العدواني (أحمد مشاري-)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العدواني (أحمد مشاري-)

    عدواني (احمد مشاري)

    Al-Edwani (Ahmad Mushari-) - Al-Edwani (Ahmad Mushari-)

    العدواني (أحمد مشاري ـ)
    (1923ـ 1990م)

    يكتسب أحمد مشاري العدواني أهميته في المشهد الثقافي المعاصر في الكويت بوصفه وزميله عبد العزيز حسين رائدي التحديث التربوي والثقافي ومن أعمدة التنوير في الكويت. وهو إضافة إلى ذلك شاعر مميز أضاف إلى الحركة الشعرية في الكويت مذاقاً جديداً، ولم يكن تكراراً لمن قبله.
    ولد أحمد في مدينة الكويت، وبعد أن حفظ القرآن الكريم في صغره التحق بالمدرسة المباركية ليتخرج فيها منهياً المرحلة الثانوية عام 1938.
    أرسل في بعثة للدراسة بكلية اللغة العربية في الأزهر الشريف عام 1939؛ وتخرج فيها عام 1949، والتحق عند عودته بالعمل في التدريس مدة سبع سنوات، ونُقلَ عام 1956 ليشغل منصب السكرتير العام لإدارة المعارف، وعُيِّن بعد عام معاوناً فنياً، وعُيِّن وكيلاً مساعداً لوزير التربية في عام 1963.
    وبعد أن أمضى تسع سنوات في إدارة المعارف (التربية) عُيِّن في عام 1965 وكيلاً مساعداً لوزير الإعلام لشؤون التلفزيون، ثم وكيلاً مساعداً للشؤون الفنية، وكانت اللحظة المهمة في حياته عندما أُسند إليه عام 1973 منصب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عند تأسيسه، واستطاع أن يترجم الكثير من أحلامه الثقافية إلى إنجازات باهرة.
    وتقاعد من عمله الوظيفي عام 1985 ليستمر مستشاراً للمجلس الوطني حتى وفاته وإذا كانت حياة العدواني الوظيفية قد انقسمت بين العمل التربوي والثقافي، فإن عمله الإبداعي قد اقتصر على الشعر تقريباً.
    حين أنهى العدواني دراسته الجامعية في أواخر الأربعينيات كانت الكويت قد بدأت تكسر أطواق عزلتها وتخرج من حياة الغوص والبداوة الفقيرة والبسيطة إلى الحياة الحديثة بكل غناها وتعقيدها، وكانت تحتاج إلى إقامة بنى تحتية في جميع المجالات. فأسهم العدواني في إرساء أسس راسخة في المجالين التربوي الثقافي. ففي المجال التربوي أسهم مع آخرين في مهنة التدريس وفي إعداد بعض الكتب المدرسية وفي تطوير المناهج وتحديثها، وفي المجال الثقافي أولى الإعلام الثقافي اهتمامه فشارك في أثناء وجوده في القاهرة في تحرير مجلة «البعثة» وبعد عودته أصدر مع حمد الرحيب مجلة «البعث» التي لم يصدر منها سوى ثلاثة أعداد ثم كان أحد رؤساء التحرير الثلاثة لمجلة «الرائد» التي أصدرها نادي المعلمين.
    ولكن بصماته الأكثر تأثيراً كانت في مجال وضع الأسس لثقافة حديثة، فكان له الفضل في إنشاء مؤسسات ثقافية تمثلت في قيام الرابطة الأدبية 1958، وفي إنشاء المعهد الثانوي للموسيقى 1972، والمعهد العالي للفنون المسرحية 1973 والمعهد العالي للموسيقى 1973، وافتتاح صالة الفنون 1974، وإقامة معرض سنوي للكتاب 1975، وإطلاق الأسابيع الثقافية 1977، وشارك في الخطة الشاملة للثقافة العربية 1982.
    وإذا كانت هذه المؤسسات تعدّ أساساً لثقافة حديثة متطورة؛ فإن إطلاق العدواني لعدد من السلاسل الثقافية جعل من الكويت مُصَدِّرةً للثقافة العصرية العربية باحتضان إبداعات المثقفين العرب وإعادة تصديرها إلى العالم العربي فـي سلاسل رخيصة الثمن، فكانـت سلسلة المسرح العالي 1969، ومجلة «عـالـم الفكر» (1970) و«عالم المعرفة» (1978) ومجلة «الثقافة العالمية» (1981) وهي إصدارات لاقت صدى طيباً لدى المثقفين العرب.
    وكان يهتدي في صناعته للثقافة بمبدأين اثنين هما المعاصرة والانتماء ويؤمن بأن أسلم طريق للوصول إلى الحقيقة هو من خلال حوار الأفكار ويتجه إلى كل ما يحقق أهداف التقدم العربي.
    وإذا كان العدواني يعد أحد صناع الثقافة العربية الحديثة فقد كان إضافة إلى ذلك أحد شعراء الكويت الكبار؛ فقد استفاد مما حققه أسلافه من الشعراء في الكويت ليكون شاعراً معروفاً على النطاق العربي، وقد اقتصر العدواني في إبداعه الأدبي على الشعر، نشر أول قصيدة له عام 1946 وهو طالب في مصر، وشهدت مسيرته الشعرية فترتي صمت وانقطاع استمرتا عشر سنوات 1953ـ 1962 عاد بعدها إلى النشر، وأصدر في حياته ديواناً واحداً هو «أجنحة العاصفة» 1980، وبعد وفاته أقامت مؤسسة البابطين للإبداع الشعري دورة باسمه عام 1996 في أبو ظبي، وبهذه المناسبة صدرت أعماله الشعرية الكاملة في مجلد واحد.
    شهد نشاط العدواني الشعري مراحل من التطور فيما يزيد على أربعة عقود، فقد بدأ تقليدي الصياغة رومانسي المحتوى، ثم انتقل إلى الواقعية الاجتماعية، وانتهى إلى صوفية اجتماعية تستخدم أحدث الأساليب الشعرية.
    فتح العدواني في أسلوبه أشرعته لرياح التغيير، ولكنه كان في موقفه الاجتماعي عصياً على الاندماج والمصانعة، عنيداً في موقفه المُعَرِّي للزيف والفساد في المجتمع وتهرؤ النظام السياسي العربي، ولذلك كانت قصائده السياسية أقرب إلى الشعارات والنشرات الثورية:
    هزمتنا الأنظمة
    رهنتنا للخدم
    قتلت فينا الهمم
    جعلت كل صفيق الوجه مأبون الضمير
    يملك الأمر علينا وله الحكم الأخير
    فغدونا أمة مستسلمة
    وحاول في شعره الصوفي أن يتسامى في بحثه عن حقيقة الوجود الإنساني من دون أن يتفلّت من مسؤوليته الأرضية:
    لي في الحياة هوى تسامى طائراً
    متلاطم الصبوات والأوطار
    تتنوع الأسوار كي تصطاده
    فإذا دنا استولى على الأسوار
    وقد عبَّر العدواني عن آمال جيل في الثقافة،وكانت أحلامه أكبر من استجابة الواقع، وإن سعد بتحقيق بعض أحلامه، ومات مغمضاً عينيه على كثير منها.
    ماجد الحكواتي
يعمل...
X