سرطان جلد Skin cancer - Cancer de la peau 

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سرطان جلد Skin cancer - Cancer de la peau 

    سـرطان الجلد

    سرطانات الجلد skin carcinomas كثيرة جداً، إذ من الممكن نشوء ورم متميز حميد أو خبيث من كل خلية من خلايا الجلد.
    ازدادت سرطانات الجلد الخبيثة في العقود الثلاثة الأخيرة من جرّاء عبث الإنسان بالبيئة، ذلك العبث الذي سيكون في النهاية وبالاً عليه.
    هنالك مفاهيم عديدة ترى أن الغلاف الجوي هو امتداد للمحيط الحيوي الذي توجد عليه الحياة، لذا فإن التغير الذي بدأ يطرأ على الغلاف الجوي في الوقت الحاضر، والذي حدث نتيجة التناقص التدريجي لطبقة الأوزون في الجزء العلوي، والدارئ لنفوذ الإشعاعات ما فوق البنفسجية، وخاصةB منها، ولغيرها من الإشعاعات الشمسية الضارة للأحياء، أدى لإحداث تغيرات في المادة الوراثية (تحطم الدنا DNA في نوى الخلايا) وما تنتج منه من تخريبات غير قابلة للرجوع، في كل من الخلايا المتقرنة والميلانية melano-squamous لبشرة الجلد، واللتين تسبب أذيتهما حدوث سرطانات جلدية. أما سبب تناقص طبقة الأوزون فيرجع لهجرة غاز كلوروفلور وكاربونchlorofluorocarbon، المستخدم في التبريد، من سطح الأرض إلى طبقات الجو العليا، لأن تفاعله مع الأزون، المتواجد في أعالي الغلاف الجوي، يسبب تحطيم الأوزون وخرابه.
    ومما يجدر ذكره بهذا الصدد أن نشوء السرطانات الجلدية، يزداد مع تقدم السن من جراء التغيرات التي تطرأ على الجلد والناجمة عن تناقص عدد الخلايا الميلانية من جهة، وتناقص خلايا لنغرهانسLangerhans، التي توجد بين الخلايا المتقرنة ولها دور في المناعة، من جهة أخرى. علماً بأن نشوء السرطانات الجلدية الناجم عن الأشعة ما فوق البنفسجية يعزى إلى نفاذ تلك الخلايا.
    أهم العوامل المؤهبة لسرطانات الجلد
    ـ العوامل الوراثية: يبدي الأشخاص ذوو الجلد الفاتح غير المضرج كثيراً بمادة الميلانين melanin، التي تفرزها الخلايا الميلانية المنبثة بين الخلايا القاعدية للبشرة، وتضفي على الجلد سماره، تحسساً من ضوء الشمس وبالتالي ميلاً لنشوء السرطانات، وغالباً ما يتميز أولئك الأفراد بشعرهم الأحمر أو الأشقر، وبعيونهم الزرقاء.
    ـ الإشعاع: تعد كمية التعرض للأشعة فوق البنفسجية في أثناء الحياة أهم عامل يأتي بعد العامل الوراثي في إحداث سرطانات الجلد، ومما يسبب كثرة حدوث تلك السرطانات عند سكان أستراليا المتصفة بشدة شمسها وارتفاع حرارتها. كما وأن أكثر من 90% من مجمل سرطانات الجلد تتوضع على الأجزاء المكشوفة من البدن والمعرضة للشمس ومن الأمثلة الأخرى للإشعاع أذية الجلد عقب المداواة بالأشعة السينية (أشعةX).
    ـ التبدلات الجلدية التنكسية والالتهابية المزمنة: تعد أذية الجلد المزمنة تميم عاملcofactor مهم في تطور سرطانات الجلد الحرشفية الوسفية squamous cell carcinoma. وغالباً ما تحدث تلك السرطانة على جلد مصاب بأذية مزمنة، فقد تظهر على القرحات ulcersالمزمنة، والنواسير fistulaالداعمة، والندبات cicatrix الناجمة عن الحروق، والذأب الشائع lupus vulgaris (سل الجلد). كما قد تظهر على آفات جلدية مزمنة كظهورها في المناطق المصابة بالحزاز المسطح التآكلي lichen planus، الذي يتوضع على الأغشية المخاطية للفم، والمناطق المصابة بالحزاز التصلبي الضموري الذي يتوضع على الأعضاء التناسلية.
