عياض غنم
Ayad ibn Ghanam - Ayad ibn Ghanam
عياض بن غَنْم
(…ـ20هـ/… ـ 641م)
أبو سعد، وقيل أبو سعيد، عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد الفِهْرىّ القرشي، من قادة الفتوح الإسلامية، ومن شجعان الصحابة وغزاتهم، دخل الإسلام وشهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية.
كان صالحاً تقياً، جواداً سمحاً، حتى قيل له: زاد الراكب؛ لأنه إذا كان سافر آثر رفقته بزاده، فإذا نفد نحر لهم جمله، وكان ورعاً فاضلاً لا يتجرأ على حقّ من حقوق الله ولا على حد من حدوده، ويُروى أنه عندما وُلِّي قدم إليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته ومعروفه، فلقيهم بالبشر وأعطى كلاً منهم عشرة دنانير، فردوها وسخطوا عليه فقال لهم: والله ما أنكرت قرابتكم وحقكم، ولكن ما خلصت إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي وبيع ما لا غنى لي عنه فاعذروني. قالوا: ما عذرك الله، إنك والي نصف الشام وتعطي الرجل منا ما تعطيه، قال: أفتأمرونني أن أسرق مال الله، فوالله لأن أشق بالمنشار وأبرى كما يبرى السفن (القطعة الخشناء) أحبّ إلي من أن أخون فلساً أو أتعدّي على مسلم أو معاهد ظلماً.
أمرّه الخليفة أبو بكر على حرب العراق مع خالد بن الوليد 12هـ، وطلب منهما أن يستبقا إلى الحيرة، وأن يقوم أحدهما بالاقتحام على أعداء الله من أهل فارس ودارهم المدائن، كما فتحا دومة الجندل.
وشارك في فتوح كثيرة ببلاد الشام، فكان يوم اليرموك 13هـ على كردوس، وأصبح عاملاً لأبي بكر على دومة الجندل، كما كان على إمرة المشاة في غزوة فحل وفتح دمشق، وكان في مقدمة جيش أبي عبيدة إلى حلب 16هـ/637م، وقد أجاز أبو عبيدة الصلح الذي تم بين عياض وأهلها.
وهو أول من اجتاز الدرب إلى الروم غازياً، وبعد هزيمة الروم وجموع هرقل؛ أرسله أبو عبيدة في طلبهم حتى بلغ ملطية فصالحه أهلها على الجزية.
كان عياض من أهل العراق الذين خرجوا مع خالد بن الوليد مدداً لأهل الشام، ومن أهل الشام الذي خرجوا مدداً لأهل القادسية.
ولما حضر أبا عبيده الموت 18هـ/639م استخلف عياضاً، وما لبث أن ورد عليه كتاب الخليفة عمر بتوليته حمص وما والاها من قنسرين والجزيرة، وكان عياض مشهوداً له بالجود ولايمسك شيئاً ولا يمنع أحداً، فكُلِّم الخليفة عمر في ذلك فقيل له: عزلت خالداً وعتبت عليه العطاء، وعياض أجود العرب وأعطاهم لا يمنع شيئاً يسأله، فقال الخليفة عمر: لم أكن مغيّراً أمراً قضاه أبو عبيدة.
سار عياض إلى الجزيرة في شعبان سنة 18هـ، في خمسة آلاف من المسلمين، فانتهت طليعته إلى الرقة، وأغارت على حاضر كان حولها فطلب أهلها الصلح والأمان، فكتب عياض عهداً بذلك وبعدها فتح حران والرها وسميساط ونصيبين وميافارقين وقرقيسياء وقرى الفرات ومدنها ثم فتح منبج وتل موزن وآمد وحصن توثا وحصن ماردين ودارا سنة 19هـ/640م، وكانت الجزيرة أسهل البلاد أمراً وأيسرها فتحاً وقال عياض في ذلك:
من مبلغ الأقوام أن جموعنا
حوت الجزيرة يوم ذات زحام
جمعوا الجزيرة والغياث فنفسوا
عمن بحمصَ غيابة القدام
إن الأعزة والأكارم معشر
فضّوا الجزيرة عن فراخ الهام
مات في المدينة في خلافة عمر بن الخطاب، وليس له عقب ولا مال، ولا عليه دَين لأحد.
