علماءٌ يظهرون كيف يتم توريث مرض السكري والبدانة وفقًا للوراثة اللاجينية.
لغرض دراسة الفئران، لجأت مجموعة من علماء مؤسسة علم الوارثة التجريبي في ألمانيا إلى استخدام عينة منها، سبق وأن تطور لديها النمط الثاني من مرض السكري، وأضحت أكثر بدانة نتيجة لإخضاعها لحميةٍ غذائية ذات نسبة دهون عالية.
وللتحقق من ذلك، فقد اتجه العلماء لاستنسال ذريتها بشكلٍ منفرد، عبر تقنية التخصيب بالأنابيب داخل المختبر، وذلك باستخدام بيوض ونُطف منفصلة، بحيث يكون تمرير التَغَيُرات لدى الذرية عبر هذه الخلايا حصرًا.
وأمضت هذه الفئران مدة الحمل، وولِدَت سليمة من أمٍ بديلة* (Surrogate mother)، إذ تتيح هذه التقنية للباحثين استبعاد العوامل الإضافية، كسلوك الوالدّين، والتأثيرات الناتجة عن الأم أثناء فترات مدة الحمل وإفراز الحليب.
أظهرت النتائج قيام كلاً من البيوض والنطف بتمرير المعلومات اللاجينية، والتي أدت بدورها إلى بدانة مفرطة لدى الإناث.
بينما -وعلى النقيض من ذلك- فقد تأثرت مستويات الغلوكوز في الدم لدى الذكور بشكلٍ أكبر مقارنة بالإناث من الأخوة، وكما هو الحال لدى البشر؛ أظهرت البيانات كذلك تعاظم مساهمة الأم في التغيرات الحاصلة للأيض لدى الذرية بنسبةٍ أكبر من الأب.
تفسيرٌ محتمل للانتشار المتسارع لمرض السكر في العالم:
قد يكون هذا النمط من الوراثة اللاجينية لاضطرابٍ أيضي والناتج عن اتباع حمية غير صحية؛ سببًا رئيسيًا للتزايد المفاجئ لانتشار مرض السكر على المستوى العالمي منذ حقبة الستينات.
إذ من الصعب تفسير سبب تزايد في مرضى السكري عبر العالم كنتيجةٍ للطفرات الوراثية في الجينات ذاتها (الحمض النووي) نظرًا لكون المرض قد انتشر بشكلٍ سريع جدًا.
ولما كانت الوراثة اللاجينية باعتبارها نمطًا معاكسًا من الوراثة الجينية فهي -ومن حيث المبدأ- قابلة لأن يتم عَكس تأثيراتها، إذ تظهر لدينا هذه الملاحظات إمكاناتٍ حديثة للتأثير على مسار تطور البدانة ومرض السكري، على حد وصف العلماء.
وقد عبّر كل من تشارلز داروين وجان باتسيت لامارك صراحةً في نظرياتهم عن التطور والوراثة عن إمكانية اكتساب الوالدين لخصائص وميزات ناتجة عن التفاعل مع البيئة، وهذه الخصائص قابلة لأن يتم تمريرها لذريتهم، إلى أن أقرّت الدراوينية الحديثة (النظرية التركيبية للتطور**) رفض فكرة وراثة الخصائص المكتسبة.
ولذلك تكتسب هذه الدراسة أهميةً كبرى لكونها تثبت وللمرة الأولى، إمكانية توريث اضطراب أيضي على أساس الوراثة اللاجينية إلى الذرية عبر البيوض والنطف، بشكلٍ مشابه لما اقترحه دارون ولامارك.
نبذة توضيحية عن الوراثة اللاجينية:
خلافًا للوراثة الجينية، يشير المصطلح المذكور آنفًا إلى أن وراثة الخصائص لا تتقرر من حيث الأساس وفقًا لتسلسلات الحمض النووي (أي الجينات)، فجزيئات ((RNA التي تقوم بنسخ التعديلات الكيميائية للكروماتين على الحمض النووي أو الهستونات على سبيل المثال، قد اعتبرت بمثابة حاملات لهذه المعلومات اللاجينية.
*الأم البديلة (Surrogate Mother): اصطلاح يطلق على أثنى الكائن الحي التي تحمل جنينًا ناتجًا عن عن تليقحٍ صناعي أو بويضة مخصبة مسبقًا من أبوين آخرين.
