وفي العيد سافر الجد العجوز إلي القاهره ليزور أسرة حفيده المعتقل عمنا محمود السعدني...
وبعد أن قام بواجبه، أصر رغم كبر السن وطول المشوار وصعوبة الموقف علي زيارة حفيده خلف الأسوار..
- كان مع الجد شقيق العم محمود، العمده صلاح، والذي حاول مرارا ودون جدوي منع الشيخ خليل من القيام بهذه المهمه لما فيها له من مشقه ولكن الشيخ العجوز أصر علي رؤية الحفيد.
من كتاب الولد الشقي في المنفي:
-كان اليوم عيدا عندما جاءني المأمور في السادسه مساء وقبل إغلاق أبواب الزنزانات بدقائق.... وقال لي هناك شخص يقف عند الباب ويريد زيارتك، وإسمه خليل، فهل تريد مقابلته؟
قلت للمأمور ليس لي صديق بهذا الإسم ورجوته أن يسأله عن شخصيته وعن الغرض من الزياره، وخيل لي أنه محامي موكل في قضيه معي أو ضدي.... لكن المأمور عاد بعد قليل وأخبرني أن الرجل الواقف عند باب السجن يقول أنه جدي واسمه الشيخ خليل معوض، ولم أصدق ما سمعته أذناي!
كان جدي الشيخ خليل في سن المائه وربما أكثر قليلاً في تلك الأيام.... وطلبت من المأمور أن يصف الرجل لي، وجاء وصفه منطبقا بالضبط، وأسرعت في حجرة المأمور....... وسألني عن أحوالي داخل السجن، ثم ادي صلاة المغرب، ثم قال لي وهو ينصرف: لقد ذهبت اليوم لزيارة الموتي في القبور ثم جئت إلي هنا لزيارتك.
والحق أقول إن العلاقه بيني وبين الشيخ خليل معوض كانت أكبر من علاقة حفيد بجده.
كنت أمزح معه واضربه مقالب في بعض الأحيان، وأرغمته مره علي مشاهدة مسرحية من تأليفي، وبدا عليه السرور عندما ظهر محمد رضا علي المسرح ومعه عبد السلام محمد، ولكن عند ظهور أول امرأه علي المسرح، وكانت عقيله راتب، هب صارخاً كمن لدغه عقرب، واخفي عينيه، ولعنني ولعن أيامي السود وسلوكي المعوج، وكيف لا يكون سلوكي معوجا؟ وقد أخبرته في بداية العرض انها مسرحيه بلا نساء!
الصوره تجمع الجد الشيخ خليل مع عمنا محمود السعدني و الابن و الحفيد اكرم السعدني و الاخ الاصغر عم صلاح السعدني