خلدون المالح” مخرج الروائع الذي رحل بصمت!
"المالح" مخرج ضيعة تشرين وكاسك ياوطن... في الذكرى السابعة لرحيله
الجمعة, 26 أبريل 2019 م
لفظ “خلدون المالح” اسم “دمشق” على بعدِ آلاف الكيلومترات منها في مساء 25 نيسان 2016 حين أوصى عائلته بأن يُدفَن في العاصمة السورية تعويضاً لروحه عن الأيام التي أمضاها في “لوس أنجلوس” لتلقي العلاج من المرض الذي أتعبه و عاجله بالموت قبل أن يلقي نظرة الوداع الأخيرة على مدينته.
سناك سوري _ محمد العمر
المخرج السوري الذي ترك خلال 78 عاماً من عمرهِ آثاراً هامة في مسيرة التلفزيون و السينما و المسرح في “سوريا” لم يكتسب شهرة النجوم الذين جسّدوا أعماله مثل رفيق دربه “دريد لحام” و “نهاد قلعي” .
إلا أن الذاكرة التاريخية لبدايات التلفزيون السوري تحتفظ باسم “خلدون المالح” كواحد من المؤسسين الأوائل للمؤسسة السورية الوليدة مطلع الستينيات .
انطلق “المالح” من الإذاعة السورية كواحد من المذيعين اللامعين نهاية الخمسينيات و قد أثمر تألقه في العمل الإذاعي عن إرساله إلى “إيطاليا” ليتلقّى دورة في “تأسيس التلفزيون” و يكون واحداً من أوائل العاملين في التلفزيون السوري كمعدٍّ و مذيع للبرامج التلفزيونية .
أطلق “المالح” مسيرة برامج المنوعات في التلفزيون السوري مع الثنائي “دريد لحام ” و “نهاد قلعي” و أدى نجاح التجربة إلى إنتاج مسلسل “مقالب غوار” الشهير الذي أخرجه “المالح” و استمرّ مع الثنائي الكوميدي ليخرج لهما أعمالاً شهيرة من طراز “حمام الهنا” و “صح النوم” في التلفزيون و “ملح وسكر” و “وادي المسك” في السينما .
اقرأ أيضاً :“نهاد قلعي” الفنان المنسي في ذكرى رحيله
لم يعجز “المالح” عن خوض غمار تجربة الإخراج المسرحي بل نجح في إخراج أعمال من أهم الأعمال المسرحية في تاريخ المسرح السوري “ضيعة تشرين” “كاسك يا وطن ” “غربة” من نصوص الكاتب الكبير “محمد الماغوط” .
توّج “المالح” مسيرته بإخراج مسلسل “الجمل” عام 1999 الذي حظي بنسبة مشاهدة عالية عربياً و نال جائزة الدراما في مهرجان “القاهرة” في ذلك العام ليعتكف بعدها “المالح” عن العمل الفني حتى نهاية حياته مع التغييرات التي طرأت على نوعية الدراما و التلفزيون في فترة صعود الفضائيات العربية.
سيجد الباحث في أرشيف التلفزيون السوري ساعات طويلة مسجّلة باسم “خلدون المالح” من لقاءاته مع عمالقة الفن مثل “محمد عبد الوهاب” و “بليغ حمدي” و “عبد الحليم حافظ” إضافة إلى إخراجه روائع المسلسلات و الأفلام السورية في فترة البدايات و التي لا تزال تحتفظ برونقها بعد كل هذه السنوات و تحتفظ ببصمة ذاك المغادر بهدوء الذي يأتي اسمه في نهاية شارة السيرة الحافلة ..”خلدون المالح” .