بقلم المصور : فريد ظفور..الأم مدرسة ..أُميّ يانبعُ حنان..أُمي ياملاكي..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم المصور : فريد ظفور..الأم مدرسة ..أُميّ يانبعُ حنان..أُمي ياملاكي..

    Fareed Zaffour

    11 مايو 2022 م



    Fareed Zaffour

    21 مارس 2021 م
    مجلة فن التصوير:
    الأم مدرسة ..أُميّ يانبعُ حنان..أُمي ياملاكي..إلى الأم والزوجة والأخت والإبنة والحبيبة والصديقة ..- بقلم المصور : فريد ظفور..
    https://www.fotoartbook.net/?p=158066
    مجلة المفتاح:
    https://www.almooftah.com/?p=31949
    ـــــــــــــــــــــ
    الأم مدرسة ..أمي يانبع حنان..أمي ياملاكي..
    – بقلم المصور : فريد ظفور..
    *إلى الأم والزوجة والأخت والإبنة والحبيبة والصديقة ..
    بمناسبة عيد الأم الموافق في -21-آذار -2021م..وفي العالم يعتبر يوم-8آذار يوم المرأة العالمي..
    أشرقت شمس آذار على يوم بهيج يقف العالم أجمع ليعزف سمفونية الحب والفخار والإكبار بعيد الأم..صانعة الأجيال ورمز العفاف وملهمة الفنانين والشعراء والأدباء..تلك الأم الشذية كالزهور والفواحة كالورود ..الوديعة كما الحمل والبريئة كما الأطفال والنقية كأوراق السوسن..والمترعة بالحب والإيمان..والمشبعة بالتضحية والإيثار..التي يفيض قلبها بالحنان والرحمة..إنها النور الذي أضاء ظلمات حياتنا..وعلمنا معاني لذة الحياة والسعادة..إنها الواحة الوارفة الظلال واليّدُ الناعمة الرقيقة التي تهدهد آلامنا وتكفكف دموعنا..وتمسح الحزن واليأس عن مآقينا..إنها بإختصار أنفاس الربيع ونور الشمس وإبتسامة القمر..أفلا يجوزلها بأن نهبها أعمارنا ونفديها بأرواحنا..
    يعود الفضل بفكرة بدأت مُنذ عام 1872م ..بإقتراح من المُؤلّفة الأمريكيّة جوليا وورد هوي…باعتماد هذا العيد الوطنيّ، ولم يكُن الهدف الأصليّ الاحتفال بالأمّهات بقدر ما كان إيجاد وسيلة للتّرويح عن النّاس من مآسي الحرب الأهليّة الأمريكيّة وأول من احتفل بعيد الأم كانت الولايات المتحدة الأمريكية على يد : آنا جارفس في 12 مايو/آيار 1907م..وفي العالم العربي الصحفيان المصريان علي أمين وشقيقه مصطفى، مؤسسا جريدة “أخبار اليوم”، 9 ديسمبر/كانون الأول 1955م..وقد اختار القراء يوم 21 مارس/آذار عيدا للأم، أول أيام فصل الربيع ليكون رمزا للعطاء والصفاء والخير والمشاعر الجميلة.ويصادف بهذا اليوم عيد النيروز عند الأكراد والفرس..وعيد شم النسيم في مصر القديمة وعيد الرابع من نيسان أو بداية تقويم جديد في بلاد الشام والرافدين..والفرق ثلاثة عشر يوماً بين الغربي والشرقي حيث يكون الإحتفال في يوم -4-4- أي بالرابع من نيسان تكون السنة الجديدة..
    وها هي الدنيا مملوءة بالبهجة والسرور..وها هو فجر الربيع ينشر ثوباً إكتست به أشجار اللوز والكرز والمشمش..وظهرت الأزهار والورود البرية على بساط من السندس الأخضر كما في عرس أمير أو وزير.. وتراقصت الفراشات مرددة أغنية الفرح..وهي تميس في حلل الزهر وتختال في أفراح الربيع..عرس الدهر بعيد الأم الذي تملأ الدنيا بعطرها وسحرها وهي تقرأ على القلوب أبلغ القصائد والأشعار..أمي .. يا جمرةَ النسرين ..ويا مهجةِ الحنين ..ياحضن الأنين ..ويا حزني الدفين ..ويا جنةٌ الرياحين ..ويا سرٌّ البراهين ..ويا كل الكونُ وكلَّ السنين ..أمي أنت النور الذي يضيء دربي..أناجي شراع سفينة الحياة الغافي على حدود النور والنار..حيث يطالعني وجهك المجدلي..فتهرب مني الكلمات بكل إتجاه..
