مارتنسون (هاري موّا)
Martinson (Harry-) and Martinson (Moa-) - Martinson (Harry-) et Martinson (Moa-)
مارتنسون (هاري و مُوّا ـ)
(1904ـ 1978)
هاري إدموند مارتنسون Harry Edmund Martinson أديب سويدي حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1974- مشاركة مع أديب سويدي آخر هو إيفند يونسون [ر] - وعضو الأكاديمية السويدية منذ عام 1949 وأحد أعضاء مجموعة «خمسة شباب» Fem unga الحداثية التي كان وآرثر لُندكفيست [ر] من محركيها. ولد في بلدة يمزهُغ Jämshög جنوبي البلاد في عائلة من البحَّارة، وتُوفي والده وهو في السادسة من عمره بمرض السل الذي حصد أيضاً إحدى أخواته، ثم هجرت الأم أطفالها للسفر إلى أمريكا والزواج، فعاش الأطفال في كنف عائلات متعددة. صار في سن السادسة عشرة بحاراً وجاب العالم، إلا أنه ما لبث أن ترك حياة البحر عام 1927 إثر إصابته بالسل هو الآخر.
نشر مارتنسون أول شعره في ديوان «خمسة شباب» عام 1929 مع لُندكفيست وآخرين، ثم كتب في دواوين «سفينة الأشباح» Spökskepp (1929) و«الهائم على وجهه» Nomad (1931) عن ذكريات طفولته، وعن الطبيعة، وعن حياة البحارة التي ألِفها وظل يعود إليها في العديد من مؤلفاته مثل «سفر بلا وجهة» Resor utan mål (1932) و«رأس الوداع» Kap Farväl (1933) اللذين كتبهما نثراً في سيرته الذاتية. واستمر في استقراء تجربته الشخصية في «ويزهر القرَّاص» Nässlorna blomma (1935)، وهو أول أجزاء سلسلة من روايات السيرة الذاتية، حيث حاول أن يكون منصفاً تجاه الناس من حوله، وصادقاً تجاه ذاته؛ إذ وصف نفسه بالساذج والأناني والكاذب والجبان. ثم عاد في ديوان شعره «حشرات طائرة» Svärmare och harkrank (1937) إلى الطبيعة السويدية فرأى فيها رموزاً لما يدور حوله في الواقع، كما عاد في رواية «الطريق» Vägen till Klockrike إلى الواقع الاجتماعي في القرن الثامن عشر حيث قدم صورة متخيلة لبداية عصر التصنيع ونتائجه على الناس. ويجد القارئ في شخصيات هذه المؤلفات صوراً مبطنة لرفاق طريق الكاتب من الأدباء البروليتاريين السويديين.
كان ديوان «أنيارا» Aniara (1956) بداية تحول طرأ على كتابات مارتنسون مع نهاية الحرب العالمية الثانية؛ فقد رأى ـ مثل كثيرين غيره ـ النتائج المروعة للقنبلة الذرية والخطر المحدق بالعالم والدمار الذي قد تسببه الحرب النووية. وهذا الديوان ملحمة في الخيال العلمي تنساب فيها سفينة الفضاء «أنيارا» - وعلى متنها بعض ممن نجوا من كارثة حرب نووية دمرت الكوكب - على غير هدى في غياهب الفضاء السحيق اللامتناهي بعد أن توقفت «ميما» Mima عن العمل، وهي التي كانت آخر وسيلة للاتصال مع من تبقى من البشر على وجه الأرض. وفي هذا المحيط المُحبَط، وبانتظار الموت القادم لامحالة تراوح مشاعر ركاب «أنيارا» بين يأس يتبدى في البحث عن المتعة الآنية وبين حنين إلى وطن لم يعد موجوداً. وقد ابتكر مارتنسون في هذه الملحمة خليطاً من المصطلحات الرياضية العلمية والتعابير المستعارة من اللغة العامية، في شعر غنائي صافٍ وأسلوب تعبيري وصور حسية، فصارت لاحقاً أوبرا كتب الليبرتو Libretto لها الشاعر إريك لندِغرين [ر] وألَّف موسيقاها كارل بِريَر بلومدال Karl-Birger Blomdahl وعرضت في كبريات دور الأوبرا في العالم.
