لوتريامن (كونت دي)شاعر فرنسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لوتريامن (كونت دي)شاعر فرنسي

    لوتريامن (كونت دي) Lautreamont (Count comte de-) - Lautreamont (Count comte de-)
    لوتْرِيامُن (كونت دي ـ)

    (1846ـ 1870)



    إيزيدور دوكاس Isidore Ducasse الملقب بكونت دي لوتْرِيامُن Comte de Lautréamont؛ شاعر فرنسي ولد في مونتيڤيديو Montevideo عاصمة الأورغواي، وأمضى فيها طفولته، حيث كان والده يعمل في القنصلية الفرنسية. بدأ دراسته لدى اليسوعيين، وعندما أظهر عدم انسجام واستعداد للمتابعة فيها، عاد إلى باريس لمتابعة تعليمه في مدارس داخلية، وتميز من زملاء صفه بتفوقه في علوم الرياضيات والفيزياء والجبر، واجتهد لتحضير امتحان القبول في كلية العلوم التقنية Polytechnique.

    لم يعش سوى سنوات قليلة (توفي وهو في الرابعة والعشرين مصاباً بداء السل)، لم تسمح للدارسين والنقاد بمعرفته جيداً وحتى بالاحتفاظ بصورة له. كل ما يُعرف عنه أنه كان شاحب الوجه، محدّب الظهر، يلازمه صداع دائم. كما أنه كان يعيش وحيداً في باريس، لايعرفه سوى المصرفي الذي كان يدفع له الراتب الشهري الذي خصصه والده له. كانت علاقته مع والدته، التي فقدها باكراً، أوثق من تلك التي تربطه بوالده الذي وصفه «بعجوز غريب الطبع والمزاج».

    عندما قدّم كتابه الأول عام 1868 «أناشيد ملدرور» Les Chants de Maldoror للنشر فزع الناشر لجرأته وطلب منه تعديلاً، فقد كان هواه جامحاً، حاداً، متحرراً إلى أبعد الحدود وكان يستشيط غضباً ويتطاير شرراً وكأنه يعرف أن حياته قصيرة، فتفوّه بقوة مثل البركان بما في دخيلته. ولايعود هيجانه وجنونه إلى عنفوان الشباب بل إلى فكر شيطاني تجاوز بودلير [ر] في الحديث عن الشر، والشاعر الملقب بالشيطان رامبو [ر] في الحديث عن الشذوذ. وكان لوتريامُن ناقماً على قدره ومجتمعه بأخلاقياته ولم تكن ثورته على القيم الثقافية والأخلاقية والدينية فقط، بل أيضاً على اللغة الناقلة لهذه القيم.

    لقي كتابه الأول نجاحاً كبيراً، إذ وجد القراء فيه شخصية غير طبيعية جريئة في طرح جوانب الشر. ويضم «أناشيد ملدرور» ستة أناشيد كُتبت بأسلوب نثر إيقاعي. ويصوّر لوتريامُن ملدرور، قرينه، تائهاً وسط مذابح ومصائب في عالم منبوذ فيه، يكرهه هو أيضاً إلى درجة التقيؤ. وتظهر هذه الشخصية تارة بصورة رجل وتارة بصورة خنثى وتارة بصورة فارس ليلي وتارة بصورة نسر أو تّمٍ أسود. ووصف لوتريامن للحيوانات والحشرات يفوق الخيال فالبّق، على سبيل المثال، يصبح ضخماً قادراً في مخيلته على سحق الرجال كما تسحق السنابل، كما يظهر ملدرور في صورة أخطبوط دنس. وتمنى الشاعر أن يكون ابن سمكة القرش التي تشبه العاصفة في هيجانها. كانت تجذبه ضراوة الحيوانات، والحمى التي كانت تتملكه ـ إضافة إلى أفكاره السوداوية الشيطانية ـ جعلته في نظر زملائه صاحب عقل مختل. ويعدُّ لوتريامن من أنصار السادية Sadisme، إذ تتملكه رغبة شيطانية في تعذيب الأبرياء، ثم يصرخ فرحاً لرؤيتهم يتألمون. وبعد ذلك يشعر بالندم وبذنب لم يعرف مصدره.

    أصدر كتابه الثاني «قصائد -1-» Poésies I (1870)، وترك أيضاً ست رسائل. كان يجيد في كتاباته المناجاة النفسية الفردية Soliloque ويملك مهارة تقنية فيجعل من الشذرات وحدة متكاملة.من أقواله: «استبدل بالكآبة الشجاعة وباليأس الأمل وبالتذمر العمل».

    وقد وجد الأدباء السرياليون في القرن العشرين في لوتريامن رائداً لهم، وقال أندريه بروتون [ر]: «لايمكن أن نرى في كتابات لوتريامن إلا رسالة ساطعة تقدح شرراً وقد تجاوزت كثيراً حدود ما قاله الآخرون». أما ألبير كامو[ر] فقد وجد وراء ملدرور شاباً عبقرياً.

    حنان المالكي
يعمل...
X