    تعلمت الصبر منك ياأمي ..أمي الحنون..ماما ماما ياانغاما..أحن إلى خبز أمي و قهوة أمي ..أمي ياملاكي..أنت جمالٌ يسكن الجمال في عمري..أنت نعمة الله وأنت السعادة كلها ياأمي..ياست الحبايب وست الكل..فقد تعلمنا في بلاد الشام و من الأم السورية..ثقافة المونة ..حيث يتم تخزين الخضار من ملوخية وكسيد باذنجان وكوسى ودبس البندورة وكافة أنواع المربيات والمكدوس والزيتوت وزيت الزيتون والسعتر الحلبي والأعشاب وتقطير الزهور والورود ..وكذلك الفواكه المجففة كالتين والزبيب وقمر الدين وغيرها.. والجبنة واللبة والشنكليش والكشك..بحيث صمد السوريين خلال الأزمة أيام وليالي وأشهر وربما السنوات من الطعام المخزن الذي علمتنا الأم السورية بأن نوفر مآونة الصيف إلى فصل الشتاء منذ آلاف السنين ورثناه عن أجدادنا..وبذلك كانت الأم والأخت والزوجة والبنت والصديقة والحبيبة السورية..كلهن بطلات في الأزمة السورية ..لما قدموه من صبر وتضحية وعذابات وويلات وتعب وسهر الليالي على أبناء وطنهم الجريح..أمي الحنون على بساط أوجاعك ولدتني وبأيدي الآلام ربيتيني وبعيون الأتعاب رعيتيني..ياحافظة المجتمع والأجيال من الضياع..الأم الصبورة ..وساهرةعلى رعاية أطفالها منذ الولادة وحتى يبلغوا الرشد ..من رعاية صحية وسهر الليالي الطوال للمحافظة على نموهم وصحتهم ورعايتهم وتربيتهم أحسن تربية ليكون بالمستقبل بناة الوطن والأبناء الأوفياء….فالأم تحمل طفلها تسعة أشهر ..وتعتبر فترة الحضانة عند الإنسان أطول فترة طفولة ..مقارنة بالكائنات الأخرى…وتمتد من أشهر حتى قرابة السبع سنوات..ولعل طرد أديسون من المدرسة وهو العاشرة لأنه غبي ومشاغب ولا يصلح للدراسة، و تسلم توماس رسالة إلى ولي أمره، ولم يكن يعرف فحواها، وكانت الشهادة (العظيمة) للطفل الغبي (العبقري) توماس إديسون. الذي حمل الرسالة إلى أمه، فقررت أن تكون هي مَدْرَسَةً لابنها، من مناهج الابتدائية الى الثانوية ومنهما إلى التعليم العالي الجامعي. فقالت لابنها: «توماس حبيبي، هذه رسالة اعتذار من المدرسة، فهذه المدرسة لا تستطيع أن تعلمك لأنك أذكى من قدرات المدرسة على تعليمك، فأنت عبقري، والعباقرة أمثالك في حاجة إلى مدرسة خاصة، وخاصة جداً، فمن اليوم وصاعداً أنا لك المدرسة إلى آخر مطاف الدراسة، وبعدها تتولى أمر نفسك في العمل واكتساب المزيد من العلم والمعرفة»… وبعد وفاة أمه، اكتشف رسالة طرده من المدرسة، وعرف حقيقة ظلم المدرس والمدرسة بحقه، وكبرت أمه في نظره، فقال شهادته في أمه: «أمي هي التي صنعتني…». السيدة نانسي ماثيوس إليوت، أم المخترع العبقري، تستحق وساماً خاصاً، وتستحق أن يخصص لها يوماً عالمياً في كل سنة في ذكراها، «يوم الأم العظيمة»… لقد أثبتت هذه الأم العظيمة أن الحب يخلق المعجزات. «ابني عبقري، وسوف أثبت للعالم مدى عبقريته»…
    ما أجمل الأم وما أروعها..ولأن الأم رمزٌ دائم للحياة والولادة..فهي عطاء لا ينقطع وجمال لا يفنى وخير لاينفذ ومنافع أخلاق لا تحصى..والأم آية الله في الأرض..علمتنا حب الجمال..ففي قلبها الكبير نورٌ قدسيٌّ يُضيءُ معالم طريقنا وينير سبل حياتنا الداكنة ..فتبدد ظلام الشر وتنشر ضياء الحنان والأمن والحق والخير والجمال والفضيلة..ولعل الأم المتعلمة الحازمة الشجاعة التي تغرس في نفوس أبنائها القيم الفاضلة مع لبانها فينشؤوا متحلين بالفضائل متشبعين بروح الأخلاق السامية..مبتعدين عن الفحشاء والمنكر والرذائل.. متسمكين بسيماء المحبة والتضحية والتفاني والتعلق بحب الوطن..
