سبوتنيك
سبوتنيك Sputnik، وتعني التابع أو رفيق السفر باللغة الروسية، هو اسم سلسلة من السواتل[ر] صنعها الاتحاد السوڤييتي السابق ووضعها على المدار حول الأرض بين عامي 1957 و1961.
لمحة تاريخية
دخل الاتحاد السوڤييتي بعيد الحرب العالمية الثانية في سباق تسلح مع الولايات المتحدة الأمريكية، واشتمل ذلك على تطوير صواريخ عابرة للقارات. ويعود الفضل في أهم الإنجازات الفضائية السوڤييتية إلى سيرغي كوروليف Serguei Korolev وفالنتين غلوشكو Valentin Glushko. فبعد أن أسس كوروليف في عام 1954 مشروع الصاروخ البالستي R7، طلب إلى مهندسيه صنع ساتل لوضعه في مدار حول الأرض، ونجح في إطلاق أول صاروخ عابر للقارات في آب من عام 1957، وأتبعه بإطلاق الصاروخ R7سيموركا (نسخة معدلة من R7) حاملاً الساتل سبوتنيك 1 في الرابع من تشرين الأول من عام 1957 عند الساعة 82:22 (بتوقيت موسكو).
يمكن عدّ إطلاق الساتل سبوتنيك 1 بداية عصر غزو الفضاء، وبداية سباق محموم بين الاتحاد السوڤييتي والولايات المتحدة الأمريكية من أجل السيطرة على الفضاء.
الساتل سبوتنيك 1
الساتل سبوتنيك 1 (الشكل ـ1)، كرة معدنية من الألمنيوم قطرها 58سم ووزنها 84كغ، وهو أول ساتل من صنع الانسان وضع في مدار حول الأرض، ودار حولها في 96دقيقة على مدار بيضاوي، بلغ أقصى ارتفاع له 947كم، وأقل ارتفاع 228كم. وقد احتوى هذا الساتل على النتروجين تحت ضغط أعلى بقليل من الضغط الجوي عند سطح الأرض. وزُود بنظام اتصالات مكون من مرسلين، يعملان على الترددين 20ميغا هرتز و40ميغاهرتز، قادرين على إرسال ضغط وحرارة النتروجين بغية التحقق من مبادئ تكييف الضغط وضبط الحرارة المستخدمة، إلى جانب دراسة انتشار الأمواج في الغلاف الجوي. وزُود الساتل بأربعة هوائيات، وكان بمقدور الهواة في العالم التقاط الإشارة التي يرسلها.
عملت الأجهزة الكهربائية على متنه طوال ثلاثة أسابيع بعد الإطلاق، ثم توقفت بعدها عن العمل بسبب نفاد القدرة من المدخرة. وتفكك الساتل سبوتنيك 1 لدى احتراقه داخل الغلاف الجوي الأرضي في الرابع من كانون الثاني من عام 1958، أي بعد مضي 92يوماً على إطلاقه.
الساتل سبوتنيك 2
وضع الاتحاد السوڤييتي في الثالث من تشرين الثاني عام 1957، أي بعد مضي 30يوماً فقط على إطلاق سبوتنيك 1، الكلبة لايكا Laika في مدار حول الأرض داخل الساتل سبوتنيك 2 الذي تجاوز وزنه نصف طن، واشتمل على عدة مقصورات للأجهزة الكهربائية ومقصورة مكيفة الضغط ومزودة بالهواء لاستضافة لايكا. وكان الساتل يدور حول الأرض في 104 دقائق على مدار أقصى ارتفاع له 1600كم وأقل ارتفاع 200كم تقريباً. وكان مقرراً أن تبقى لايكا حية عشرة أيام قبل نفاد الأكسجين، لكنها ماتت قبل ذلك، وكانت أول كائن حي يحلق في الفضاء. واحترق الساتل إثر دخوله في الغلاف الجوي في الرابع عشر من نيسان عام 1958. وقد سمحت تلك المهمة للعلماء السوڤييت بالحصول على معلومات عن أثر الرحلات المدارية على الجسم الحي من المعلومات التي أرسلتها حساسات قياس الحرارة والضغط ومراقبة ضغط الدم ونظام تنفس لايكا ودقات قلبها.
الساتل سبوتنيك 3
أطلق الاتحاد السوڤييتي ثالث سواتله سبوتنيك 3 في الخامس عشر من أيار من عام 1958، وبلغ وزنه 1340كغ، وكان ذلك الساتل مرصداً علمياً آلياً زُود بعشرات أجهزة القياس المختلفة، وكان يفترض بتلك الأجهزة تقديم معلومات عن الكثافة في طبقات الغلاف الجوي العالية وعن الأشعة الكونية وعن الإشعاعات الشمسية وعن وجود جزيئات عالية الطاقة ونيازك مصغرة. وتمثلت المهمة الرئيسية للساتل في دراسة أحزمة فان آلن Van Allen الإشعاعية (جسيمات ذرية حول الأرض)، لكن نظام تسجيل المعطيات، الذي كان يفترض به تسجيل المعطيات حين انعدام الاتصال المباشر للساتل مع الأرض، تعطل فجاءت المعطيات منقوصة. وبقي الساتل في مداره حتى السادس من نيسان عام 1960.
وقد أخفقت أول محاولة لإطلاق سبوتنيك 3 في الثالث من شباط عام 1958 إثر عطل أصاب أحد محركات الدفع فتحطم الصاروخ بعد 88ثانية من إطلاقه.