    ـ المسرطنات الكيمياوية: غالباً ما يؤهب التعرض الخارجي المنشأ المستمر لمسرطنات كيمياوية، لحدوث سرطانة جلد حرشفية وسفية squamous. ومن أهم المسرطنات الكيمياوية القطران الذي يؤدي في كثير من الأحيان للتسرطن عند العمال الذين يشتغلون في صناعته، وعند المدخنين من جرَّاء قطران التبغ المتخلف عن التدخين، ومادة الإسفلت أو القار التي كثيراً ما تؤدي للتسرطن عند العمال الذين يفرشون الطرقات، ومادة الزرنيخ الذي قد يؤدي للتسرطن أيضاً من جرَّاء تناوله، علماً بأن تلك المادة موجودة في مياه بعض الآبار المحتوية عليه، كما أنها موجودة في بعض أنواع الخمور وذلك من جرَّاء رش كروم العنب بمبيدات الحشرات المحتوية على الزرنيخ. كما وتكثر السرطانات الجلدية لدى العاملين باستخراج الزرنيخ أو لدى عمال الدباغة من جرَّاء التماس المزمن به.
    ورم حبيبي مقيح
    ـ التثبط المناعي: كثيراً ما يظهر عند متلقي الطعوم الكلوية أو القلبية زيادة في حدوث الأورام الخبيثة بما فيها سرطانات الجلد، كما ويلاحظ الشيء نفسه عند المثبط مناعياً كما هو الحال عند المصابين بعوز المناعة المكتسب (الإيدز).
    ـ الأخماج الفيروسية: تترافق الإصابة بالفيروسات الحليمومية البشريةpapillomatous نمط 16، والتي تؤدي لإحداث بعض الأنماط من الثآليل warts وخاصة لدى توضعها على الأعضاء التناسلية للنساء، مع زيادة خطر التسرطن.
    وليست الأورام المتعددة والمختلفة التي تشاهد على الجلد جميعها بسرطانية، وإنما هنالك أورام حميدة كثيرة جداً تنشأ من خلايا الجلد.
    أهم الأورام الحميدة التي تصادف على الجلد
    ـ الورم الشائكي المتقرنkeratoacanthoima: هو ورم سليم السير خبيث المظهر يشبه السرطانة الحرشفية الوسفية، وقد يصعب أحياناً تفريقه عنها، مما دعى لتسميته بالسرطانة الكاذبة أو السرطانة المجهضة.
    يتميز هذا الورم بصفته التشريحية المرضية وملامحه السريرية، وبسرعة تشكله، وسيره، ويتظاهر بشكل عقدة مرتفعة عن سطح الجلد، محددة ومقببة، وذات تقرانkeratosis مركزي يشبه العش أو فوهة البركان، كما أنه غالباً ما يتوضع على الأماكن المعرضة للشمس عند مرضى في منتصف العمر، وقد يكون وحيداً أو متعدداً. يتراجع هذا الورم خلال بضعة أشهر ولكن من المستحسن معالجته جراحياً.
    تقرنات سافعة مع تحول لسرطانة حرشفية
    وسفية الخلايا
    ـ الورم الليفي الجلدي dermatofibroma: ويدعى بالورم القاسي أيضاً، ويبدو بشكل عقيدة كروية صغيرة، قاسية، غير مؤلمة مرتفعة قليلاً عن سطح الجلد، لونه رمادي، ولا يزيد قده عادة على 3سم. وقد يكون وحيداً أو متعدداً. كما ويغلب مشاهدته على الأطراف. أما معالجته فتقوم على الاستئصال الجراحي. وإضافة إلى هذا الورم العقيدي القاسي، هنالك أورام وتنشوءات ليفية رخوة تدعى بالطغوت الجلدية skin tags أو الزوائد الجلدية، وتبدو بشكل أورام صغيرة خيطية رخوة، بلون الجلد، كما وقد تكون مطوية عليه، يراوح طولها ما بين 3 إلى 5مم وتكثر مشاهدتها في ناحية العنق وتحت الإبط عند البدينين، تعالج تلك التنشوءات الليفية الرخوة بقطع ذنبها بالتخثير الكهربائي.
    ـ الورم الحبيبي المقيح granuloma pyogenicum: هو ورم مائي وعائي شائع ومكتسب، يتشكل عادة عقب وخز أو رضح، لذا تكثر مشاهدته على المناطق المكشوفة من البدن، كأصابع اليدين والقدمين والساعدين والشفتين والوجه.
    وهو ورم كروي عادة، ذو لون بنفسجي، سريع التشكل، ينزف بسهولة عقب رضح خفيف، أما قده فقد يصل إلى حجم الكرزة. ينكس هذا الورم بسرعة إذا ما قطع، أما معالجته فتقوم على تخثيره كهربائياً.
