ايتالو سڤيڤوItalo Svevoالاسم المستعار للروائي والقاص والمسرحي الإيطالي إيتوريه شميتْس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ايتالو سڤيڤوItalo Svevoالاسم المستعار للروائي والقاص والمسرحي الإيطالي إيتوريه شميتْس

    سڤيڤو (ايتالو ـ)
    (1861 ـ 1928)

    ايتالو سڤيڤو Italo Svevo هو الاسم المستعار للروائي والقاص والمسرحي الإيطالي إيتوريه شميتْس Ettore Schmitz. ولد في تريستا Trieste التي كان سكانها يتكلمون الإيطالية والألمانية والسلوفينية، وتوفي في موتّا دي ليفنزا Motta di Livenzaقرب البندقية. كانت والدته إيطالية ووالده تاجراً ألمانياً من أصل يهودي، فكان اسمه المركب (الذي يعني الإيطالي الألماني) تعبيراً عن شخصية وفكر ينتميان إلى حضارتين. أرسلته أسرته التي كانت تنتمي إلى طبقة برجوازية ثرية مع شقيقيه أدولفو وإيليو إلى ألمانيا لدراسة التجارة، وهناك اكتشف موهبته الأدبية والمسرحية. مع ذلك عاد إلى تريسته وكان عمره سبعة عشر عاماً وقَبِل، إرضاء لوالده، مزاولة مهنة التجارة من دون أن يتخلى عن هوايته في قراءة أعمال الأدباء الإيطاليين القدماء، كما أولى اهتماماً بالرواية الروسية والفرنسية في القرن التاسع عشر. كتب أول مسرحية له «أريوستو حاكماً» Ariosto governatore لكنه لم ينجزها. وعندما أعلن والده إفلاسه تفرغ لوظيفته في فرع تابع لمصرف نمساوي وبقي فيه حتى عام 1899.
    يحكي سڤيڤو عن تجربته واصفاً السنوات المظلمة في أول رواياتـه: «حياة»(1892) Una vita ، وقد ترك فشلها أثراً بالغاً في نفسه فتوقف عن كتابة مقالاته النقدية المسرحية في الصحيفة اليومية «اندِبندنتيه» (المستقلة) L’indipendenteالصادرة في تريستا. وفي عام 1893 قبل إلى جانب عمله في المصرف تدريس المراسلات التجارية باللغتين الفرنسية والألمانية في معهد خاص. وبعد وفاة والدته بأشهر قليلة تزوج عام 1896من ليفيا فينِزياني Livia Veneziani الابنة الوحيدة لأحد رجال الصناعة الأثرياء وعاش من جديد في بحبوحة مادية أعادت السكينة إلى نفسه فاستعاد حبه للكتابة وكتب روايته الثانية «شيخوخة» (1898) Senilità التي لم تلق حظاً أوفر من روايته الأولى، فاعتزل الكتابة مدة ربع قرن أمضاه في تأملات ومطالعات وحاول أن يلغي من حياته، حسبما دوّنَ في يومياته، «هذا الشيء المُدان الذي يبعث على السخرية والمسمى بالأدب». وإن بدا في الوهلة الأولى أنه أقلع نهائياً عن الكتابة والنشر مستسلماً لهواياته مثل دراسة الموسيقى والسفر، إلا أنه لم يتوقف وتابع الكتابة بصمت. وأراد في عام 1907، لأسباب تجارية، أن يستكمل معرفته باللغة الإنكليزية فكان أستاذه جيمس جويس الشاب آنئذ الذي تواجد في تريستا بين عامي 1904 و1915 وأسهم في شهرة صديقه الذي كان لا يزال مغموراً في بلده.
    وعندما اكتشف سڤيڤو عام 1908 سيغموند فرويد انكب على قراءة مؤلفاته حتى عام 1912، وكتب روايته الثالثة «ضمير زينو» (1923) La coscienza di Zenoمتأثراً به وسائراً على خطاه في تحليل النفس الإنسانية، وتعد هذه الرواية من أشهر أعماله عالمياً، وتحدث جويس عنها في باريس، وأُفرد لـها عدد خاص في مجلة «لونافير دارجان» Le Navire d’argentوتُرجمت إلى الفرنسية عام 1928 مع بقية أعماله من قِبَل فالري لاربو V.Larbaud الذي تتمتع مراسلات سڤيڤو معه بأهمية أدبية تاريخية. وفكر سڤيڤو في كتابة رواية رابعة «مذكرات شيخٍ مهيب» Le memorie del vegliardo إلا أن الموت كان ينتظره في حادث سيارة عام 1928.
    عرف سڤيڤو الشهرة في أوربا قبل أن يصعد نجمه في إيطاليا عام 1925، وهذا الاكتشاف المتأخر لـه مبرراته؛ فموقع تريستا الجغرافي أبعدها عن الأحداث، كما أن الأدب كان يشهد مرحلة انحطاط، إضافة إلى أن تعدد اللغات التي كان يجيدها (اللغة المحلية في تريستا والإيطالية والألمانية والفرنسية و الإنكليزية) أبعده عن الأسلوب الإيطالي العذب وعن الجمالية التي كانت تنادي بها الأكاديمية الإيطالية فاتُّهم ومعجبوه بجهل اللغة الإيطالية وبالتالي لم تلق الجمالية الطبيعية التي اتصفت بها رواياته الأولى، المتأثرة بزولا، قبولاً وبدت بالية للكثيرين.
    انطلق سڤيڤو من ثقافة غنية متنوعة في الكتابة بأسلوب المناجاة الداخلية وكان السبّاق لهذا الأسلوب في النثر الإيطالي. كان ينشد التعبير عن النفس البشرية وعن الإنسان الذي يعيش في عزلة ويعجز عن الانخراط في مجتمع لـه نظامه ويفقد فيه كل شيء معناه بما في ذلك الأهواء. حاول أن يجمع بين التيار التحليلي الابداعي والتيار الطبيعي التهكمي، ولا يخلو وصفه من قسوة جارحة أحياناً عندما يتحدث عن جفيف العاطفة الباكر وعن محاولا ت بطله زينو اليائسة للإقلاع عن التدخين وعن علاقة الأب بالابن. وتختلف شخصيات سڤيڤو الروائية عن شخصيات الرواية الواقعية التي تتحكم بها ظروف خارجية وعوامل فيزيولوجية لتصبح شخصياته متبدلة على الدوام، تتقاذفها الأحلام والأوهام وهي على يقين من أن الفشل حليفها، وتعي بوجود أزمة كونية تطال الإنسان أينما وُجد، ففي شخصيات سڤيڤو اختناق ميؤوس منه ناتج عن تأثر الكاتب بفلسفة شوبنهاور.
    كتب سڤيڤو أيضاً مجموعة كبيرة من القصص الطويلة منها «أقصوصة العجوز الطيب والطفلة الجميلة» La novella del Buon Vecchio e della Bella Fanciulla، و«رحلة عاطفية قصيرة» Corto viaggio sentimentaleصدرت بعد وفاته. كما كتب ثلاث عشرة مسرحية، عرف بعضها طريقه إلى المسارح الإيطالية والأوربية، من مثل «زوج» Un marito و«الدونية» Inferiorità و«بالقلم الذهبي» Con la penna d’oro.
    حنان المالكي

يعمل...
X