مبارك شاه (احمد محمد)
Ibn Mubarak Shah (Ahmad ibn Mohammad-) - Ibn Mubarak Shah (Ahmad ibn Mohammad-)
ابن مبارك شاه (أحمد بن محمد ـ)
(806 ـ 862هـ/1403ـ 1458م)
أحمد بن محمد بن حسين بن إبراهيم بن سليمان، شهاب الدين بن مبارك شاه، القاهري السيفي اليشبكي الحنفي الصوفي، العالم الأديب، ومبارك شاه لقب والده.
ولد في القاهرة، ووجَّهه أبوه نحو العلم، فقرأ القرآن الكريم بقراءاته، وسمع الحديث الشريف على علماء القاهرة، وحصَّل علوم اللغة والأدب حتى تفنن وبرع وتميز وأشير إليه بالفضيلة التامة، وأقرأ الطلبة وأفاد، وطارح العلماء وباحثهم. وظل مشتغلاً بالعلم والأدب مع التواضع والسكون والقناعة والمداومة على التحصيل والإفادة إلى أن توفي.
ولابن مبارك شاه مصنّفات خدمت مؤلفات سابقة لشيوخه، منها تعليقات وشروح في الحديث والقراءات وأسباب النزول، ومنها مجموعات متفرقة في الأدب والأخبار أشهرها مجموعته «السفينة» التي جاءت في أربعة عشر مجلداً، ضمّنها فوائد كثيرة مختلفة مما سمع وقرأ، فأدرج فيه أدباً وأخباراً ومختارات شعرية ومنتخبات من كتب كثيرة في علوم مختلفة وفنون متباينة.
وكان ابن مبارك شاه أديباً معروفاً في أيامه، كتب النثر الأدبي ودبج الرسائل وتبادلها مع أدباء عصره، ونظم الشعر على طريقة أهل عصره، فمدح ورثى وتغزّل ووصف، وقال شيئاً من الحكمة والفخر بأخلاقه.
اتسم نثره الأدبي بالصنعة، فهو يحرص على ضروب البديع في كتاباته، من تقطيع وسجع وجناس وطباق مع الإفادة من التراث اقتباساً وتضميناً وإشارةً، لذلك يصعب فهم مراده وتذوق أسلوبه لأنه يحتاج من قارئه إلى ثقافة تراثية كبيرة ومعرفة واسعة بفنون البديع، وبهذه الطريقة في الكتابة لم يخرج عن النهج السائد في أيامه، وجارى الأدباء في التوجه العام نحو التفنن في التعبير المثقل بالصنعة واستخدام عناصر الثقافة المختلفة فيه، وهما دليلا البراعة والتميّز والإجادة في ذلك الوقت.
وهذه السمات متوافرة في شعره، فكأنه لا ينظم الشعر ليعبر عن أفكار ومشاعر، وإنما ينظمه ليظهر مقدرته على إقامة فنون الصنعة البديعية، فتراه يحرص على النكتة البديعية وإن كانت ثقيلة، لأن ذلك كان دأب شعراء العصر، ولذلك قيل عنه إنه تعانى نظم الشعر على الطريقة النباتية، نسبة إلى الشاعر ابن نباتة الذي وصل بالتصنع في شعره إلى الغاية في القرن الثامن الهجري.
ومن نثره وشعره قوله في رسالة كتبها إلى الشريف صلاح الدين الأسيوطي:
يقبل الأرض التي مدت آمالُنا لسماحتها يدَ الأطماع، وينهي أنه تمسك بقوة الطباع…
وله قصيدة مطولة في مدح الحافظ المحدث ابن حجر، منها قوله:
محمود سالم محمد
Ibn Mubarak Shah (Ahmad ibn Mohammad-) - Ibn Mubarak Shah (Ahmad ibn Mohammad-)
ابن مبارك شاه (أحمد بن محمد ـ)
(806 ـ 862هـ/1403ـ 1458م)
أحمد بن محمد بن حسين بن إبراهيم بن سليمان، شهاب الدين بن مبارك شاه، القاهري السيفي اليشبكي الحنفي الصوفي، العالم الأديب، ومبارك شاه لقب والده.
ولد في القاهرة، ووجَّهه أبوه نحو العلم، فقرأ القرآن الكريم بقراءاته، وسمع الحديث الشريف على علماء القاهرة، وحصَّل علوم اللغة والأدب حتى تفنن وبرع وتميز وأشير إليه بالفضيلة التامة، وأقرأ الطلبة وأفاد، وطارح العلماء وباحثهم. وظل مشتغلاً بالعلم والأدب مع التواضع والسكون والقناعة والمداومة على التحصيل والإفادة إلى أن توفي.
ولابن مبارك شاه مصنّفات خدمت مؤلفات سابقة لشيوخه، منها تعليقات وشروح في الحديث والقراءات وأسباب النزول، ومنها مجموعات متفرقة في الأدب والأخبار أشهرها مجموعته «السفينة» التي جاءت في أربعة عشر مجلداً، ضمّنها فوائد كثيرة مختلفة مما سمع وقرأ، فأدرج فيه أدباً وأخباراً ومختارات شعرية ومنتخبات من كتب كثيرة في علوم مختلفة وفنون متباينة.
وكان ابن مبارك شاه أديباً معروفاً في أيامه، كتب النثر الأدبي ودبج الرسائل وتبادلها مع أدباء عصره، ونظم الشعر على طريقة أهل عصره، فمدح ورثى وتغزّل ووصف، وقال شيئاً من الحكمة والفخر بأخلاقه.
اتسم نثره الأدبي بالصنعة، فهو يحرص على ضروب البديع في كتاباته، من تقطيع وسجع وجناس وطباق مع الإفادة من التراث اقتباساً وتضميناً وإشارةً، لذلك يصعب فهم مراده وتذوق أسلوبه لأنه يحتاج من قارئه إلى ثقافة تراثية كبيرة ومعرفة واسعة بفنون البديع، وبهذه الطريقة في الكتابة لم يخرج عن النهج السائد في أيامه، وجارى الأدباء في التوجه العام نحو التفنن في التعبير المثقل بالصنعة واستخدام عناصر الثقافة المختلفة فيه، وهما دليلا البراعة والتميّز والإجادة في ذلك الوقت.
وهذه السمات متوافرة في شعره، فكأنه لا ينظم الشعر ليعبر عن أفكار ومشاعر، وإنما ينظمه ليظهر مقدرته على إقامة فنون الصنعة البديعية، فتراه يحرص على النكتة البديعية وإن كانت ثقيلة، لأن ذلك كان دأب شعراء العصر، ولذلك قيل عنه إنه تعانى نظم الشعر على الطريقة النباتية، نسبة إلى الشاعر ابن نباتة الذي وصل بالتصنع في شعره إلى الغاية في القرن الثامن الهجري.
ومن نثره وشعره قوله في رسالة كتبها إلى الشريف صلاح الدين الأسيوطي:
تجاسر العبد حسب الإذن منك له وراح من شيخه بالسعد مقرونـا ملكتِ رقّيِ بما أسديتَ من كَـرَم إذ كنت عبداً رقيقاً، صرت مأذونا |
وله قصيدة مطولة في مدح الحافظ المحدث ابن حجر، منها قوله:
له قلم كالميل والنقش كحلـــه يداوي به من كان في الناس أرمدا وزّهد في التأليف كل مؤلـــف فصار بتأليف الحديث مُزَهِّـــدا إذا ما حضرت اليوم مجلس حكمه ترى فيه ما فيه الخلاص له غـدا |