    ـ الورم الكبي glomus tumor: هو ورم حميد يشتق من المفاغرات الشريانية الوريدية، ويكون مفرداً أو متعدداً، ويبدو كعقدة صغيرة قاسية نسبياً وبلون أحمر مزرق أو أزرق بنفسجي يصل قطرها حتى 5 مم، وأكثر الأماكن التي يشاهد عليها هذا الورم، الأباخس (أصابع القدمين)، وأصابع اليدين وخاصة تحت الأظفار، لكنه قد ينمو على الأغشية المخاطية أو على أي منطقة من مناطق الجسم الأخرى. يتصف هذا الورم بألمه الذي يكون انتيابياً paroxysmal. أما أفضل طريقة لمعالجته فتقوم على استئصاله جراحياً بشكل كامل، ذلك الاستئصال الذي يؤدي إلى التخلص مباشرة من الألم.
    سرطانة خلية قاعدية مصطبغة ومقرحة جزئياً
    وهناك حالات ذات (أمراض جلدية) تنتهي بالتسرطن إن لم تعالج وهي: التقران السافع (الضوئي) actinic keratosis ويدعى بالتقران الشمسي أيضاً وهو من ضمن الحالات التنكسية المزمنة. تحدث هذه التقرنات السافعة لدى الكبار ذوي الجلود الفاتحة، حين تعرضهم لفترة زمنية طويلة للشمس، وتتوضع على الأماكن المكشوفة من الجلد، وتتظاهر ببقع حمراء خشنة، يتخللها توسع وعائي شعري، إضافة لوجود تقرنات بنية قاسية تغطي بعض أجزء تلك البقع، وهذه الآفة عالمية الانتشار، وغالباً ما تترافق مع علامات لأذيات ضيائية أخرى مثل المران العقيدي الكيسي fibroelastosis الذي يتصف بوجود زؤان comedo وتجاعيد في منطقة الوجنتين والصدغين، هذا وغالباً ما تتطور هذه التقرنات إذا لم تعالج إلى سرطانة حرشفية وسفية.
    أما معالجتها فتقوم على كي تلك الاندفاعات بغاز الآزوت السائل أو تخثيرها كهربائياً كما يمكن معالجتها ببعض المراهم الحديثة المثبطة للمناعة أو المثبطة للتكاثر الخلوي.
    أهم سرطانات الجلد
    1ـ السرطانة القاعدية الخلايا basal cell carcinoma: ومن مرادفاتها الورم القاعديbasaloma. ولا تعد هذه السرطانة شديدة الخباثة لعدم إحداثها انتقالات سرطانية بعيدة لكنها تتصف بغزوها الموضعي البطيء وتخريبها للنسج التي تنمو عليها. وهي أكثر الأورام الجلدية السرطانية مصادفة، لا تصيب الأغشية المخاطية. كما ويندر مشاهدتها عند العرق الأسود. غالباً ما تبدأ هذه السرطانة بالظهور بعد العقد السادس من العمر، وأكثر ما تشاهد على المناطق المعرضة للضياء وخاصة الأجزاء العلوية من الوجه.
    سرطانة حرشفيو وسفية الخلايا
    لهذه السرطانة أشكال سريرية متعددة منها العميق الذي غالباً ما يكون صغيراً ومتقرحاً ومنها السطحي الذي غالباً ما يكون متعدداً، ونادراً ما يتقرح. ومنها الشكل المصطبغ والمصمت والكيسي والشكل القشيعي.
    يكون مآل هذه السرطانة جيداً إذا ما عولجت باكراً، لكن مآل السرطانة المهملة، التي قد تغزو النسج العميقة كالعضلات والغضاريف والعظام، محتفظ به.
    يتوقف علاج هذه السرطانة على درجة انتشارها وعمر المريض وتتم المعالجة حالياً بإحدى المعالجات التالية: استئصال جراحي واسع أو تخثير كهربائي أو معالجة بأشعة Xأو بالبرودة.
    2ـ السرطانة الحرشفية الوسفيةsquamous cell carcinoma: ومن مرادفاتها أيضاً السرطانة شوكية الخلايا. وهي أكثر خبثاً وأسرع سيراً من السرطانة قاعدية الخلايا. وعلى عكس السرطانة قاعدية الخلايا فإن هذه السرطانة تسبب انتقالات بعيدة عن طريق الجهاز اللمفي والدموي، كما وتختلف عن السرطانة القاعدية أيضاً بإصابتها للأغشية المخاطية. غالباً ما تحدث هذه السرطانة عند كبار السن وتتوضع في معظم الأحيان على الأماكن المعرضة للشمس.
    تبدأ هذه السرطانة في كثير من الإصابات على هيئة فرط تقرن ثؤلولي الشكل صغير وترتفع قليلاً ثم تترقى بسرعة، ويحدث نخر تقرحي فيه، علماً بأن هذه السرطانة لا تعف عن الأنسجة الرخوة، والغضاريف والعظام هذا وغالباً ما تنشأ، إضافة لنشوئها على جلد سليم، على جلد مصاب بأذية جلدية تنكسية والتهابية مزمنة.
