عروه زبير
Urwa ibn al-Zubayr - Urwa ibn al-Zubayr
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْر
(23ـ 93هـ/643ـ 712م)
عُرْوةُ بن الزُّبير بن العوَّام الأَسْدي القرشيّ، أبو عبد الله، تابعيّ جليلٌ. وأحد الفقهاء السبعة المعدودين بالمدينة المنوَّرة.
ولد ونشأ فيها، في بيت علمٍ وفقه، فأبوه الزُّبير وأمه أسماءُ بنت أبي بكر الصديق، وخالته عائشة، وقد روى عنهم جميعاً. وحفظ القرآن الكريم، ونبغ في رواية الشعر، فكان أروى الناس للشعر الذي فيه الآداب والحكم والمواعظ.
أخذ عنه العلمَ جمٌّ غفير، وحدَّث عنه بنوه: يحيى وعثمان وهشام ومحمد وروى عنه: ابن المنكدر، وابن شهاب الزهري، وأبو سلمة بن عبد الرحمن عن عمر بن عبد العزيز.
قال ابن شهاب: كان إذا حدثني عروة ثم حدثتني عمرةُ صدَّق عندي حديث عمرة حديث عروة. فلما استخبرتهما إذا عروة بحرٌ لا ينزف.
له رحلات عديدة في طلب العلم، انتقل إلى البصرة حاضرة العالم الإسلامي آنذاك، ثم رحل إلى مصر، فتزوج وأقام بها سبع سنين. وعاد إلى المدينة المنورة.
ذكر المؤرخون أنَّ عروة لما خرج من المدينة المنورة متوجهاً إلى دمشق ليجتمع بالخليفة الوليد بن عبد الملك وقعت في رجله الأَكَلَة. فقُطِعت. توفي بالمدينة المنورة.
قال ابن كثير: كان عروة يقرأ كلَّ يومٍ ربع القرآن، ويقوم به في الليل.
من سيرته أنّه بحر في عطائه: فكان أيام الرُّطب يثلم حائطه للناس فيدخلون ويأكلون، فإذا ذهب الرطب أعاده.
كان عروة ثقةً كثير الحديث، عالماً مأموناً ثبتاً، عالماً بالسير، وهو أول من صنف المغازي، وذكره ابن الجزري في طبقات القراء، ووردت الرواية عنه في حروف القرآن.
كان يتألّفُ الناسَ على حديثه ليأخذوا عنه العلم، وكان حريصاً على العلم، ومن وصاياه: «يابنيّ تعلّموا، فإنكم إن تكونوا صُغراءَ قومٍ عسى أن تكونوا كبراءهم، واسوأتاه ماذا أقبحُ من شيخٍ جاهل؟!».
وعن هشام بن عروة أنَّ أباه قال له: «تعلَّموا العلم، تسودوا به قومكم، ويحتاجوا إليكم، وكان يدعوني وعبد الله بن عروة وعثمان وإسماعيل إخوتي فيقول: لا تغشوني مع الناس، لكن إذا خلوت فسلوني. وكان يحدّث بأحاديث في الطلاق ثم الخلع ثم الحجّ ثم الهدي ثم كذا ثم كذا ثم يقول: كرّروا عليَّ، وكان يعجب من حفظي».
قال هشام: «والله تعلّمنا منه جزءاً من ألفي جزء من أحاديثه».
من أقواله: «مكتوب في الحكمة: لتكن كلمتك طيبةً، وليكن وجهك بسطاً، تكنْ أحبَّ إلى الناس ممّن يعطيهم العطاءَ».
روى عروة بن الزبير من المسانيد عن كبار الصحابة وجمهورهم رجالاً ونساءً ما لا يحصى، من أشهرها ما رواه عن عبد الله بن عمرو. قال: «أشهد لسمعت رسول اللهr يقول: إنّ الله ـ تعالى ـ لايقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكنه يقبض العلماء بعلمهم، فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساءَ جهَّالاً، فَسُئِلوا فأفتَوا بغير علمٍ فضلُّوا وأضلُّوا».
