حسن سهل
Al-Hasan ibn Sahl - Al-Hassan ibn Sahl
الحسن بن سهل
(166-236هـ/782-851م)
أبو محمد الحسن بن سهل السرخسي، فارسي المولد من وزراء الخليفة المأمون وولاته وقواده، وأخو الفضل بن سهل ذي الرياستين، وكان الحسن من الفصحاء المعدودين واشتهر بتوقيعاته وعرف بالجود حتى حين افتقر.
كان الحسن بن سهل وأخوه الفضل من أهل بيت الرياسة في المجوس، وأسلما هما وأبوهما سهل أيام الخليفة هارون الرشيد (170-193هـ/786-808م) وقيل في خلافة المهدي (158-169هـ/775-785م)، ودخل كل من الحسن والفضل في خدمة المأمون وهو ولي عهد، وكانا معه في أثناء إمارته على خراسان وبعد وفاة الخليفة هارون الرشيد سنة193هـ وخلافة أخيه الأمين.
كان الخليفة هارون الرشيد قد جعل ابنه الأمين ولياً لعهده سنة 175هـ/ 791م وجعل له ولاية العراق والشام حتى أقصى المغرب، ثم بايع لابنه عبد الله المأمون سنة 182هـ/798 بعد أخيه الأمين على أن تكون له ولاية خراسان وما يتصل بها من ولايات شرقية.
بدأ الخلاف بين الأمين والمأمون سنة 194هـ/809م، وتحول إلى صراع مسلح سنة 195هـ/810م، فلما هُزم جيش الأمين وقُتل قائده علي بن عيسى بن ماهان بالري، خُطب للمأمون بإمرة المؤمنين بخراسان سنة 196هـ/811م, ورفع المأمون منزلة الفضل بن سهل وعقد له على المشرق ولقبه بذي الرياستين، رياسة الحرب والقلم، وولى الحسن بن سهل ديوان الخراج.
في سنة 196هـ استولى طاهر بن الحسين قائد المأمون على بغداد وقتل الأمين،ووضعت الحرب أوزارها، وانقاد الناس في المشرق والمغرب إلى طاعة المأمون، واستعمل المأمون الحسن بن سهل على كل ما افتتحه طاهر من كور الجبال والعراق وفارس والأهواز والحجاز واليمن، وكتب إلى طاهر بتسليم ذلك إليه، وقدم الحسن بن سهل إلى العراق سنة 199هـ/814م وفرق العمال وأمر طاهراً بالمسير إلى الرقة لمحاربة نصر بن شبث العقيلي.
كانت ولاية الحسن التي امتدت ما بين 199-204هـ/814-819م فترة فتن واضطرابات، وكان أول من خلع الطاعة محمد بن إبراهيم العلوي المعروف بابن طباطبا بالكوفة في جمادى الثانية سنة 199هـ، وصار يدعو إلى الرضا من آل محمد والعمل بالكتاب والسنة، وكان قائد جنده أبو السرايا السري بن منصور الشيباني قد استولى على الكوفة من واليها العباسي،ولما توفي ابن طباطبا قام أبو السرايا بتولية محمد ابن محمد بن زيد العلوي، واستبد بالأمر دونه وهزم أبو السرايا الجيوش التي أرسلها الحسن بن سهل، ولم ينجح الحسن بإخماد هذه الثورة التي دامت عشرة أشهر، إلا بعد أن استعان بالقائد هرثمة بن أعين، وفي سنة 200هـ/815م هاج الشغب بين الحربية (نسبة إلى حرب بن عبد الله الراوندي من قادة المنصور) والحسن بن سهل، ووثبوا على عمال الحسن في بغداد وطردوهم، واستغل الشطار واللصوص اضطراب الأوضاع في بغداد، فأخذوا يقطعون الطرق علانية، ويهاجمون القرى ويأخذون المتاع والمال، ويتعرضون للنساء، فهب المطوعة لحربهم ودعوا الناس إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
