الحقب الثاني Secondary هو أحد التقسيمات الزمنية للتاريخ الجيولوجي للكرة الأرضية،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحقب الثاني Secondary هو أحد التقسيمات الزمنية للتاريخ الجيولوجي للكرة الأرضية،

    حقب ثاني

    The Mesozoic Era - Le Mésozoïque

    الحقب الثاني
    دهر الحياة الظاهرة (فانروزوي) حقب الحياة الحديثة (كينوزوي) الحقب الرابع
    الحقب الثالث
    حقب الحياة المتوسطة (مزوزوي) الحقب الثاني
    حقب الحياة القديمة (باليوزوي) الحقب الأول
    دهر الحياة الخفية (كرِبْتوزوي) حقب الحياة الأولية (بروتروزوي) الحقب ما قبل الكمبري (بريكمبري)
    حقب الحياة ما قبل القديمة (أركيوزوي)
    الحقب الثاني Secondary هو أحد التقسيمات الزمنية للتاريخ الجيولوجي للكرة الأرضية، ويدعى أيضاً حقب المزُوزوي Mesozoic، أو حقب الحياة المتوسطة. وتفيد هذه التسمية الأخيرة التي تعتمد على الكائنات التي عاشت في هذا الحقب،في إظهار الوضعية المتوسطة لمستحاثاته مقارنة بالحقبين الأول[ر] والثالث[ر]، ولاتعني أبداً منتصف تاريخ تطور الحياة.
    بدأ هذا الحقب منذ 245 مليون سنة تقريباً وانتهى منذ 66 مليون سنة تقريباً، أي إنه دام نحو 180 مليون سنة، وهذا يعادل 30% من دهر الحياة الظاهرة (الفانروزوي) Phanerozoic؛ وهي نسبة تعادل نصف مدة الحقب الأول تقريباً، ومع ذلك فإنّ هذه النسبة تبقى كبيرة إذا ما قورنت بمدة الحقبين الثالث والرابع التي لا تجاوز 11% من مدة دهر الحياة الظاهرة.
    تطور القارات في هذا الحقب
    الشكل (1) قارة بنجيه في نهاية الحقب الأول
    اعتقد الجيولوجيون فيما مضى أن الحقب الثاني هو زمن هدوء تكتوني في تاريخ الكرة الأرضية، يقع بين الحركة الهرسينية المكوِّنة للجبال التي حصلت في نهاية الحقب الأول والحركة الألبية المكوِّنة للجبال التي حصلت في الحقب الثالث، ولكن ما يعرف اليوم أنَّ الحقب الثاني هو المدة الزمنية التي انفتحت فيها المحيطات وتباعدت الكتل القارية المعروفة فيها اليوم. فقد انفصلت هذه القارات عن القارتين العملاقتين: قارة لوراسيا Laurasia (أمريكا الشمالية وغرينلند وأوربا وآسيا الشمالية) وقارة غوندوانة Gondwana (أمريكا الجنوبية وإفريقيا والهند وأستراليا والقطب الجنوبي) اللتين كانتا تكوّنان في نهاية الحقب الأول قارة بنجيه Pangaea أو قارة عموم الأرض (الشكل-1). وقد تم هذا الانفصال نتيجة لحركة صفائح الغلاف الصخري lithospheric plate (الشكل-2)، وانزياح بعضها عن بعض بحسب نظرية تكتونية الصفائح[ر] plate tectonics، وهذا ما أدّى إلى تكوين المحيطات المعروفة اليوم، وتوسعها التدريجي باستثناء المحيط الهادئ، الذي يعدّ الوريث الوحيد لمحيط البانتالاسا Panthalassa أو عموم المحيطات.
