عمرو شاس اسدي
Amr ibn Sha’is al-Assadi - Amr ibn Sha’is al-Assadi
عمرو بن شأس الأسدي
(… ـ نحو20هـ/… نحو 640م)
عمرو بن شأس بن عبيد بن ثعلبة ابن ذؤيبة «رويبة» بن مالك بن الحارث ابن سعد… يرتفع نسبه إلى أسد بن خزيمة، ويكنى أبا عِرار، وأبوه شأس كان فارساً مجرباً وسيداً من سادات قومه، له وقائع مشهورة مع بني عامر، والشأس لغة: هو المكان الناتئ الغليظ. أما زوجته فتدعى «حيّة» وهي من رهطه، وتكنى أمّ حسّان، ولدت له ابنة تدعى شوكة ذكرها في شعره، كان ابنه عرار أسود اللون وُلد له من أَمةٍ سوداء، أحبه أبوه وآثره، خلافاً لزوجته التي كانت تعيّره بسواده وتشتمه وتؤذيه، واشتد الأمر بينهما حتى أعيت عمراً وفي ذلك يقول:
أرادت عِراراً بالهوان ومن يُرد
عِراراً ـ لعمري ـ بالهوانِ فقد ظلمْ
وإن عراراً إَنْ يَكُنْ غيرَ واضح
فإني أحبُّ الجَوْن ذا المَنْكِب العممْ
توزعت نفس الشاعر بين محبته لابنه، وهواه لزوجته. فحاول مراراً أن يصلح ذات بينهما، فلم يفلح مما اضطره إلى تطليقها، وبعد مدة لام نفسه على فِراقها، وصار يبكيها في أشعاره من ذلك قوله:
ألم تعلمي ياأمَّ حسّانَ أننّي
إذا عَبْرةٌ نهنهتها فتخلَّتِ
رَجعْتُ إلى صدر كَجَّرةِ حَنَْتَمٍ
إذا قرعت صِفراً من الماء صَلَّت
عاش عمرو بن شأس الشطر الأكبر من حياته في الجاهلية وكان صاحب نجدة وكرم ومن أهل الخير، ولما جاء الإسلام أسلم الرجل وحَسُن إسلامه وأبلى في المعارك بلاءً حسناً، شارك مع قومه من بني أسد في حرب القادسية وله فيها أشعار. وهو من الشعراء المخضرمين، جعله ابن سلام في الطبقة العاشرة من طبقاته، ووصفه بأنه كان كثير الشعر في الجاهلية والإسلام، وأنه أكثر أهل طبقته شعراً.
امتاز شعره بالقوة والجزالة وشدة الأسر، وشمل أغراض الشعر جميعها، وخاصة غرض الفخر، وله في زوجته بعد فِراقها غزل يحمل عاطفة متدفقة من مثل قوله:
فكدت أذوق الموت لو أن عاشقاً
أَمرَّ بِمُواساه الشوارب فانتحر
وجعل ابن سيرين بيتين له أساساً في تعريف النسيب هما قوله:
إذا نحن أَدْلَجْنا وأَنتِ أَمامَنا
كفى لِمَطايانا بوجهك هاديا
أليس يزيد العيس خِفَّة أذْرُعٍ
وإن كن حسرى أن تكوني أماميا
عبر شعر عمرو بصدق عن القيم الاجتماعية التي كانت سائدة في عصره، وتميّز من غيره بجمال الصورة، والأسلوب الواقعي، وله ديوان شعر مطبوع عُني بتحقيقه يحيى الجبوري.
عبد الرحمن عبد الرحيم
Amr ibn Sha’is al-Assadi - Amr ibn Sha’is al-Assadi
عمرو بن شأس الأسدي
(… ـ نحو20هـ/… نحو 640م)
عمرو بن شأس بن عبيد بن ثعلبة ابن ذؤيبة «رويبة» بن مالك بن الحارث ابن سعد… يرتفع نسبه إلى أسد بن خزيمة، ويكنى أبا عِرار، وأبوه شأس كان فارساً مجرباً وسيداً من سادات قومه، له وقائع مشهورة مع بني عامر، والشأس لغة: هو المكان الناتئ الغليظ. أما زوجته فتدعى «حيّة» وهي من رهطه، وتكنى أمّ حسّان، ولدت له ابنة تدعى شوكة ذكرها في شعره، كان ابنه عرار أسود اللون وُلد له من أَمةٍ سوداء، أحبه أبوه وآثره، خلافاً لزوجته التي كانت تعيّره بسواده وتشتمه وتؤذيه، واشتد الأمر بينهما حتى أعيت عمراً وفي ذلك يقول:
أرادت عِراراً بالهوان ومن يُرد
عِراراً ـ لعمري ـ بالهوانِ فقد ظلمْ
وإن عراراً إَنْ يَكُنْ غيرَ واضح
فإني أحبُّ الجَوْن ذا المَنْكِب العممْ
توزعت نفس الشاعر بين محبته لابنه، وهواه لزوجته. فحاول مراراً أن يصلح ذات بينهما، فلم يفلح مما اضطره إلى تطليقها، وبعد مدة لام نفسه على فِراقها، وصار يبكيها في أشعاره من ذلك قوله:
ألم تعلمي ياأمَّ حسّانَ أننّي
إذا عَبْرةٌ نهنهتها فتخلَّتِ
رَجعْتُ إلى صدر كَجَّرةِ حَنَْتَمٍ
إذا قرعت صِفراً من الماء صَلَّت
عاش عمرو بن شأس الشطر الأكبر من حياته في الجاهلية وكان صاحب نجدة وكرم ومن أهل الخير، ولما جاء الإسلام أسلم الرجل وحَسُن إسلامه وأبلى في المعارك بلاءً حسناً، شارك مع قومه من بني أسد في حرب القادسية وله فيها أشعار. وهو من الشعراء المخضرمين، جعله ابن سلام في الطبقة العاشرة من طبقاته، ووصفه بأنه كان كثير الشعر في الجاهلية والإسلام، وأنه أكثر أهل طبقته شعراً.
امتاز شعره بالقوة والجزالة وشدة الأسر، وشمل أغراض الشعر جميعها، وخاصة غرض الفخر، وله في زوجته بعد فِراقها غزل يحمل عاطفة متدفقة من مثل قوله:
فكدت أذوق الموت لو أن عاشقاً
أَمرَّ بِمُواساه الشوارب فانتحر
وجعل ابن سيرين بيتين له أساساً في تعريف النسيب هما قوله:
إذا نحن أَدْلَجْنا وأَنتِ أَمامَنا
كفى لِمَطايانا بوجهك هاديا
أليس يزيد العيس خِفَّة أذْرُعٍ
وإن كن حسرى أن تكوني أماميا
عبر شعر عمرو بصدق عن القيم الاجتماعية التي كانت سائدة في عصره، وتميّز من غيره بجمال الصورة، والأسلوب الواقعي، وله ديوان شعر مطبوع عُني بتحقيقه يحيى الجبوري.
عبد الرحمن عبد الرحيم