أوقف الاتحاد السوڤييتي في عام 1958 برنامج سبوتنيك ليركز جهوده على برنامج لونا Luna، ثم استأنفه مجدداً بين عامي 1960و1961 بإطلاق سواتل تحمل كلاباً وتعيدها إلى الأرض، وكانت تلك السواتل في الواقع نماذج للمركبات فوستوكVostok.
محمد خالد شاهين
سبوتنيك Sputnik، وتعني التابع أو رفيق السفر باللغة الروسية، هو اسم سلسلة من السواتل[ر] صنعها الاتحاد السوڤييتي السابق ووضعها على المدار حول الأرض بين عامي 1957 و1961.
لمحة تاريخية
دخل الاتحاد السوڤييتي بعيد الحرب العالمية الثانية في سباق تسلح مع الولايات المتحدة الأمريكية، واشتمل ذلك على تطوير صواريخ عابرة للقارات. ويعود الفضل في أهم الإنجازات الفضائية السوڤييتية إلى سيرغي كوروليف Serguei Korolev وفالنتين غلوشكو Valentin Glushko. فبعد أن أسس كوروليف في عام 1954 مشروع الصاروخ البالستي R7، طلب إلى مهندسيه صنع ساتل لوضعه في مدار حول الأرض، ونجح في إطلاق أول صاروخ عابر للقارات في آب من عام 1957، وأتبعه بإطلاق الصاروخ R7سيموركا (نسخة معدلة من R7) حاملاً الساتل سبوتنيك 1 في الرابع من تشرين الأول من عام 1957 عند الساعة 82:22 (بتوقيت موسكو).
يمكن عدّ إطلاق الساتل سبوتنيك 1 بداية عصر غزو الفضاء، وبداية سباق محموم بين الاتحاد السوڤييتي والولايات المتحدة الأمريكية من أجل السيطرة على الفضاء.
الساتل سبوتنيك 1
|
الشكل (1) نسخة عن سبوتنيك 1 موجودة في متحف العلوم بموسكو |
عملت الأجهزة الكهربائية على متنه طوال ثلاثة أسابيع بعد الإطلاق، ثم توقفت بعدها عن العمل بسبب نفاد القدرة من المدخرة. وتفكك الساتل سبوتنيك 1 لدى احتراقه داخل الغلاف الجوي الأرضي في الرابع من كانون الثاني من عام 1958، أي بعد مضي 92يوماً على إطلاقه.
الساتل سبوتنيك 2
وضع الاتحاد السوڤييتي في الثالث من تشرين الثاني عام 1957، أي بعد مضي 30يوماً فقط على إطلاق سبوتنيك 1، الكلبة لايكا Laika في مدار حول الأرض داخل الساتل سبوتنيك 2 الذي تجاوز وزنه نصف طن، واشتمل على عدة مقصورات للأجهزة الكهربائية ومقصورة مكيفة الضغط ومزودة بالهواء لاستضافة لايكا. وكان الساتل يدور حول الأرض في 104 دقائق على مدار أقصى ارتفاع له 1600كم وأقل ارتفاع 200كم تقريباً. وكان مقرراً أن تبقى لايكا حية عشرة أيام قبل نفاد الأكسجين، لكنها ماتت قبل ذلك، وكانت أول كائن حي يحلق في الفضاء. واحترق الساتل إثر دخوله في الغلاف الجوي في الرابع عشر من نيسان عام 1958. وقد سمحت تلك المهمة للعلماء السوڤييت بالحصول على معلومات عن أثر الرحلات المدارية على الجسم الحي من المعلومات التي أرسلتها حساسات قياس الحرارة والضغط ومراقبة ضغط الدم ونظام تنفس لايكا ودقات قلبها.
الساتل سبوتنيك 3
أطلق الاتحاد السوڤييتي ثالث سواتله سبوتنيك 3 في الخامس عشر من أيار من عام 1958، وبلغ وزنه 1340كغ، وكان ذلك الساتل مرصداً علمياً آلياً زُود بعشرات أجهزة القياس المختلفة، وكان يفترض بتلك الأجهزة تقديم معلومات عن الكثافة في طبقات الغلاف الجوي العالية وعن الأشعة الكونية وعن الإشعاعات الشمسية وعن وجود جزيئات عالية الطاقة ونيازك مصغرة. وتمثلت المهمة الرئيسية للساتل في دراسة أحزمة فان آلن Van Allen الإشعاعية (جسيمات ذرية حول الأرض)، لكن نظام تسجيل المعطيات، الذي كان يفترض به تسجيل المعطيات حين انعدام الاتصال المباشر للساتل مع الأرض، تعطل فجاءت المعطيات منقوصة. وبقي الساتل في مداره حتى السادس من نيسان عام 1960.
وقد أخفقت أول محاولة لإطلاق سبوتنيك 3 في الثالث من شباط عام 1958 إثر عطل أصاب أحد محركات الدفع فتحطم الصاروخ بعد 88ثانية من إطلاقه.
أوقف الاتحاد السوڤييتي في عام 1958 برنامج سبوتنيك ليركز جهوده على برنامج لونا Luna، ثم استأنفه مجدداً بين عامي 1960و1961 بإطلاق سواتل تحمل كلاباً وتعيدها إلى الأرض، وكانت تلك السواتل في الواقع نماذج للمركبات فوستوكVostok.
محمد خالد شاهين