Strychnos electri
يعرف العلماء الكثير عن النباتات القديمة حقاً , وذلك بفضل البصمات الأحفورية , لكنهم اكتشفوا نبات Strychnos electri المنقرض بطريقة مدهشة , حيث بدأ الأمر كله في عام 1986 , عندما قام عالم الحشرات في جامعة ولاية اوريغون " جورج بوينر " برحلة ميدانية إلى جمهورية الدومينيكان , وقام بجمع حوالي 500 عينة أحفورية محفوظة داخل العنبر ( ويسمى أيضا الكهرمان وهو إفراز عضوي ( راتنج ) يحوي المواد الهيدروكربونية من النبات، ولا سيما من الأشجار الصنوبرية القديمة ).
كانت عينات الكهرمان الأحفورية تحوي بعضاً من الحشرات المحفوظة منذ ملايين السنين , إلى جانب بعض الزهور ذات اللون الأصفر , ولأن " جورج بوينر " كان عالم حشرات , فلم يعر إهتماماً لتلك النباتات المزهرة , وركز على الحشرات فقط , وذلك حتى عام 2015 حين قرر هو أن يعرض تلك الزهور على شخص ربما يهمه أمر تلك العينة , وكان ذلك الشخص هو الدكتورة " لينا ستروي " - عالمة نباتات في جامعة روتجرز .
ستروي كانت عاملة نباتات متخصصة في نوع النبات الذي جاء منه تلك الزهرة Strychnos , وهي مجموعة من النباتات السامة التي يُستخرج منها سمّ الفئران , وبعد أن قارنتها " ستروس " بمئات العينات , اكتشفت أن تلك الزهرة هي لنوع منقرض من عائلة Strychnos عاش منذ حوالي 15 إلى 45 مليون سنة , وجاء اسم "electri" من الكلمة اليونانية "elektron" ، وتعني "العنبر" .
شجرة زيتون St. Helena Olive
قبل فترة طويلة من إنقراضها , كانت شجرة زيتون سانت هيلانة نباتاً من الصعب العثور عليه , فمن أجل رؤية واحدة من تلك الأشجار الصغيرة ذات الزهور الوردية الباهتة , كان عليك السفر إلى جزيرة Tristan da Cunha في سانت هيلانة - وهي منطقة بريطانية في جنوب المحيط الأطلسي , وعلى بعد حوالي 1200 ميل (1931 كيلومتر) قبالة ساحل أنغولا , حيث تنمو تلك الشجرة فوق قمة الجبال في وسط وشرق الجزيرة , ولكنها أصبحت نادرة للغاية وذلك حتى مطلع القرن التاسع عشر , ففي ذلك الوقت , كان هناك من 12 إلى 15 شجرة في أعلى نقطة في قمة التلال في الجزيرة , وهي قمة ديانا , ولكن سرعان ما اختفت تماماً بعدما اكتشفها الناس , ولكن تم العثور على شجرة واحدة ناجية في عام 1977 , على الرغم من ذلك لم يحالف الحظ الشجرة الوحيدة الباقية في أعلى تلك التلال , فهي لم تصمد أمام خطر إزالة الغابات الذي طال امده , كما إنها لم تكن قادرة على التخصيب الذاتي وقلت فرص تكاثرها , وزيادةً من سوء الحظ , فقط أصابتها الفطريات والعدوى التي طالت بذورها , لذا توفت شجرة الزيتون الأخيرة في سانت هيلانة في عام 1994 , وبحلول ديسمبر 2003 , توفت كل أشجار زيتون سانت هيلانة التي زرعها البشر بانفسهم .
الشجر الحرشفي - Lepidodendron
Lepidodendron هو جنس منقرض من النباتات التي تتبع شعبة النباتات الذئبية lycopsid , وهي مجموعة من النباتات الوعائية التي عاشت خلال العصر الكربوني , والتي كانت تنمو بطول شجرة حيث ترعرعت على ارتفاع يصل إلى 40 متراً ( 130 قدماً ) ووصل قطرها إلى حوالي ( 7 أقدام ) .
كانت نباتات Lepidodendron غريبة بعض الشيء مقارنة بنباتات اليوم , فعلى الرغم من قامتها الطويلة , فهي لم تكن نباتات خشبية و ولكنها كانت مدعومة ببنية خارجية قوية عبارة عن قشرة صلبة تتميز بوجود ندبات على شكل ألماس , تشكلت مع نمو النبات وزودته بالطاقة خلال عملية البناء الضوئي .
