بوهوسلاف مارتينو Bohuslav Martinu، مؤلف موسيقي تشيكي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بوهوسلاف مارتينو Bohuslav Martinu، مؤلف موسيقي تشيكي

    مارتينو (بوهوسلاف)

    Martinu (Bohuslav-) - Martinu (Bohuslav-)

    مارتينو (بوهوسلاف ـ)
    (1890ـ 1959)

    بوهوسلاف مارتينو Bohuslav Martinu، مؤلف موسيقي تشيكي، وُلد في برج كنيسة القديس يعقوب في قرية بوليتشكا Policka، وتوفي في ليستال Liestal. كان والده إسكافياً، وقد تعهّد بمهمة الإشراف على الكنيسة وحراسة البرج وقرع أجراس الكنيسة. نشأ بوهوسلاف في برج الكنيسة وترعرع على صوت أجراسها، وتركت طبيعة الحياة التي عاشها في برج كان يرتفع عن سطح الأرض 35 متراً، أثرها على طباعه وأخلاقه، وجعله منظر القرية الصغيرة والطبيعة الجميلة التي كان يراقبها من نافذة البرج صباح كل يوم أكثر إحساساً بالحرية من أطفال قريته، فلم يستطع قبول الأسر المدرسي.
    أرسله والده إلى صديق موسيقي هاوٍ، كان يعمل حائك ثياب، ليعلّمه أصول العزف بالكمان. ومع أنه لم يُبد موهبة استثنائية، فقد ألَّف، في سن العاشرة «رباعياً [ر] وترياً» Quatuor، وحصل على منحة دراسية بعد بلوغه السادسة عشرة من عمره، قدمتها له قريته للدراسة في المعهد الموسيقي (الكونسرفاتوار) في براغ. ولما لم يكن طالباً نظامياً أو مطيعاً فقد طُرد من دراسته مرتين، المرة الأولى عام 1908، ولكنه أعيد إلى الكونسرفاتوار بعد أسبوعين من فصله، والثانية عام 1910 بسبب إهماله، وأخفق في العام التالي في الحصول على الثانوية العامة. ومع ذلك فإن المؤلفات الموسيقية الأولى التي كتبها تعود إلى تلك الفترة.
    كان اهتمام مارتينو بالمسرح الغنائي أكثر منه بعلم «الطباق» (الكونتربوان) counterpoint، الذي كان أكثر تعقيداً مما بإمكان طبيعته العملية أن تقبل به. ونسخ بخط يده عمل ديبوسي [ر] Debussy الأوبرالي «بيلياس وميليزاند» Pelléas et Mélisande ليتعلم التأليف الموسيقي. وأرغمته الحياة الفقيرة التي عاشها في براغ، مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، على العودة إلى قريته عام 1916. وكان في عام 1915 قد عمل عازفاً احتياطياً للكمان في الفرقة التشيكية الفيلهارمونية، وساعدته هذه الوظيفة المتواضعة على تقديم نفسه للجمهور عام 1919 من خلال مؤلفة موسيقية تعدّ من أفضل أعماله؛ وهي «الرابسودية التشيكية». وفي العام التالي قبلت به الفرقة عازفاً أساسياً للكمان لديها. بعد عامين، قبل به أحد أكبر أساتذة الموسيقى التشيكية جوزيف سوك Josef Suk (1874- 1935) تلميذاً لديه ليلقنه أصول فن التأليف. ولكن نقطة التحول الرئيسة في حياته كانت لقاءه بالمؤلف الموسيقي الانطباعي الفرنسي ألبير روسيل [ر] Albert Roussel، في باريس عام 1923، الذي ترك فيه أثراً حاسماً، جعله ينتقل إلى فرنسا ليعيش فيها، وقسَّم وقته خلال الأعوام 1923 -1940 بين باريس وقريته بوليتشكا، وألف في تلك الفترة عدداً كبيراً من الأعمال الموسيقية المهمة التي لفتت الانتباه إليه مثل «الروندو» Rondo للأوركسترا: «الفاصل الانتصافي» Half-Time (1924)، وباليه «عشتار» Istar التي قدمت على المسرح القومي في براغ، والعمل الأوركسترالي «الضوضاء» La Bagarre الذي قدمته