العمر (ظاهر-)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العمر (ظاهر-)

    عمر (ظاهر)

    Al-Umar (Zahir-) - Al-Umar (Zahir-)


    العمر (ظـاهر ـ)

    (1106ـ 1196هـ/1695ـ 1782م)



    ظاهر العمر بن علي الزيداني، والٍ وحاكم محلي تابع للدولة العثمانية، وُلِدَ في منطقة طبرية، شمالي فلسطين، وكان جده زيدان من أشراف بني زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وقد ارتحل مع أسرته إلى الشام، واستقر في منطقة صفد وحول بحيرة طبرية، وكانت تتبع ولاية صيدا، وبعد وفاته أصبح ابنه عمر شيخاً على منطقة صفد، ولما توفي اختار أهالي طبرية وصفد ابنه ظاهراً حاكماً عليهم.

    وفي عام 1733م؛ صار ظاهر العمر متصرفاً في صيدا، ثم متصرفاً على يافا وحيفا والرملة ونابلس في عام 1735م، ثم صار متصرفاً على صفد في عام 1739م، وحصل في عام 1746م على التزام عكا، وأخذ في تحصينها، واتخذها مقراً له، وأقرته الحكومة العثمانية على كل ما حصل عليه، وبذلك تدَّعم مركز ظاهر العمر في منطقة الجليل والأقاليم الساحلية في فلسطين.

    سعى ظاهر العمر إلى تقوية مركزه في فلسطين، واستعان بوساطة الفرنسيين، فقد اتصل بالقنصل الفرنسي في صيدا، لكسب دعمه، وللتوسط له لدى السلطات العثمانية لمنع والي الشام من شن الحملات عليه.

    أقام ظاهر العمر علاقات تجارية وودية مع التجار الفرنسيين في عكا، وقدم لهم صفقات من القمح والقطن، ولكنهم تضايقوا منه بعد ذلك، وذلك عندما انفرد بتحديد سعر القطن، وكانوا يشتركون معه في ذلك من قبل، فطلبوا من القنصل الفرنسي أن يتدخل لدى السلطات العثمانية، ولكن السلطات العثمانية في اصطنبول كانت تتغاضى عن تصرفات ظاهر العمر الذي كان يحاول إظهار طاعته للسلطان العثماني، ويقوم بدفع الأموال الأميرية في انتظام. وعلى إثر ذلك أخفقت خطة السفير الفرنسي ضد ظاهر العمر، واضطر الفرنسيون إلى توقيع اتفاق تجاري معه في عام 1753م، لتنظيم التجارة بين الجانبين. وبذلك ازداد نفوذ ظاهر العمر، ولاسيما بعد أن حصل على التزام حيفا، ومناطق أخرى كانت تابعة لإشراف والي دمشق، مما أدى إلى استياء هذا الوالي، وفي ذلك الوقت نشأ تحالف قوي ضمَّ ولاة حلب ودمشق وطرابلس وبيت المقدس وأمير الدروز في لبنان، وكان في ذلك تهديد لنفوذ ظاهر العمر، فطلب مساعدة علي بك الكبير في مصر، وطلب مساعدة الحكومة الروسية أيضاً.

    وفي هذه الأثناء أعلن ظاهر العمر انفصاله عن الدولة العثمانية مستغلاً ظروف الحرب بينها وبين روسية، واشترك مع قوات علي بك بقيادة محمد بك أبي الذهب في الاستيلاء على دمشق سنة 1772م، ولكن انسحاب محمد بك أبي الذهب بجيشه من الشام فجأة، أحرج موقف ظاهر العمر، ومع ذلك فقد تمكن ظاهر العمر من ضم صيدا ويافا وحاصر بيروت في عامي 1772 و1773م، وقدَّم له الأسطول الروسي بعض المساعدات، وانضم إليه علي بك بقواته بعد أن هرب من مصر في آذار سنة 1772م إلى حين عودته إليها في أوائل سنة 1773، بقصد استعادة سلطانه من يد تابعه المتمرد محمد أبو الذهب.

    وبعد أن فقد ظاهر العمر حليفه علي بك الذي غدر به قائده محمد بك أبو الذهب؛ راسل عثمان باشا المصري والي دمشق، لكي يتوسط لدى الدولة العثمانية للحصول على عفو منها، فصدر مرسوم عثماني في أوائل عام 1774م، بالعفو عنه، وأقرته الدولة العثمانية حاكماً على صيدا وعكا وحيفا ويافا والرملة ونابلس وصفد؛ ولكن هذه المصالحة لم تستمر طويلاً، ففي تموز سنة 1774م، عُقِدَتْ معاهدة «كوتشك قينارجه» التي أنهت الحرب بين الدولة العثمانية وروسيا، وعقب ذلك حرَّضت الدولة العثمانية محمداً أبا الذهب في مصر ضد ظاهر العمر، فخرج في أوائل آذار سنة 1775م بجيشه من مصر لمحاربته، ولكنه مالبث أن أصيب بحمى شديدة، وتوفى في10حزيران سنة 1775م، وعاد جيشه بجثمانه إلى مصر، وعاد ظاهر العمر إلى عكا بعد هروبه منها.

    في آب سنة 1775م؛ أرسلت الدولة العثمانية حملة بقيادة القبطان حسن باشا، فاستولى على حيفا، وتابع إبحاره لمحاصرة عكا بحراً، في حين قامت قوات محمد باشا العظم والي دمشق، بمحاصرة عكا براً، ولما حاول ظاهر العمر الهرب قتله أحد جنوده المرتزقة من المغاربة في أواخر آب سنة 1775، وذلك بتدبير قائدهم أحمد الدنكرلي، الذي تعهد لحسن باشا، بتسليمه مدينة عكا ومعها رأس ظاهر العمر، وبعد مقتل ظاهر العمر دخل محمد باشا العظم عكا، وعادت المناطق التي كانت خاضعة لنفوذ ظاهر العمر إلى السيادة العثمانية، وضُمَّتْ إلى ولايتي دمشق وصيدا.

    لم يستفد أحد من أبناء ظاهر العمر من الكيان الذي أقامه والدهم، بل قُتل معظمهم بعد سنوات من مقتله. وسرعان ما ظهر أحمد باشا الذي لقب «بالجزار» لشدة بطشه وقسوته في معاملة أعدائه، فملأ الفراغ الذي تركه ظاهر العمر في جنوبي بلاد الشام.

    ومما ساعد على إخفاق حركة ظاهر العمر، تخلِّي روسيا عن مساعدته ضد السلطان العثماني، ولاسيما بعد أن توقفت حربها مع الدولة العثمانية في عام 1774م؛ إضافة إلى خيانة ابنه علي، وقائده أحمد الدنكرلي زعيم المغاربة، ويذكر أن الأقاليم التي خضعت لحكم ظاهر العمر ساد فيها الأمن والنظام، وانتعشت فيها التجارة، ولاسيما مدينة عكا، التي كانت مركزاً للتجارة في أثناء مدة حكمه.

    كان ظاهر العمر داهية شجاعاً، وثائراً عربياً، وقائداً سياسياً موهوباً.

    أحمد سعيد هواش
يعمل...
X