    أمهاتنا وطن لا تغيب شمسه في عيد المرأة العالمي .. وستبقى ذكريات الأم التي ترسمها الكلمات على جدارن القلوب راسخة في عقولنا إلى الأبد..الأم الصالحة تربي أجيالاً صالحة..والأم مدرسة الحياة الأولى..تقدم للأمة والوطن الأساتذة والمعلمين الأطباء والمهندسين والعمال والمزارعين والأبطال وتصنع الرجال وقادة الفكر والعلم والأدباء والفنانين والرياضيين..وتدفعهم إلى حلبات المجد مزودين بالقيم والمباديء الفاضلة ومحملين بالمثل العليا..وبصلاح الأم يصلح الأبناء والبنات ويصلح المجتمع وتنهض وتسمو الأمم إلى أرقى المعالي..ولعل الكلمات تصغر أمام العطاء الأبدي والتضحية العظيمة وإنكار الذات لأمهاتنا ..والأم سيدة النساء وسيدة الصبر التي أتعبت الأيام ولم تتعبها بعد ..توقظ الصباح ويغفو المساء على ساعديها ..فهي نبع العطاء والحنان..
    *يعملن دون توقف ولا ينتظرن أجرا من أحد، ولا شهادات تكريم، أمهاتنا وطن نلجأ إلى حضنه الدافئ كلما داهمتنا خطوب الحياة وألمت بنا مصائب الدهر،أمام عظمة أمهاتنا ننحني صاغرين..مهما كبرنا ومهما كانت مواقعنا في الحياة نبقى أطفالاً في حضرتهن ..ولأن الأم هي المثال الأعظم للمرأة ..لكل الأمهات أنحني إحتراماً وإجلالاً، وأطبع على جبينهن وأيديهن الطاهرة قبلاتي..وبالرغم من أن بعض الأمهات لم تلتحق بمدرسة غير مدرسة الحياة و التضحية والعطاء، الفلاحات اللواتي لفحَتهن شمس الأرض، وتعرفهن كل ذرة تراب في أرضنا الحبيبة..ونشعر دائما أننا مقصرين، نذوب خجلا أمام جلال عطائهن..ولعل معظمنا يتذكر لوالدته كيف كانت تدخر كل ليرة لتصرفه عليهم في دراستهم وكانت تحرم نفسها من كل شيء حتى الطعام، وتؤثرنا على نفسها، كانت بعضهن تعجن وتخبز وما زال طعم خبز القمح البلدي وما تعده من طعام على بساطته من شنكليش وكشك وبيض بلدي وحويش مشكل من الأعشاب والبرغل بحمص والمجدرة بعدس وغيره من أشهى ما أكلناه في حياتنا، وأطيب من كل ما يقدمه أمهر الشيفات وما تقدمه مطابخ العالم..
    من هنا يتوجب علينا بأن نرفع للأمهات راية المحبة والإحترام والتقدير..ولعل كل كلمات وقواميس الدنيا لعاجزة عن إيفاء أمهاتنا حقهن في العبارات والكلمات..فكل عام وجميع الأمهات بألف خير وصحة وعافية ورحم الله من فارقنا للدار الآخرة ..والشفاء العاجل للأمهات المريضات ..والتحية كل التحية..إلى الأم والزوجة والأخت والإبنة والحبيبة والصديقة .. فالأم مدرسة ..أمي يانبع حنان..أمي ياملاكي..
    *بقلم المصور : فريد ظفور.. – 21-3-2021م
يعمل...
X