ماهان (حسين علي عيسي)
Ibn Mahan (Al-Hussien ibn Ali ibn Issa-) - Ibn Mahan (Al-Hussien ibn Ali ibn Issa-)
ابن ماهان (الحسين بن علي بن عيسى ـ)
(… ـ 196 هـ/ … ـ 812 م)
الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان أحـد القادة الشجعان في العصر العباسي ولاسيما في زمن الخليفة الأمين.
سار سيرة أبيه علي بن عيسى في الوقوف إلى جانب الأمين وتنفيذ ما يسنده إليه من مهمات عسكرية، ولكنه كان متقلب المزاج لا يثبت على حال، فقد أرسله الأمين سنة 195هـ على رأس جيش لقتال علي بن عبد الله (السُّفياني) الأموي الذي انتهز فرصة الفتنة الناشبة بين الأخوين الأمين والمأمون، فأعلن الثورة، وخرج في الشام داعياً لنفسه بالخلافة، محاولاً أن يعيد مجد بني أمية الغابر، فاستولى على دمشق، وطرد عاملها سليمان بن المنصور. إلاّ أن الحسين بن علي بن عيسى رجع من قتاله خائباً ولم يتمكن من القضاء عليه.
وفي سنة 196هـ كان الأمين قد عقد لعبد الملك بن صالح نيابة الشام والجزيرة، وأمـره أن يتوجه بجيشه لقتال جيش المأمون الذي كان يقـوده طاهر بن الحسين. فسـار بقواته ومعه ابن ماهان الحسين بن علي بن عيسى، ولما أصبحوا بالرقة توفي عبد الملك بن صالح، فأقام الأمين مكانه الحسينَ بنَ علي بن عيسى نائباً على الرقة، فاستقلَّ بالأمر، وَوَصل الجند، وقوَّى ضعفاءهم. ثم تابع الجيش مسيرته بقيادة ابن ماهان إلى بغداد لنصرة الأمين، فتلقاه أهل بغداد وأشرافهم بالإكرام والإعظام. فلما كان الليل أرسل الأمين رسوله إليه يستدعيه، فلم يستجب ابن ماهان، وقال غاضباً: والله ما أنا بمسامر ولا مضحك ولا مغنٍّ، فلماذا يطلبني في هذه الليلة؟!.
وما كاد صباح الغد ينبلج حتى أعلن الحسين بن علي بن عيسى تبرُّؤه من الأمين وانقلابه عليه، فجمع الناس وقام فيهم خطيباً، وألَّبهم على خلعه، وذكر ما يتعاطاه الأمين من اللهو واللعب، وما هو عليه من سوء التدبير وكثرة التبذير، وأنه لا تصلح الخلافة لمن هذه حاله، لأنه بهذه السياسة يريد أن يوقع البأس بين الناس. فالتف حول الحسين خلق كثير، وجمّ غفير. فلما سمع الأمين بذلك بعث في إثره العساكر ليقبضوا عليه، ولكنه ثبت وقاتل شطراً من النهار، وأمر أصحابه بالترجل إلى الأرض، وأن يقاتلوا بالسيوف والرماح. فانهزم عسكر الأمين، وخلعه الحسين بن علي بن عيسى وأخذ البيعة لعبد الله المأمون.
إلاّ أن جموعاً من أهل بغداد في اليوم التالي أخذوا يشغبون على الحسين بن علي بن عيسى، ويطالبونه بحقوقهم من الأرزاق، وانقسموا فرقتين : فرقة مع الأمين وفرقة معه، واقتتلوا قتالاً شديداً، فكانت الغلبة لحزب الخليفة، فأسروا الحسين وقيدوه ودخلوا به القصر، فلامه الأمين على ما صدر منه وقرَّعه، ثم قبل اعتذاره وأطلقه وعفا عنه وأعاده إلى القيادة، وأمره بجمع الجند لمحاربة أصحاب المأمون والمسير بهم إلى حُلوان التي تقع أسفل كركوك شرقي دجلة. ولكنه ما كاد يخرج من بغداد حتى هرب في حاشيته وخدمه. فأرسل إليه الأمين من يردُّه، فانطلقت وراءه جماعة من الجند فأدركوه على بعد خمسة كيلو مترات من بغداد، ووقع بين الطرفين القتال حتى عثر به فرسه، فسقط عنه فقتل، وجاؤوا برأسه إلى الأمين.