حين وصل إلى مسامع المأمون ما فيه الناس من الفتنة والقتال منذ مقتل أخيه الأمين، وأن الفضل بن سهل كان يستر عنه الأخبار، وأن أهل بيته والناس قد نقموا عليه لبيعته لعلي بن موسى بن جعفر العلوي من بعده وأنهم بايعوا لعمه إبراهيم بن المهدي بالخلافة، وأن الحرب قائمة بين إبراهيم والحسن بن سهل، قرر المأمون التوجه إلى بغداد، فارتحل من مرو، فلما أتى سرخس، قُتل الفضل، وكتب المأمون إلى الحسن بن سهل يعلمه ما دخل عليه من المصيبة بمقتل الفضل وأنه صيّره مكانه، ثم شخص المأمون من سرخس حتى صار إلى طوس حيث توفي علي بن موسى فجأة في آخر صفر سنة 203هـ/818م، فكتب المأمون إلى بني العباس والموالي وأهل بغداد، يعلمهم بموت علي بن موسى ويسألهم الدخول في طاعته، ثم جدَّ السير إلى بغداد فوصلها سنة 204هـ/819م واستوزر الحسن بن سهل بعد أخيه الفضل، وتزوج المأمون سنة 210هـ بوران ابنة الحسن بن سهل، واحتفل الحسن بأمرها وعمل من الولائم والأفراح ما لم يعهد مثله في عصر من العصور.
كان الحسن بن سهل من أعظم الناس منزلة عند المأمون، وبقي وزيراً حتى عرضت له سوداء كان من أسبابها جزعه على أخيه، فانقطع بداره ليتطبب، واحتجب عن الناس، فاستوزر المأمون أحمد بن أبي خالد، فكان أحمد يقصد خدمة الحسن في كل وقت، وإذا حضر الحسن دار المأمون كان أعلى الناس مكانة.
توفي الحسن في خلافة المتوكل (232-247هـ/846-861م) فأمر المتوكل بتجهيز جهازه من خزانته.
نجدة خماش
Al-Hasan ibn Sahl - Al-Hassan ibn Sahl
الحسن بن سهل
(166-236هـ/782-851م)
أبو محمد الحسن بن سهل السرخسي، فارسي المولد من وزراء الخليفة المأمون وولاته وقواده، وأخو الفضل بن سهل ذي الرياستين، وكان الحسن من الفصحاء المعدودين واشتهر بتوقيعاته وعرف بالجود حتى حين افتقر.
كان الحسن بن سهل وأخوه الفضل من أهل بيت الرياسة في المجوس، وأسلما هما وأبوهما سهل أيام الخليفة هارون الرشيد (170-193هـ/786-808م) وقيل في خلافة المهدي (158-169هـ/775-785م)، ودخل كل من الحسن والفضل في خدمة المأمون وهو ولي عهد، وكانا معه في أثناء إمارته على خراسان وبعد وفاة الخليفة هارون الرشيد سنة193هـ وخلافة أخيه الأمين.
كان الخليفة هارون الرشيد قد جعل ابنه الأمين ولياً لعهده سنة 175هـ/ 791م وجعل له ولاية العراق والشام حتى أقصى المغرب، ثم بايع لابنه عبد الله المأمون سنة 182هـ/798 بعد أخيه الأمين على أن تكون له ولاية خراسان وما يتصل بها من ولايات شرقية.
بدأ الخلاف بين الأمين والمأمون سنة 194هـ/809م، وتحول إلى صراع مسلح سنة 195هـ/810م، فلما هُزم جيش الأمين وقُتل قائده علي بن عيسى بن ماهان بالري، خُطب للمأمون بإمرة المؤمنين بخراسان سنة 196هـ/811م, ورفع المأمون منزلة الفضل بن سهل وعقد له على المشرق ولقبه بذي الرياستين، رياسة الحرب والقلم، وولى الحسن بن سهل ديوان الخراج.