ذلك النسيج القشري الفريد من نوعه هو ما ميّز أحافير تلك النباتات , على الرغم من اعتقاد علماء الأحافير في القرن التاسع عشر , أن تلك القشور تعود إلى جلد السحالي العملاقة والثعابين التي كانت تعيش في عصور ما قبل التاريخ , ولكنها الآن واحدة من الأحافير الأكثر شيوعاً الموجودة في صخور العصر الكربوني المتأخر .
شجرة فرانكلين - Franklin Tree
كان جون بارترام ونجله ويليام مسافرين عبر جورجيا عام 1765 , عندما اكتشفوا شجرة جميلة ذات زهور بيضاء عطرة على ضفاف نهر التاماها , وأطلقوا عليها اسم " شجرة فرانكلين " نسبةً لاسم أهم وأبرز مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية " بنجامين فرانكلين " , ولكن عندما عادا مرة اخرى في السبعينيات لنفس المنطقة , لاحظ ويليام أن الشجرة نمت فقط على فدانيين على ضفاف النهر وليس في أي مكان آخر , فراوده القلق بشأن عدم نموها مجدداً وربما انقراضها , لذا عزم على اخذ بعض البذور معه إلى بنسلفانيا , وكان قراراً حكيماً جداً , لأن آخر ظهور مؤكد لشجرة فرانكلين حدث بعض بضعة عقود في عام 1803 .
واليوم .. انقرضت شجرة فرانكلين في البرية , ولكن بفضل عينات ويليام , لم تضيع تلك الأشجار في التاريخ , حيث أصبحت أشجار Franklinia alatamaha نباتًا شائعًا للزينة , وهذا ليس مفاجئاً نظراً لجمالها الفريد .
لكن هل ستعود شجرة فرانكلين إلى الحياة البرية مجدداً ؟ .. الحقيقة هناك جهود لإعادة زراعة تلك الأشجار في المنطقة التي وجدها ويليام فيها منذ حوالي 250 عاماً - لذا سنرى ! .
Glossopteris
أنتاركتيكا ليست بالضبط المكان الذي تتوقع أن تجد فيه الأشجار الخضراء المورقة والشجيرات والنباتات المزهرة , في الواقع , لا يوجد سوى نوعان مزهران في تلك القارة بأكملها وهما Colobanthus quitensis و Deschampsia arctctica , ولكن كانت هناك فترات من التاريخ , حيث غطى اللون الأخضر تلك القارة المتجمدة , مثل العصر البيرمي المتأخر , وهو العصر الذي تميز بذوبان الصفائح الجليدية العظيمة , ووجود طقس بارد ومبلل في جميع أنحاء القارة القطبية الجنوبية , حينها استطاعت نباتات Glossopteris ان تنمو وتزدهر .
ونظراً لأن العلماء لم يعثروا أبداً على أجزاء كبيرة من نبات Glossopteris محفوظة بشكل سليم , فهم لا يعرفون بالضبط ما الشكل الذي كان يبدو عليه النبات , ولكن أفضل تخمين هو أنها كانت شجيرة كبيرة أو شجرة صغيرة , وجدير بالذكر أن أحافير بعض الأوراق البيضاوية الشكل لهذا النبات شائعة إلى حد ما ويصل طول بعضها إلى حوالي 3,3 أقدام ( امتر ) , ويُشير هذا العدد الكبير من الأوراق المحفوظة إلى أن تلك النباتات كانت نباتات نفضية أي أنها كانت تُسقط أوراقها في فصل الخريف , وتنمو لها أوراقاً جديدة في فصل الربيع .
تم العثور على أحافير Glossopteris أيضاً في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وأستراليا ’ لأن هذه القارات كانت متصلة بالقارة القطبية الجنوبية في قارة عملاقة تُسمى Gondwana منذ ملايين السنين .
وعلى الرغم من انتشار هذا النوع من النباتات على نطاق واسع إلا أنها انقرضت منذ حوالي 245 مليون سنة , عندما أصبح المناخ أكثر دفئاً وجفافاً في المنطقة خلال الفترة الترياسية .