العجير السلولي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العجير السلولي


    عجير سلولي

    Al-’Ujayr al-Salouli - Al-’Ujayr al-Salouli

    العُجَيرُ السَّـلُولِيُّ
    (…ـ 90هـ/… ـ 708م)

    عُمير بن عبد الله بن عُبيدة بن كعب ابن عائشة بن الرَّبيع بن ضُبَيطٍ بن جابر بن عبد الله بن سَلول، من بني سَلول بنت ذُهْل بن شَيبان، شاعرٌ أمويٌّ.
    العُجَيرُ لقبـُه، واسمه عُمير، وكنيته أبو الفرزدق وأبو الفيل، وقيل: «هو مولًى لبني هلال»، قاله الآمديُّ في «المؤتلف والمختلف»، وأنكرَ البغداديُّ أنَّ يكون العُجَيْرُ منسـوباً إلى بني عُجْرٍ، وهو حيٌّ من أحياء العرب؛ قال: «العُجَيرُ لقبٌ، وليس فيه نسبةٌ»، وذكر صاحبُ «المُبْهِج» أنَّه «يجوز أن يكون تحقيرَ (أَعْجَر)»، والأَعْجَرُ: الغليظُ السَّمينُ الممتلئ.
    ذكره محمَّد بن سلاَّم الجُمَحِيُّ في شعراء الطَّبقة الخامسة من الشُّـعراء الإسلاميِّين. مدح عبدَ الملك بن مروان، وهجا أقواماً فأوقعَه ذلك في عداوتِهم، وممَّن هجاهم بعضُ بني عمِّه، وله فوق ذلك شعرٌ في الرِّثاء والفخر.
    أبدعُ شعرِه ما كان في فخره بنفسه، وتشـيرُ أخبارُه وأشـعارُه إلى أنَّه كان يجودُ بماله فلا يبقى معه شيءٌ منه. قال ابنُ الأعرابي: «كانت للعُجَيْر امرأةٌ يُقال لها أمُّ خالد، فأسرعَ في ماله فأتلفَه، وكان جواداً، ثم جعل يستدينُ حتى أُثْقِلَ بالدَّين ومدَّ يدَه إلى مالها، فمنعتْهُ منه، وعاتبتْهُ على فعلِهِ، فقال في ذلك:
    تقولُ وَقَد غالبْتُهــا أُمُّ خالدٍ
    على مالِها: أُغرِقت دَيناً فأَقصِرِ
    أبى القَصرَ من يأوي إذا اللَّيلُ جنَّني
    إلى ضوءِ ناري من فَقيرٍ وَمُقتِرِ
    أيا مُوقِدَي ناري ارفَعاها لعلَّهـــا
    تَشُــبُّ لِمُقوٍ آخِرَ اللَّيلِ مُقفِرِ
    أمِنْ راكبٍ أمسى بِظَهرِ تَنوفَـــةٍ
    أُواريكَ أمْ مِن جـارِيَ المُتَنَظَّرِ
    وَلا قِدرَ دونَ الجارِ إلاَّ ذَميمـــةٌ
    وَهذا المُقـاسيْ لَيلَةً ذاتَ مُنْكَرِ»
    يحفل شعره بالخصال المَجيدة من جودٍ وحزمٍ وعِفَّةٍ. قال عبد الملك بن مروان لمؤدِّب ولده: إذا رَوَيْتَهُمْ شعراً فلا تَرْوِهِمْ إلاَّ مثلَ قولِ العُجَير السَّلُولِيِّ :
    يَبينُ الجـارُ حيـنَ يَبينُ عَنّي
    ولم تأنَسْ إليَّ كِلابُ جاري
    وَتظْعَنُ جارَتي مِنْ جَنبِ بَيتي
    وَلَم تُستَرْ بِسِترٍ مِنْ جِداري
    وَتأمَنُ أَن أُطالِــعَ حينَ آتي
    علَيها وَهّيَ واضِعَـةُ الخِمارِ
    كذلك هَديُ آبائي قديمـــاً
    توارَثَهُ النِّجارُ عَنِ النِّجـارِ
    يُعَدُّ العُجَيرُ من الشُّـعراء المُقِلِّينَ المُجيدين، ويتميَّزُ شـعرُه بجودة السَّـبْكِ، والنَّأي عن الصَّنعة والتكلُّفٍ في التَّعبيرات، ويشـفُّ كثيرٌ منه عن صدق العاطفة في التَّعبير عن القيم الأخلاقيـَّة التي كان الشَّاعر يُجِلُّها، ويأتي ذلك في أغراض شعره كلِّها، إن فخرَ أو مدحَ أو هجا أو رثى، فمن ذلك قولُه يذمُّ ابن عمٍّ له، ويرثي سليم بن زيد السَّلُولِيّ:
    نَهـارُكَ ما فيـهِ لَيانٌ وَلا قِرًى
    لِعَينٍ وأَيَّـامُ ابنِ زَيـدٍ صَـوالِحُ
    وذاكَ ابنُ عمِّ الصِّدقِ، أَمَّا عطاؤُهُ
    فجـزلٌ، وأَمّا صَدْرُهُ فَهْوَ ناصِحُ
    وَكانَ شِـــفاءً غيرَ داءٍ دُنُوُّهُ
    إذا احوَلَّ أَبصـارُ العُيونِ اللَّوامِحُ
    إذا قالَ لي: قُم قلتُ: بل أنتَ فاكْفِنِيْ
    فقامَ فَجَلّى أَبيَضُ الوَجـهِ واضِحُ
    يذكر في هذه المَرْثِيَةِ سَليماً ويعدِّد مناقبَهُ إذ كان يحملُ عنه مؤنةَ بعضِ ضيفِه إنْ أعْسَـرَ.
    أسامة اختيار
يعمل...
X