    الشكل (2) صفائح الغلاف الصخري الرئيسة (تمثل الأسهم حركة الصفائح)
    ويبدو أنّ حركة الصفائح هي التي أدت إلى الحركات المكوِّنة للجبال، التي حصلت في أثناء هذا الحقب على أطراف القارات المتاخمة لشواطئ المحيط الهادئ، وشكلت السلاسل الجبلية العالية كجبال غرب الأمريكيتين (جبال نيفادة وجبال الأنديز) وجبال جنوبي آسيا. وفي الزمن الذي كانت تتكون فيه هذه السلاسل الجبلية العالية كانت منطقة مقعر التيتيس Tethys الجيولوجي تمر بمرحلة تحضير للحركة الألبية المكونة للجبال التي أعطت في الحقب الثالث اللاحق السلاسل الجبلية الممتدة من جبال البيرينه وجبال شمالي إفريقيا في الشرق حتى جبال جنوب شرقي آسيا مروراً بجبال الألب وجبال الهيمالايا.
    تتصف رواسب هذا الحقب بمحتوى مستحاثي يميزها عن رواسب الحقب الأول السابق والحقب الثالث اللاحق، فهي تُعرف بازدهار مجموعتي العمونانيات والعظايا الرهيبة (الديناصورات[ر]) قبل أن تنقرضا في نهاية هذا الحقب، نتيجة لما يعتقد بأنه تغيرات بيئية مفاجئة، ولذلك يدعى هذا الحقب بعهد العمونانيات والديناصورات. وتختلف رواسبه عن رواسب الحقب الأول، بغياب المجموعات التي انقرضت في هذا الحقب الأخير أو نهايته، وبظهور الطيور والثدييات ومغلفات البذور من النباتات.
    تقسيم الحقب الثاني
    درست أراضي الحقب الثاني منذ مدة طويلة من قبل علماء المستحاثات وعلماء علم الستراتيغرافيا وقسمت إلى ثلاثة أدوار، هي:
    1- الدور الترياسي Triassic: وهو أقدمها وقد دام نحو 37 مليون سنة تمتد من 245 مليون سنة إلى 208 ملايين سنة.
    2- الدور الجوراسي Jurassic: ويدعى أيضاً الدور الجوراوي، بحسب بعض المراجع، وقد دام نحو 64 مليون سنة تمتد من 208 ملايين سنة إلى 144 مليون سنة.
    3- الدور الكريتاسيCretaceous: وهو أحدثها، ويدعى أيضاً الدور الطباشيري، بحسب بعض المراجع، وقد دام نحو 78 مليون سنة، تمتد من 144 مليون سنة إلى 66 مليون سنة.
    الحياة في الحقب الثاني
    ازدهرت في الحقب الثاني الأوليات[ر]، كما ازدهرت فيه المشطورات Diatoms السيليسية، بدءاً من الكريتاسي، وكوّنت صخر الدياتوميت المستخدم في الصناعة. أما المنَخْرَبات فقد تطورت في الجوراسي والكريتاسي تطوراً كبيرا،ً إذ ظهرت العوالق plankton التي استُخدمت أجناسها وأنواعها في تقسيم الكريتاسي إلى طوابقه ونطاقاته الأحيائية biozones مثل مجموعة الغلوبوترانكانيده Globotruncanidae. وقامت المنخربات القاعية benthos بدور مهم في تكوين الصخور، مثل مجموعة الأوْربيتولينيدة Orbitolinidae. ويبدو من سجل المستحاثات أن الكثير من الحيوانات اللافقارية البحرية كانت تعيش في بحار الحقب الثاني، مثل الإسفنجيات والمرجانيات السداسية والرخويات. وتعدّ العمونانيات، من الرخويات رأسيات الأرجل، أهم المجموعات التي استخدمت أجناسها وأنواعها في تمييز رواسب الحقب الثاني وفي تقسيمه إلى أدواره وطوابقه ونطاقاته الأحيائية. وقد أسهمت أيضاً في هذا التمييز مجموعة أخرى من رأسيات الأرجل وهي السهمانيات (البِلِمنوئيدات Belemnoids). وفي الحقب الثاني ظهرت مجموعة جديدة من القنفذانيات في الجوراسي وهي القنفذانيات اللامنتظمة التي استخدمت أجناسها وأنواعها في تمييز طوابق الجوراسي والكريتاسي. أمّا الزنبقانيات فلم يبق منها إلاّ رتبة واحدة من رتبها الأربع التي كانت موجودة في الحقب الأول، وقد تابعت أفراد هذه الرتبة تطورها في الحقب الثاني، إذ ازدهرت في الترياسي والجوراسي، وتدل على ذلك بقاياها الهيكلية التي عثر عليها في رواسب هذين الدورين.