أيمن الشوا
Urwa ibn al-Zubayr - Urwa ibn al-Zubayr
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْر
(23ـ 93هـ/643ـ 712م)
عُرْوةُ بن الزُّبير بن العوَّام الأَسْدي القرشيّ، أبو عبد الله، تابعيّ جليلٌ. وأحد الفقهاء السبعة المعدودين بالمدينة المنوَّرة.
ولد ونشأ فيها، في بيت علمٍ وفقه، فأبوه الزُّبير وأمه أسماءُ بنت أبي بكر الصديق، وخالته عائشة، وقد روى عنهم جميعاً. وحفظ القرآن الكريم، ونبغ في رواية الشعر، فكان أروى الناس للشعر الذي فيه الآداب والحكم والمواعظ.
أخذ عنه العلمَ جمٌّ غفير، وحدَّث عنه بنوه: يحيى وعثمان وهشام ومحمد وروى عنه: ابن المنكدر، وابن شهاب الزهري، وأبو سلمة بن عبد الرحمن عن عمر بن عبد العزيز.
قال ابن شهاب: كان إذا حدثني عروة ثم حدثتني عمرةُ صدَّق عندي حديث عمرة حديث عروة. فلما استخبرتهما إذا عروة بحرٌ لا ينزف.
له رحلات عديدة في طلب العلم، انتقل إلى البصرة حاضرة العالم الإسلامي آنذاك، ثم رحل إلى مصر، فتزوج وأقام بها سبع سنين. وعاد إلى المدينة المنورة.
ذكر المؤرخون أنَّ عروة لما خرج من المدينة المنورة متوجهاً إلى دمشق ليجتمع بالخليفة الوليد بن عبد الملك وقعت في رجله الأَكَلَة. فقُطِعت. توفي بالمدينة المنورة.
قال ابن كثير: كان عروة يقرأ كلَّ يومٍ ربع القرآن، ويقوم به في الليل.
من سيرته أنّه بحر في عطائه: فكان أيام الرُّطب يثلم حائطه للناس فيدخلون ويأكلون، فإذا ذهب الرطب أعاده.
كان عروة ثقةً كثير الحديث، عالماً مأموناً ثبتاً، عالماً بالسير، وهو أول من صنف المغازي، وذكره ابن الجزري في طبقات القراء، ووردت الرواية عنه في حروف القرآن.
كان يتألّفُ الناسَ على حديثه ليأخذوا عنه العلم، وكان حريصاً على العلم، ومن وصاياه: «يابنيّ تعلّموا، فإنكم إن تكونوا صُغراءَ قومٍ عسى أن تكونوا كبراءهم، واسوأتاه ماذا أقبحُ من شيخٍ جاهل؟!».
وعن هشام بن عروة أنَّ أباه قال له: «تعلَّموا العلم، تسودوا به قومكم، ويحتاجوا إليكم، وكان يدعوني وعبد الله بن عروة وعثمان وإسماعيل إخوتي فيقول: لا تغشوني مع الناس، لكن إذا خلوت فسلوني. وكان يحدّث بأحاديث في الطلاق ثم الخلع ثم الحجّ ثم الهدي ثم كذا ثم كذا ثم يقول: كرّروا عليَّ، وكان يعجب من حفظي».
قال هشام: «والله تعلّمنا منه جزءاً من ألفي جزء من أحاديثه».
من أقواله: «مكتوب في الحكمة: لتكن كلمتك طيبةً، وليكن وجهك بسطاً، تكنْ أحبَّ إلى الناس ممّن يعطيهم العطاءَ».
روى عروة بن الزبير من المسانيد عن كبار الصحابة وجمهورهم رجالاً ونساءً ما لا يحصى، من أشهرها ما رواه عن عبد الله بن عمرو. قال: «أشهد لسمعت رسول اللهr يقول: إنّ الله ـ تعالى ـ لايقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكنه يقبض العلماء بعلمهم، فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساءَ جهَّالاً، فَسُئِلوا فأفتَوا بغير علمٍ فضلُّوا وأضلُّوا».
أيمن الشوا