فرقة بوسطن السمفونية عام 1927، ثم أوبرا «الجندي والراقصة» Voják a tanecnice (1928). وسمي مارتينو عام 1931 عضواً في أكاديمية العلوم والفنون التشيكية تقديراً لأعماله. وعقد في العام نفسه زواجه على شارلوت كينيهن Charlotte Quennehen التي كان قد التقاها عام 1930. ومع أن نشاطه كان زاخراً، فإن وضعه المادي لم يتحسن كثيراً، وكتب إلى صديق له يصف حياته في باريس في تلك الفترة قائلاً إنها «فصل طويل من الفقر والجوع». أضف إلى ذلك أن مزج أسلوبه في التأليف بين أفضل ما لدى الانطباعيين والكلاسيكيين الجدد لم يحظ بالقبول، على الرغم من الطابع اللحني الذي تميز به والذي يذكر أحياناً بدفورجاك [ر]Dvorak وأساتذة المدرسة التشيكية الرومنسية. وزاد اندلاع الحرب العالمية الثانية من همومه، وحاول أن يحصل من القنصلية الأمريكية في مارسيليا على السماح بالهجرة إلى الولايات المتحدة، ولكنه لما لم يكن يهودياً فقد تلكأ المسؤولون في القنصلية بمنحه سمة الدخول، إلى أن وضع بعض أصدقائه اسمه على لائحة المفكرين الذين تلاحقهم النازية. رحل مارتينو في خضم الحرب تاركاً أعماله كلها في باريس تحت رحمة النازيين، ومن بينها «قداس الميدان» Polní mse (1939) الرائع الذي ألفّه للوحدات العسكرية التشيكوسلوفاكية، ولم يحمل معه سوى أربعة من أعماله أحدها «حوارية [ر] الحجرة» Concerto da camera للكمان والآلات (1941)، والثاني «السمفونية الصغيرة اللعوب» Sinfonietta Giocosa، التي تعدّ من أهم الأعمال التي ألفها في حياته. حصل مارتيو على مساعدات في أمريكا منها مساعدة صديقه سيرج كوسيفتسكي S.Kousevitzky قائد فرقة بوسطن السمفونية الذي قدّم عمله «السمفونية الصغيرة» فحققت نجاحاً كبيراً، وطلب منه أن يؤلف سمفونية للفرقة التي كان نصف عازفيها من الفرنسيين الذين فروا من الاحتلال النازي، فكتب سمفونيته الأولى التي حصدت نجاحاً كبيراً لدى تقديمها عام 1942، أتبعها بحوارية للكمان (1943)، ثم تلاها سمفونية ثانية استقبلت بحماس كبير لدى تقديمها في كليفلاند عام 1943، وعدَّ النقاد سمفونيته الرابعة (1945) عملاً رومنسياً مكتوباً بأسلوب طليعي. وقبل أن تضع الحرب أوزارها بقليل كان مارتينو قد حقق شهرة كبيرة في الولايات المتحدة؛ ومع ذلك لم يرغب البقاء فيها، وحاول أن يحصل على مركز أستاذ مادة التأليف في كونسرفاتوار براغ، ولكنه لم ينجح بذلك، ولم يجد طريق العودة إلى بلاده أبداً بعد وصول الشيوعيين إلى السلطة الذين لاموا مغامرتيه الفرنسية والأمريكية، فعاش متنقلاً بين فرنسا والولايات المتحدة وسويسرا، فجعله حنينه إلى بلاده وقريته بوليتشكا يختار موضوعات درامية لأعماله مثل «الهوى الإغريقي» The Greek Passion (1957)، و«المغناة الدينية» (كانتاتا) «غيلغاميش» Gilgamesh (1956) التي ترافق تقديمها مع ظهور أعراض مرض السرطان عليه، فذهب إلى مصحات ليستال، وهو يحمل معه أوبرا أريانا Ariadne (1958)، ولكنه توفي قبل إنهائها، ومن دون أن يتيح له الشيوعيون رؤية وطنه للمرة الأخيرة حسبما كان يتمنى. ولكن الحكومة التشيكوسلوفاكية أرسلت ممثلين عنها للمشاركة في مراسم الدفن، وتم نقل رفاته إلى بوليتشكا عام 1979، ولكن أعماله خضعت في العهد الشيوعي إلى الفحص الإيديولوجي قبل أن يُسمح بتقديمها.
