يجد في متناول يده أساليب الغرف المظلمة المتوفرة للمصور الفوتوغرافي من ورق طبع متنوع وتظليل واختيار لمحاليل الإظهار واستخدام مرشحات خاصة بمكبرات الصور ... إلخ . في الفلم الملون تنعدم في أغلب الأحيان الخطوط الفاصلة بين الضوء والظل إذ إن اللون يميل إلى إزالة الظلال وتسطيح الصور. واللون أيضاً عنصر من عناصر التشتيت، وكثيراً ما ينحسر موضوع يكون هو الغالب في صورة بالأسود والأبيض من ناحية الأهمية عندما يتم تصويره بالألوان .
هنالك أساليب متعددة في الإضاءة والأسلوب عادة يرتبط تماماً بموضوع وجو الفلم. فالأفلام الهزلية والموسيقية مثلاً تكون إضاءتها ذات مفتاح عال نورها متوهج وموزون المساحة والظلال الشديدة قليلة. المآسي والملودراما تكون عادة ذات تباين شديد وفيها قطع بارزة من الضوء وبقع درامية من الظلام أفلام الإثارة والغموض ذات (مفتاح واطىء) عموماً فيها ظلال غير حادة ومساقط ضوء فيها حد. والأفلام التي تصور داخل استديوهات تكون عموماً أكثر تأكيداً على الطراز وأكثر تمسرحاً من الأفلام التي تصور في المواقع حيث تميل الأخيرة إلى استخدام النور السائد وبه تكون ذات أسلوب طبيعي في الإنارة .
كان للضوء والظلام معان رمزية منذ فجر الإنسانية الإنجيل حافل بالرمزية المتعلقة بالضوء والظلام رمبرانت وكاراجو استخدموا التباين بين النور والظلام لتحقيق أهداف سايكولوجية أيضاً. وبصورة عامة الفنانون الظلمة للإيحاء بالخوف والشر والمجهول والبؤس النور بالأمان والفضيلة والحقيقة والفرح بعض الأفلام تعتمد في مضامينها وتنتظم حول محاور ضوئية. فلم فلليني مثلاً - ليالي كابيريا يستخدم الليل ليوحي بالرومانسية والغموض والخداع الذاتي. أما نور النهار الباهر فإنه يوحي بالحقيقة الصارخة والوهم والوضوح (١ - ١٦) والشخصية الرئيسية في الفلم وهي مومس رومانسية غير واقعية بعض الشيء، تراوح بين هذين القطبين أخيراً في وسطها الطبيعي - الماء .
وبسبب هذا التقليد العريق للرمزية فإن بعض المخرجين وخاصة المنحرفين مثل هتشكوك - يقومون بعكس هذه المعادلة - النور والظلام - لكي يكسروا احساسنا الذاتي المريح بالإطمئنان وبواسطة استخدام عدة أساليب ذاتية - وابتكارات ترغم المشاهد على تشخيص نفسه من موقع البطل - يقوم هتشكوك بتمزيق هذه الراحة الذاتية بأسلوب مرعب في أكثر الأحوال .
في فلم شمال إلى شمال غرب - مثلاً - يجد البطل نفسه متشرداً في شيكاغو حيث تهدده الظلال المخيفة المتربصة من كل ناحية - شيء يحدث. ونضحك من أنفسنا على هذا الخوف المرضي. ولكن البطل يجد نفسه فيما بعد في منطقة زراعية معزولة والرؤية تمتد أميالاً إذ إن الشمس تحترق مشعة فوق الهضبة المديدة الواسعة. ولا شيء يبدو أكثر إطمئناناً أو أكثر ضجراً - وعلى حين غرة ينفلت غضب قوي ضد البطل في وضح النهار في عالم هتشكوك كما في عالم كافكا يتحول الخوف السايكولوجي من حالة مرضية إلى أسلم موقف من الحياة.
الإثارة يمكن أن تستخدم بأسلوب واقعي أو انطباعي. الواقعي يفضل النور السائد على الأقل في اللقطات الخارجية (۱۷ - ۱) وحتى في التصوير الخارجي يستخدم أكثر المخرجين بعض المصابيح والعاكسات لزيادة الضوء الطبيعي أو لتلطيف التباين الحاد الذي تحدثه الشمس في الأيام المضيئة وبمساعدة العدسات الخاصة والفلم الخام الحساس للضوء يستطيع بعض المخرجين الاستغناء عن الإضاءة نهائياً. أغلب أفلام جان لوك كودار مثلاً تم تصويرها بأكملها في الضوء السائد والإنارة بالضوء السائد تضفي على الصورة الفلمية مسحة «تسجيلية»، ونوعية حادة من الظلال وغياباً للتوجيه النموذجي الناعم للضوء التصوير السينمائي الذي قام به بوريس كاوفمان في فلم حافة النهر و - بائع الرهونات - جاء قاسياً ولا رومنسياً عن قصد .
تعليق