كان ديوان «قصائد حول النور والظلمة» Dikter om ljus och mörker (1971) آخر أشعار مارتنسون الذي توفي في ستوكهولم.
أما مُوَّا مارتنسون (Moa Martinson (1890- 1964، واسمها الأصلي هِلغا سـفارتس Helga Swartz، فـقد كانت زوجة هاري مارتنسـون بين عامي 1929-1941 وتكبره بأعوام عديدة، وكانت قد ترَّملت أماً لخمسة صبية وهي في الخامسة والعشرين. وُلدت في بلدة فوردنيس Vårdnäs في مقاطعة جوتلند الشرقية Östergötland، ولم تحصِّل أي تعليم يذكر إلا أنها كتبت في الصحافة.
استقت موَّا جلّ موضوعات رواياتها من تجربتها الشخصية إذ كانت امرأة ناشطة وناضجة سياسياً؛ فكتبت روايتين (1933-1934) جُمعتا لاحقاً تحت عنوان «كتاب سالي» Boken om Sally (1956)، ثم روايات «أمي تتزوج» Mor gifter sig (1936) و«زواج في الكنيسة» Kyrkbröllop (1938) و«ورود الملك» Kungens rosor (1939) تحدثت فيها عن سيرتها الذاتية، وعبَّرت شخصيتاها الرئيسيتان «سالي» و«مِيّا» عن الكاتبة وكانتا لسان حالها، وعرضت ظلم النظام الاجتماعي الطبقي واضطهاده المرأة من وجهة نظر ماركسية. وتَظهر هذه المرأة - على الرغم من كل ما تعانيه من ظروف صعبة وفقر مدقع وحمل متكرر - قوية على الدوام في حين يظل الرجل المضطهد هو الآخر على الهامش، إما عاطلاً عن العمل وإما مدمناً الكحول أو الاثنين معاً.
من روايات موَّا مارتنسون الأخرى «طريق تحت النجوم» Vägen under stjärnorna (1940) و«العاشق الخفي» Den osynlige älskaren (1943) و«الحب بين الحربين» Kärlek mellan krigen (1947)، ومن آخر رواياتها «أجراس على طريق الحرير» Klockor vid sidenvägen (1957). وكانت وفاتها في مدينة سودرتِِليَه Södertälje بقرب ستوكهولم.
تميزت موَّا مارتنسون وكتاباتها بالوعي السياسي والاجتماعي، وبالتمرد على العبودية للمجتمع والبيت والزوج والأطفال التي عانتها وقريناتها قروناً طويلة، وصارت من أوائل الروائيات البروليتاريات في بلادها.
طارق علوش
Martinson (Harry-) and Martinson (Moa-) - Martinson (Harry-) et Martinson (Moa-)
مارتنسون (هاري و مُوّا ـ)
(1904ـ 1978)
هاري إدموند مارتنسون Harry Edmund Martinson أديب سويدي حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1974- مشاركة مع أديب سويدي آخر هو إيفند يونسون [ر] - وعضو الأكاديمية السويدية منذ عام 1949 وأحد أعضاء مجموعة «خمسة شباب» Fem unga الحداثية التي كان وآرثر لُندكفيست [ر] من محركيها. ولد في بلدة يمزهُغ Jämshög جنوبي البلاد في عائلة من البحَّارة، وتُوفي والده وهو في السادسة من عمره بمرض السل الذي حصد أيضاً إحدى أخواته، ثم هجرت الأم أطفالها للسفر إلى أمريكا والزواج، فعاش الأطفال في كنف عائلات متعددة. صار في سن السادسة عشرة بحاراً وجاب العالم، إلا أنه ما لبث أن ترك حياة البحر عام 1927 إثر إصابته بالسل هو الآخر.