    يُعدّ مارتينو واحداً من أغزر المؤلفين في تاريخ الموسيقى، فقد ترك أكثر من 300 عمل. ومع أن نوعية أعماله متفاوتة في الغزارة والجودة، فقد ترك في كل نوع من أنواع قوالب التأليف التي كتب فيها عملاً عبقرياً واحداً على الأقل. واستغل المدارس التي عاصرها للتعبير عن فلسفة موسيقية خاصة تنتمي إلى الرومنسية بذاتيتها. وساعدته طبيعته العملية وابتعاده عن كل ما هو نظري، على تأليف أعمال لا تتقيد بالقوالب والأساليب أو الإيديولوجيات، وتغلب عليها طبيعة الموسيقى المطلقة الأقرب إلى الكلاسيكية وهو ما أزعج النظام الشيوعي. فالأساليب والقوالب لديه لم تكن إلا إطارات استخدم داخلها لغة موسيقية ذاتية، وقد كتب يقول عنها عام 1933، وهو يتحدث عن الأساليب التي عاصرها «مع أنني جئت إلى باريس عام 1923 في وقت كانت تشهد فيه صراعاً عنيفاً بين أساليب طليعية متعددة، فإنني لم أفقد حتى ولا للحظة واحدة خطي الخاص». فنحن نجده يستغل الانطباعية في أعماله التي جاءت في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، ولاسيما في مصنفاته الأوركسترالية، ويستغل الكلاسيكية في سمفونياته الثلاث الأولى، ثم الرومنسية في سمفونيته الرابعة، وفي حوارية البيانو الثالثة بحركتها المعتدلة Andante الرائعة التي تذكر بباخ. وأعماله التي ألفَّها في الخمسينيات وخاصة سمفونيته السادسة والمصنفات التي كتبها قبل وفاته بقليل مثل «الهوى الإغريقي» الذي استغل فيه التراتيل الأرثوذكسية للكنيسة الإغريقية، وأريانا التي كتبها وهو ينازع المرض، كانت انتصاراً للموسيقى اللحنية على الموسيقى اللالحنية Atonality. وأغلب أعماله في الخمسينيات هي مؤلفات طليعية من الصعب تصنيفها تحت أي قالب أو مدرسة أو أسلوب، فلغتها الموسيقية ذاتية جداً تتميز ببساطتها وابتعادها عن التعقيد، وبفكر إنساني من الصعب تمييزه لدى معاصريه من الموسيقيين.
    ألف مارتينو في معظم القوالب الموسيقية منها:
    للمسرح الغنائي: عشر أوبرات أهمها (عدا ما ذكر سابقاً):
    «كوميديا فوق الجسر» (1937)، و«جولييتا» (1938)، و«الزواج» (أوبرا - كوميدية للتلفزيون 1953). وعشرة من الباليه. وموسيقى جوقية غنائية (كورالية).
    وللأوركسترا: ست سمفونيات (1942، 1943، 1944، 1945، 1947، 1953)، وخمس حواريات للبيانو والأوركسترا (1925، 1934، 1948، 1956، 1958)، وحواريات مختلفة لآلات أخرى مع الأوركسترا. كما ألف قطعاً موسيقية مختلفة من موسيقى الحجرة مثل: سبع رباعيات وترية (1918، 1925، 1929، 1937، 1938، 1946، 1947)، وخماسية وترية، وسداسية وترية، وخماسيتان للبيانو، وثلاث ثلاثيات للبيانو، وثلاث سوناتات للبيانو والكمان، وثلاث سوناتات للبيانو والفيولونسيل.
    زيد الشريف
يعمل...
X