    أما الفقاريات البحرية، فقد تابعت الأسماك العظمية، شعاعيات الزعانف، تطورها في الحقب الثاني وتنوعت أفرادها تنوعاً كبيراً بدءا ًمن الكريتاسي، كما تكيفت في هذا الحقب الزواحف مع الحياة المائية، وازدهرت أفرادها في بحار الجوراسي والكريتاسي قبل أن تنقرض في نهاية هذا الحقب.
    وأما الفقاريات البرّية فقد بقيت سقفيات القحف Stegocephalians (من البرمائيات تيهيات الأسنان Labyrinthodontis) على قيد الحياة في أثناء الدور الترياسي قبل أن تنقرض في نهايته. كما تابعت الزواحف تطورها في أثناء الحقب الثاني، فقد أعطت الزواحف ثدييات الشكل في الجوراسي الأسفل، ثدييات بدائية انقرضت في الدور الكريتاسي، بعد أن أعطت أشكالاً أكثر تكيفاًمنها، وهي الثدييات الجرابية Marsupials والثدييات المشيمية Placentals التي ازدهرت ازدهاراً كبيراً في الحقب الثالث اللاحق. وأعطت التكودونتات Thecodents من الزواحف فروعاً جانبية نذكر منها العظايا الرهيبة أو الديناصورات ومجموعة العظايا المجنّحة Pterosaurs، وهما مجموعتان انقرضتا في نهاية الحقب الثاني، وكذلك ظهرت مجموعة التمساحيات التي استمرت حتى العصر الحاضر.
    وأعطت العظايا المجنّحة في الجوراسي الأعلى الطيور البدائية التي يمثلها الجنس أركيوبتريكس (المجنح العتيق Archaeopteryx) وهو طير بغطاء ريشي، ولاسيما على الأجنحة والذيل، ولكنه يشبه الزواحف بأسنانه ومخالبه وذيله الطويل. استمر تطور الطيور في الكريتاسي، وأدّى في الحقب الثالث، فيما بعد، إلى إعطاء رتبها المعروفة اليوم، غير أن بعض أشكالها الكريتاسية المنقرضة كانت من الطيور ذات الأسنان.
    أما النباتات البرّية، فقد تابعت عريانات البذور (التي ظهرت في الحقب الأول) تطورها في الحقب الثاني، حيث تنوعت وازدهرت ازدهاراً كبيراً في الدورين الترياسي والجوراسي، ولكنها بدأت بالتقهقر بدءاً من الجوراسي الأعلى، إذ حلّت محلّها مغلفات البذور التي ظهرت في الكريتاسي الأسفل، وأصبحت المسيطرة على المجموع النباتي، بدءاً من الكريتاسي الأوسط حتى العصر الحاضر. ازدهرت الحشرات مع ظهور هذه النباتات الزهرية وتنوّعت، وأعطت معظم رتبها المعروفة اليوم. أما السراخس، وهي من النباتات اللابذرية، فقد تابعت تطورها في الحقب الثاني، في حين تقهقرت السراخس البذرية Pteridosperms التي ازدهرت في نهاية الحقب الأول، وانقرضت في بداية الحقب الثاني.