كان ديوان «أنيارا» Aniara (1956) بداية تحول طرأ على كتابات مارتنسون مع نهاية الحرب العالمية الثانية؛ فقد رأى ـ مثل كثيرين غيره ـ النتائج المروعة للقنبلة الذرية والخطر المحدق بالعالم والدمار الذي قد تسببه الحرب النووية. وهذا الديوان ملحمة في الخيال العلمي تنساب فيها سفينة الفضاء «أنيارا» - وعلى متنها بعض ممن نجوا من كارثة حرب نووية دمرت الكوكب - على غير هدى في غياهب الفضاء السحيق اللامتناهي بعد أن توقفت «ميما» Mima عن العمل، وهي التي كانت آخر وسيلة للاتصال مع من تبقى من البشر على وجه الأرض. وفي هذا المحيط المُحبَط، وبانتظار الموت القادم لامحالة تراوح مشاعر ركاب «أنيارا» بين يأس يتبدى في البحث عن المتعة الآنية وبين حنين إلى وطن لم يعد موجوداً. وقد ابتكر مارتنسون في هذه الملحمة خليطاً من المصطلحات الرياضية العلمية والتعابير المستعارة من اللغة العامية، في شعر غنائي صافٍ وأسلوب تعبيري وصور حسية، فصارت لاحقاً أوبرا كتب الليبرتو Libretto لها الشاعر إريك لندِغرين [ر] وألَّف موسيقاها كارل بِريَر بلومدال Karl-Birger Blomdahl وعرضت في كبريات دور الأوبرا في العالم.
كان ديوان «قصائد حول النور والظلمة» Dikter om ljus och mörker (1971) آخر أشعار مارتنسون الذي توفي في ستوكهولم.
أما مُوَّا مارتنسون (Moa Martinson (1890- 1964، واسمها الأصلي هِلغا سـفارتس Helga Swartz، فـقد كانت زوجة هاري مارتنسـون بين عامي 1929-1941 وتكبره بأعوام عديدة، وكانت قد ترَّملت أماً لخمسة صبية وهي في الخامسة والعشرين. وُلدت في بلدة فوردنيس Vårdnäs في مقاطعة جوتلند الشرقية Östergötland، ولم تحصِّل أي تعليم يذكر إلا أنها كتبت في الصحافة.
استقت موَّا جلّ موضوعات رواياتها من تجربتها الشخصية إذ كانت امرأة ناشطة وناضجة سياسياً؛ فكتبت روايتين (1933-1934) جُمعتا لاحقاً تحت عنوان «كتاب سالي» Boken om Sally (1956)، ثم روايات «أمي تتزوج» Mor gifter sig (1936) و«زواج في الكنيسة» Kyrkbröllop (1938) و«ورود الملك» Kungens rosor (1939) تحدثت فيها عن سيرتها الذاتية، وعبَّرت شخصيتاها الرئيسيتان «سالي» و«مِيّا» عن الكاتبة وكانتا لسان حالها، وعرضت ظلم النظام الاجتماعي الطبقي واضطهاده المرأة من وجهة نظر ماركسية. وتَظهر هذه المرأة - على الرغم من كل ما تعانيه من ظروف صعبة وفقر مدقع وحمل متكرر - قوية على الدوام في حين يظل الرجل المضطهد هو الآخر على الهامش، إما عاطلاً عن العمل وإما مدمناً الكحول أو الاثنين معاً.
من روايات موَّا مارتنسون الأخرى «طريق تحت النجوم» Vägen under stjärnorna (1940) و«العاشق الخفي» Den osynlige älskaren (1943) و«الحب بين الحربين» Kärlek mellan krigen (1947)، ومن آخر رواياتها «أجراس على طريق الحرير» Klockor vid sidenvägen (1957). وكانت وفاتها في مدينة سودرتِِليَه Södertälje بقرب ستوكهولم.
تميزت موَّا مارتنسون وكتاباتها بالوعي السياسي والاجتماعي، وبالتمرد على العبودية للمجتمع والبيت والزوج والأطفال التي عانتها وقريناتها قروناً طويلة، وصارت من أوائل الروائيات البروليتاريات في بلادها.
طارق علوش