علقمه فحل
Alkama al-Fahil - Alkama al-Fahil
عَلْقَمة الفَحْل
(…ـ …/… ـ …)
علقمة بن عَبَدة بن النعمان بن ناشرة بن قيس التميمي، من بني ربيعة الجوع، ولُقّب بالفحل تمييزاً له من شاعر آخر في قومه يُعرَف بعلقمة الخَصِي، وقيل: بل لُقّب بالفحل لأنه خلَف على زوجة امرئ القيس بن حجر الشاعر المعروف في قصة مشهورة، إذ يُروى أن امرأ القيس وعلقمة تنازعا أيُّهما أشعر، واحتكما إلى أم جُندب زوجة امرئ القيس، وأنشداها شعراً، فحكمت لعلقمة، فغضب امرؤ القيس وطلّقها، فتزوجت علقمة بعده، فلُقّب بالفحل.
وهو شاعر جاهلي مُعَمَّر، نشأ في قومه بني تميم في بادية نجد، و«عُمّر طويلاً، إذ أدرك الإسلام، وعاصر امرأ القيس، علماً بأن امرأ القيس قد مات قبل الإسلام بمدة طويلة، وكانا يتطارحان الشعر، ويشربان معاً ويلهوان»، ويقال إنه وفد على جَبَلَة بن الأيهم وعمرو بن الحارث الغسَّانيَّين ومدحهما، واستشفع عند الحارث بن أبي شَمِر الغسَّاني فأطلق سراح أخيه شأس بن عبَدة الذي كان قد أسره الحارث فيمن أسرَ يوم (حليمة).
وبلغ علقمة في شعره منزلة كبيرة بين شعراء العرب، فقال فيه أحدهم: «أما أنت يا علقمة فإن شعرك كمزادة قد أُحكم خرزُها فليس يقطر منها شيء». وجعله ابن سلاّم في الطبقة الرابعة من فحول شعراء الجاهلية.
وهو صاحب قصيدتين اختارتهما قريش وعدّتهما من سموط الدهر، الأولى مطلعها:
هل ما علمتَ وما استودعتَ مكتوم
أم حبلُها إذ نأتْكَ اليومَ مصروم
والثانية مطلعها:
طحا بكَ قلبٌ في الحسان طروبُ
بُعَيد الشبابِ عصرَ حانَ مَشيبُ
وتميز شعره بالجودة والدقة وقوة السبك والإصابة في التشبيه، كما عُرف عنه إجادته في وصف النَّعام، حتى قيل ما «وصف أحد نعامة إلا احتاج إلى علقمة». وما في قصيدته (طحا بك قلب …) خير مثال على ذلك. كما برز في شعره شيء من الحكمة مثل قوله:
والجـودُ نافيةٌ للمال مَهلكـة
والبخلُ مُبقٍ لأهليه ومذموم
والحمدُ لا يُشتَرى إلا له ثمنٌ
مما تضِنُّ به النفوسُ معلوم
ومن تعرّض للغربان يزجرُها
على سلامتِه لابد مشـؤوم
وكلُّ بيت وإن طالت إقامتُـه
على دعائمه لابـد مهـدوم
وقد جُمع ديوان علقمة قديماً، وشرحه الأعلم الشنتمري، وطُبع هذا الشرح بتحقيق لطفي الصقال ودرية الخطيب.
علي أبوزيد
Alkama al-Fahil - Alkama al-Fahil
عَلْقَمة الفَحْل
(…ـ …/… ـ …)
علقمة بن عَبَدة بن النعمان بن ناشرة بن قيس التميمي، من بني ربيعة الجوع، ولُقّب بالفحل تمييزاً له من شاعر آخر في قومه يُعرَف بعلقمة الخَصِي، وقيل: بل لُقّب بالفحل لأنه خلَف على زوجة امرئ القيس بن حجر الشاعر المعروف في قصة مشهورة، إذ يُروى أن امرأ القيس وعلقمة تنازعا أيُّهما أشعر، واحتكما إلى أم جُندب زوجة امرئ القيس، وأنشداها شعراً، فحكمت لعلقمة، فغضب امرؤ القيس وطلّقها، فتزوجت علقمة بعده، فلُقّب بالفحل.
وهو شاعر جاهلي مُعَمَّر، نشأ في قومه بني تميم في بادية نجد، و«عُمّر طويلاً، إذ أدرك الإسلام، وعاصر امرأ القيس، علماً بأن امرأ القيس قد مات قبل الإسلام بمدة طويلة، وكانا يتطارحان الشعر، ويشربان معاً ويلهوان»، ويقال إنه وفد على جَبَلَة بن الأيهم وعمرو بن الحارث الغسَّانيَّين ومدحهما، واستشفع عند الحارث بن أبي شَمِر الغسَّاني فأطلق سراح أخيه شأس بن عبَدة الذي كان قد أسره الحارث فيمن أسرَ يوم (حليمة).
وبلغ علقمة في شعره منزلة كبيرة بين شعراء العرب، فقال فيه أحدهم: «أما أنت يا علقمة فإن شعرك كمزادة قد أُحكم خرزُها فليس يقطر منها شيء». وجعله ابن سلاّم في الطبقة الرابعة من فحول شعراء الجاهلية.
وهو صاحب قصيدتين اختارتهما قريش وعدّتهما من سموط الدهر، الأولى مطلعها:
هل ما علمتَ وما استودعتَ مكتوم
أم حبلُها إذ نأتْكَ اليومَ مصروم
والثانية مطلعها:
طحا بكَ قلبٌ في الحسان طروبُ
بُعَيد الشبابِ عصرَ حانَ مَشيبُ
وتميز شعره بالجودة والدقة وقوة السبك والإصابة في التشبيه، كما عُرف عنه إجادته في وصف النَّعام، حتى قيل ما «وصف أحد نعامة إلا احتاج إلى علقمة». وما في قصيدته (طحا بك قلب …) خير مثال على ذلك. كما برز في شعره شيء من الحكمة مثل قوله:
والجـودُ نافيةٌ للمال مَهلكـة
والبخلُ مُبقٍ لأهليه ومذموم
والحمدُ لا يُشتَرى إلا له ثمنٌ
مما تضِنُّ به النفوسُ معلوم
ومن تعرّض للغربان يزجرُها
على سلامتِه لابد مشـؤوم
وكلُّ بيت وإن طالت إقامتُـه
على دعائمه لابـد مهـدوم
وقد جُمع ديوان علقمة قديماً، وشرحه الأعلم الشنتمري، وطُبع هذا الشرح بتحقيق لطفي الصقال ودرية الخطيب.
علي أبوزيد