يقول كاتب سيريلانكي: شيهان كاروناتيلاكا.كتاب: ديفيد إيغلمان sum عالم أعصاب أميركي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يقول كاتب سيريلانكي: شيهان كاروناتيلاكا.كتاب: ديفيد إيغلمان sum عالم أعصاب أميركي

    يقول الكاتب السيريلانكي شيهان كاروناتيلاكا عن كتاب sum لعالم الأعصاب الأميركي ديفيد إيغلمان: "أُعيد قراءته في العام مرّتين. يحوي الكتاب على ٤٠ قصة ومقتطفات صغرى، كل منها عبارة عن صفحة أو اثنتين، كل قصة تفتح أبوابا جديدة في ذهنك، والكتاب يتغيّر في كل مرة أقرأه. فيه ما يثير الذهن وينبغي أن يكون إلزاميّا في المدارس". من الكتاب العنوان : "مساواة" في الحياة الآخرة ستكتشف أنّ الله أنثى، وأنها تفهم جميع تعقيدات الحياة. لقد خَضَعَت أصلاً لضغط الأقران عندما قامت بخلق كونِها مثل جميع الآلهة الأخرى، مع تصنيف ثنائي للناس على أساس خيّر وشرّير. لكن لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أدركت أنّ البشر يمكن أن يكونوا خيّرين من نواحٍ عديدة وفي نفس الوقت فاسدون وعاطفيون وأشرار من نواحِ أخرى. كيف كان عليها أن تحكم من يذهب إلى السماء ومن إلى الجحيم؟ أليس من الممكن، حسب رأيها، أن يكون المرء مختلساً لكنه في الوقت نفسه لايزال يتبرّع لقضايا خيرية؟ أليس من الممكن أن تكون المرأة زانية لكنها تجلب المتعة والأمن والاستقرار لحياة رجلين؟ ألا يمكن لطفل أن يُفشي أسراراً عن غير قصد قد تؤدّي لتشتيت عائلة؟ كان تقسيم البشر إلى فئتين أخيار وأشرار مهمة تبدو أكثر منطقية عندما كانت أصغر سناً، ولكن مع الخبرة أصبحت هذه القرارات أكثر صعوبة. قامت بتركيب صيغ معقدة لتضع مئات العوامل في الميزان، وأدارت برامج كمبيوتر أخرجت شرائح طويلة متوالية من الورق بقرارات أبدية لانهائية. لكنّ حساسيتها ثارت من عملية الأتمتة هذه، وعندما أخرج الكومبيوتر قراراً تختلف معه، اغتنمت الفرصة لإزالة الشريط من القابس بغضب. وبعد ظهر ذلك اليوم استمعت إلى صراخ وآهات وشكاوى القتلى من دولتين متحاربتين. لقد عانى كلا الطرفين، وكان لدى كلا الجانبين شكاوى وتضرّعات مشروعة، وكلاهما توسّل وناشد بإخلاص وصدق. سَدّت أذنيها وأنّت ببؤس. أدركَت أنّ بشرها كانوا متعدّدي الأبعاد، ولم تَعُد قادرة على العيش في ظلّ القوانين والقوالب الصارمة لخياراتها الشبابية. ليس كل الآلهة يعانون من ذلك، ويمكننا أن نعتبر أنفسنا محظوظين لأنّنا حين نموت نَرُدّ على الآلهة بحساسية شخصية وعميقة، ولا يكون ردّ فعلها تجاهنا سوى الاستيعاب وسِعَة الصدر. طوال عدّة أشهر، ذَرَعت غرفة معيشتها في السماء، ورأسها متدلٍّ كنبات الدّيس، بينما تراكمت الصفوف وازدادت الحشود. نَصَحَها مستشاروها بتفويض عملية اتخاذ القرار لأحدهم، لكنّها أحبّت بشرها كثيراً لدرجة أنّها لم تتقبّل فكرة ترك مصيرهم في أيدي أحدٍ غيرها. في لحظة يأس خطرت ببالها فكرة. فَكّرت ترك الجميع ينتظرون لأجلٍ غير مُسَمّى، والسماح لهم بحلّ شؤونهم بأنفسهم. ولكن بعد ذلك فجأة ضربت فكرة أفضل روحها الكريمة الطيّبة. بإمكانها تحقيقها: رأت أنّها ستمنح كل إنسان، الجميع بدون استثناء، مكاناً في الجنّة. ففي النهاية، كل إنسان لديه جانب خيّر في داخله، كان ذلك جزءاً من مواصفات التصميم الذي أعدّته هي بنفسها. أعادت خطّتها الجديدة الحيوية لمشيتها، واللون لخدّيها. أغلقت الجحيم وأنهَت جميع العمليات فيه، فَصَلَت الشيطان من عمله، وأحضرت كلّ إنسان إلى جانبها في الجنّة. وافدون جُدُد أو نزلاء قُدامى، شائنين أشرار أو طيّبين أخيار: في ظل هذا النظام الجديد، سيحصل الجميع على فرصة مساوية للحديث معها. معظم الناس يجدونها مُرهَقة بعض الشيء، ومُستَفَزّة بشكلٍ مبالغٍ فيه، ولكن لا يمكن اتّهامها باللامبالاة وعدم الاكتراث. إنّ أهمّ جوانب نظامها الجديد هو معاملة الجميع على قدم المساواة. لم يَعُد هناك أناسٌ يُحرَقون بالنار وآخرون يتنعَمون بالفردوس. لم يَعُد هناك في الآخرة طبقات ولا قدّيسين ولا أولياء ولا خُطاة ولا مجرمون، الجميع أخوة، ولأوّل مرّة في التاريخ تمّ تحقيق فكرة لم تؤتِ أكلها على الأرض: المساواة الحقيقية. ثار الشيوعيون في حيرةٍ منهم وغضب، لأنّهم حقّقوا أخيراً مجتمعهم المثالي الفاضل، ولكن بمساعدة إله لا يريدون أن يؤمنوا به. بينما النزلاء المعتدلون باتوا مهووسين وأصابهم الجنون كونهم الآن عالقين للأبد في نظام جامد وغير محفّز أو خلّاق مع حفنة من الألوان الوردية والزاهية. المحافظون ليس لديهم سوى حرية الاستخفاف والتهكّم من هذا النظام، أمّا الليبراليون فليس لديهم مظاهرات وإشكالات مع قوّات حفظ النظام للترويج لأفكارهم ومنطلقاتهم. لذلك تجلس الإلهة على جانب سريرها وتبكي كل ليلة، لأنّ الشيء الوحيد الذي يمكن للجميع الاتفاق عليه هو أنّهم جميعاً في الجحيم أصلاً.
يعمل...
X