اضطراب الهوية الانفصالي أو اضطراب الشخصيات المتعددة dissociative identity disorder
هو اضطراب يمكن أن يحدث نتيجة تعرض الشخص إلى صدمة نفسية كآلية للتعامل مع الصدمة , حيث يخلق العقل شخصيات مختلفة .
كان هذا الإضطراب موضع اهتمام من باحثي علم النفس منذ زمن طويل , وهناك العديد من الأفلام والبرامج التليفزيونية التي تناولت هذ الموضوع المثير , وعلى الرغم من أن البعض منا على دراية بتلك الحالة , إلا أنه لا يزال هناك الكثير الذي لا نعرفه بشأنها ...
1- اضطراب الهوية الانفصالية ليس مرضاً نادراً
- معظمنا لم يرى اضطراب الهوية الانفصالية إلا في الأفلام والبرامج التلفزيونية , لذا ربما نعتقد أنه من غير المألوف أن نلتقي بشخص يعاني هذا الاضطراب , ولكن الحقيقة , يعتقد الخبراء أن هناك حوالي 2% من السكان يعانون من اضطراب الهوية الانفصالية , وعلى الرغم من أن هذه النسبة قد لا تبدو كبيرة , إلا أنها تساوي أكثر من 6 ملايين فرد في الولايات المتحدة وحدها .
2- حالة الإنفصام ليست دائما حالة متطرفة
غالباً تأتي حالة اضطراب الهوية الانفصامية في الأفلام والمسلسلات بشكل مريب ومتطرف , إذ أن الناس في تلك القصص يكون لديهم العديد من الشخصيات التي تختلف عن بعضها البعض تماماً .
ولكن في الحياة الحقيقية , نجد أن الحال ليس دائماً هكذا , فعندما يتحول الشخص لشخصية مختلفة , فإن هناك بعض الأشياء الصغيرة فقط التي تتغير عادةً , مثل صوت الشخص - طريقة جلوسة - أو ظهور بعض المميزات أو النزوات التي لم تكن لديه من قبل , وغالباً ما يعاني الشخص عند تحوله لشخصية أخرى عادةً من الإرتباك والقلق وفقدان الذاكرة , وهذه الأشياء ليست متطرفة كما صورها الإعلام .
من الأكثر عرضة للإصابة باضطراب الهوية الانفصامية ؟
- يعرف معظمنا أن مرض اضطاب الهوية الانفصامية يمكن أن يؤثر في أي شخص من أي جنس ومن أي عرق , ولكن على الرغم من ذلك , هناك من قد يؤثر عليه هذا المرض أكثر من غيره , فعادة ما يحدث اضطراب الهوية الانفصامية كنتيجة لصدمة نفسية يتعرض لها الطفل خصوصا في سن التاسعة من عمره أو أقل , وهذا يعني أنه هناك العديد من الأطفال الذين يعانون أيضاً من هذا الاضطراب , أما بالنسبة للبالغين , فعادة ما يؤثر هذا الاضطراب في النساء أكثر من الرجال , وعلى الرغم من أن اضطراب الهوية الانفصامية يمكنها أن تصيب الأشخاص في جميع أنحاء العالم , لكننا قد نراها أكثر في الولايات المتحدة الأمريكية , حيث هناك العديد من العوامل التي قد تساهم في ارتفاع نسبة الاصابة بهذا المرض بين الأطفال الأمريكيين .
هل هناك علاج لاضطراب الهوية الانفصامية ؟
- واحدة من أكبر الخرافات التي ارتبطت باضطراب الهوية الانفصامية , هو أن العلاج يمكن أن يجعل الأمر أسوأ , ويعمل على تفاقم المرض , ولكن نشأت هذه الأسطورة بسبب بضع حالات تم معالجتها بأساليب خاطئة , فلسوء الحظ , كان هناك العديد من الحالات في الماضي التي تعرضت لعلاج بعض المعالجين النفسيين المضللين الذين استخدموا أساليب علاج عفا عليها الزمن ولم تكن فعّالة , مما جعل حالتهم النفسية أكثر سوءاً , حيث زاد لديهم الشعور بالقلق , والاكتئاب , فضلاً عن ظهور الأعراض الإنفصامية بشكل أكبر .
ولكن بالنسبة للجزء الأكبر من المرضى الذين يتلقون علاجاً مناسباً فإن العلاج في تلك الحالة يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً .
الفرق بين الفصام schizophrenia واضطراب الهوية الانفصامية
- هناك اعتقاد خاطيء آخر بأن الفصام ( الشيزوفرينيا ) واضطراب الهوية الإنفصامية هما وجهان لعملة واحدة , أو أن كل منهما متصلين , ولكن الحقيقة أن كلاهما تم فهمه بشكل خاطيء لفترة طويلة من الزمن , فهناك بالفعل أوجه تشبه بين هذين الاضطرابين العقليين مثل الميل إلى العزلة الإجتماعية , التغييرات المحتملة في طريقة الكلام , وظهور الأفكار المربكة , بينما توجد أيضاً العديد من الإختلافات بينهما , فمثلا مرض الفصام ليست من أعراضه ظهور شخصيات بديلة , كما لا ينطوي اضطراب الهوية الانفصالية على أعراض كالهلوسة والتوهم وعدم تمييز الواقع .