عنقوديه امراضها (مكورات)
Staphylococcus - Staphylococcus
العنقودية وأمراضها
المكورات العنقودية أو العنقودياتstaphylococcus، جراثيم شديدة الانتشار في الطبيعة ذات أنواع كثيرة تبلغ نحو 25 نوعاً، منها الممرضة وغير الممرضة؛ وتختلف فوعة virulenceذراريها اختلافاً بيناً. تتصف العنقوديات كلها بأنها مكورات إيجابية الغرام gram+ تصطف على شكل عناقيد أو أجزائها.
يشاهد أعلى حدوث لأمراض العنقوديات في المناطق التي يكون فيها حفظ الصحة الشخصية متدنياً، وفي أماكن الازدحام السكاني. وتتباين الأمراض التي تسببها في مظاهرها السريرية، وهي شائعة، ولاسيما بين الأطفال في الطقس الدافئ. إصاباتها فرادية وقد تظهر على هيئة فاشيات في مناطق التجمعات.
إن أهم العنقوديات الممرضة البشرية هي العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus، وذراريهاsouche تفرز إنزيماً مخثراً coagulase، ومع هذا فإن الذراري التي لا تفرز هذا الإنزيم تتزايد أهميتها المرضية، ولاسيما في النسوة المصابات بأخماج بولية وفي الذين يعالجون بالقثاطر catheters، كما تكثر في الأخماج التي تحدث في المستشفيات، وفي استعمال الأجهزة المعاوضة.
تستوطن العنقوديات المنخرين الأماميين، ويحمل نحو 30% من الأفراد مكورات عنقودية إيجابية الخميرة المُخثِّرة. ويعد المصابون بآفة نازحة ونجيج discharge قيحي أكثر مصادر انتقال الجرثوم شيوعاً ونشراً للأخماج. وتتم العدوى بالتماس من شخص مصاب بآفة قيحية أو حامل جرثوم لآخر. والأيدي أهم وسيلة لنقل الجرثوم. أما الانتشار المنقول بالهواء فهو نادر إلا في الرضَّع ويُحدث عندهم خمجاً تنفسياً. والاستعداد للخمج بالعنقوديات أشد بين الولدان والشيوخ والمصابين بالداء السكري والتليف الكيسي، ومدمني المخدرات، والذين يعانون علةً تسبب تدنياً مناعياً. كما أن استعمال الستيروئيدات ومضادات المستقلبات antimetabolites كالسلفاميدات ومضادات حمض الفوليك تزيد من التأهب للإصابة. ولأمراض العنقوديات أنماط سريرية ووبائية مختلفة في الولدان، أو في النسوة الحائضات، أو بين مرضى المستشفيات، كما أن العنقوديات تسبب انسمامات غذائية[ر].
تنجم عن العنقوديات آفات كثيرة منها، الجلدية كالقوباء impetigo التي تشترك بها مع العقديات (الصورة 1)؛ وقوباء الوليد هي أكثر أمراض العنقوديات التي تكتسب في المحاضن، وتتم العدوى بها حينما يستوطن الجرثوم المنخرين أو السرة أو الملتحمة أو موضع الختان، كما تسبب الدمامل والتهاب الجريبات ومتلازمة الجلد المسموط scalded skin الذي تتميز إصابته بذرار خاصة من العنقودية الذهبية، تفرز ذيفاناً يسبب تقشراً جلدياً، يشاهد في سياق أشكال سريرية مختلفة (الصورة 2)، وهذه الحالة معروفة أيضاً بداء ريتر Ritter عند الولدان (ولاسيما في الأسبوعين الأولين من الحياة)، ومتلازمة لييلLyell في الأكبر سناً ولكن دون السنتين من العمر، وقد تكون الإصابات فرادية أو على هيئة فاشيات. تسبب متلازمة الجلد المسموط توسفاً في الجلد، فيبدو وكأنه محروق بالماء الساخن.
قد تنتقل العنقوديات إلى الدم نتيجة استعمال مزرقة واحدة عند مدمنين المخدرات، أو حين استعمال القثاطر الوريدية، لذا لابد في حالة القثاطر الوريدية الثابتة من أن تستبدل مرة كل 72 ساعة، وأن تغير وسائل التسريب الأخرى مرة كل 48 ساعة. وانتقال العنقوديات إلى الدم قد يؤدي إلى التهاب في الرئة أو خراج فيها، أو إلى التهاب العظم والنقي، أو التهاب الشغاف، أو ظهور فصال قيحي pyarthrose، وهو ضرب من التهاب المفصل القيحي، وقد يسبب انتقال العنقوديات إلى الدم خراجات في مواضع مختلفة من البدن ولاسيما في الدماغ، وقد يكون سبباً في حدوث التهاب الكلية والحويضة وفلغمونات phlegmonsحول الكلية.