    يعتمد مآلها على توضع الورم وحجمه ودرجة تمايزه، هذا ويكون سيئاً نسبياً في كل من سرطان اللسان والفرج، وفي الأورام الكبيرة.
    ميلانوم خبيث عقيدي على وحمة وحمية مصطبغة
    المعالجة: جراحية، مع هامش أمان مناسب من النسيج السليم، ويجب أن تجرى بسرعة، كما يمكن تطبيق المعالجة الشعاعية أيضاً حينما لا يمكن إجراء العمل الجراحي، ويمكن بالنسبة للأورام التي لم يتمكن من استئصالها كاملة أن تعالج مجموعياً بالأدوية الموقفة لنمو الخلايا.
    3ـ الميلانوما الخبيثة malignant melanoma: وهي من أخبث الأورام التي تصيب الجلد والأغشية المخاطية. يظهر هذا الورم الخبيث في مختلف الأعمار، لكنه نادراً ما يشاهد قبل البلوغ، ولا يتميز سلوك هذا الورم بالغزو الموضعي فحسب، بل يتميز بميله الباكر لإحداث نقائل عن طريق الأوعية اللمفية أو الدموية.
    ينشأ هذا الورم على حساب الخلايا الميلانية، المفرزة للصباغ الذي يضفي على الجلد سمرته، تلك الخلايا المنتشرة بين طبقة الخلايا القاعدية لأسفل البشرة، كما وأنه قد ينشأ على حساب خلايا وحمية أخرى شبيه بالخلايا الميلانية، تلك الخلايا الوحمية التي هي ليست من مكونات الجلد السوي لكنها تشاهد في جلود معظم الأفراد، متوضعة بشكل عشش في الوحمات الصباغية التي يتراوح سطحها بين سطح حبة العدسة حتى سطح كامل الجذع (وحمة لباس الحمام).
    ميلانوم الشامة الخبيثة أو الورم الميلاني النمشي الخبيث
    يصيب الورم الميلاني الخبيث العرق الأبيض، ونادراً العرق الأسود. ولم يتأكد دور العوامل الوراثية في حدوثه لكن هناك حالات أسرية (1% إلى 7% من جميع مرضى الميلانوما الخبيثة). ينطلق هذا الورم الميلاني إما من خلايا ميلانية بشروية (نحو 10% إلى 25%) أو أنه ينطلق من خلايا وحمية (20% إلى 50%) وهي إما ولادية أو مكتسبة، وتظهر بعد فترة من الولادة ولاسيما وحمة مختلة التنسج dysplastic nevus والتي قد يكون للعامل الوراثي دور في نشوئها. تتركز الأهمية العظمى لهذه الوحمات على نفي تحولها للخباثة لذا فإن للتثقيف الصحي لأفراد المجتمع دور في الوقاية من عقابيلها.
    يأخذ الورم الميلاني الخبيث تظاهرات سريرية عديدة أهمها: الورم الميلاني النمشي الخبيث، والورم الميلاني السطحي المنتشر، والورم الميلاني العقيدي، والورم الميلاني النمشي الطرفي، والورم الميلاني الخبيث عديم الميلانين.
    يتصف سير الميلانوم الخبيث بانتقالاته الباكرة عن طريق الأوعية اللمفية أو الدموية، فتتوضع على الرئة والكبد والدماغ.
    يعد الكشف والعلاج المبكران للميلانوما الخبيثة من الأمور المهمة للمريض لاتقاء عواقبه، لذا على المريض استشارة الطبيب عند ملاحظته نشوء بقعة سمراء أو سوداء على الجلد، كما يجب استشارته إذا ما طرأت تبدلات على شامته أو وحمته الصباغية.
    تعد الجراحة الإجراء الواجب القيام به في حالات الميلانوما الخبيثة كما يجب أن تكون باكرة ما أمكن. وقد أهمل العلاج المقتصر على التشعيع بأشعة X (أشعة رونتجن). وهناك من يطبق معالجات كيمياوية ومناعية موقفة للتكاثر الخلوي إضافة لمعالجات أخرى متنوعة.
    وتعد متابعة المرضى المعالجين دورياً وبفترات متزايدة أمراً مهماً للكشف عن النكس أو النقائل ويجب أن تستمر مدة خمس سنوات.
    ولما كان ضوء الشمس من العوامل المهمة في نشوء السرطانات الجلدية، يجب تجنب التعرض غير الضروري للشمس، واستخدام واقيات الشمس المناسبة وارتداء القبعات والأغطية الملائمة.
    عبد الرحمن القادري

يعمل...
X