في سنة 196هـ استولى طاهر بن الحسين قائد المأمون على بغداد وقتل الأمين،ووضعت الحرب أوزارها، وانقاد الناس في المشرق والمغرب إلى طاعة المأمون، واستعمل المأمون الحسن بن سهل على كل ما افتتحه طاهر من كور الجبال والعراق وفارس والأهواز والحجاز واليمن، وكتب إلى طاهر بتسليم ذلك إليه، وقدم الحسن بن سهل إلى العراق سنة 199هـ/814م وفرق العمال وأمر طاهراً بالمسير إلى الرقة لمحاربة نصر بن شبث العقيلي.
كانت ولاية الحسن التي امتدت ما بين 199-204هـ/814-819م فترة فتن واضطرابات، وكان أول من خلع الطاعة محمد بن إبراهيم العلوي المعروف بابن طباطبا بالكوفة في جمادى الثانية سنة 199هـ، وصار يدعو إلى الرضا من آل محمد والعمل بالكتاب والسنة، وكان قائد جنده أبو السرايا السري بن منصور الشيباني قد استولى على الكوفة من واليها العباسي،ولما توفي ابن طباطبا قام أبو السرايا بتولية محمد ابن محمد بن زيد العلوي، واستبد بالأمر دونه وهزم أبو السرايا الجيوش التي أرسلها الحسن بن سهل، ولم ينجح الحسن بإخماد هذه الثورة التي دامت عشرة أشهر، إلا بعد أن استعان بالقائد هرثمة بن أعين، وفي سنة 200هـ/815م هاج الشغب بين الحربية (نسبة إلى حرب بن عبد الله الراوندي من قادة المنصور) والحسن بن سهل، ووثبوا على عمال الحسن في بغداد وطردوهم، واستغل الشطار واللصوص اضطراب الأوضاع في بغداد، فأخذوا يقطعون الطرق علانية، ويهاجمون القرى ويأخذون المتاع والمال، ويتعرضون للنساء، فهب المطوعة لحربهم ودعوا الناس إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
حين وصل إلى مسامع المأمون ما فيه الناس من الفتنة والقتال منذ مقتل أخيه الأمين، وأن الفضل بن سهل كان يستر عنه الأخبار، وأن أهل بيته والناس قد نقموا عليه لبيعته لعلي بن موسى بن جعفر العلوي من بعده وأنهم بايعوا لعمه إبراهيم بن المهدي بالخلافة، وأن الحرب قائمة بين إبراهيم والحسن بن سهل، قرر المأمون التوجه إلى بغداد، فارتحل من مرو، فلما أتى سرخس، قُتل الفضل، وكتب المأمون إلى الحسن بن سهل يعلمه ما دخل عليه من المصيبة بمقتل الفضل وأنه صيّره مكانه، ثم شخص المأمون من سرخس حتى صار إلى طوس حيث توفي علي بن موسى فجأة في آخر صفر سنة 203هـ/818م، فكتب المأمون إلى بني العباس والموالي وأهل بغداد، يعلمهم بموت علي بن موسى ويسألهم الدخول في طاعته، ثم جدَّ السير إلى بغداد فوصلها سنة 204هـ/819م واستوزر الحسن بن سهل بعد أخيه الفضل، وتزوج المأمون سنة 210هـ بوران ابنة الحسن بن سهل، واحتفل الحسن بأمرها وعمل من الولائم والأفراح ما لم يعهد مثله في عصر من العصور.
كان الحسن بن سهل من أعظم الناس منزلة عند المأمون، وبقي وزيراً حتى عرضت له سوداء كان من أسبابها جزعه على أخيه، فانقطع بداره ليتطبب، واحتجب عن الناس، فاستوزر المأمون أحمد بن أبي خالد، فكان أحمد يقصد خدمة الحسن في كل وقت، وإذا حضر الحسن دار المأمون كان أعلى الناس مكانة.
توفي الحسن في خلافة المتوكل (232-247هـ/846-861م) فأمر المتوكل بتجهيز جهازه من خزانته.
نجدة خماش