ويتصف داء العنقوديات التالي للعمليات الجراحية بأنه ذو تهديد مستمر لنقاهة المريض الجراحي، ومما يساعد الإصابة تعقيد العمليات الجراحية وطول مدتها وزيادة مدة التخدير.
كما أن العنقوديات الذهبية التي تفرز ذيفان متلازمة الصدمة السمية (TSST) toxic shock syndrome toxin تسبب إنتاناً دموياً وتسمماً وأعراضاً جلدية (الصورة 3).
وترتبط هذه الذراري بالنساء الحائضات وبعض النسوة عقب عملية جراحية نسائية، وتشمل عوامل الخطر لهذه الذرية استعمال الحجاب المانع للحمل، والضمادات الإسفنجية المهبلية المانعة للحمل (ويجب ألا تترك في موضعها أكثر من 30 ساعة، كما يجب تجنب استعمال الدحسات tamponالمهبلية العالية الامتصاص). وتتصف أعراض هذه المتلازمة السمية بظهور حمى وقياء وإسهال مائي وآلام عضلية وهبوط في الضغط الشرياني ثم صدمة وإصابة خطرة لعدة أحشاء، يكون زرع الدم في هذه الآفة سلبياً، ويتم تعرف الجرثوم في بعض الحالات موضعياً بظهور التهاب مهبلي ناجم عن استعمال الدحسات واستفراد العنقوديات المفرزة لهذا الذيفان من مفرزات المهبل.
كثيراً ما تنتشر الأخماج العنقودية في المستشفيات إثر التهاون في استعمال وسائل أو أدوات غير معقمة، فالقضاء على العنقوديات الممرضة يتطلب استمرار حرارة 80 ْ مدة ساعة على الأقل. وتتعاظم هذه الأخماج المشفوية وتزداد انتشاراً بظهور ذرار مقاومة للصادات يكثر عددها نتيجة الإسراف في استعمال هذه المواد.
تشخص الإصابة بالعنقوديات باستفراد الجرثوم من الآفة ذاتها، أو بزرع الدم في حالة الإنتان أو بزرع النجيج أو المفرز، وذلك تبعاً للإصابة.
ويميز النوع الممرض بالتنميط العاثوي phage typing أو بالتراص المصلي agglutination، أو الرحلان الهلامي بالساحة النبضية pulsed- field gel electrophoresis.
تقاوم معظم العنقوديات المستفردة البنسلينG، وتقدر هذه المقاومة بنحو 85 إلى 90% من الذراري، كما أن المقاومة تتزايد بالنسبة للبنسلينات نصف التركيبية كالميتسلين والأمينوغليكوزيدات كالجنتامسين. ويدخر استعمال مركبات السيفالوسبورين للأخماج العنقودية المقاومة للبنسلين، أما الفانكومسين فيلجأ إليه في أخماج الذراري المقاومة للأكتام B.
عدنان تكريتي
Staphylococcus - Staphylococcus
العنقودية وأمراضها
المكورات العنقودية أو العنقودياتstaphylococcus، جراثيم شديدة الانتشار في الطبيعة ذات أنواع كثيرة تبلغ نحو 25 نوعاً، منها الممرضة وغير الممرضة؛ وتختلف فوعة virulenceذراريها اختلافاً بيناً. تتصف العنقوديات كلها بأنها مكورات إيجابية الغرام gram+ تصطف على شكل عناقيد أو أجزائها.
يشاهد أعلى حدوث لأمراض العنقوديات في المناطق التي يكون فيها حفظ الصحة الشخصية متدنياً، وفي أماكن الازدحام السكاني. وتتباين الأمراض التي تسببها في مظاهرها السريرية، وهي شائعة، ولاسيما بين الأطفال في الطقس الدافئ. إصاباتها فرادية وقد تظهر على هيئة فاشيات في مناطق التجمعات.
إن أهم العنقوديات الممرضة البشرية هي العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus، وذراريهاsouche تفرز إنزيماً مخثراً coagulase، ومع هذا فإن الذراري التي لا تفرز هذا الإنزيم تتزايد أهميتها المرضية، ولاسيما في النسوة المصابات بأخماج بولية وفي الذين يعالجون بالقثاطر catheters، كما تكثر في الأخماج التي تحدث في المستشفيات، وفي استعمال الأجهزة المعاوضة.