محمَّـد كمـال
Ibn Mahan (Al-Hussien ibn Ali ibn Issa-) - Ibn Mahan (Al-Hussien ibn Ali ibn Issa-)
ابن ماهان (الحسين بن علي بن عيسى ـ)
(… ـ 196 هـ/ … ـ 812 م)
الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان أحـد القادة الشجعان في العصر العباسي ولاسيما في زمن الخليفة الأمين.
سار سيرة أبيه علي بن عيسى في الوقوف إلى جانب الأمين وتنفيذ ما يسنده إليه من مهمات عسكرية، ولكنه كان متقلب المزاج لا يثبت على حال، فقد أرسله الأمين سنة 195هـ على رأس جيش لقتال علي بن عبد الله (السُّفياني) الأموي الذي انتهز فرصة الفتنة الناشبة بين الأخوين الأمين والمأمون، فأعلن الثورة، وخرج في الشام داعياً لنفسه بالخلافة، محاولاً أن يعيد مجد بني أمية الغابر، فاستولى على دمشق، وطرد عاملها سليمان بن المنصور. إلاّ أن الحسين بن علي بن عيسى رجع من قتاله خائباً ولم يتمكن من القضاء عليه.
وفي سنة 196هـ كان الأمين قد عقد لعبد الملك بن صالح نيابة الشام والجزيرة، وأمـره أن يتوجه بجيشه لقتال جيش المأمون الذي كان يقـوده طاهر بن الحسين. فسـار بقواته ومعه ابن ماهان الحسين بن علي بن عيسى، ولما أصبحوا بالرقة توفي عبد الملك بن صالح، فأقام الأمين مكانه الحسينَ بنَ علي بن عيسى نائباً على الرقة، فاستقلَّ بالأمر، وَوَصل الجند، وقوَّى ضعفاءهم. ثم تابع الجيش مسيرته بقيادة ابن ماهان إلى بغداد لنصرة الأمين، فتلقاه أهل بغداد وأشرافهم بالإكرام والإعظام. فلما كان الليل أرسل الأمين رسوله إليه يستدعيه، فلم يستجب ابن ماهان، وقال غاضباً: والله ما أنا بمسامر ولا مضحك ولا مغنٍّ، فلماذا يطلبني في هذه الليلة؟!.
وما كاد صباح الغد ينبلج حتى أعلن الحسين بن علي بن عيسى تبرُّؤه من الأمين وانقلابه عليه، فجمع الناس وقام فيهم خطيباً، وألَّبهم على خلعه، وذكر ما يتعاطاه الأمين من اللهو واللعب، وما هو عليه من سوء التدبير وكثرة التبذير، وأنه لا تصلح الخلافة لمن هذه حاله، لأنه بهذه السياسة يريد أن يوقع البأس بين الناس. فالتف حول الحسين خلق كثير، وجمّ غفير. فلما سمع الأمين بذلك بعث في إثره العساكر ليقبضوا عليه، ولكنه ثبت وقاتل شطراً من النهار، وأمر أصحابه بالترجل إلى الأرض، وأن يقاتلوا بالسيوف والرماح. فانهزم عسكر الأمين، وخلعه الحسين بن علي بن عيسى وأخذ البيعة لعبد الله المأمون.
إلاّ أن جموعاً من أهل بغداد في اليوم التالي أخذوا يشغبون على الحسين بن علي بن عيسى، ويطالبونه بحقوقهم من الأرزاق، وانقسموا فرقتين : فرقة مع الأمين وفرقة معه، واقتتلوا قتالاً شديداً، فكانت الغلبة لحزب الخليفة، فأسروا الحسين وقيدوه ودخلوا به القصر، فلامه الأمين على ما صدر منه وقرَّعه، ثم قبل اعتذاره وأطلقه وعفا عنه وأعاده إلى القيادة، وأمره بجمع الجند لمحاربة أصحاب المأمون والمسير بهم إلى حُلوان التي تقع أسفل كركوك شرقي دجلة. ولكنه ما كاد يخرج من بغداد حتى هرب في حاشيته وخدمه. فأرسل إليه الأمين من يردُّه، فانطلقت وراءه جماعة من الجند فأدركوه على بعد خمسة كيلو مترات من بغداد، ووقع بين الطرفين القتال حتى عثر به فرسه، فسقط عنه فقتل، وجاؤوا برأسه إلى الأمين.
محمَّـد كمـال