لغرض دراسة الفئران، لجأت مجموعة من علماء مؤسسة علم الوارثة التجريبي في ألمانيا إلى استخدام عينة منها، سبق وأن تطور لديها النمط الثاني من مرض السكري، وأضحت أكثر بدانة نتيجة لإخضاعها لحميةٍ غذائية ذات نسبة دهون عالية.
وللتحقق من ذلك، فقد اتجه العلماء لاستنسال ذريتها بشكلٍ منفرد، عبر تقنية التخصيب بالأنابيب داخل المختبر، وذلك باستخدام بيوض ونُطف منفصلة، بحيث يكون تمرير التَغَيُرات لدى الذرية عبر هذه الخلايا حصرًا.
وأمضت هذه الفئران مدة الحمل، وولِدَت سليمة من أمٍ بديلة* (Surrogate mother)، إذ تتيح هذه التقنية للباحثين استبعاد العوامل الإضافية، كسلوك الوالدّين، والتأثيرات الناتجة عن الأم أثناء فترات مدة الحمل وإفراز الحليب.
أظهرت النتائج قيام كلاً من البيوض والنطف بتمرير المعلومات اللاجينية، والتي أدت بدورها إلى بدانة مفرطة لدى الإناث.
بينما -وعلى النقيض من ذلك- فقد تأثرت مستويات الغلوكوز في الدم لدى الذكور بشكلٍ أكبر مقارنة بالإناث من الأخوة، وكما هو الحال لدى البشر؛ أظهرت البيانات كذلك تعاظم مساهمة الأم في التغيرات الحاصلة للأيض لدى الذرية بنسبةٍ أكبر من الأب.
تفسيرٌ محتمل للانتشار المتسارع لمرض السكر في العالم:
قد يكون هذا النمط من الوراثة اللاجينية لاضطرابٍ أيضي والناتج عن اتباع حمية غير صحية؛ سببًا رئيسيًا للتزايد المفاجئ لانتشار مرض السكر على المستوى العالمي منذ حقبة الستينات.
إذ من الصعب تفسير سبب تزايد في مرضى السكري عبر العالم كنتيجةٍ للطفرات الوراثية في الجينات ذاتها (الحمض النووي) نظرًا لكون المرض قد انتشر بشكلٍ سريع جدًا.
ولما كانت الوراثة اللاجينية باعتبارها نمطًا معاكسًا من الوراثة الجينية فهي -ومن حيث المبدأ- قابلة لأن يتم عَكس تأثيراتها، إذ تظهر لدينا هذه الملاحظات إمكاناتٍ حديثة للتأثير على مسار تطور البدانة ومرض السكري، على حد وصف العلماء.
وقد عبّر كل من تشارلز داروين وجان باتسيت لامارك صراحةً في نظرياتهم عن التطور والوراثة عن إمكانية اكتساب الوالدين لخصائص وميزات ناتجة عن التفاعل مع البيئة، وهذه الخصائص قابلة لأن يتم تمريرها لذريتهم، إلى أن أقرّت الدراوينية الحديثة (النظرية التركيبية للتطور**) رفض فكرة وراثة الخصائص المكتسبة.
ولذلك تكتسب هذه الدراسة أهميةً كبرى لكونها تثبت وللمرة الأولى، إمكانية توريث اضطراب أيضي على أساس الوراثة اللاجينية إلى الذرية عبر البيوض والنطف، بشكلٍ مشابه لما اقترحه دارون ولامارك.
نبذة توضيحية عن الوراثة اللاجينية:
خلافًا للوراثة الجينية، يشير المصطلح المذكور آنفًا إلى أن وراثة الخصائص لا تتقرر من حيث الأساس وفقًا لتسلسلات الحمض النووي (أي الجينات)، فجزيئات ((RNA التي تقوم بنسخ التعديلات الكيميائية للكروماتين على الحمض النووي أو الهستونات على سبيل المثال، قد اعتبرت بمثابة حاملات لهذه المعلومات اللاجينية.
*الأم البديلة (Surrogate Mother): اصطلاح يطلق على أثنى الكائن الحي التي تحمل جنينًا ناتجًا عن عن تليقحٍ صناعي أو بويضة مخصبة مسبقًا من أبوين آخرين.