عرابي باشا (أحمد-)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عرابي باشا (أحمد-)

    عرابي باشا (احمد)

    Urabi Pasha (Ahmad-) - Urabi Pasha (Ahmad-)

    عُرابي باشا (أحمد ـ)
    (1257ـ 1329هـ/1841ـ 1911م)

    ضابط في الجيش المصري، زعيم ثورة عسكرية سُمِّيت باسمه، وُلِدَ في قرية على بعد ميلين شرقي الزقازيق، وكانت عشيرته تؤلف ربع سكانها، وكان والده عالماً فاضلاً تقياً، شيخاً على القرية وملاّكاً كبيراً.
    تلقى عرابي على والده مبادئ القراءة والكتابة، ثم أرسله عندما بلغ الخامسة من عمره إلى مكتب إلى جانب الأزهر، مكث فيه فترة استظهر فيها القرآن الكريم، وتلقى دروس اللغة والفقه والتفسير، وفي عام 1854 التحق بالعسكرية ورقي إلى رتبة ضابط سنة 1858، وتدرج في الرتب العسكرية حتى رتبة قائمقام (عقيد) في نهاية سنة 1860، وبقي عرابي برتبته الأخيرة حتى عام 1879 عندما رقاه الخديوي توفيق إلى رتبة أميرلاي.
    في أيلول 1879، كُلّف مصطفى رياض باشا بتشكيل الوزارة بعد أن قدّم شريف باشا استقالته لرفض الخديوي توفيق اقتراحاته بإصدار الدستور وإشراف نواب الأمة على سير الأمور، مدعياً أن قنصلي إنكلترا وفرنسا لم يوافقا على إصدار الدستور.
    إن استبدال وزارة موالية لإنكلترا بالوزارة الوطنية، وضعف شخصية الخديوي توفيق، وأعمال الوزارة نفسها التي استهلت عهدها بقمع الحريات وإغلاق الصحف، وفرض الرقابة على الصحف، وبيعها حصة مصر من أرباح القناة البالغة 15% بمبلغ بخس جداً (700000جنيه) وتخصيصها نصف موارد الميزانية لسداد فوائد الديون، وإصدار مرسوم تعديل القرعة العسكرية في تموز 1880 الذي قُصِرَ به الترقي إلى رتبة ضابط على خريجي المدارس الحربية، ومُنِع ترقي الجنود إلى ضباط، إُبْعد بعض الضباط الوطنيين أو خُفْضَت درجتهم، ووُضِعَ ضباط شراكسة مكانهم، ذلك كلُّه أدى إلى إثارة سخط المدنيين والعسكريين، وقرر عرابي وأصحابه تنظيم صفوفهم منشئين الحزب العسكري الوطني تحت شعار (مصر للمصريين)، وبايع الضباط الوطنيون عرابي ليكون زعيماً لهم ومتكلماً بلسانهم، فكتب عريضة بمطالبهم في عزل عثمان رفقي وزير الجهادية والبحرية، وتشكيل مجلس نواب، وتعديل القوانين العسكرية في العدل والمساواة، وزيادة عدد الجيش إلى (18 ألفاً)، وقدمت العريضة في كانون الثاني 1881 إلى رياض باشا رئيس الوزارة، وبعد جدل حاد وعدهم بالنظر في المطالب، لكنه أعطى الأوامر في الوقت نفسه باعتقال كل من وقَّع العريضة وهم عرابي وعبد العال حلمي وعلي فهمي، ولكن البكباشي (المقدم) محمد عبيد الذي كان يرابط في قشلاق عابدين مؤلفاً الحرس الخديوي، استنفر جنوده واقتحم ديوان قصر النيل في أول شباط 1881، ففر الضباط الشراكسة ومعهم عثمان رفقي، وأُطلق سراح الضباط الثلاثة، ثم ساروا على رأس مظاهرة عسكرية إلى ميدان عابدين، وأُجيبت مطالبهم، ونُقل عرابي إلى القاهرة وكيلاً لوزارة الحربية، ورفع عدد الجيش، وافتتح مجلس النواب بانتخابات ديمقراطية وقدم الدستور الجديد للمجلس، لكن