ليوبولدو لوغونس Leopoldo Lugones شاعر وناقد وروائي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ليوبولدو لوغونس Leopoldo Lugones شاعر وناقد وروائي

    لوغونس (ليوبولد) Lugones (Leopoldo-) - Lugones (Leopoldo-)
    لوغونِس (ليوبولدو ـ)

    (1874 ـ 1938)



    ليوبولدو لوغونس Leopoldo Lugones شاعر وناقد وروائي أرجنتيني بارز. ولد في بلدة ماريا دِل ريو سِكو Villa María del Río Seco لأسرة عريقة وتوفي في بوينس آيرِس Buenos Aires. فَرَضت عليه والدته في طفولته تربية دينية متزمتة قاسية، انقلبت في مراهقته تمرداً على أي نظام وعداءً للكنيسة الكاثوليكية وتوجهاً نحو الفكر الاشتراكي. أسس في منطقته أول مركز للعمل الاشتراكي وأسهم بكتاباته النقدية في الصحيفة ذات التوجه الاشتراكي «الفكر الحر» Pensamiento Libre، ونشر في عام 1893 ديوانه الشعري الأول «العوالم» Los mundos الذي لم يلقَ أي صدى لدى النقاد والقراء. انتقل في عام 1896 إلى العاصمة حيث تزوج وأسهم في تأسيس الصحيفة الاشتراكية «الجبل» La montaña وحرر فيها صفحة الجرائم في القسم الاجتماعي، وصار عضواً ناشطاً في مجموعة الشعراء الحداثويين التجريبيين التي قادها الشاعر النيكاراغوري روبِن داريو Rubén Darío، وأخذ يكتب في الوقت نفسه لصحيفة «الأمة» La Nacion واسعة الانتشار التي أوفدته إلى أوربا مرات عدة. لاقى ديوانه «جبال من ذهب» Las montañas del oro نجاحاً كبيراً لدى القراء والنقاد على حدّ سواء، واتفقوا على أن قصائده تمثل أفضل ما قدمه الشعر الأرجنتيني حتى حينه، وتشي المجموعة بانجذاب لوغونس إلى أهداف حركة الحداثة modernismo من حيث استخدامه الشعر الحر والخيال الغرائبي اللذين جدد توظيفهما في ديوان «أضواء الغسق في الحديقة» Los crepúsculos del jardin (1905) وفي ديوان «تقويم قمري عاطفي» Lunario sentimental اللذين وطدا مكانته شاعراً مجدداً رائداً على صعيد النظم واللغة والصور الشعرية والتعبير والأحاسيس الداخلية.



    أقام لوغونس بين 1911- 1914 في باريس حيث أشرف على تحرير مجلة «أمريكا الجنوبية» Revue Sudaméricaine وتعرف التيارات الفكرية والأدبية - الفنية في أوربا، وعاد إلى الوطن عند اندلاع الحرب العالمية الأولى وقد نأى عن أفكار شبابه الاشتراكية وولعه بالحداثة الشعرية، ليتبدى في كتاباته الجديدة ومواقفه المعلنة قومياً محافظاً متشدداً يعبر عن قضاياه بأسلوب واقعي صرف. وقد ظهرت ظلال هذا التحول في كتابات نثرية نشرها عام 1905 بعنوان «حرب الغاوشا» La guerra Gaucha (غاوشا تعني الخلاسيون في الأرجنتين والأرغواي الذين يعملون في خدمة كبار المزارعين، ولهم ثياب خاصة صارت فولكورية)، ثم تجلّى التحول واضحاً في ديوان «كتاب المناظر الطبيعية» El libro de los paisajes (1917) الذي تغنت قصائده بروعة جمال الريف الأرجنتيني. ثم أخذ في تطوير موضوعاته ذات النزعة القومية في أعمال نثرية مثل «حكايات قدرية» Cuentos fatales (1924)، وفي رواية «ملاك الظل»El ángel de la sombra (1926).

    وما يلفت النظر في عمل لوغونس إصداره مجلدات عدة في تاريخ الأرجنتين وترجمته ملحمتي هوميروس «الإلياذة» و«الأوديسة» إلى الإسبانية. وقد حصل عام 1926 على الجائزة الوطنية للأدب عن مجمل أعماله، وشغل منذ العام 1914 حتى 1938 منصب مدير المجلس الوطني للتعليم، كما مثّل الأرجنتين في عصبة الأمم عام 1924 في لجنة التعاون الفكري. وفي عام 1930 دعم لوغونس الانقلاب العسكري اليميني، فتحول في نظر زملائه إلى شاعر سلطة النظام والبيروقراطية، وتبنى في سنواته الأخيرة مواقف تقارب الفاشية الإيطالية.

    لم ير لوغونس نفسه إلا شاعراً، وكان قلقاً بشأن المناصب التي تقلدها وما تتطلبه من مسؤوليات على صعيد العمل مع الناس ولأجلهم، وهو المعروف بانطوائيته وتفضيله العزلة بعيداً عن الأضواء ومشاغل الحياة اليومية. وتحت ضغط الأعباء والمشاعر المتضاربة أقدم على الانتحار.

    يُعد لوغونس في إبداعه الشعري والنثري إحدى القامات الفارعة في تاريخ الأدب الأرجنتيني. صحيح أن تقلباته الفكرية والأسلوبية الأدبية قد حالت إلى حد كبير دون تقييم عمله في حياته، إلا أن عظمة إنجازه تجلت عقب وفاته وبغياب العنصر السياسي، ولاسيما أن تأثيره قد تبدى جلياً في أعمال جيل كامل من بعده، وفي مقدمته خورخِه لويس بورخس J.L.Borges وخوليو كورتَثار J.Cortazar.

    ناصر عقاد
يعمل...
X