بطبيعة الحال، إن التفسيرات القديمة لهذا الموضوع ارتبطت دائمًا بالأساطير كاعتبار أصحاب الشعر الأحمر بذور الشّيطان على الأرض أو مصاصي دماء أو ما إلى ذلك من التّفسيرات اللاعقلانية التي كانت نتيجة محدودية المعلومات التي امتلكها الناس في العهود الماضية.
ولكن ما هي الأسباب الحقيقية الكامنة خلف كون بعض البشر أصحاب شعر أحمر؟
يأتي العلم اليوم ليوضح الأسباب العلمية وراء الشعر الاحمر، فيقول علم الوراثة أنه ناتجٌ عن طفرتَين جينيّتَين في جينات مستقبِل موجود لدينا كلنا يُدعى MC1R، هاتان الطفرتان تجعلان الجين مثبطًا، أي غير قادر على التعبير الجيني.
هذه الطفرة تؤدّي أيضًا إلى بشرة فاتحة ناتجة عن الإختلاف في الصبغات.
هذه الميزة مفيدة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق ذات الاضاءة الشمسية القليلة حيث يستفيدون اكثر من ضوء الشمس لتصنيع فيتامين دي.
الوضع يختلف في المناطق المشمسة حيث يعرضهم ذلك إلى مخاطر جمّة كسرطان البشرة.
الجين الصامت متنحي (recessive) لذلك عندما يملك الشخص جينين MC1R من النوع الصامت يكون الشخص ذا شعر أحمر وبشرة فاتحة.
أما إذا امتلك جينًا واحدًا صامتًا يكون ذا شعر بني وبشرة فاتحة.
وبهذه الطريقة إنْ كان كلا الزوجين يحملان جينا واحدا صامتا (اي ذات شعر بني) هناك احتمال 25% أن يولد لهما طفل بشعر أحمر، أما إذا كان أحدهما بشعر أحمر والآخر ذا شعر بنيّ فاحتمال أن يولد لهما طفل بشعرٍ أحمر هو 50%.
لم يعد هناك تمركزًا في مناطق معينة لأصحاب الشعر الأحمر الآن بسبب سهولة الترحال، ففي السّابق كان الترحال صعبًا لذلك عادة تتمركز الجينات الصامتة ضمن مجاميع معينة.
هذا أدّى إلى إنخفاض في نسب الأشخاص ذات الشعر الأحمر نتيجة كون الجين متنحيا، حيث أنه يتم توارثه من جيل إلى آخر لكن لا يعبر عن نفسه جينيًا.