    الجغرافية القديمة للحقب الثاني (باليوجغرافية)
    الشكل (3) الجغرافية القديمة للعالم في نهاية الترياسي
    يعدّ الدور الترياسي (وهو الدور الأول في الحقب الثاني) المدة الزمنية التي بدأت فيها قارة بنجيه Pangaea بالتقطـع (الـشكل-3)، إذ امتد بحر التيتيس الذي كان على شكل خليج ضخم، نحو الغرب، مما أدّى إلى انفصال قارة لوراسيا في الشمال عن قارة غوندوانة في الجنوب. فقد بدأ التقطُّع بانفتاح الوديان الغورية (الانهدامية) rift valleys، انبثقت من صدوعها وشقوقها مسكوبات (صبّات) بازلتية حُدِّدت أعمارها بطرائق القياس الإشعاعي بنحو 200 مليون سنة. وهذا الزمن يعدّ تقريباً الزمن الذي بدأ فيه انزياح القارات التي نعرفها اليوم. ويلاحظ في (الشكل-3)، الذي يمثل تصوراً للجغرافية القديمة للعالم في الترياسي الأعلى، انفتاح القسم الأوسط من المحيط الأطلسي وانفصال قارة لوراسيا عن قارة غوندوانا، وانفصال قارة (القطب الجنوبي - أستراليا) عن قارة (إفريقيا - أمريكا الجنوبية)، وانفصال شبه الجزيرة الهندية وهي في بداية طريقها نحو الشمال الشرقي، وبداية انفصال جزيرة مدغشقر Madagascar.
    الشكل (4) الجغرافية القديمة للعالم في نهاية الجوراسي
    أما في الدور الجوراسي فيدل غياب الرواسب الجوراسية عن الشواطئ الشرقية لأمريكا الجنوبية والشمالية وعن الشاطئ الغربي لإفريقيا، على أنّ القسمين الجنوبي والشمالي من المحيط الأطلسي لم ينفتحا بعد، أي مازالت أمريكا الجنوبية متصلة مع إفريقيا، وما زالت أمريكا الشمالية متصلة على نحوٍ ما مع أوربا. ويبدو أنّ مقعر التيتيس كان يتصل من الشرق ومن الغرب، مؤقتاً على الأقل، مع المقعرات الجيولوجية حول المحيط الهادئ. وهذا ما أدّى إلى انفصال كتلة أمريكا الشمالية عن كتلة (أمريكا الجنوبية - إفريقيا) في الجوراسي. أمّا في إفريقيا الشرقية والجنوبية فيبدو أنّ الهند وقارة (أستراليا ـ القطب الجنوبي) قد تابعتا تباعدهما عن إفريقيا، وهذا ما أدّى إلى اتساع المحيط الهندي. ويلاحظ في (الشكل-4)، الذي يمثل تصوراً للجغرافية القديمة للعالم في نهاية الجوراسي، بداية انفتاح القسم الجنوبي من المحيط الأطلنطي واتساع المحيط الهندي. ولقد حصل نتيجة لانفتاح المحيطات في الدور الجوراسي تجاوزات بحرية غطت مناطق قارية واسعة ببحار ضحلة، إذ تجاوزت هذه البحار مثلاً كامل أوربا الغربية وغطّت كل من فرنسا وإنكلترا وألمانيا وإسبانيا وشمالي إفريقيا.
    الشكل (5) الجغرافية القديمة للعالم في نهاية الكريتاسي
    أما في الكريتاسي، فيبدو أن النشاط التكتوني، في المقعرات الجيولوجية الكريتاسية، الذي ترافق مع نشاط بركاني شديد، قد قرّب، بحركة صفائح الغلاف الصخري، جغرافيته القديمة إلى جغرافيته الراهنة، إذ يلاحظ في (الشكل-5) الذي يمثِّل تصوراً للجغرافية القديمة للعالم في نهاية الكريتاسي، حيث اتسع المحيط الأطلسي الجنوبي نتيجة ابتعاد أمريكا الجنوبية عن إفريقيا، واتساع المحيط الهندي، وابتعاد جزيرة مدغشقر عن إفريقيا، واستمرار تباعد شبه الجزيرة الهندية واتساع المحيط الأطلسي المتوسط، وبداية انفتاح المحيط الأطلسي الشمالي. وتابعت البحار الكريتاسية تجاوزها على القارات في الدور الكريتاسي ولا سيما في الكريتاسي الأعلى، إذ حصل أكبر تجاوز بحري على الكرة الأرضية من حيث الاتساع والمدة الطويلة.
    فؤاد العجل
يعمل...
X