محمد عاصم عيشونة
Ayad ibn Ghanam - Ayad ibn Ghanam
عياض بن غَنْم
(…ـ20هـ/… ـ 641م)
أبو سعد، وقيل أبو سعيد، عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد الفِهْرىّ القرشي، من قادة الفتوح الإسلامية، ومن شجعان الصحابة وغزاتهم، دخل الإسلام وشهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية.
كان صالحاً تقياً، جواداً سمحاً، حتى قيل له: زاد الراكب؛ لأنه إذا كان سافر آثر رفقته بزاده، فإذا نفد نحر لهم جمله، وكان ورعاً فاضلاً لا يتجرأ على حقّ من حقوق الله ولا على حد من حدوده، ويُروى أنه عندما وُلِّي قدم إليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته ومعروفه، فلقيهم بالبشر وأعطى كلاً منهم عشرة دنانير، فردوها وسخطوا عليه فقال لهم: والله ما أنكرت قرابتكم وحقكم، ولكن ما خلصت إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي وبيع ما لا غنى لي عنه فاعذروني. قالوا: ما عذرك الله، إنك والي نصف الشام وتعطي الرجل منا ما تعطيه، قال: أفتأمرونني أن أسرق مال الله، فوالله لأن أشق بالمنشار وأبرى كما يبرى السفن (القطعة الخشناء) أحبّ إلي من أن أخون فلساً أو أتعدّي على مسلم أو معاهد ظلماً.
أمرّه الخليفة أبو بكر على حرب العراق مع خالد بن الوليد 12هـ، وطلب منهما أن يستبقا إلى الحيرة، وأن يقوم أحدهما بالاقتحام على أعداء الله من أهل فارس ودارهم المدائن، كما فتحا دومة الجندل.
وشارك في فتوح كثيرة ببلاد الشام، فكان يوم اليرموك 13هـ على كردوس، وأصبح عاملاً لأبي بكر على دومة الجندل، كما كان على إمرة المشاة في غزوة فحل وفتح دمشق، وكان في مقدمة جيش أبي عبيدة إلى حلب 16هـ/637م، وقد أجاز أبو عبيدة الصلح الذي تم بين عياض وأهلها.
وهو أول من اجتاز الدرب إلى الروم غازياً، وبعد هزيمة الروم وجموع هرقل؛ أرسله أبو عبيدة في طلبهم حتى بلغ ملطية فصالحه أهلها على الجزية.
كان عياض من أهل العراق الذين خرجوا مع خالد بن الوليد مدداً لأهل الشام، ومن أهل الشام الذي خرجوا مدداً لأهل القادسية.
ولما حضر أبا عبيده الموت 18هـ/639م استخلف عياضاً، وما لبث أن ورد عليه كتاب الخليفة عمر بتوليته حمص وما والاها من قنسرين والجزيرة، وكان عياض مشهوداً له بالجود ولايمسك شيئاً ولا يمنع أحداً، فكُلِّم الخليفة عمر في ذلك فقيل له: عزلت خالداً وعتبت عليه العطاء، وعياض أجود العرب وأعطاهم لا يمنع شيئاً يسأله، فقال الخليفة عمر: لم أكن مغيّراً أمراً قضاه أبو عبيدة.
سار عياض إلى الجزيرة في شعبان سنة 18هـ، في خمسة آلاف من المسلمين، فانتهت طليعته إلى الرقة، وأغارت على حاضر كان حولها فطلب أهلها الصلح والأمان، فكتب عياض عهداً بذلك وبعدها فتح حران والرها وسميساط ونصيبين وميافارقين وقرقيسياء وقرى الفرات ومدنها ثم فتح منبج وتل موزن وآمد وحصن توثا وحصن ماردين ودارا سنة 19هـ/640م، وكانت الجزيرة أسهل البلاد أمراً وأيسرها فتحاً وقال عياض في ذلك:
من مبلغ الأقوام أن جموعنا
حوت الجزيرة يوم ذات زحام
جمعوا الجزيرة والغياث فنفسوا
عمن بحمصَ غيابة القدام
إن الأعزة والأكارم معشر
فضّوا الجزيرة عن فراخ الهام
مات في المدينة في خلافة عمر بن الخطاب، وليس له عقب ولا مال، ولا عليه دَين لأحد.
محمد عاصم عيشونة