تستوطن العنقوديات المنخرين الأماميين، ويحمل نحو 30% من الأفراد مكورات عنقودية إيجابية الخميرة المُخثِّرة. ويعد المصابون بآفة نازحة ونجيج discharge قيحي أكثر مصادر انتقال الجرثوم شيوعاً ونشراً للأخماج. وتتم العدوى بالتماس من شخص مصاب بآفة قيحية أو حامل جرثوم لآخر. والأيدي أهم وسيلة لنقل الجرثوم. أما الانتشار المنقول بالهواء فهو نادر إلا في الرضَّع ويُحدث عندهم خمجاً تنفسياً. والاستعداد للخمج بالعنقوديات أشد بين الولدان والشيوخ والمصابين بالداء السكري والتليف الكيسي، ومدمني المخدرات، والذين يعانون علةً تسبب تدنياً مناعياً. كما أن استعمال الستيروئيدات ومضادات المستقلبات antimetabolites كالسلفاميدات ومضادات حمض الفوليك تزيد من التأهب للإصابة. ولأمراض العنقوديات أنماط سريرية ووبائية مختلفة في الولدان، أو في النسوة الحائضات، أو بين مرضى المستشفيات، كما أن العنقوديات تسبب انسمامات غذائية[ر].
تنجم عن العنقوديات آفات كثيرة منها، الجلدية كالقوباء impetigo التي تشترك بها مع العقديات (الصورة 1)؛ وقوباء الوليد هي أكثر أمراض العنقوديات التي تكتسب في المحاضن، وتتم العدوى بها حينما يستوطن الجرثوم المنخرين أو السرة أو الملتحمة أو موضع الختان، كما تسبب الدمامل والتهاب الجريبات ومتلازمة الجلد المسموط scalded skin الذي تتميز إصابته بذرار خاصة من العنقودية الذهبية، تفرز ذيفاناً يسبب تقشراً جلدياً، يشاهد في سياق أشكال سريرية مختلفة (الصورة 2)، وهذه الحالة معروفة أيضاً بداء ريتر Ritter عند الولدان (ولاسيما في الأسبوعين الأولين من الحياة)، ومتلازمة لييلLyell في الأكبر سناً ولكن دون السنتين من العمر، وقد تكون الإصابات فرادية أو على هيئة فاشيات. تسبب متلازمة الجلد المسموط توسفاً في الجلد، فيبدو وكأنه محروق بالماء الساخن.
الصورة (1) القوباء |
الصورة (2) متلازمة الجلد المسموط |
ويتصف داء العنقوديات التالي للعمليات الجراحية بأنه ذو تهديد مستمر لنقاهة المريض الجراحي، ومما يساعد الإصابة تعقيد العمليات الجراحية وطول مدتها وزيادة مدة التخدير.
الصورة (3) الأعراض الجلدية في متلازمة الصدمة السمية. |
وترتبط هذه الذراري بالنساء الحائضات وبعض النسوة عقب عملية جراحية نسائية، وتشمل عوامل الخطر لهذه الذرية استعمال الحجاب المانع للحمل، والضمادات الإسفنجية المهبلية المانعة للحمل (ويجب ألا تترك في موضعها أكثر من 30 ساعة، كما يجب تجنب استعمال الدحسات tamponالمهبلية العالية الامتصاص). وتتصف أعراض هذه المتلازمة السمية بظهور حمى وقياء وإسهال مائي وآلام عضلية وهبوط في الضغط الشرياني ثم صدمة وإصابة خطرة لعدة أحشاء، يكون زرع الدم في هذه الآفة سلبياً، ويتم تعرف الجرثوم في بعض الحالات موضعياً بظهور التهاب مهبلي ناجم عن استعمال الدحسات واستفراد العنقوديات المفرزة لهذا الذيفان من مفرزات المهبل.
كثيراً ما تنتشر الأخماج العنقودية في المستشفيات إثر التهاون في استعمال وسائل أو أدوات غير معقمة، فالقضاء على العنقوديات الممرضة يتطلب استمرار حرارة 80 ْ مدة ساعة على الأقل. وتتعاظم هذه الأخماج المشفوية وتزداد انتشاراً بظهور ذرار مقاومة للصادات يكثر عددها نتيجة الإسراف في استعمال هذه المواد.
تشخص الإصابة بالعنقوديات باستفراد الجرثوم من الآفة ذاتها، أو بزرع الدم في حالة الإنتان أو بزرع النجيج أو المفرز، وذلك تبعاً للإصابة.
ويميز النوع الممرض بالتنميط العاثوي phage typing أو بالتراص المصلي agglutination، أو الرحلان الهلامي بالساحة النبضية pulsed- field gel electrophoresis.
تقاوم معظم العنقوديات المستفردة البنسلينG، وتقدر هذه المقاومة بنحو 85 إلى 90% من الذراري، كما أن المقاومة تتزايد بالنسبة للبنسلينات نصف التركيبية كالميتسلين والأمينوغليكوزيدات كالجنتامسين. ويدخر استعمال مركبات السيفالوسبورين للأخماج العنقودية المقاومة للبنسلين، أما الفانكومسين فيلجأ إليه في أخماج الذراري المقاومة للأكتام B.
عدنان تكريتي