الإصلاح والاستقرار أزعجا إنكلترا وفرنسا فطلبا من شريف باشا رئيس الوزارة بعد استقالة وزارة مصطفى رياض باشا آلاّ يخوّل مجلس النواب حقَّ تقرير الميزانية، ووافق شريف باشا على تأجيل النظر بالميزانية، لكن المجلس رفض ذلك، وحصل انقسام، وتدخل الخديوي، واستقالت الوزارة، وشُكّلت وزارة جديدة في شباط 1882 برئاسة محمود سامي البارودي، وكلِّف عرابي وزارة الحربية والبحرية، وتعدّ هذه الوزارة انتصاراً للحزب العسكري الوطني؛ لأن عرابي أصبح الحاكم المطلق في شؤون الجيش.
    حينما أبعد المجلس العسكري ـ وبموافقة عرابي ـ كثيراً من الضباط الشراكسة والأتراك؛ انزعج الخديوي من ذلك، فقررت الوزارة دعوة مجلس النواب إلى النظر في الخلاف، وانطلقت الشائعات بأن البارودي يرغب في عزل الخديوي وتنصيب نفسه، فاستعان الخديوي بقنصلي إنكلترا وفرنسا. وفي أيار وصل الأسطولان الإنكليزي والفرنسي إلى مياه الإسكندرية بحجة حماية الرعايا الأجانب، ووجهوا مذكَّرة إلى الخديوي توفيق بإقالة وزارة البارودي، وإبعاد عرابي وبعض رفاقه لضرب الحركة الوطنية. استقال البارودي احتجاجاً على قبول الخديوي استلام المذكَّرة. لكن الخديوي أبقى عرابي مسؤولاً عن وزارة الحربية تحت ضغط عدد من النواب وكبار الشخصيات والضباط ليطمئن الناس بالأمن ولحماية البلد، وأخبر السلطان العثماني بالحال الحرجة، فأرسل وفداً برئاسة مصطفى درويش إلى مصر.
    رفض عرابي الإنذار الإنكليزي بإيقاف تحصين الاسكندرية. وعندما اتضح هدف إنكلترا في احتلال مصر، سحبت فرنسا أسطولها، ودعت إلى عقد مؤتمر دولي في الأستانة للنظر في أحوال مصر، لكن من دون جدوى.
    قصف الإنكليز الاسكندرية، ثم قاموا باحتلالها، ولكن بعد مقاومة بطولية انسحبت القوات المصرية، وصمدت في كفر الدوار «جنوب الإسكندرية» وصدّت القوات الإنكليزية. فأعلن الخديوي توفيق الذي كان وبعض الموالين له في الإسكندرية تحت حماية الأسطول الإنكليزي عَزْلَ عرابي ليضعف موقفه ومركزه، بيد أن عرابي تابع قيادته معلناً خيانة الخديوي.
    اتجه الإنكليز إلى الإسماعيلية عبر قناة السويس، ثم براً نحو القاهرة، وجرت في 3/9/1882م معركة التل الكبير بين الإسماعيلية والقاهرة، غير المتكافئة، وتراجع على إثرها عرابي وقواته إلى القاهرة، حيث لاحقتهم القوات الإنكليزية ودخلتها في 14/9/1882م.
    اعتقل زعماء الثورة وعلى رأسهم عرابي، ومن زملائه عبد العال حلمي ومحمود سامي البارودي وعلي فهمي الديب وغيرهم، وحوكموا أمام محكمة عسكرية مصرية في كانون الأول 1882م بتهمة عصيان الخديوي. وحكم عليهم بالإعدام، ثم اسْتُبْدِلَ النفي المؤبد، وصدر أمر في كانون الأول 1882م بمصادرة أملاكهم وأموالهم وحرمانهم من حق الامتلاك في مصر، وجُرّدوا من رتبهم وألقابهم وعلامات الشرف، التي كانوا حائزين عليها. في 28/12/1881 نُفِيَ الجميع إلى جزيرة سيلان في الهند. وفي 25/5/1901م صدر عفو الخديوي عباس الثاني (1893ـ 1914م) عن عرابي، وعاد إلى مصر، وبقي فيها حتى وفاته.
    غطاس نعمة
يعمل...
X